الخميس، 1 نوفمبر 2012

القوات الصليبية الغازية لأفغانستان تقر بقتل 5 مدنيين أفغان بينهم 3 نساء في مداهمة ليلية

التايمز': قوات امريكية خاصة نزعت الرصاص من جثث افغان بعد عملية فاشلة في شرق البلاد

من ناحية آخرى كشف تقرير صحافي ان افرادا في القوات الخاصة الامريكية العاملة في افغانستان قاموا باخراج رصاص من جثث ضحاياهم في افغانستان بعد عملية مداهمة فاشلة وغسلوا اثارها بمادة مطهرة 'الكحول' وكذبوا على قادتهم مخفين ما حدث.

وأقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) امس الاثنين بأن قواته قتلت خمسة مدنيين، بينهم ثلاث نساء، في مداهمة ليلية شنتها في شباط/فبراير الماضي جنوب شرقي أفغانستان.

وكشف تحقيق قامت به صحيفة 'التايمز' البريطانية ان من بين الضحايا امرأتين حاملين وصبية وضابطا وشقيقه في الشرطة وهم ضحايا عملية دهم دموية تمت في 12 شباط (فبراير) الماضي.

وقام افراد في القوات الخاصة الامريكية والافغانية بعملية مداهمة ليلية خارج بلدة غارديز في شرق افغانستان.

ولم يكشف عن دور القوات الخاصة في وقت الحادث ولا طبيعته. وقالت الصحيفة ان المزاعم قد تم التقدم بها في الوقت الذي اعترفت فيه قوات الناتو مسؤوليتها عن الحادث ولاول مرة ليلة اول امس. وجاء في الرواية الرسمية ان النساء كن متوفيات ساعات قبل اكتشاف القوات الخاصة لجثثهن.

وجاء في بيان لقوات الناتو انه على 'الرغم من التقارير الاولية فقد توصلنا الى ان المرأتين ماتتا بطريق الخطأ اثناء عملية مشتركة'.

وقالت الصحيفة ان قوات الناتو ظلت تنكر العملية وتكتم عليها. وقال متحدثون باسم القوات ان فريقها القانوني لم يعثر على اي ادلة تظهر اساءة تصرف من قبل الجنود.

وبحسب مكتب قائد القوات الامريكية وقوات الناتو، الجنرال ستانلي ماكريستال فقد عثر على المرأتين بعد ان تمت تغطية فمهما وتقييد يديهما واطلاق النار عليهما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير له علاقة بالتحقيق قوله انه يعتقد بكذب القوات الخاصة على الجنرال ماكريستال ومساعديه.

وتساءل عن سبب قيام هذه القوات بجمع الرصاص من المنطقة التي جرت فيها العملية، وتساءل عن سبب قيام هذه القوات بغسل مناطق الجروح بالكحول حيث ظهرت على الجثث ثقوب عميقة.

وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه ان القوات الخاصة اغلقت مكان العملية من الساعة الرابعة صباحا حتى الحادية عشرة من صباح نفس اليوم، وبعدها سمح للمسؤولين الافغان من المنطقة بالدخول الى المكان.

ويعتقد ان القوات الخاصة قامت باطلاق 11 رصاصة على من كان في المكان اثناء عملية المداهمة، وقام جنديان امريكيان باطلاق الرصاص تمركزا على سطح المجمع اثناء العملية. ولم يستطع الجنود الا العثور الا على سبع رصاصات في مشهد العملية. وقال المسؤول انه سأل ماكريستال عن سبب قيام الجنود بتطهير مكان الرصاص، مضيفا انه ليس من حقهم القيام بهذا.

ونقلت الصحيفة عن حاجي شراب الدين رئيس العائلة التي تمت مداهمة مجمعها قوله ان القوات قامت باخراج الرصاص من جثث افراد عائلته لكن من الصعب التثبت من الادعاءات. وكان رئيس العائلة يتحدث الشهر الماضي.

ومنذ العملية تم طلاء القاعة التي حدثت فيها عملية القتل فيما تم اغلاق الثقوب التي احدثها الرصاص في الجدار. وبحسب صور الفيديو التي جمعها محققون افغان فانها اظهرت جثة رجل مدماة وجدران عليها اثار الدماء.

وبحسب المحقق الافغاني فمزاعم قيام القوات الخاصة بنزع الرصاص من جثث القتلى قامت على شهادات الناجين وتحليل صور الضحايا والرصاصات الضائعة. ووعدت قوات الناتو بالتوضيح حول البيان الذي صدر وقت العملية، لكن مسؤولا اخر قال ان الامر مستحيل بسبب دفن الجثث في نفس اليوم الذي حدثت فيه العملية. فيما قامت وزارة الداخلية الافغانية بارسال مسؤول كبير للتحقيق وقام جنرال كندي بتحقيق منفصل.

وتقول الصحيفة ان التحقيق الافغاني يختلف عن تحقيق الصحيفة من ناحية ان سروال زاهر قتل ومعه النساء اللاتي كن يحتمين به وانه ربما كان يحمل بندقية ويريد الانتقام لاخيه وكان يحاول الصراخ بان اخاه بريء فيما كانت النساء تحاول جره الى داخل البيت وعندها اطلق النار على الجميع. وتظهر الصور التي جمعها المحققون الافغان جنديا بزي امريكي وهو يلتقط الصور للجثث.

وكانت العائلة تحتفل بتسمية مولود جديد ليلة المداهمة حيث كان في داخل المجمع 25 ضيفا وثلاثة موسيقيين.

وقال مسؤول ان النساء القتلى كن على بعد امتار من مكان اعداد الطعام للضيوف, وبحسب رواية الامريكيين فالنساء كن متوفيات قبل 14 ساعة من العملية. وفي بيان للناتو جاء فيه ان القوات تأسف لما حدث تلك الليلة وانها تتحمل نتيجة العملية، مضيفا ان ما حدث سيظل مع العائلة بشكل دائم.

واكد المسؤول ان القوات ذهبت الى المجمع بناء على معلومات موثوقة تشير الى وجود قوات طالبان.

غير أن الجنرال ايريك تريمبلاي من قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) التي يقودها الناتو قال في بيان إن تحقيقا مشتركا بين الحلف وأفغانستان أظهر أن الرجلين لم يكونا من المتمردين.

وأضاف: 'ندرك الآن أن الرجلين اللذين لقيا حتفهما كان يسعيان إلى حماية أسرتيهما فحسب'.

وأوضح البيان أن النساء الثلاث قتلن على يد الجنود، قائلا إن محققين عسكريين 'خلصوا إلى أن هؤلاء النساء لقين حتفهن بشكل عارض نتيجة لإطلاق القوة المشتركة النار على الرجلين'.

وكانت قوات الأمن الأفغانية قالت في وقت سابق إن الرجلين القتيلين كانا يعملان مع الحكومة، فيما كانت اثنتان من النساء الثلاث حاملين. وقال المسؤولون أيضا إن عملية المداهمة أجرتها قوات أمريكية خاصة.

ولم يكشف بيان حلف الأطلسي عن جنسية القوات، ولم يعلق على تقرير صحيفة 'التايمز' البريطانية بأن قوات أمريكية خاصة حاولت التستر على مقتل النساء الثلاث بإزالة الرصاص من أجسادهن.

المصدر : القدس العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق