الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

افعانستان المحتلة .قتل مدنيين افغان وبريطانيا تُعلن مقتل أحد جنودها في ولاية هلمند

قال محقق في الشرطة الافغانية أدلى بشهادته الاحد ان حادث اطلاق النار العشوائي الذي حدث في مارس آذار الماضي وأدى الى مقتل 16 أفغانيا في قريتين هو من تنفيذ أكثر من شخص واحد مخالفا رواية الحكومة الأمريكية.
ويطالب ممثلو الادعاء العسكري بإعدام السارجنت الامريكي روبرت بيلز لاتهامه بقتل 16 قرويا معظمهم من النساء والأطفال عندما انطلق من معسكره النائي ونفذ هجومين بدافع الانتقام استمرا خمس ساعات في مارس.
وتعتقد الحكومة الامريكية ان بيلز هو المسؤول وحده عن قتل الافغان وأدلى قروي أفغاني واثنان من أبنائه نجوا من حادث إطلاق النار العشوائي ليلا في مارس بشهاداتهم يوم السبت وقالوا إنهم لم يروا سوى جندي أمريكي واحد يهاجم المبنى الذي يقيمون به.
بينما قال بعض السكان للصحفيين بعد فترة وجيزة من الهجومين إن هناك أكثر من جندي أمريكي شارك فيهما ولكن لم يتم حتى الآن الإدلاء علنا بأي شهادات تحت القسم تفيد بذلك.
وقال الميجر خوداي داد رئيس التقنيات الجنائية في الشرطة الافغانية النظامية في مدينة قندهار وهو يدلي بشهادته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من قندهار في جلسة اجرائية عقدت بقاعدة تابعة للجيش الأمريكي في ولاية واشنطن 'لا يملك شخص واحد الشجاعة ليدخل القرى في ظلمة الليل.'
وأضاف داد الذي كان يتحدث من خلال مترجم 'يستحيل ان يكون شخص واحد.' وزار داد ثلاثة مجمعات سكانية يبعد بينها بضعة الالاف من الامتار في قريتي الكوزاي ونجيبان نحو الساعة الثامنة صباح 11 مارس بعد ساعات من الهجومين.
وقال داد 'لا يستطيع شخص بمفرده ان يفعل هذا' وأضاف انه أمضى ساعة واحدة فقط في الموقع للتحقيق خوفا من هجمات طالبان.
وكان داد الشاهد الوحيد في اليوم السابع من سماع الشهادات في قاعدة لويس ماكورد المشتركة في ولاية واشنطن لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية لمثول بيلز أمام محكمة عسكرية.
وكان إطلاق النار على الضحايا في إقليم قندهار بأفغانستان أسوأ هجوم على مدنيين نسبت مسؤوليته إلى فرد بالقوات الأمريكية منذ حرب فيتنام وتسبب في تدهور العلاقات الأمريكية الأفغانية المتوترة بالفعل.
ويوم السبت قالت محققة أمريكية في شهادتها إن زوجة قروي أفغاني قتل في الهجوم العشوائي أبلغتها في يونيو حزيران أن أكثر من جندي كانوا موجودين عندما قتل زوجها بالرصاص في منزلهما في مارس.
وتشكك أقوال الزوجة التي نقلتها المحققة العسكرية ليونا مانسابيت في قول الحكومة الأمريكية إن بيلز كان وحده مسؤولا عن قتل الأفغان رغم أن ناجين من الهجوم شهدوا حتى الآن بأنهم رأوا جنديا واحدا فقط.
وقالت مانسابيت إن زوجة محمد داود الذي قتل في قرية نجيبان تحدثت عن دخول مسلح غرفة الزوجين صارخا بشيء متعلق بحركة طالبان بينما كان يقف رجل آخر عند الباب وكان جنديا.
وذكر مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه الاحد ان الرجال في اسرة هذه الشاهدة أقنعوها بعدم الادلاء بشهادتها.
ويواجه بيلز - وهو محارب مخضرم شارك في أربع مهام قتالية في العراق وأفغانستان - 16 اتهاما بالقتل مع سبق الإصرار والترصد وستة اتهامات بالشروع في القتل إلى جانب اتهامات بالاعتداء وحيازة مواد منشطة وكحوليات وتعاطيها أثناء الخدمة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، امس الاثنين، أن جندياً من الفوج الملكي الاسكتلندي قُتل برصاص رجل يرتدي زي الجيش الأفغاني بولاية هلمند.
وقالت الوزارة إن الحادث وقع الاحد في قاعدة شوكت للدوريات المشتركة في منطقة ناد علي بإقليم هلمند الواقع جنوب أفغانستان.
وهذا هو أول جندي بريطاني يلقى حتفه بأفغانستان في تشرين الثاني/نوفمبر الحالي والسادس والأربعين هذا العام.
ويرتفع إلى 438 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في أفغانستان، حيث ينتشر نحو 9500 جندي معظمهم في ولاية هلمند، منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 ومن بينهم 12 جندياً قُتلوا بنيران جنود أو رجال شرطة أفغان خلال العام الحالي.
الى ذلك قبل عامين من انتهاء المهمة القتالية للقوات الدولية في أفغانستان ترى قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) أن طالبان 'ضعفت بشدة'.
وقال الجنرال الألماني جونتر كاتس، المتحدث باسم قوة 'إيساف' التي يقودها حلف الأطلسي (الناتو)، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) امس الاثنين: 'طالبان تضطر حاليا إلى القتال في المناطق التي كانت معقلا لها في الماضي'.
وفي المقابل ذكر كاتس أن الاشتباكات مع المسلحين في أفغانستان ستستمر حتى عقب انسحاب القوات القتالية للناتو، وقال: 'طالبان ستظل موجودة حتى عقب عام 2014، وسيتعين على قوات الأمن الأفغانية القتال'.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش والشرطة الأفغانية سيتوليان مسؤولية الأمن من القوات الدولية بحلول نهاية عام 2014 .
وفي المقابل ذكر كاتس أن المجتمع الدولي 'سيظل متواجدا في أفغانستان بجنود' حتى عقب تلك الفترة، إلا أنه أوضح أن المهمة اللاحقة لإيساف لن تكون القتال المباشر ضد طالبان، بل تدريب ودعم وإرشاد قوات الأمن الأفغانية لمهامها، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ القرار بشأن تفاصيل المهمة وحجم القوات المشاركة فيها.
وفي سياق متصل، ذكر كاتس أن الأوضاع الأمنية في أفغانستان تحسنت بشكل ملحوظ على عكس اعتقاد الغرب، موضحا أن هجمات المسلحين على قوات الأمن الأفغانية والأجنبية تراجعت بنسبة 15' خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي، مضيفا أن نسبة التراجع في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي وحده بلغت 20' مقارنة بنفس الشهر عام 2011، وقال: 'الهجمات التي تلقى اهتماما إعلاميا تنقل صورة مزيفة للخارج'، مشيرا إلى أن العاصمة كابول على سبيل المثال تعد من 'أكثر المناطق أمنا في أفغانستان'.
وأوضح كاتس أن العنف يتركز حاليا في المناطق البعيدة ذات الكثافة السكانية الضعيفة، مشيرا إلى أن 80' من جميع الهجمات تقع مناطق يعيش فيها 20' من السكان، وقال: 'هذا يعني أن 80' من السكان يعيشون في مناطق آمنة نسبيا'، موضحا أن منطقة نهر السراج في إقليم هلماند الجنوبي يشهد 11' من كافة الهجمات التي تقع في أفغانستان، بالرغم من أن 5' فقط من إجمالي السكان يقيمون بتلك المنطقة.
وعن الهجمات التي تشن من داخل قوات الأمن الأفغانية على جنود القوات الدولية، قال كاتس: 'إننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد بشكل كبير جدا'، مشيرا إلى أن نحو 20' من المهاجمين داخل صفوف القوات الأفغانية كانت لهم صلات بطالبان، موضحا في الوقت نفسه أن معظم الهجمات الأخرى وقعت لأسباب شخصية، مثل حدوث شجار أو شعور أحدهم بانتهاك الكرامة.
وذكر كاتس أن 61 جنديا من إيساف قتلوا في 44 هجمة من هذا النوع العام الجاري، مقابل 35 جنديا العام الماضي، مشيرا إلى أن إيساف شددت من إجراءات الحماية لقواتها في أعقاب ارتفاع الهجمات الداخلية للقوات الأفغانية,
وأوضح كاتس أن تلك الإجراءات المشددة تتمثل في أن يكون سلاح الجندي محشوا دائما بالطلقات، مضيفا أنه يتم حاليا محاولة تحسين التغلب على اختلاف الثقافات بين القوات الأفغانية والقوات الأجنبية، مشيرا إلى أنه تم تسريح المئات من عناصر الأمن المشتبه بهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق