الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الصين.الكاتب مو يان يعيد الصينيين إلى محفل نوبل للآداب

أشهر رواياته «الذّرة الرفيعة الحمراء» كتبها عن حياة الفلاّحين الصينيين



في الوقت الذي يسيل فيه لعاب بعض الكتّاب والشعراء الأوروبيين والعرب لـ«نوبل»، وتحفل أخبارهم وترشيحاتهم المزعومة لهذه الجائزة، تفاجئنا «نوبل» كل عام بشخصية غير متوقّعة.. إنه الصيني «الذي لا يتكلّم أبداً». وهو معنى اسم مو يان بالصينيّة. لم تشذّ «نوبل» هذا العام عمّا درجت عليه من مفاجأة العالم بشخصيّة أدبية جديدة غير متوقّعة تدخل محفل «نوبل»، وينضمّ صاحبها الى صف النوبليين، وها هي تمنح الجائزة لكاتب صيني هو مو يان ليكون الأديب التاسع بعد المئة الذي يحصل على جائزة «نوبل» للآدب، بعدما اختارته الأكاديميّة السويدية الملكيّة للعلوم لنيل جائزة هذا العام. ولد جوان موى، المعروف باسم مو يان، ومعناه باللغة الصينية «الذي لا يتكلّم أبداً»، في
17 شباط (فبراير) من العام 1955 في جاومي الواقعة في مقاطعة شاندونغ الصينية،
لأسرة من المزارعين عرفت الفقر المدقع بين العامين 1959 و1961.

  نشر الكاتب الصيني مو يان، الذي حصل العام الماضي على جائزة «مانهاي» الصينية للأدب، أولى رواياته في العام 1981 «الفجل الكريستال» التي ذاع صيتها، إلا أن روايته الأهمّ كانت «عشيرة الذّرة الرفيعة» التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي.
ولمو يان، الذي استقال من عمله في الجيش الصيني في العام 1997، حوالى أربعة وعشرين مؤلّفاً بين رواية وقصّة قصيرة وبحث، وتتميّز كتاباته بالتحرّر في معالجة قضايا الجنس والسلطة والسياسة في الصين المعاصرة، من دون مواربة مع حسّ فكاهي عال. وينتقد الوسط الثقافي الصيني، وعلى رأسهم الكاتب الصيني الكبير ما جيان، عدم تضامن مو يان مع غيره من الكتّاب الذين يواجهون قمعاً من السلطة الصينية.
وتدور أغلب أحداث روايات مو في الصين. ونشأ في جاومي في إقليم شاندونغ في شمال شرقي البلاد وكان والده فلاّحاً. وقال بيتر أنجلوند رئيس الأكاديمية السويدية: «لديه طريقة فريدة جداً في الكتابة. إذا قرأت نصف صفحة من أعمال مو يان تدرك على الفور أنه كاتب». وأضاف أن مو أبلغ بفوزه بالجائزة. ومو يان هو اسم مستعار، في حين أن اسمه الحقيقي هو قوان موي.
وفيما بعد قال مو للصحافيين في فندق في مدينة قاومي مسقط رأسه في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين: «أنا سعيد للغاية. كنت أتناول العشاء عندما تلقّيت الخبر. أنا مندهش». وقال: «شكراً لقدومكم كل هذا الطريق إلى قاومي. لا بد من أن هذا موسم للذّرة الحمراء، لكن مثل هذا المحصول لم يعد يزرع. لا أعتقد أن أحداً منكم شاهده». وقال: «أعمالي هي الأدب الصيني، وهي جزء من الآداب العالمية، وتظهر حياة الشعب الصيني، وكذلك ثقافة البلد الفريدة والعادات الشعبية». وأضاف «في الوقت نفسه، وصفت رواياتي البشر بالمعنى الواسع. كتبت من وجهة نظر إنسان. تغوص هذه الأعمال وراء المناطق والمجموعات العرقية». وأضاف أيضاً: «صاحبت العناصر الشعبية والثقافية والفنون الشعبية نمّوي، وتأثّرت بالعناصر الثقافية التي شاهدتها في طفولتي، وعندما التقطت القلم للكتابة، دخلت حتماً رواياتي العناصر الثقافية الشعبية وأثرت وحتى حدّدت أساليب أعمالي الأدبية». وقال مو: «أريد أن أعرب عن امتناني لجميع الأصدقاء الذين يدعمونني، فضلاً عن أولئك الذين ينتقدونني».
وجاء في حيثيات منح الجائزة، أن مو استخدم مزيجاً من الخيال والواقعيّة والجوانب التاريخية والاجتماعية ليخلق عالماً يذكّر القارئ بكتابات وليام فوكنر وغابريل غارسيا ماركيز. وقالت الأكاديمية: إنه في الوقت ذاته وجد «نقطة انطلاق في الأدب الصيني وفي الفولكلور المحكي». وأشهر أعمال مو في الغرب رواية «الذّرة الرفيعة الحمراء» التي صوّرت الصعوبات، التي يلاقيها الفلاحون في السنوات الأولى من الحكم الشيوعي.
وجائزة «نوبل» للآدب هي رابع جائزة تعلن ضمن جوائز «نوبل». وبدأ منح جوائز «نوبل» في العلوم والآداب والسلام في العام 1901 بناء على رغبة ألفريد نوبل مخترع الديناميت. وكان الكاتب الصيني من بين الكتّاب الأوفر حظاً للفوز بالجائزة هذا العام، طبقاً لـ«دار لادبروكس البريطانية للنشر» إلى جانب الكاتب الياباني هاروكي موراكامي.
من ناحية أخرى بثّت وكالة الأنباء الألمانية تقريراً حول الفائزين بـ«نوبل» للآدب على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية وهم: جوزيه ساراماغو (البرتغال)، غوتنر غراس (ألمانيا)، غاو سينجيان (فرنسا)، ڤي. إس. نايبول (بريطانيا)، إيمري كرتيس (المجر)، جون ماكسويل كوتزي (جنوبي أفريقيا)، ألفريدي يلينيك (النمسا)، هارولد بنتر (بريطانيا)، أورهان باموك (تركيا)، دوريس ليسينغ (بريطانيا)، جان ماري غوستاف لو كليزيو (فرنسا)، هيرتا مولر (ألمانيا)، ماريو فارغاس يوسا (الپيرو)، توماس ترانسترومر (السويد) ومو يان (الصين).
أكد اتّـحاد كتّاب الصين أن فوز الروائي مو يان بجائزة «نوبل» للآداب، لهذه السنة، يعدّ اعترافاً من العالم بالأدب الصيني المعاصر وتقديره. وذكر بيان للاتّـحاد أن فوز مو يان بالجائزة يعكس أيضاً الاهتمام الذي يحظى به الكتّاب الصينيون والتأثير الدولي للأدب الصيني. وأشاد الاتّـحاد بإنجازات مو يان «البارزة»، موضحاً أن الروائي «عمل بشكل فعّال على تمديد حدود خيال الأدب الصيني وتعميق أفكاره وتطوير أسلوبه، من خلال التركيز على حياة الريف بأسلوب وطني فريد».
وقال خه جيان مينغ، نائب رئيس الاتّـحاد، في تصريح صحافي: «إنها ليست مجرّد مناسبة سعيدة لمو، ولكنها حلم تحقّق لأجيال من الكتّاب الصينيين»، مؤكداً أن الجائزة اعتراف «بالكتابة الواقعية المستمدّة من الأدب الصيني التقليدي». وأضاف أن الجميع اعتقد أنه تمّ تهميش الأدب في السنوات الأخيرة، «ولكن مجموعة من الكتّاب المعاصرين حافظوا على الاهتمام بالمجتمع الصيني، وعكسوا الفترات الزمنية والتغيّرات التاريخية بأسلوب رزين ومتّزن». واعتبر أن أعمال مو هي الأفضل في الأدب الصيني المعاصر، مضيفاً أن الجائزة «هامّة لتطوير مجال الأدب الصيني، كما ستعمل على تعزيز الثقة في الابداع الثقافي للبلاد». وكانت لجنة جائزة «نوبل» للآداب قد أعلنت أنها منحت الجائزة لمو، لأنه «جعل الواقعية التي تتّسم بالهلوسة تجمع بين الروايات الشعبية والتاريخ والمعاصرة».

ترجمة عربية

أصدر المركز القومي للترجمة رواية «الذّرة الرفيعة الحمراء» للكاتب الصيني مو يان، وتعريب الدكتور حسنين فهمي. وقال الدكتور حسنين فهمي، الأستاذ في كلّيّة الألسن، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه اتّصل هاتفياً بالكاتب الصيني مو يان وهنّأه بفوزه بجائزة «نوبل»، وأبلغ إليه خبر صدور روايته مترجمة إلى العربية، فأبدى سعادة غامرة لأن القارئ العربي ستتاح له أخيراً فرصة قراءة أدبه.
وأكد فهمي أن «الذّرة الرفيعة الحمراء» هي أول رواية لمو يان تترجم إلى اللغة العربية، موضحاً أن المركز القومي للترجمة قرّر كذلك أن يترجم له مزيداً من الأعمال الأدبية، مشيراً إلى أنه يرتبط بعلاقة مباشرة مع مو يان المهتمّ بقضايا رئيسية في المجتمع الصيني، وخصوصاً مجتمع شمال شرقي الصين، وتحديداً مقاطعة شاندونغ، وهي مسقط رأسه؛ وأشار إلى أن رواية «الذّرة الرفيعة الحمراء» تأتي في هذا الاطار، فضلاً عن تركيزها على موضوع المقاومة الصينية ضد الاحتلال الياباني بشكل أساسي؛ لم يصدر أوّل كتاب لمو يان، وهو لقبه المستعار الذي استبدله باسمه الأصلي قوان موي، إلا عندما كان في الثلاثينيّات من عمره، وهو روايته عن السيرة الذاتية «الفجلة البلّورية» (1986)، التي تحكي عن طفل يرفض الكلام، ويروي الحياة في الريف كما عاشها الكاتب نفسه في طفولته. ثمّ توالت رواياته من قبيل «أنشودة الثوم الفردوسي» (1988)، و«بلد النبيذ» (1992)، و«فينغرو فيتون» (1996)، و«ضفادع» (1910)؛ إلّا أن روايته «الذّرة الرفيعة الحمراء» (1987) التي تحكي تاريخ الثورة البطولية لقرية ضد الغزو الياباني، بقدر ما تعكس المصاعب التي تحمّلها المزارعون في السنوات الأولى من الحكم الشيوعي، وقد حُوّلت إلى فيلم ذاع صيته في العالم الغربي، وفاز بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان برلين في العام 1988، تظلّ هي الأهمّ والأشهر بين نظيراتها. وتتّسم مجموعة رواياته التي زادت على عشر، بحسب دارسي نتاجه الأدبي، بطابعها الواقعي الذي لا يخلو من قسوة وسخرية ونقد لاذع في تناولها للتغيّرات المفاجئة التي شهدتها الصين، سواء قبل الحقبة الشيوعية، أو إبّان الاجتياح الياباني، أو أيام الثورة الثقافية المشهودة، أو في فترات أخرى من تاريخها المضطرب في ظل النظام الشيوعي. وممّا يرويه في ذلك التاريخ أنّه اضطر، خلال المجاعة التي ضربت بلاده خلال الخمسينيّات، إلى أن يقتات من غبار الفحم ولحاء الشجر والأعشاب ليسكت جوعه. ويدين مو يان في لهجته الحكائية لرائد الأدب الصيني الحديث لو شيون (1881 ـ 1946)، قبل أن يتأثّر تالياً بأساليب الواقعية السحرية التي هبّت من أميركا اللاتينية، وتوافقت مع محكيّاته التي فيها الكثير من حكايات الريف الصيني، وأساطيره المليئة بالجنّ والأشباح. وبفضل تقنيّات الكتابة التي استوحاها من أجواء هذه الواقعية، استطاع مو يان أن يتحايل على مقصّ الرقابة النشط للغاية في الصين.
ويصدق على مو يان القول بأنّ الطفولة التعسة التي عاشها كانت مصدر إلهام لا ينفد؛ فقد عمل في المزرعة حتى بلغ السابعة عشرة من عمره، يتكفّل الحيوانات ومحاصيل الذّرة الرفيعة والثوم، ويرى في المناظر الطبيعية حوله شكلاً من أشكال العزاء. وفي شبابه التحق مو يان بصفوف جيش التحرير الشعبي، وتخرّج في الكلّيّة العسكرية برتبة ضابط، ثمّ انتمى إلى الحزب الشيوعي. وبعدما برزت موهبته وحقّق نجاحاً أدبياً. اختير نائباً لرئيس اتّـحاد الكتّاب الصينيين، وهو ما يُفسّر صمته أو تحرُّجه من أن يتعرّض لنقد النظام أو أن ينشقّ عنه، بل يؤاخذ عليه احتفاؤه بخطاب ماو تسي تونغ، ومسايرته نظاماً غير ديمقراطي، وهو يُروّج لمصالح الحكومة من خلال كتابة الخطاب، بعيداً عن أن يستخدم تأثيره ككاتب مُؤثِّر للدفاع عن مجايليه من المثقّفين والسجناء السياسيين. وكما في أغلب المرّات، قد يكون واقعاً أن الجائزة لم تعدم توجّهها السياسي، حتى وهي تُـمنح للأدب الصيني غير المنشقّ، وكأنّها تريد أن تنفض الغبار عن أعوام طويلة من الحصار، الذي ضرب على هذا الأدب منذ الثورة الثقافية التي أطلقها زعيم الصين الأكبر ماو تسي تونغ في العام 1966.

ترجمات مو يان

تُرْجمت روايات مو يان، أو «فولكنر الصيني»، إلى لغات عالمية كثيرة بصفته رائداً من روّاد الأدب الصيني المعاصر، ما جعله في مصافّ كتّاب الرواية الأكثر تأثيراً في عالمنا اليوم، لكن ولا واحدة من رواياته نُقلت إلى العربية. وعدا بعض الشذرات التي خصّته بها جريدة «أخبار الأدب» المصرية قبل ثلاث سنوات، يظلّ مو يان مجهولاً لدى قرّاء العربية. هكذا، وبفوزه الذي خيّب توقُّعات الرأي السائد، سوف تشغل صور مو يان وحواراته، وشذراتٌ من حياته وأدبه، الصفحات الثقافية لكُبْريات الصّحف والمجلاّت لأيّامٍ وأسابيع، تُعرّف قرّاءها المنتشرين في المعمورة عليه، ليس ككاتب من الشرق فحسب، بل ككاتِبٍ صينيٍّ إشْكاليّ «غير منشقّ» بالضرورة، وضع رواياته المعاصرة لزمننا في التأريخ لمسار التحوُّلات المادّية والروحية العميقة التي شهدَتْها أرضٌ تعجّ بالمتناقضات والأساطير والتحدّيات مثل الصين.

حوار مع الكاتب

في هذا الحوار الذي أجرته مجلة (نوڤيل أوبسرفاتور) الفرنسية في العام 2009، يتحدّث مو يان عن بوذا، وماو تسي تونغ، ومآزق النظام الشيوعي، وهو يناقش أبعاداً من روايته العجائبية الموسومة بـ«قانون كارما الثابت».
> في روايتك الجديدة «قانون كارما الثابت»، ترسم صورة الصين الشيوعية منذ تأسيسها في العام 1949 إلى يومنا هذا. من خلال هذه القصة التي تروي المحن المضحكة والمأساوية لشيمن ناو، مالك الأرض الذي قتل في العام 1949، ويُبْعث تِباعاً إمّا في جلد حمار، أو جاموس، وخنزير، وكلب، وقرد، قبل أن يعود إليه شكله البشري. ألسْتِ تحكي عن تاريخ الصين الشيوعية من خلال هذه الحيوانات المنزلية؟
< لقد سمحت لي شخصية شيمن بأن أقول ما أعتقد بأنّه يُمثّل، في نظري، الحدث الأهمّ بالنسبة الى تاريخ الصين الحديث، ألا وهو الاصلاح الزراعي الذي فرضه الحزب الشيوعي عند مجيئه إلى السلطة. ملاّك الأراضي أُبيدوا عن بكرة أبيهم ظلماً، فيما كان ضمنهم من اغتنى بفضل عمله وتدبير ممتلكاته تدبيراً ذكيّاً. إنّهم لا يستحقّون الموت. وبصورة أعمّ، فإنّ هذه هي حالة المزارعين الذين عاملهم الشيوعيون بقسوة. في ظلّ حكم ماو، فإنّ مثل هذه الحملات هي التي سدّدت، عبر سياسة الأسعار والاختيارات الفرديّة الخاصة بالميزانية، ثمن التصنيع الأول في الصين. واليوم، لدينا من أبناء الفلاّحين مئة وعشرون مليوناً من (المينغونغ) الذين يتقاضون أجوراً هزيلة وخالية من جميع الحقوق، وإن كانوا هم من أدّوا فاتورة الازدهار الاقتصادي على عاتقهم. إنّ عوارض كارما المزعجة التي وقعت لشيمن ناو كانت بمثابة استعارة عن المأساة التي عاشها المزارعون الصينيون، بمن فيهم عائلتي التي ولدتُ بينها.
بعد العام 1949، عوملوا صراحة كالأبقار أو الحمير، وهم يُقْتادون كالقطيع داخل الكومونات الشعبية، فاقدين كلّ حرّيّةٍ لهم. كان عليهم أن يُطيعوا الأوامر، وينزلوا إلى الحقول من صافرة إلى أخرى، فيزرعون ما يُؤمرون بزرعه. ولم يستعيدوا شيئاً من الحرّيّة إلا في الثمانينيّات. لكن، منذ ذلك الحين، تدهورت وضعيّتهم ثانية. عبر تحوّلاته الحيوانية، يبدو شيمن ناو أنّه عومل بقسوة، وتمّ استغلاله وخداعه. ورغم براءته، إلا أنه يعاقب بشدّة، ويحكم عليه ببعثه في شكل حيوانات. وإذا كان هناك ما يحدث الصدمة، فإنّـما بفضل ذكائه وطاقته الحيوية الاستثنائية.
> لكن لماذا ملك الجحيم يعاقبه ظلماً؟
< شيمن ناو مزعج. يمضي وقته في الصراخ، والمطالبة بالعودة إلى قريته لمحاسبة جلاّديه. فملك الجحيم، والحالة هذه، يمثّل السلطة في بكين: إنّه يعاقب أولئك الذين يحتجّون. الجحيم كناية عن الصين. والفارق الوحيد أن الشياطين لا تضع لك رصاصة في رأسك، إنّـما تقول لك: «موافق، سوف ندرس حالتك» حالاً، وهكذا تتجسّد في صورة جحش أو صغير الخنزير.

أجدادي أمّيّون

> دائماً كنْتَ تحيل على المفاهيم البوذيّة: كارما، سامسارا، بما يشبه حلقة من الولادات، وقد حاول الحزب الشيوعي، لفترة طويلة، اقتلاع أيّ جذور لها. هل وجدْتَها في الكتب التي ظهرت أيّام صارت البوذيّة نمط حياة؟
< عندما كنت صغيراً، كان أجدادي أمّيِّين لا يقرأون الكتب، لكنهم كانوا يستخدمون باستمرار هذه المقولات المألوفة التي ساعدتهم على مواجهة صعوبات الحياة العادية. إنّهم تشرّبوا الروح الصينية بعمق.
وكانت وسائل إعلام رسمية في الصين قد ذكرت أن البلدة التي ينتمي إليها الأديب مو يان، الحاصل على «نوبل» في الآداب 2012، تعتزم العودة إلى زراعة الذّرة الحمراء، التي كانت عنوان واحدة من أهمّ وأنجح رواياته «الذّرة الرفيعة الحمراء». وذكرت صحيفة «بكّين نيوز» وغيرها من وسائل الاعلام، أن حكومة مدينة جاومي في إقليم شاندونغ شرقي البلاد، ترغب في استثمار نحو 670 مليون يوان (103 ملايين دولار)، في المواقع السياحية المرتبطة بمو يان على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة. يتضمّن المشروع إقامة مراكز عرض وسينما لعرض أعمال مو يان ودفع ١.٥ مليون دولار للمزارعين لزراعة 660 هكتاراً من الذّرة الحمراء حول القرية التي نشأ فيها.
وكان المخرج الصيني تشانج ييمو قد تبنّى رواية مو يان وأنتج في العام 1987 فيلماً حمل الاسم نفسه. ورواية الفيلم ملحمة في الحب والوحشيّة وصناعة الخمور خلال احتلال اليابان الصين في الحرب العالمية الثانية.  ونقلت التقارير عن أحد مزارعي المنطقة، القول إن العائد المادي للذرة الحمراء متدنٍّ للغاية، ما أدّى إلى عزوف المزارعين عن زراعته. والذّرة الحمراء كانت تستخدم لإطعام الحيوانات وتصنيع الخمور وأحياناً كطعام للفقراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق