الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

لبنان .من قتل أقوى عقل مخابراتي في لبنان العميد وسام الحسن

لم يتّضح بعد ما إذا كان التفجير الذي استهدف أقوى عقل مخابراتي في لبنان العميد وسام الحسن، عملاً انتقامياً أم بداية لحملة عنف من قبل دمشق وحلفائها، الذين يتّهمهم فريق المعارضة اللبنانية في أنهم يحاولون نشر الصراع الدائر في سورية عبر حدودها، الأمر الذي يزرع الخوف في مجتمع لم يشف تماماً بعد من جراح الحرب الأهليّة التي استمرت من العام 1975 حتى العام 1990. وما زال لبنان، الذي لم يتغلّب حتى الآن على انقساماته الطائفيّة التي تعود الى زمن الحرب، هشّاً أكثر مما يلزم، لتحمّل توريطه في صراع سوري بدأ ينذر بانزلاق لبنان إلى العنف الداخلي والمذهبي المقيت.
وجمع الحسن بيانات عن جميع اللاعبين الرئيسيّين، وكشف مؤامرات عدّة في السنوات الأخيرة. لقد نفّذ القاتل عملية إعدام علني أرسلت تحذيراً إلى كل أولئك الذين يتجرّأون على إعلان تحدّي سورية في لبنان.
ويعتقد أن الحسن استهدف، لأن وحدة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية الذي يرأسه، اعتقلت وزيراً لبنانياً سابقاً مقرّباً من الرئيس السوري بشار الأسد في آب (أغسطس) الماضي وهو ميشال سماحة، بعد عملية جرى التخطيط لها بعناية.
ويتّهم الوزير ميشال سماحة بنقل قنابل جرى تجميعها في سورية لشنّ هجمات على أهداف طائفية في لبنان. واتّهم ضابطان سوريان مع سماحة، أحدهما اللواء علي مملوك في ضربة مهينة للأسد، وفي خطوات غير مسبوقة ضد جارة لبنان المهيمنة.
كما قاد الحسن التحقيق في اغتيال رفيق الحريري، وكشف عن أدلّة وضعت سورية و«حزب الله» في دائرة الاشتباه على الرغم من نفيهما هذا الاتّهام. واتّهمت محكمة دولية أعضاء في «حزب الله» بالتورّط في الجريمة.
وثمّة احتمال بأن تكون هذه بداية لمرحلة جديدة لمزيد من الاغتيالات والتفجيرات.
ومن غير الممكن ألا تترتّب على الصراع في سورية عواقب على لبنان. لقد دخل اللبنانيون الحرب في سورية ـ طرف مع نظام الأسد وآخر ضده، والطرفان يتقاتلان في حرب بالوكالة.
وقال مسؤولون مقرّبون من الحسن، الذي كان تحت التهديد منذ أن دفع باتّـجاه اعتقال سماحة، إنه كان يستخدم أكثر من منزل آمن، ولم يكن يعرف أحد شيئاً عن تنقّلاته باستثناء رفيقين مقرّبين منه مات أحدهما معه.
وزاد التفجير أيضاً مخاوف القوى الغربية ـ التي تنتقد الأسد وتدعوه إلى التنحّي ـ من إمكانيّة أن تؤدّي الحرب السورية الى تفجير الصراع في أنحاء المنطقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق