رجل خطير
يتجول في أرجاء الشرق الاوسط في محاولة لاشعال النار وتغذية اللهيب. ولا
نقصد نصرالله أو خالد مشعل. فقد كدنا نعتاد على لغتهما التحريضية. من يلعب
بالنار ليس عربيا ولا يتكلم العربية. هو مسلم. وهو رئيس وزراء تركيا رجب
طيب أردوغان.
منذ تسلم حقيبة المحرض باسم الاسلام غير العربي ضد دولة اليهود، يتطرف اردوغان من يوم الى يوم في تصريحاته المناهضة لاسرائيل. وكانت الذروة في اثناء حملة 'عمود السحاب'. من هذه الناحية بدأ الرجل يشبه زميله من طهران. وحكومة اسرائيل لا يمكنها بالطبع ان ترد بهجمات من جانبها على أردوغان، حبيب حماس، ضد الاكاذيب التي يوجهها اليها، وذلك كي لا تغلق تماما الابواب نحو أنقرة، لا تجمد تماما علاقات الدولتين ولا تصفي الأمل في أيام افضل في العلاقات بينهما.
لقد اضطرت اسرائيل الى أن تحتوي الكثير من الاكاذيب التي توجه اليها وليس بالذات في دول العدو، على أمل أن تعطي الوقت المجال ليفعل فعله. ولكن ايضا من خلال اعلام ناجع ضد الاكاذيب التي توجه له. في هذه الاثناء نجد أن الدعاية المناهضة لاسرائيل تنتشر. فقد أخذت تركيا اردوغان عصا القيادة في هذا المجال.
لا يوجد تفسير منطقي للهوس المناهض لاسرائيل لدى أردوغان. فالنزول الى مثل هذه السفالة في تصريحاته توصم دولته. لست واثقا اذا كان في تصريحاته يسحب الجماهير في بلاده وراءه، ولكننا نكاد لا نسمع اصوات احتجاج أو تحفظ من أرجاء هذه الدولة الكبرى.
ما الذي لم يقله اردوغان عنا قبل اسطول الاستفزاز 'مرمرة' وبعد أن صدت هذه السفينة وقتل تسعة من مسافريها؟ ما الذي لم يتفوه به لسانه ضد اسرائيل قبل 'عمود السحاب' وفي اثنائها. طموحاته في أن يصبح زعيما اسلاميا عالميا يجسده على ظهر اسرائيل. وبالفعل فانه يحظى بالثناء من كل المتطرفين في الشرق الاوسط.
فهو يسافر الى القاهرة في ذروة هجمات الصواريخ على مواطني اسرائيل من قطاع غزة من أجل البحث مع نظيره 'الاخ المسلم' والرئيس محمد مرسي، في الخطوات لصد اسرائيل والجيش الاسرائيلي وانقاذ حماس. وهو يبعث بوزير خارجيته، الاكثر تطرفا منه، الى الجلوس في غزة مع رأس الافعى الحماسي، اسماعيل هنية، للتضامن والتنديد بـ 'الاحتلال' الاسرائيلي.
لقد شهدت علاقات اسرائيل تركيا أياما جميلة من التعاون العسكري والمدني انطلاقا من مصالح مشتركة، كدولتين شرق اوسطيتين ليستا عربيتين وغير ناطقتين بالعربية. والقلب يتفطر لدولة سعت لان تكون جزء من الاتحاد الاوروبي، أمة متطورة ومتقدمة، تنزل بسبب حاكمها الحالي الى درك أخلاقي، وليس فقط في الموضوع الاسرائيلي.
فهو يعتقد بان ما هو مسموح لبلاده في حربها مثلا ضد مقاتلي الحرية الاكراد، في ظل التفاخر بتصفيتهم، وهو عمل شبه يومي ممنوع على دولة صغيرة، غير عربية، غير اسلامية، نهضت لتدافع عن نفسها ضد ارهابيين اسلاميين. ولم نذكر بعد الموضوع الارمني.
ناهيك عن أنه تنشر أنباء عن أنه في مكان ما تجري محادثات بين مندوبين عن الدولتين لانهاء قضية 'مرمرة'، فانه واضح ان هذا لن يتاح الا على أساس اذلال اسرائيل، المطالبة بان تعتذر لتركيا وتدفع تعويضات لعائلات القتلى. نأمل الا يوافق نتنياهو على هذا المطلب الهاذي، الذي لا يرمي الا الى اذلالنا. اذا كان ثمة مجال للتفاؤل الاسرائيلي، فهو يقوم على أساس أن فقط بعد رحيل اردوغان اياه، وعلى ما يبدو ليس قريبا، سيكون ممكنا الشروع حقا باعادة بناء العلاقات الثنائية الهامة. اما الاعتذار الاسرائيلي عن استفزاز 'مرمرة' التركية فلا بأي حال من الاحوال.
معاريف 27/11/2012
منذ تسلم حقيبة المحرض باسم الاسلام غير العربي ضد دولة اليهود، يتطرف اردوغان من يوم الى يوم في تصريحاته المناهضة لاسرائيل. وكانت الذروة في اثناء حملة 'عمود السحاب'. من هذه الناحية بدأ الرجل يشبه زميله من طهران. وحكومة اسرائيل لا يمكنها بالطبع ان ترد بهجمات من جانبها على أردوغان، حبيب حماس، ضد الاكاذيب التي يوجهها اليها، وذلك كي لا تغلق تماما الابواب نحو أنقرة، لا تجمد تماما علاقات الدولتين ولا تصفي الأمل في أيام افضل في العلاقات بينهما.
لقد اضطرت اسرائيل الى أن تحتوي الكثير من الاكاذيب التي توجه اليها وليس بالذات في دول العدو، على أمل أن تعطي الوقت المجال ليفعل فعله. ولكن ايضا من خلال اعلام ناجع ضد الاكاذيب التي توجه له. في هذه الاثناء نجد أن الدعاية المناهضة لاسرائيل تنتشر. فقد أخذت تركيا اردوغان عصا القيادة في هذا المجال.
لا يوجد تفسير منطقي للهوس المناهض لاسرائيل لدى أردوغان. فالنزول الى مثل هذه السفالة في تصريحاته توصم دولته. لست واثقا اذا كان في تصريحاته يسحب الجماهير في بلاده وراءه، ولكننا نكاد لا نسمع اصوات احتجاج أو تحفظ من أرجاء هذه الدولة الكبرى.
ما الذي لم يقله اردوغان عنا قبل اسطول الاستفزاز 'مرمرة' وبعد أن صدت هذه السفينة وقتل تسعة من مسافريها؟ ما الذي لم يتفوه به لسانه ضد اسرائيل قبل 'عمود السحاب' وفي اثنائها. طموحاته في أن يصبح زعيما اسلاميا عالميا يجسده على ظهر اسرائيل. وبالفعل فانه يحظى بالثناء من كل المتطرفين في الشرق الاوسط.
فهو يسافر الى القاهرة في ذروة هجمات الصواريخ على مواطني اسرائيل من قطاع غزة من أجل البحث مع نظيره 'الاخ المسلم' والرئيس محمد مرسي، في الخطوات لصد اسرائيل والجيش الاسرائيلي وانقاذ حماس. وهو يبعث بوزير خارجيته، الاكثر تطرفا منه، الى الجلوس في غزة مع رأس الافعى الحماسي، اسماعيل هنية، للتضامن والتنديد بـ 'الاحتلال' الاسرائيلي.
لقد شهدت علاقات اسرائيل تركيا أياما جميلة من التعاون العسكري والمدني انطلاقا من مصالح مشتركة، كدولتين شرق اوسطيتين ليستا عربيتين وغير ناطقتين بالعربية. والقلب يتفطر لدولة سعت لان تكون جزء من الاتحاد الاوروبي، أمة متطورة ومتقدمة، تنزل بسبب حاكمها الحالي الى درك أخلاقي، وليس فقط في الموضوع الاسرائيلي.
فهو يعتقد بان ما هو مسموح لبلاده في حربها مثلا ضد مقاتلي الحرية الاكراد، في ظل التفاخر بتصفيتهم، وهو عمل شبه يومي ممنوع على دولة صغيرة، غير عربية، غير اسلامية، نهضت لتدافع عن نفسها ضد ارهابيين اسلاميين. ولم نذكر بعد الموضوع الارمني.
ناهيك عن أنه تنشر أنباء عن أنه في مكان ما تجري محادثات بين مندوبين عن الدولتين لانهاء قضية 'مرمرة'، فانه واضح ان هذا لن يتاح الا على أساس اذلال اسرائيل، المطالبة بان تعتذر لتركيا وتدفع تعويضات لعائلات القتلى. نأمل الا يوافق نتنياهو على هذا المطلب الهاذي، الذي لا يرمي الا الى اذلالنا. اذا كان ثمة مجال للتفاؤل الاسرائيلي، فهو يقوم على أساس أن فقط بعد رحيل اردوغان اياه، وعلى ما يبدو ليس قريبا، سيكون ممكنا الشروع حقا باعادة بناء العلاقات الثنائية الهامة. اما الاعتذار الاسرائيلي عن استفزاز 'مرمرة' التركية فلا بأي حال من الاحوال.
معاريف 27/11/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق