الاثنين، 31 ديسمبر 2012

ايهود باراك يعتبر واحداً من أبرز أركان السلطة الإسرائيلية.مملكة كمبوديا محميّة فرنسية سابقة.سيباستيان لوب بطل العالم..عبد الله أوجلاّن. مسيحيّو مصر يمثّلون نحو 10 في المئة من سكّانها.المعارضة في الكويت


ما هي أهمّيّة إيهود باراك في الحياة السياسية الإسرائيلية وماذا يعني اعتزاله؟

> وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي اعتزل مؤخّراً الحياة السياسية، يوصف بالانتهازية بسبب مواقفه المتقلّبة. ولد باراك في كيبوتز. ساهم والداه في إنشائها، وحائز شهادة في الفيزياء والرياضيات والأنظمة التحليلية، وهو من أركان السلطة الإسرائيلية.
دخل باراك حين كان رئيساً للأركان، الحياة السياسية في العام ١٩٩٥ ليصبح وزيراً للداخلية وبعدها وزيراً للخارجية.
تحت قيادته لم يحصل حزب العمل سوى على ١٣ مقعداً في آخر انتخابات جرت في العام ٢٠٠٩ وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه.
وبعد استقالته من حزب العمل في كانون الثاني (يناير) ٢٠١١ للحفاظ على منصب وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو المؤلّفة من اليمين المتطرّف والأحزاب الدينية، قام باراك بتأسيس حزب جديد مع أربعة نواب آخرين انشقّوا عن العمل باسم «الاستقلال».
وباراك هو العسكري الحائز أكبر عدد من الأوسمة في التاريخ الإسرائيلي العسكري.
وكان يعتبر من الصقور في نظر الفلسطينيين منذ أن رفض في أيلول (سبتمبر) ١٩٩٥ الموافقة على الاتّفاق الذي عرف باسم «أوسلو ـ ٢»، والذي يوسّع الحكم الذاتي الفلسطيني ليشمل الضفة الغربية.
لا يزال اسم باراك يقترن بفشل قمة «كامب ديفيد» في تموز (يوليو) ٢٠٠٠ مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون. وقد كلّفه هذا الفشل هزيمة انتخابية كبرى في شباط (فبراير) ٢٠٠١ بعد أربعة أشهر على اندلاع الانتفاضة الثانية. أكبر إنجاز حقّقه لدى تولّيه رئاسة الحكومة كان سحب الجيش الإسرائيلي من دون وقوع أي حوادث من المستنقع اللبناني في أيار (مايو) ٢٠٠٠. وأثّرت حرب لبنان الثانية صيف ٢٠٠٦ في حياته السياسية تأثيراً بليغاً. تعزّزت شعبيّته لفترة نتيجة عملية «الرصاص المصبوب» ضد قطاع غزّة في العام ٢٠٠٩ والذي كان المخطّط لها كوزير للدفاع >




مملكة كمبوديا محميّة فرنسية سابقة

أبحث عن معلومات عن التاريخ السياسي المعاصز لكمبوديا. فهل من يفيدني في ذلك وله الشكر؟



> كمبوديا محميّة فرنسية سابقة نالت استقلالها في العام ١٩٥٣. في العام ١٩٧٠ أطاح انقلاب عسكري موالٍ للأميركيين الأمير نورودوم سيهانوك رئيس الدولة ليحلّ مكانه لون نول. وبعد أن استولى «الخمير الحمر» على السلطة في نيسان (أبريل) ١٩٧٥ أصبحت «كمبوديا الديمقراطية». وقد أدّت «الثورة» التي فرضها النظام الشيوعي المتشدّد برئاسة بول بوت الى إبادة حصدت قرابة مليوني قتيل.
وفي الفترة الممتدّة من العام ١٩٧٩ الى العام ١٩٨٩ احتلّت قوّات هانوي كمبوديا وأقامت حكومة موالية لفيتنام. ففي تشرين الأول (أكتوبر) ١٩٩١، وضعت اتّفاقات باريس حدّاً لحرب استمرّت 21 عاماً، ووضعت كمبوديا تحت وصاية الأمم المتحدة حتى تنظيم انتخابات حرّة في أيار (مايو) ١٩٩٣. وفي أيلول (سبتمبر) ١٩٩٣ أعاد دستور جديد سيهانوك الى العرش.
وفي العام ١٩٩٨، سقط آخر معقل لـ«الخمير الحمر» في أنلونغ فنغ. وانضمام آلاف من المقاتلين السابقين والكوادر السياسية في نظام بنوم بنه يؤكّد تفتّت الحركة التي مات زعيمها التاريخي بول بوت في 15 نيسان (أبريل). في العام ٢٠٠٣ تمّ توقيع اتّفاق تاريخي بين الأمم المتحدة وبنوم بنه حول إنشاء محكمة لمحاكمة القادة السابقين لـ«الخمير الحمر»، الذين ما زالوا على قيد الحياة. ويتوقّع بدء أول محاكمة في تشرين الأول (أكتوبر) على أبعد تقدير.
في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤، تنازل الملك سيهانوك عن العرش وخلفه أحد أبنائه نورودوم سيهاموني.
في ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢ توفّي الملك السابق سيهانوك في أحد مستشفيات بكين. وتشتهر كمبوديا بزراعة الأرزّ والذرة وقصب السكر. كذلك فإن صناعة الملابس تمثّل المورد الأول للبلاد من العملات الصعبة، في حين يأتي قسم كبير آخر من هذه العملات من السياحة.
أرضها عبارة عن سهل بمساحة ١٨١ ألف كيلومتر مربّع يمتدّ على قسم من شبه جزيرة الهند الصينية في جنوب شرقي آسيا. تحدّها تايلاند ولاوس من الغرب والشمال وفيتنام من الشرق وخليج تايلاند من الجنوب.
العاصمة بنوم بنه، وعدد السكان ١٥ مليون نسمة. يشكّل الخمير ٩٠% من التعداد السكاني. وهناك أقلّيّات فيتنامية وصينية. نسبة الأمّيّة ٢٧%. اللغة الرسمية هي الخمير والعملة هي الرييل. يعتنق حوالي ٩٠ في المئة من السكان الديانة البوذيّة إضافة الى أقلّيّتين مسلمة ومسيحية >



سيباستيان لوب بطل العالم

من هو السائق سيباستيان لوب، ومن أي بلد، وما هي أهمّ بطولاته وفي أي مجال وشكراً؟



> المواطن الفرنسي الأصل سيباستيان لوب سائق سيّارة «سيتروين» الذي توّج باللقب العالمي للرالي للمرّة التاسعة على التوالي يبلغ من العمر 38 عاماً، فهو من مواليد 26 شباط (فبراير) من العام 1974 في هاغونو في فرنسا. متزوّج سيفيرين وله طفلة إسمها ڤالنتين من مواليد 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007.
دخل لوب عالم الرالي في العام 1997، حيث توّج بطلاً للعالم أعوام: 2004 ـ 2005 ـ 2006 ـ 2007 ـ 2008 ـ 2009 ـ 2010 ـ 2011 ـ 2012، كما حلّ ثانياً في العام 2003.
أول مشاركة للسائق الفرنسي سيباستيان لوب كانت في «رالي كاتالونيا» (إسبانيا) في العام 1998 بسيارة «سيتروين ساكسو» (جونيور دبليو آر سي).
شارك لوب سيباستيان مع فريق «سيتروين سبور» من العام 2001 حتى الأعوام 2005 ـ 2007 ـ 2008 ـ 2009 ـ 2011 ـ 2012، ومع الفريق البلجيكي «كرونوس ريسينغ» في العام 2006 على متن «سيتروين» أيضاً. كان فوز السائق الفرنسي لوب سيباستيان الأول في «رالي ألمانيا» في العام 2002، والأخير في «رالي فرنسا» في العام 2012 >


عبد الله أوجلاّن زعيم بعض المتمرّدين الأكراد

الزعيم الكردي عبد الله أوجلاّن: من هو وما هي مشكلته؟




> قبل عقد من الزمن، اختطف زعيم المتمرّدين الأكراد عبد الله أوجلاّن في نيروبي من قبل قوّات كوماندوس تركيّة وأعيد جوّاً إلى أنقرة.  وبقي أوجلاّن في سجنه بعيداً عن الأضواء. فهو ملعون في معظم أنحاء تركيا، لكن القوميّين الأكراد يبدون ولاء كبيراً له، وهو مسجون في عزلة فعلية في جزيرة إمرالي القاحلة التي تقع على بعد 50 كيلومتراً جنوبي إسطنبول منذ إلقاء القبض عليه في العام 1999، حتى محاموه لم يلتقوا به منذ 15 شهراً. ولا يحظى كثيرون في تركيا بهذا القدر من الكراهية مثل أوجلاّن الذي أسّس حزب العمال الكردستاني، وقاد الصراع المسلّح من أجل إقامة وطن للأكراد في تركيا لمدة 15 عاماً قبل أن يعتقل.
ويحمّل كثيرون أوجلاّن مسؤولية مقتل أكثر من 40 ألف شخص، منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح في العام 1984. ويصف الاتّـحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا الحزب بأنه جماعة «إرهابية».
وشملت حملة الحزب تفجيرات في مدن رئيسية مثل إسطنبول وأنقرة وأزمير، وأثارت غضباً بسبب صور توابيت الجنود القتلى. لكن معظم الذين قتلوا في الصراع المستمرّ منذ ثلاثة عقود كانوا من مقاتلي الحزب. وبعد محاكمته حكم على أوجلاّن بالاعدام مع وقف تنفيذ الحكم. وتخلّف أوجلاّن عن الدراسة في كلّيّة العلوم السياسية في جامعة أنقرة، وكوّن آراءه السياسية وسط معارك الشوارع العنيفة بين عصابات اليمين واليسار في السبعينيات من القرن الماضي، وانفصل أوجلاّن عن اليسار، ورفع شعار القومية الكردية لتأسيس حزب العمال الكردستاني في العام 1978. وكان هدفه إقامة دولة مستقلّة للأكراد الذين يعيشون في تركيا والعراق وسورية وإيران.
وأجبر أوجلاّن على الفرار من سورية في العام 1998 عندما احتشدت القوّات التركية على الحدود وهدّدت بالتدخّل.
وانتقلت قاعدة حزب العمال الكردستاني إلى شمالي العراق حيث تشنّ تركيا غارات جوّيّة على معسكرات الحزب حتى اليوم. وفرّ أوجلاّن إلى روما قبل أن ينتقل عبر أوروبا، ويبحث دونما جدوى عن مأوى جديد له لينتهي به الحال في كينيا، ومع إحكام الشرك حوله لجأ إلى السفارة اليونانية هناك تحت ملاحظة دقيقة من أجهزة المخابرات التركية والغربية.
ومع صراع تركيا مع المتمرّدين الأكراد، والمخاوف من انتشار التمرّد الكردي في سورية المجاورة الى الأراضي التركية، يخرج أوجلاّن من عزلته الفعلية في إمرالي >


مسيحيّو مصر يمثّلون نحو 10 في المئة من سكّانها

مع تنصيب البابا تواضروس الثاني على رأس الكنيسة القبطية، أبحث عن بعض المعلومات عن مسيحيّي مصر.




> يمثّل المسيحيون نحو عشرة في المئة من سكان مصر البالغ عددهم ثلاثة وثمانين مليون نسمة، وتنقسم الطائفة الى أتباع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهم أغلبية، والكنيسة القبطية الكاثوليكية وعدد أتباعها نحو مائتي وخمسمين ألفاً، وهي مرتبطة بالفاتيكان. يشكو المسيحيون منذ فترة طويلة من التمييز ضدهم في مصر، ويقولون إن مخاوفهم زادت منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة في أعقاب إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية في العام الماضي. تستخدم العربية والقبطية في القدّاس، ويخلف البابا تواضروس الثاني البابا شنودة الثالث الذي توفّي في آذار (مارس) الماضي بعد نحو أربعين عاماً من رعاية الأقباط الأرثوذكس.  أما بابا الكنيسة القبطية الكاثوليكية فهو البطريرك أنطونيوس نجيب. وهناك مجموعات صغيرة أخرى من المسيحيين في مصر ينتمون إلى بعض كنائس الخارج.  وبناء على ما تقدّم أعلاه، يمكن الاشارة الى أن أكبر مجموعة مسيحيّة في الشرق الأوسط الناطقة بالعربية توجد في مصر، ويسمّى مسيحيّوها الأقباط، وتراوح أعدادهم من ستة إلى عشرة ملايين نسمة، ويقيم الأقباط في مصر بشكل رئيسي، مع وجود مجتمعات مسيحيّة محلّيّة صغيرة في إسرائيل وقبرص والأردن >



تطالب المعارضة في الكويت على اختلاف توجّهاتها بإجراء إصلاحات

ما هي الأسباب وراء مقاطعة المعارضة الكويتية وبصورة كبيرة الانتخابات البرلمانية؟ أرجو إفادتنا ولكم الشكر.



> جاءت مقاطعة المعارضة الكويتية على اختلاف توجّهاتها الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، احتجاجاً على تغييرات في قواعد التصويت، وربما تحتاج إلى احتجاجات أكبر للمطالبة بإصلاحات. ولا تسمح الكويت بتشكيل أحزاب سياسية لذلك يشكّل الأفراد تحالفات فضفاضة تستند إلى روابط سياسية وأسرية ودينية. ولفهم ما يحصل، لا بد من النظر الى بعض الشخصيات والجماعات الرئيسية فيها وهي:
ـ كتلة المعارضة: وعرفت أيضاً باسم «كتلة الغالبية» بعد الانتخابات التي أجريت في شباط (فبراير) الماضي ومنحتها نصيباً من المقاعد في مجلس الأمّة أكبر من نصيب النواب الموالين للحكومة أو النواب المحايدين، لكن تمّ حلّ هذا البرلمان في حزيران (يونيو) الماضي بعد حكم قضائي. ولم يشارك أعضاء كتلة الأغلبية، التي تشمل إسلاميين وشعبويين وليبيراليين، في انتخابات الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، قائلين إن التغييرات التي أدخلت على قواعد التصويت تصبّ في مصلحة الموالين للحكومة.
ـ جماعات سياسية: ينقسم ساسة المعارضة إلى عدد من المجموعات الأصغر، وأغلبهم جزء من كتلة المعارضة لكن أفراد المجموعات وهياكلها تتغيّر من حين الى آخر.
ـ الإسلاميون: تأسّست الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في أوائل التسعينيات، وهي مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. وكان للحركة خمسة نواب في مجلس الأمّة هذا العام.
ـ السلفيّون: هناك عدد من الجماعات السلفيّة، لكن الجماعة الأساسية هي التجمّع الإسلامي السلفي، ونفوذها في الحياة السياسية أقلّ من الإسلاميين المعتدلين.
ـ الليبيراليون والشعبويون: كتلة العمل الشعبي، وهي مجموعة بزعامة رئيس البرلمان السابق أحمد السعدون الذي دعم مقاطعة الانتخابات، ويلقى بعض أفرادها دعماً قبلياً.  والمنبر الديمقراطي الكويتي والتحالف الوطني الديمقراطي هما جماعتان ليبيراليّتان تدعوان لإصلاح سياسي واقتصادي ولم يتّفقا دائماً مع سياسات كتلة المعارضة.
ـ أفراد: يعتقد أن عدداً من النواب السابقين البارزين المتحالفين مع كتلة المعارضة يقومون بدور كبير في تشكيل أساليبها وأشهرهم:
مسلم البراك: وهو نائب سابق شعبوي يصف نفسه بأنه مستقل وتمكّن من حشد دعم قبلي كبير جدّاً.
أحمد السعدون: رئيس البرلمان الذي انتخب في شباط (فبراير) في العام 2012 وهو قادر أيضاً على حشد دعم قبلي.
محمد الدلال: كان واحداً من بين عدد من النواب الإسلاميين السابقين.
جمعان الحربش: وهو أكاديمي ونائب إسلامي سابق كان يوجّه نقداً صريحاً للسلطات.
فيصل المسلم: أكاديمي ونائب إسلامي سابق من أشدّ منتقدي الحكومة، وجرى استجوابه بشأن تصريحات اعتبرت مسيئة للأمير.
وليد الطبطبائي: نائب سلفي سابق وأحد أبرز مستخدمي تويتر في الكويت، إذ لديه أكثر من ربع مليون متابع لحسابه >

ثورات.. ثم هيمنة.. ثم تصحيح للمسار.«الربيع العربي» بعد عامه الثاني يفجّر مفاجأته الثالثة




سنتان مرّتا على انتفاضة محمد البوعزيزي، التي فجّرت «الربيع العربي» وهزّت عروشاً وأسقطت ديكتاتوريّات.. فهل لا يزال الربيع ربيعاً أم صار خريفاً وشتاء؟ وهل لا يزال هذا الربيع يحمل في طيّاته بذور الديمقراطية المنشودة؟


> في مثل هذه الأيام، قبل نحو سنتين، سرى الأمل في عدد من الدول العربية التي عانت طويلاً التوتاليتاريّة والعسكريتاريا، بأن المستقبل واعد، وأنه قد يحمل في طيّاته ما تطمح إليه الشعوب المقهورة من حرّيّة وكرامة وعلم وعمل. حدث ما حدث من ثورات أذهلت العالم بنقائها ونظافتها وسلميّتها، لا سيما في تونس أولاً ثم في مصر، حيث سقط نظامان أمنيّان متجذّران في أرض بأقلّ خسائر ممكنة، ثم ما لبثت هذه الثورات أن امتدت شرقاً وغرباً، لكنها اصطدمت بالدم والدمار والقمع الساحق على يد الأنظمة، خصوصاً في ليبيا واليمن وأخيراً وليس آخراً في سورية حيث شلاّل الدم مستمرّ. وتفيد التجارب التاريخية على مدى الخارطة العالمية، أن التحوّلات الجذريّة في المجتمعات والدول تمرّ بمراحل انتقالية صعبة، قبل أن تستقرّ على حال ينسجم مع طبيعة المجتمعات وتطلّعاتها وثقافتها، ولكن أحداً لم يكن يتوقّع بالتأكيد ما حدث من تطوّرات على أرض الواقع. وإذا كان من الطبيعي أن تتصدّر الحركات الإسلامية المشهد السياسي في بلدان «الربيع العربي»، وذلك أن لها حضوراً قويّاً وتاريخياً في الساحات السياسية العربية، ولا سيما في مصر حيث يزيد عمرها على ثمانين عاماً، مرّت خلالها بمعاناة صعبة وتهميش قسري من الأنظمة المتعاقبة على السلطة في بلادها، ما أكسبها قدرة تنظيمية واضحة، كانت مفتاحها إلى ما حقّقته من إنجازات استخدمت فيها عامل الدين على أوسع نطاق ممكن. لكن ما لم يتوقّعه أحد، هو جموح هذه الحركات، التي حملتها صناديق الاقتراع الى رأس السلطة الجديدة، ورغبتها في الاستئثار بالحكم، بما يناقض منطق ما جرى من تغيّرات وشعارات حملها ثوّار التغيير، فإذا بالضحيّة تتماثل بجلاّدها مباشرة بعد سقوطه، لتقيم نظاماً استبدادياً دينياً محلّ الاستبداد السياسي الذي سقط لتوّه.
وتباينت التجارب في هذا الصدد بين مصر وتونس وليبيا واليمن، وإن مثّلت كلتا الحالتين، التونسية والمصرية، نموذجاً خاصّاً في هذا السياق، نظراً الى أن ظروف البلدين متشابهة إلى حد بعيد قبل الثورة وبعدها. فقبل الثورة عانى البلدان نظامين شديدي الاستبداد، وإن تميّزت مصر بحرّيّة ملحوظة لوسائل الاعلام غير الحكومية، وكذلك تشابه نمطا النموّ الاقتصادي فيهما، بمعنى القدرة على تحقيق نموّ رأسمالي تابع، استفادت بعوائده في الأساس طبقة من رجال الأعمال الكبار، وبدرجة أقلّ، بما لا يقارن مع سكّان العاصمتين، وبعض المدن الكبرى، ما أبقى الغالبية العظمى من الشعبين في حالة فقر مدقع. أما بعد الثورة، فقد حقّق البلدان خطوات على طريق بناء «الدولة الجديدة»، ففي تونس أجريت انتخابات لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وتتولّى السلطة التشريعية في الوقت نفسه، وتمّ التوصّل إلى «ترويكا» تولّى بموجبها رئاسة الوزارة رئيس ينتمي إلى حزب «النهضة» الإسلامي، وذهب منصبا رئيس الجمهورية ورئيس الجمعية التأسيسية إلى ممثّلين لأكبر قوّتين سياسيّتين أخريين أسفرت عنهما انتخابات الجمعية التأسيسية، وهو ما يمثّل اختلافاً واضحاً عن التجربة المصرية التي انتهى بها المآل إلى تولّي رئيس الجمهورية المنتخب السلطة الاشتراعية، إضافة إلى سلطاته التنفيذية الواضحة، فضلاً عن محاولته التأثير في السلطة القضائية أيضاً. ومع ذلك، فقد تمثّل التشابه الواضح بين التجربتين في أن الحزب الإسلامي الأمّ فيهما (النهضة في تونس والحرّيّة والعدالة في مصر) قد حقّق الغالبية النسبيّة في الانتخابات بما يزيد على 40 في المئة من المقاعد في الحالتين.
وإذا ما ركّزنا في التحليل على التجربة المصرية، باعتبار أن مصر الدولة القائدة وتجربتها الثورية هي الأشمل والأكثر وضوحاً، فسنجد أن تصدّر «الإخوان المسلمين» المشهد السياسي كان متوقّعاً بسبب قدراتهم التنظيمية التي لم ينجح النظام في القضاء عليها، وإن تمكّن بوسائل لا تمتّ للديمقراطية بصلة من محاصرة نتائجها المتوقّعة في الانتخابات الاشتراعية بالذات، من دون أن تمتدّ قدرته على محاصرتهم إلى التنظيمات النقابية عموماً. غير أن المفاجأة تمثّلت في إنجازات التيار السلفي في الانتخابات النيابية، حيث حصد ما يقلّ قليلاً عن ربع مقاعد مجلس الشعب، ولم يكن هناك من تفسير معقول لهذه المفاجأة، سوى أن هذا التيار قد تمكّن عبر السنين من بناء قاعدة قوّة يعتدّ بها، من خلال هيمنته على العديد من المساجد التي بثّ منها أفكاره، مستغلاً الوازع الديني وأحياناً ضحالة الثقافة الدينية لدى المواطن العادي.
وكان المنطق يفضي إلى توقّع أن يكون لدى الحركة الإسلامية المصرية القدرة، بعدما يزيد على ثمانين عاماً من العمل السياسي في الساحة السياسية، على تقديم برنامج متكامل ينتشل الواقع المصري مما هو فيه، وتوفير كوادر قادرة على أن تضع هذا البرنامج موضع التطبيق، لا سيما وقد توافر لها على الأقلّ قدر من الخبرة العملية بالحكم وممارساته، من خلال تمثيلهم في مجلس الشعب المصري بين عامي 2005 و2010 بثمانية وثمانين عضواً، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، وبدا أن وظيفة المعارضة غير وظيفة الحكم، وأن الخبرة محدودة، والأداء مرتبك، والقدرة على الخروج من آثار السياسات الماضية منعدمة، إما عجزاً عن تطوير بدائل جديدة، وإما أن تلك السياسات لم تكن تتناقض مع رؤى النخبة الحاكمة الجديدة ومصالحها؛ فعلى الصعيد السياسي أخذت مؤشّرات الاستئثار بالسلطة تتّضح شيئاً فشيئاً، واختفى شعار «مشاركة لا مغالبة»، كما اتّضح بصورة خاصّة في التكوين المعيب للجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وانعكاساته على المضامين المقترحة لهذا الدستور، بما يجعله دستوراً للغالبية وليس للوطن، مع أن قدراً يعتدّ به من المشاركة كان ممكناً من دون إخلال بإمساك «الجماعة» بزمام توجيه المسار في السياسة المصرية ككلّ، ولا يقلّ عن ذلك أهمّيّة ما بدا من محدودية ملحوظة في خبرة الفريق الحاكم، الأمر الذي قاد رئيس الجمهورية إلى إصدار قرارات لا سند لها في القانون، وكادت تجرّ البلاد الى التصادم والانقسام والانفجار الأهلي.
وعلى الصعيد الاجتماعي، بدت النخبة الحاكمة الجديدة عاجزة عن بلورة سياسات حقيقية تجسّد «العدالة الاجتماعية»، أحد الأهداف الأساسية لـ«ثورة يناير» المصرية، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم ظاهرة التظاهرات الاحتجاجية ذات الطابع الاجتماعي، التي كان لها تأثيرها السلبي من دون شك في عجلة الانتاج. أما على الصعيد الاقتصادي، فحدّث عنه ولا حرج، ذلك أن السياسات التي دشّنها الرئيس الراحل أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي، وجوهرها أن حلّ المعضلة الاقتصادية المصرية يأتي من الدعم الخارجي وليس من الاصلاح الداخلي، والتي استمرّت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، قد تصدّرت المشهد أيضاً في ظلّ حكم «الإخوان المسلمين»، فسارعت الى السعي لطلب القروض والمساعدات الخارجية من كل الاتّـجاهات على نحو مخيف ينذر بأوخم العواقب بالنسبة لمستقبل الاقتصاد المصري.
وقد ترتّب على كل ما سبق، تصاعد وتيرة المعارضة للسياسات المتّبعة والاحتجاج عليها، وبدلاً من أن يواجه الحكم ذلك بالحوار ومحاولة تصحيح المسار، إذ برئيس الجمهورية يصدر إعلاناً دستورياً جديداً يجعل منه حاكماً مطلقاً على نحو لم يتوافر لأيّ من أسلافه في مصر الحديثة، وعلى الأقلّ منذ ثورة 1919، فقد كان يجمع أصلاً بين السلطتين التنفيذية والاشتراعية، بعد أن انتزع الأخيرة من براثن المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة في آب (أغسطس) ٢٠١٢، فإذا به في هذا الاعلان الجديد يحصّن قراراته ضد أيّة رقابة قضائية، ويمنع السلطة القضائية من أن تمسّ تشكيلات بعينها مطعوناً في دستوريّتها أو سلامة تكوينها القانوني، كمجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية للدستور، وأدّى هذا الاعلان إلى اتّساع نطاق المعارضة للحكم على نحو غير مسبوق، بعدما أصبحت هذه المعارضة تستند إلى قاعدة سياسية ـ اجتماعية واسعة، تضمّ القوى المدنية والهيئة القضائية ونقابتي المحامين والصحافيين والكنائس المصرية والعمّال والفلاّحين وغيرهم، وترجم هذا في اشتباكات وأعمال عنف بين معارضي الاعلان ومؤيّديه، تفتح الباب لأسوأ الاحتمالات، وعلى رأسها انقسام حقيقي في الجماعة الوطنية المصرية.
وتشير سيناريوات المستقبل إلى أن تراجع رئيس الجمهورية عما فعله مستحيل، خصوصاً وقد حظي بمساندة غير مسبوقة من كل فصائل التيار الإسلامي، وأن هزيمة المعارضة من ناحية أخرى تبدو صعبة، لأن قاعدتها واسعة وقضيّتها مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، وأن حرباً داخلية ممتدّة مستحيلة أيضاً، بحكم أنها تفتح الباب لا محالة أمام تدخّل الجيش، الذي لن يكون هذه المرّة لمصلحة فصيل ضد آخر، ولكنه سيصبح فاعلاً رئيسياً في الصراع الدائر، وهذا يغيّر، إن حدث، من معالم المشهد السياسي المصري تماماً، وقد يجد مساندة شعبية واسعة إذا بدا أن الجيش يتفهّم مطالب المواطنين ويسعى إلى حلّها، ناهيك عن أن يحقّق في هذا درجة من النجاح، لكن هذا السيناريو سيعني إسدال الستار على «الربيع العربي» وبداية مرحلة جديدة من مراحل التطوّر السياسي المضطرب في دوله.
وما ينطبق على مصر ينطبق بدوره على تونس، حيث لم تحمل الانتخابات الى السلطة من قاموا بالثورة وأسقطوا الديكتاتورية، بل جاءت بحركة النهضة الإسلامية الى صدارة المشهد السياسي، ومكّنت المتطرّفين السلفيّين من التسلّل إلى الواجهة. وفي الوقت نفسه، يتشابه البلدان في مواجهة تحدّي السلفيّة المتشدّدة التي يبدو أحياناً أنها تربك الحزب الديني الأمّ، ولكنها أحياناً أخرى تبدو مصطفّة معه، على الأقلّ في مواجهاته الحاسمة مع القوى المعارضة له. وكذلك يتشابه البلدان أيضاً في عدم القدرة، بعد مرور سنتين على الثورة، على الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي، بل إن تجربتهما معاً تشير إلى الاخفاق ـ وربما عدم الرغبة ـ في الانقلاب على السياسات الاقتصادية للنظامين السابقين التي كانت تداعياتها من دون شك واحداً من الأسباب الأصيلة للثورة. وأخيراً وليس آخراً، فإن البلدين يشهدان تزايداً في الفجوة بين الحكم والمعارضة، ويأخذ هذا شكل اللجوء إلى الميدان ـ حيث يمكن إعادة صياغة موازين القوى ـ وليس إلى المؤسّسات التي بات يسيطر عليها الحزبان الدينيّان الحاكمان.
أما اليمن، فلم يزل بعيداً عن البدء في عملية بناء مؤسّسات ما بعد الثورة، ولا يزال الحوار الوطني يدور حول قضايا شائكة، من دون أن تتوافر لأطرافه القدرة على الخروج من هذا المأزق. أما ليبيا فلم تستقرّ الأوضاع فيها بعد، وتبدو الدولة متفكّكة الأوصال إلى حد بعيد، ومهدّدة بفوضى السلاح والصراعات القبلية والجهوية والمطالبات بالانفصال، إضافة طبعاً الى الفساد، نظراً الى ما يوفّره النفط والغاز من عائدات ضخمة في هذه الدولة الغنيّة التي لم تعرف منذ أربعين عاماً معنى المؤسّسات والقانون والعمل السياسي والحزبي. وأخيراً، فإن سورية لم تصل إلى نقطة انتصار الثورة أصلاً، ومن المرجّح أنها ستمرّ بالأعراض نفسها التي مرّت بها «بلدان الربيع» التي سبقتها في لحظة انتشار الثورة. إن نظرة واحدة حالياً على الخارطة السياسية العربية الحالية، كافية لأن تصيب أي مشاهد بقلق عظيم على حاضر هذه الدول ومستقبلها، وإذا بدأنا بـ«بلدان الربيع»، باعتبار أن ما جرى فيها قد أطلق شرارة محاولات التغيير، فسنجد أن الأوضاع في أي منها لم تستقرّ على حال يتلاءم والشعارات التي رُفعت في بداية «موجات التغيير».
ولا يقتصر الأمر على «بلدان الربيع» فحسب، بل إن محاولات التغيير لا زالت تجري في بلدان أخرى، من دون أن تصيب حظّاً من النجاح حتى الآن، كما هو الحال بالنسبة لكل من الأردن والكويت، إلى بلدان تعاني أوضاعاً مضطربة، سواء بسبب تداعيات «الربيع العربي» أو من دونها، وعلى رأسها لبنان الذي تأثرت الأوضاع فيه بشدّة، بسبب انعكاسات ما يجري في سورية منذ قرابة العامين عليه، بالنظر إلى انقسام الشعب اللبناني ـ وفاقاً لاعتبارات طائفية ـ ما بين مؤيّدين للنظام السوري الحالي، على أساس أن ما يجري في سورية ليس إلا مؤامرة خارجية على «سورية الصمود والممانعة»، ومعارضين له انطلاقاً من أن الأحداث السورية تشير إلى ثورة شعبية حقيقية على نظام مستبدّ أمعن في الاستخفاف بالشعب السوري ومقدّراته. أما العراق فهو يعاني حالة عدم استقرار مزمنة يشهد عليها كثير من العنف، منذ الغزو الأميركي وحتى الآن، ولا يوجد ضوء يشير إلى قرب خروجه من هذا النفق المظلم.
ومع ذلك، فإن صورة الوضع العربي بعد سنتين من انطلاقة ربيعه ليست مظلمة، وليست خريفاً كما يحلو لبعضهم أن يصوّرها، فقد جاءت تطوّرات الأسابيع الماضية في تونس الخضراء وأرض الكنانة لتدلّل على جملة أمور جوهرية متّصلة، ومن شأنها أن تبعث الأمل من جديد لدى الطامحين الى تغيير جدّي:
< الأمر الأول أنه بعد مضيّ نحو عامين على الثورتين، كشفت الشواهد أنه لا يمكن القبول، لدى أوسع شرائح المجتمع، بنظام شبه شمولي في البلدين، ليخلف ديكتاتورية مقنّعة وديمقراطية مشوّهة، ويكرّر بصورة أو بأخرى مآسي الماضي، وربما ما هو أسوأ منها. تمّ التوصّل إلى هذه القناعة بعدما دخلت قوى اجتماعية شبابية ونقابية وحزبية عدّة في خضمّ العمل السياسي، وبعدما تحرّر المجتمع السياسي من قيوده وترهّله، وفي ظل إعلام مفتوح شديد الحيوية يعتمد الصورة والصوت بالدرجة الأولى، ويشارك في قيادة الرأي العام وصناعة الحدث.
< الأمر الثاني: أن الاحتجاجات المتجدّدة لم تكن من قبيل الافتئات من الشرعية الجديدة، بقدر ما جاءت تصويباً للمسار واهتداء بروح العدل والمساواة والحرّيّة التي ألهمت الثورتين، والحؤول دون انفراد قوّة سياسية واجتماعية واحدة بتقرير مصير البلاد. ولو لم يكن الحال كذلك، لثارت احتجاجات من قبل على وصول حزب النهضة في تونس إلى البرلمان والحكومة، وعلى نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر. لم يحدث ذلك، وجرى الارتضاء ـ على مضض ـ بتلك النتائج. ثم نشبت الخلافات في مصر على الدستور والجمعية التأسيسية والاعلان الدستوري، فيما تتمحور الخلافات على الهويّة الدستورية للنظام الجديد، وعلى إخلال قوى سلفيّة إخلالاً جسيماً بالقانون، وتهديدها السلم الأهلي، ومحاولة حرمان المجتمع من الانجازات التي حقّقها على صعيد الحرّيّات الاعلامية، وحرّيّة البحث العلمي والفنون والثقافة عموماً، علماً بأن تلك القوى ساهمت في إيصال النهضة إلى الحكم.
< الأمر الثالث: إنه من دواعي السخرية، أن توصف القوى المعترضة بأنها تمثّل النظام السابق، سواء في مصر أو تونس، ذلك بأن قوى الاحتجاج الشبابية الحالية هي نفسها تقريباً التي خاضت غمار الثورة، ودفعت بالبلاد نحو التغيير، مضافاً إليها كتل شعبية واسعة متضرّرة من تغليب حزب حاكم على الحياة السياسية والعامّة وعلى الفضاء الاجتماعي. وفي النتيجة، فإن القوى التي تخوض الاحتجاج هي هذه المرّة أكبر وأعرض وأكثر تنوّعاً من القوّة الطليعية التي قادت الثورتين، وهذا يدلّل على اتّساع حجم الضرر ووطنية الاحتجاجات.
< الأمر الرابع: إن هناك مخاوف مشروعة وجدّيّة من انفلات العنف، وخصوصاً في مصر الأكثر كثافة سكانية والأشدّ معاناة لمشكلات اجتماعية. والعنف يتشارك فيه الأهالي، حيث باتوا يرون تجدّد شبح الحزب الوطني الحاكم في حزب آخر يدير الظهر لشريحة كبيرة من المصريين، والقوى المنظّمة الإخوانية والسلفيّة التي تسبّبت بمقتل عدد من المحتجّين، مستخدمة الأسلحة النارية لا السلاح الأبيض فحسب، وأصابت بجروح المئات منهم أمام قصر الاتّـحادية الرئاسي وفي ميدان التحرير. وتتحمّل السلطات المسؤولية الأولى عن وقف العنف واحتوائه، والتحفّظ على المعتدين وإحالتهم على العدالة. وتخطئ السلطات خطأ جسيماً إذا تهاونت في الحد من العنف المنظّم الذي يرتكبه الإخوانيون ومن يدور في فلكهم، إذ إن ذلك يشرّع الأبواب على العنف، وينزع كل شرعية عن النظام الجديد.
< الأمر الخامس: إن هذه التطوّرات كشفت عن دينامية جديدة بات الشارع السياسي مشحوناً بها في البلدين.
لقد كانت المفاجأة الكبيرة الثالثة هي التي فاجأت الجميع؛ إذ كانت المفاجأة الأولى هي اندلاع شرارة «الربيع العربي» بما تحمله من قوّة تغيير جارفة، والمفاجأة الثانية تمثّلت بصعود الإسلاميين في الانتخابات بالحجم الذي صعدوا به، وها هي المفاجأة الثالثة تتمثّل في الدفع نحو إرساء عهد دستوري وعقد اجتماعي قانوني يقطع الطريق على أيّة ديكتاتورية، ويحافظ على كل مكتسبات سابقة >

انقطاع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلمو سلم

-->

في مجمع البيان: احتبس عنه الوحي خمسة عشر يوما عن ابن عباس و قيل اثني عشر يوما عن ابن جريح و قيل أربعين يوما عن مقاتل قال ابن عباس فقال المشركون إن محمدا قد ودعه ربه و قلاه -ودعه- تركه -و قلاه- أبغضه و لو كان أمره من الله لتتابع عليه الوحي فنزلت -و الضحى و الليل إذا سجى ما ودعك ربك و ما قلى- و روى الواحدي في أسباب النزول عن البخاري و مسلم أن امرأة من قريش قالت له ما أرى شيطانك إلا ودعك فنزلت و حكى الطبرسي في مجمع البيان أن القائلة له ذلك هي أم جميل بنت حرب زوجة أبي لهب.و روى الواحدي في أسباب النزول أنه أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلمفجزع جزعا شديدا فقالت خديجة قد قلاك ربك لما يرى من جزعك فنزلت -أقول- الصواب أن القائل له ذلك المشركون أو أم جميل أو الجميع أما خديجة فكانت أعرف بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلممن أن تقابله بهذا الكلام و كانت عادتها إذا رأت منه ما يهمه أن تسليه لا أن تزيد في همه و تجابهه بقولها: قد قلاك ربك.
القرآن الكريم
و أنزل الله تعالى على نبيه حين بعثه بالنبوة قرآنا عربيا مبينا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أعجز به البلغاء و أخرس الفصحاء و تحداهم فيه بالمعارضة و عجزهم فلم يستطيعوا معارضته و هم أفصح العرب و إليهم تنتهي الفصاحة و البلاغة فحوى من أحكام الدين و أخبار الماضين و تهذيب الأخلاق و الأمر بالعدل و النهي عن الظلم و تبيان كل شي‏ء ما يزال يتلي على كر الدهور و مر الأيام و هو غض طري يحير ببيانه العقول و لا تمله الطباع مهما تكررت تلاوته و تقادم عهده.
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحق ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلمفأقام بالمدينة بقية ذي الحجة و المحرم و صفرا و ضرب على الناس بعثا إلى الشام و أمر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة مولاه و أمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء و الداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس و أوعب مع أسامة بن زيد المهاجرون الأولون و هو آخر بعث بعثه صلى الله عليه وسلمو في رواية الطبري في تاريخه أمره أن يطئ آبل الزيت من مشارف الشام لأرض بالأردن : و قال ابن سعد في الطبقات : سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى و هي أرض السراة ناحية البلقاء .قالوا كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة أمر صلى الله عليه وسلمالناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى و حرق عليهم و أسرع السير تسبق الأخبار فإن ظفرك الله فأقل اللبث فيهم و خذ معك الأدلاء و قدم العيون و الطلائع أمامك فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلمالمرض فحم و صدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال أغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج و عسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين و الأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر و عمر بن الخطاب و أبو عبيدة بن الجراح و سعد بن ]أبي[ وقاص و سعيد بن زيد و غيرهم فتكلم قوم و قالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلمغضبا شديدا فخرج و قد عصب على رأسه عصابة فصعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة و لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في أمارتي أباه من قبله و ايم الله إن كان للإمارة لخليقا و إن ابنه من بعده لخليق للإمارة ثم نزل فدخل بيته و ذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول و ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلمفجعل يقول انفذوا بعث أسامة و روى ابن هشام في سيرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلماستبطا الناس في بعث أسامة و هو في وجعه فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر و قال انفذوا بعث أسامة ثم نزل و انكمش الناس في جهازهم»اه« ثم قال ابن سعد في روايته بسنده عن عروة بن الزبير فجعل أسامة و أصحابه يتجهزون و قد عسكر بالجرف فاشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلمو هو على ذلك ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصبا رأسه فقال أيها الناس انفذوا بعث أسامة ثلاث مرات »اه«و روى ابن سعد بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلمإني أوشك أن أدعى فأجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و إن اللطيف الخبير أخبرني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. و قال المفيد في الإرشاد إنه صلى الله عليه وسلمتحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لأمته فجعل يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده و الخلاف عليه و يؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته و الاجتماع عليها و الوفاق و يحثهم على الاقتداء بعترته و الطاعة لهم و النصرة و الحراسة و الاعتصام بهم في الدين و يزجرهم عن الاختلاف و الارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواية على اتفاق و اجتماع من قوله صلى الله عليه وسلميا أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض ألا و إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني و سألت ربي ذلك فأعطانيه ألا و إني قد تركتهما فيكم: كتاب الله و عترتي أهل بيتي و لا تسبقوهم فتفرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ألا و إن علي بن أبي طالب عليه‏ السلام أخي و وصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله: و كان صلى الله عليه وسلميقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام و نحوه ثم إنه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة و أمره و ندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم و اجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين و الأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في أمر الرئاسة و يطمع في التقدم على الناس بالإمارة و يستتب الأمر لمن استخلفه من بعده و لا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة و جد في إخراجهم و أمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف و حث الناس على الخروج إليه و المسير معه و حذرهم من التلوم و الابطاء عنه فبينما هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها»انتهى«. و إذا أمعنا النظر في مجاري هذه الحوادث و تأملناها بانصاف مجرد عن شوائب العقائد أمكننا أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلممع ما تحققه من دنو أجله بوحي أو غيره و أومأ إليه بما أعلنه للملأ في خطبته المتقدمة التي خطبها في حجة الوداع بقوله: فإني لا أدري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا، و قوله في بعض خطبه الآتية: قد حان مني خفوق من بين أظهركم و تأكيده الوصاية بالثقلين و قوله: قد كان جبرئيل يعرض علي القرآن في كل سنة مرة و قد عرضه علي العام مرتين و لا أراه إلا لحضور أجلي و اعتكافه في ذلك العام عشرين يوما و قد كان يعتكف عشرة، و غير ذلك من التصريح و التلويح بأنه عالم بدنو أجله و مع عروض المرض له و اشتداده عليه و هو مع ذلك كله يجتهد في تجهيز جيش أسامة و يحث عليه و يكرر الحث مرارا و يؤمر أسامة و هو غلام على وجوه المهاجرين و الأنصار و لا يشغله ما هو فيه من شدة المرض و تحقق دنو الأجل عن الاشتداد في تجهيز جيش أسامة . -و كانت- وفاته صلى الله عليه وسلميوم الإثنين على المشهور بين العلماء عند الزوال لليلتين بقيتا من صفر عند أكثر الإمامية ، و قال الكليني منهم: لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة و قال المفيد في الإرشاد و الطبرسي في أعلام الورى سنة عشر من الهجرة قال الطبري في تاريخه : لا خلاف بين أهل العلم بالإخبار أنه صلى الله عليه وسلمقبض يوم الإثنين من شهر ربيع الأول غير أنه اختلف فيه فعن فقهاء أهل الحجاز أنه قبض نصف النهار يوم الإثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع و قال الواقدي توفي يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. و روى ابن سعد في الطبقات أنه صلى الله عليه وسلماشتكى يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة فاشتكى ثلاث عشرة ليلة و توفي يوم الإثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة ثم روى أنه اشتكى يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة و توفي يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول »اه« و عمره »ثلاث و ستون سنة«. بعث و عمره »أربعون« و أقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة و بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين. و لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلمكان أبو بكر بمنزله بالسنج خارج المدينة ، قال الطبري و ابن سعد و غيرهما فقال عمر: إن رسول الله ما مات و لكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات و الله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال و أرجلهم يزعمون أنه قد مات.و في رواية ابن سعد أن عمر دخل عليه هو و المغيرة بن شعبة فكشفا الثوب عن وجهه فقال عمر : ما أشد غشي رسول الله فقال المغيرة مات و الله رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال عمر كذبت ما مات -الحديث- و أقبل أبو بكر حين بلغه الخبر فدخل فرآه ثم خرج فقال أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يكوت ]يموت[ ثم تلا هذه الآية و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل -الآية- قال عمر فلما تلاها وقعت إلى الأرض و عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقد مات. و قد سبق لعمر أن قال نظير ذلك في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلمحين طلب صلى الله عليه وسلمالدواة و الصحيفة في حديث ابن سعد السابق. و المظنون أنه لم يكن ليخفى عليه موت النبي صلى الله عليه وسلمو أن الذي دعاه إلى ذلك أمر سياسي في المقامين فأراد في المقام الأول صرف الناس عن أمر الصحيفة و في المقام الثاني صرفهم عن التكلم في أمر الخلافة و إشغالهم بشي‏ء حتى يحضر أبو بكر و الله أعلم. و روى ابن سعد في الطبقات أنه غسل رسول الله صلى الله عليه وسلمعلي بن أبي طالب و الفضل بن العباس و أسامة بن زيد -و في رواية- كان علي يغسله و الفضل و أسامة يحجبانه -و في رواية- علي يغسله و الفضل محتضنه و أسامة يختلف -و في رواية- قال علي أوصى النبي صلى الله عليه وسلمأن لا يغسله أحد غيري فكان الفضل و أسامة يناولانني الماء من وراء الستر و هما معصوبا العين و في رواية غسله علي يدخل يده تحت القميص و الفضل يمسك الثوب عليه و على يد علي خرقة إلى غير ذلك من الروايات التي أوردها ابن سعد »قال المفيد« فلما أراد أمير المؤمنين عليه‏ السلام غسل النبي صلى الله عليه وسلماستدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله بعد أن عصب عينيه فشق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته و تولى غسله و تحنيطه و تكفينه و الفضل يعطيه الماء و يعينه عليه فلما فرغ من غسله و تجهيزه تقدم فصلى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه و كان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه و أين يدفن فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه‏ السلام و قال لهم إن رسول الله إمامنا حيا و ميتا فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام و ينصرفون و إن الله لم يقبض نبيا في مكان إلا و قد ارتضاه لرمسه فيه و إني لدافنه في حجرته التي قبض فيها فسلم القوم لذلك و رضوا به. قال ابن هشام فصلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان ، و قال ابن عبد البر في الإستيعاب صلى عليه علي و العباس و بنو هاشم ثم خرجوا ثم دخل المهاجرون ثم الأنصار ثم الناس يصلون عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد ثم النساء و الغلمان، و لما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح و كان يحفر لأهل مكة و يضرح -1- الضريح ما يشق في الأرض و يدفن الميت في وسطه و كان ذلك عادة أهل مكة و أنفذ إلى زيد بن سهيل و كان يحفر لأهل المدينة و يلحد -2- اللحد أن يحفر في الأرض إلى حيث ينتهي ثم يحفر إلى جهة القبلة بقدر ما يسع الميت فيوضع فيه ثم يسد بلبن أو غيره و يهال بعد ذلك التراب و اللحد أفضل من الشق. فاستدعاهما و قال اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل فقيل له أحفر لرسول الله فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين و العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس و أسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله صلى الله عليه وسلمفنادت الأنصار من وراء البيت يا علي إنا نذكرك الله و حقنا اليوم من رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يذهب ادخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال ليدخل أوس بن خولي و كان بدريا فاضلا من بني عوف من الخزرج فلما دخل قال له علي عليه‏ السلام انزل القبر فنزل و وضع أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى يديه و دلاه في حفرته فلما حصل في الأرض قال له اخرج فخرج و نزل علي عليه‏ السلام القبر فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلمو وضع خده على الأرض موجها إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن و أهال عليه التراب و ربع قبره و جعل عليه لبنا و رفعه من الأرض قدر شبر »اه« و روي قدر شبر و أربع أصابع و ظاهر المفيد أن دفنه صلى الله عليه وسلمكان في اليوم الذي توفي فيه و روى ابن هشام أنه صلى الله عليه وسلمتوفي يوم الإثنين و غسل يوم الثلاثاء و دفن ليلة الأربعاء ليلا و روى ابن سعد مثله إلا في الغسل يوم الثلاثاء و روى أيضا أنه توفي يوم الإثنين حين زاغت الشمس فلم يدفن حتى كانت العتمة و لم يله إلا أقاربه و في رواية أنه دفن ليلة الأربعاء في السحر و في رواية توفي يوم الإثنين حين زاغت الشمس و دفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس و لعله موافق لما رواه أيضا أنه ترك بعد وفاته يوما و ليلة و يحمل عليه ما رواه ابن هشام أنه صلى الله عليه وسلمتوفي يوم الإثنين و دفن يوم الثلاثاء و روى أيضا أنه توفي يوم الإثنين حين زاغت الشمس و دفن يوم الأربعاء و هذا لا ينافي دفنه ليلة الأربعاء لأن اليوم يطلق على الليلة و بالعكس.