الاثنين، 31 ديسمبر 2012

محمد بن عبد الوهاب داعية وليس نبي


حسن فرحان
حسن فرحان

داعية وليس نبيا
« قراءة نقدية لمذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التكفير »
كتاب يستحق القراءة لما جاء فيه من جرأة في الطرح ورؤية واضحة, فالمؤلف جاء من رحم المدرسة السلفية, وهو ملتزم بمنهج البحث العلمي المعتمد لدى هذه المدرسة, كما أنه موضوعي في رؤيته لأفكار هذه المدرسة والمدارس الإسلامية الأخرى المخالفة للمدرسة السلفية.
• المؤلف: الشيخ حسن بن فرحان المالكي.
• 198 صفحة.
• طبعة أولى 1425هـ 2004م.
• من القطع المتوسط.
• دار الرازي للطباعة والنشر والتوزيع «مركز الدراسات التاريخية» عمان الأردن.
في استعراض مختصر وسريع لما جاء في الكتاب
الشيخ حسن فرحان المالكي
احتوى الكتاب على أربعة مباحث رئيسة:
• المبحث الأول قراءة في كشف الشبهات «مع كتاب التوحيد من أشهر كتب الشيخ»
• المبحث الثاني قراءة في أقوال الشيخ ورسائله «الدرر السنية نموذجا»
• المبحث الثالث المسيرة تتواصل
• المبحث الرابع مع خصوم الشيخ ومعارضيه
المقدمة
جاء في مقدمة الكتاب عشر مسائل تمهيدية:
المسألة الأولى: من هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
كون الشيخ داعية وإصلاحي وليس نبيا - من الناحية النظرية عند المنصفين- إلا أن الخلاف مع فئتين من الناس:
1- مع من يكفره الشيخ محمد ابن عبد الوهاب أو يفسقه أو يشكك في أهدافه, فهؤلاء لا يسلمون بأنه داعية أو إصلاحي.
2- مع من يمنع من مراجعة إنتاج الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وتقييم منهجه ويأبى تخطئته فيما أخطأ فيه, فهؤلاء قد أنزلوه منزلة الأنبياء المعصومين.
ويشير المؤلف بقوله«داعية» ردا على من يكفر الشيخ أو يفسقه أو يشكك في أهدافه من حيث الجملة, وقوله «ليس نبيا» ردا على من يغلو فيه وينزله منزلة الأنبياء المعصومين.
لذ لا يجوز أبدا أن نقلده فيما أخطأ فيه, شأنه شأن غيره من البشر, من علماء ودعاة وطلبة علم, فإذا كنا نقبل تخطئة أبي حنيفة والشافعي وأمثالهم «بل نرى بعض المتعصبين للشيخ يقبل بكل سهولة تخطئة كبار الصحابة كعمر وعلي وأبي ذر رضي الله عنهم وأمثالهم ولا يقبل مجرد تخطئة الشيخ, وهذا هو الغلو في الصالحين الذي ننكره بحق قولا وفعلا, وإن وجدنا في هذا الإنكار الأذى من هؤلاء الذين يقولون إنهم يحاربون الغلو في الصالحين» فكيف لا نقبل تخطئة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ مع أنه أقل من هؤلاء علما وأثرا بإجماع المنصفين من أهل العلم.
المسألة الثانية: الشيخ بين الغلو في تقليده والغلو في ذمه.
فالشيخ كسائر المشهورين, الناس فيه بين قال مفرط في الذم والهجاء, وغال مفرط في المدح والثناء.
والمؤلف حاول جاهدا أن يكون في الأمر وسطا, وأن يعرف ما له من حق حسن,فيكون الحق لأهله دون مجاملة لباطل في رده. وبيان أخطاءه للناس بالدليل والبرهان حتى لا يتأثر بها وينساق خلف المغالين من أتباعه الذين أساءوا له بتعصبهم أكثر مما أحسنوا. والغلبة اليوم لهؤلاء المتعصبين, وهم الذين قصدهم المؤلف بهذه الدراسة, الذين اشتدت المحنة بتكفيرهم واستحلالهم لدماء مخالفيهم من جميع فرق المسلمين وتشتد المحنة ليأتي الجاهل منهم ليقول: نحن على منهج سلفنا لا نرتضي بهم بدلا ولا نرضى عنهم حولا, فهم سلفنا الصالح ولنا منهجنا الواضح. فيبق الناس من الجانبين في طخية عمياء.
و لهذا على أهل العلم, أن يكنوا في مستوى المسئولية والشجاعة ببيان أخطاء العظماء بعلم وأدب وإنصاف, فلا يجرمنهم غلو أتباعهم في الاعتراف بفضلهم, ولا يدفعهم ظلم الخصوم للتخندق مع أخطائهم تجاوزاتهم.
المسألة الثالثة: حول استخدام مصطلح الوهابية.
ليس من باب الذم وإنما من باب كونه مصطلحا أطلقه أغلب المسلمين على «تيار فكري حركي دعوي له تاريخه وخصائصه ومصنفاته وشيوخه» كما أن بعض الوهابية قد أرتض هذا اللقب وأطلقوه على أنفسهم.
كما أنه لا يشترط أن يقوم الشيخ نفسه بتسمية مذهبه, بل كل أئمة المذاهب فيما يعلم لم يسموا مذاهبهم, وإنما سمى الناس مذاهبهم بعد موتهم.فلا أحمد بن حنبل سمى المذهب الحنبلي ولا الشافعي سمى الشافعية ولا أبو حنيفة سمى المذهب الحنفي, ولا مالك سمى مذهبه, ولا جعفر الصادق سمى الإثني عشرية أو الإمامية ولا زيد سمى الزيدية ولا الأوازعي ولا الطبري ولا داود الظاهري ولا عبد الله بن أباض ولا غيرهم من الأئمة المتبوعين أصحاب المذاهب سموا مذاهبهم, بل ولا سمى ذلك تلاميذهم الخاصين وإنما جاءت التسمية فيما بعد نتيجة استقراء خصائص كل مذهب.
المسألة الرابعة: الشيخ لم يكن وحده في العلم والدعوة.
يظن أتباع الشيخ أن الشيخ كان وحيد دهره في العلم, وأن البلاد الإسلامية التي لم يدخل أهلها في دعوته, كانت بلاد شرك وكفر وأن علماء تلك البلاد جهلة لا يعرفون من الدين شيئا.
المسألة الخامسة: كيف أحتكر الغلاة الوهابية والدفاع عنها
اشتداد الخصومة بين الوهابية وخصومها ساعد على بروز التيار المغالي من أتباع الشيخ فأخذوا على عاتقهم الدفاع والرد وأصبح لهم مع الزمن حق النطق باسم الدعوة واحتكار الدفاع عن العقيدة السلفية والغلو في ذم المخالفين مع الغلو في الدفاع عن أخطاء الشيخ. واليوم تجد غلاة السنة «النواصب» أخذوا يلمزون علي بن أبي طالب باسم السنة ويثنون على معاوية ويزيد وشيعتهم باسم السنة , ومن ينقد هؤلاء الغلاة يصبح معرضا للاتهام بالتشيع والرفض. ومن علامات المغالي في الشيخ أنه لا يقبل نقد الشيخ ويستعظم تخطئته, كما أن المغالين من الطرف الآخر لا يقبل وصف الشيخ إلا بكل سوء لذا فالطرفين من المغالين ليس عندهم استعداد للحوار الهادئ البعيد عن التعصب.
المسألة السادسة: كيف نوقف احتكار التيار المغالي للوهابية؟
1- مراجعة إنتاج الشيخ وفكره لتدعيم الصواب وتجنب الأخطاء.
2- التكفير الذي وقع فيه أتباع الشيخ, أوقع كثيرا من طلبة العلم فيه إما تقليدا أو مغالاة.
3- إحجام كل طلبة العلم في المملكة تقريبا عن بيان تلك الأخطاء, رغم الحاجة الماسة للمراجعة.
4- من حق كل طالب علم وكل مواطن في المملكة أن يطرح ما يراه مخرجا من دوامة العنف والتكفير لحماية الدين والوطن من التلوث بالتكفير الظالم أو الدماء المعصومة. وذكر نماذج من أخطاء من نعظمهم ونقدرهم كالشيخ محمد وابن تيميه وأحمد ابن حنبل وغيرهم إلا أننا:
- لا نجعله نبيا معصوما.
- بل نخضع أقواله لأحكام الشريعة.
- ولا نجعله فوق الشرع.
- بل هو وكل العلماء محكومون بالشرع.
- كل يؤخذ من قوله ويرد.
- وكل يستدل لقوله لا بقوله.
- وكل لم ينزل من السماء.
- وكل مأمور بالرجوع إلى الأدلة الشرعية لا إلى أقوال الرجال.
- فمن رأى أن حبنا لهم يمنع من نقدنا لهم فهو مغال فيهم, ومن رأى أن نقدنا لهم يمنع من حبنا لهم فهو مغال ضدهم.
المسألة السابعة: هل يشترط أن يحدد الغلاة من يقوم بالمراجعة؟
لا يشترط فيمن أراد التجديد أن يحصل على شهادة براءة وتزكية. كما لا يشترط أن لا ينقد المذهب إلا أتباعه, فهاهم غلاتنا ينقدون كل مذهب وليسو من أتباع تلك المذاهب. كما أنه لابد من المراجعة لأن الأمر دين وليس مناورة سياسية أو طلب دنيا.
المسألة الثامنة: غلاة ينهون عن الغلو!
ألا يخجل أولئك الذين يحاولون أن يركبوا الجملين جميعا, فيردون على أهل التكفير ويبقون على التكفير, يهاجمون من وقعوا في متشابه التكفير ويغلون في الدفاع عن أخطاء ابن تميمية وأئمة الدعوة في التكفير. هؤلاء الغلاة أصبحوا يردون على تيار العنف التكفيري بأدلة العلماء الذين كانوا يردون بها على الشيخ محمد بن عبد الوهاب, فكأنهم بهذا يردون على الشيخ محمد مع غلوهم فيه ومنعهم من مراجعة إنتاجه وتقييم منهجه بهذه الطريقة التي تجمع بين أبلغ المتناقضات.
إن كان هذا التناقض عن جهل, فلا مانع من التصحيح والرجوع عن الأخطاء, وإن كان تناقضهم عن علم وسياسة, فالله حرم التلون والظهور بوجهين, ونقول لهم: إن كنتم رادين على هؤلاء الشباب التكفيري, فعليكم أن يكون جوابكم مقنعا بنقد الأصول التي رجعوا إليها والعلماء الذين قعدوا لهذا التكفير والعنف, ضد علماء وحكام زمنهم.
وان كنتم تدافعون عن ابن تيمية والشيخ محمد وعلماء الدعوة وترونهم مصيبين فيجب أن تدافعوا عن هؤلاء الشباب التكفيري, لأنهم مقلدون للعلماء الذين منعتم من نقدهم, وأخذوا من الكتب التي علمتموهم إياها وأوصيتموهم بها.
و لا خير فينا إن كان حرصنا على تبرئة الشيخ وعلماء الدعوة أكبر من حرصنا على تبرئة الإسلام نفسه من تنظيرات المتبوعين وممارسات الأتباع.
المسألة التاسعة: مصادرنا في معرفة فكر الشيخ ومنهجه.
بما أننا لم ندرك زمن الشيخ حتى نأخذ شهادات الناس له أو عليه إلا أنه قد أورث كتبا وتيارا عريضا يهتف باسمه ويدعو لمنهجه, هذا التيار فيه الغلو والاعتدال, لكن تيار الاعتدال فيه مضطهد لا رأي له ولا صوت, أما تيار الغلو فهو الظاهر الغالب وبيده معظم الشؤون الإسلامية كالإفتاء والتدريس بالجامعات الشرعية وله خطبة المنبر والدروس والمحاضرات والأشرطة السمعية وهو التيار المدعوم رسميا, وإن لم تتنبه الحكومة لحجم الغلو داخل التيار الوهابي, ربما لأنه كان مفيدا في الماضي لأنه ينطق عما يجب أن يسكت عنه ويسكت عن ما يجب أن ينطق به فقد آن للحكومة والمثقفين أن يتجنبوا تيار الغلو لأن الغلو ظلم, والظلم إن أفرحك ساعة أحزنك دهرا.
أما إنتاج الشيخ العلمي من كتب ورسائل مما طبعه الأتباع ونسبوه إليه ووثقوه عنه, ككتاب التوحيد أو كتاب كشف الشبهات أو مسائل أهل الجاهلية, فبالرغم مما وجدنا فيها من حق وخير ودلائل على حسن نية ودعوة صادقة إلا أنها ألفها بشر يجتهد ويخطئ, يرضى ويغضب, يحارب ويسالم, يصرح ويجامل, فمن الطبيعي أن نجد التناقض في أقواله والوقوع في الأخطاء سواء كانت كبيره أو صغيره فقهية أو عقدية, ومن يمنع مراجعة هذه الأخطاء فقد غلا غلوا لا نظن أن الشيخ نفسه يرتضيه, بل لعل جل دعوة الشيخ ترتكز على نقض الغلو في الصالحين, وكان الشيخ يرى أن تقليد العلماء وإنكار تخطئتهم من باب اتخاذهم أربابا من دون الله.
المسألة العاشرة: منهج البحث وسببه.
إن الغلاة من أتباع الشيخ يتمادون في التبرئة, ويعقدون المؤتمرات والندوات لتبرئة الشيخ من أخطاء حقيقية كان من الإنصاف أن يعترفوا بخطئه فيها, بل زاد بعضهم وزعم بأن الوهابية عملوا على تحجيم التكفير بعد أن كان مطلقا منتشرا. فرأيت هنا أن السكوت عن الحق شيطنة, كما أن معظم من يتحدث ناقدا التيار الوهابي لا يقفون على الأمثلة الصريحة من التكفير, وربما بالغ بعضهم فظلم ونسي فضائل الشيخ, وبعضهم نقل من معارضين للتيار, فرأيت أن أتجنب سبيل التبرئة أو التحامل , وذلك بذكر التوثيق من كلام الشيخ نفسه أو نقل كلام مقلديه مع توثيق ذلك من كتبهم , إضافة لفك العبارات التي في ظاهرها التورع عن التكفير لكن باطنها هو التكفير المحض , كترديدهم للعبارات العامة مثل : لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله. فهذا كلام جميل في ظاهره وقد ينخدع به من لا يعرف حقيقة الكلام, فيستغرب لماذا انتشر عنهم التكفير! لكن عندما تقرأ تفسيراتهم يزول العجب, لأنك تجدهم يظنون أن الله ورسوله يكفرون المؤمنين الركع السجود. وخلاصة هذا البحث أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أخطأ في التكفير.
• المبحث الأول:
قراءة في كشف الشبهات
هذا الكتاب على صغر حجمه يتميز بالوضوح وتلقين الحجج والبراهين, ولانتشاره بين كثير من طلبة العلم وأثره الواضح فيهم, وهو في الشهرة ككتابه الأخر «كتاب التوحيد».
منهج الكتاب كله يصب في الغلو في التكفير بعبارات أكثرها غير صريح, وقد بالغ الشيخ في التكفير والتحذير من الشرك حتى أدخل في الشرك ما ليس شركا.
أورد المؤلف ثلاث وثلاثين ملحوظة من عيوب منهج الشيخ, وهي ملحوظات رئيسية واضحة على رسالة صغيرة مشهورة وهي من أقوى ما كتبه الشيخ ومن أكثر ما يفاخر به أتباعه من إنتاجه.وقد تبين من هذه الملاحظات أن الشيخ غلا في التكفير غلوا ظاهرا, مجتنبين الغلو من خصومه وأتباعه, فإنه لا يجوز شرعا أن نحمي الشيخ محملين أخطاءه الإسلام فنزعم أن هذا التكفير قد دلت عليه النصوص الشرعية, وأنه دين الله, فهذه الطريقة في تبرئة الشيخ وتحميل الإسلام أخطاءه فيها خيانة للدين نفسه, يجب أن يبقى الدين فوق مستوى أن نربط مصيره بمصير من نحب من العلماء أو الحكام أو غيرهم, الدين ليس حكرا على أحد, وليس هناك قراءة واحدة, ولا اتفاق على كل النصوص تصحيحيا أو فهما, ولكن من تسمى بالإسلام ولو منافقا كاذبا, حرم دمه وماله وعرضه, وحفظت حقوقه, فكيف بمن ينتسب للإسلام صادقا مقيما للشعائر, مجتنبا الكبائر, ثم بعد هذا نلحقه بالكفار نتيجة فهم دليل أو تلفيق حجة, فهذا أمر خطير, له ثماره ونتائجه السيئة, وهذه التلفيقات التكفيرية يجب أن يكون الموقف منها واضحا في حال وزمان, فلا نغزلها اليوم لطمع وننكثها غدا لفزع. ولنتق الله فإننا إن جاملنا في إقرارها ذهب ديننا سدى, وإن أكلنا بها اليوم أكلتنا غدا.
• المبحث الثاني:
قراءة في أقوال الشيخ من «الدرر السنية»
الدرر السنية في الأجوبة النجدية, جمع الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاسم الحنبلي النجدي, الطبعة السادسة مزيدة ومنقحة, 1417هـ, وقد عرف ابن القاسم هذا الكتاب بأنه «مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى عصرنا هذا» علما بأن الشيخ عبد الرحمن ابن القاسم توفي عام 1392هـ.
والنماذج التالية تدل على الغلو في التكفير:
1- علماء نجد وقضاتها لا يعرفون الإسلام.
2- علماء الحنابلة وغيرهم في عهد الشيخ كانوا مشركين شركا أكبر ينقل من الملة.
3- المسلمون بنجد والحجاز يبكرون البعث.
4- الحرمان الشريفان ديار كفر.
5- تكفير الإمامية.
6- تكفير من سب الصحابة.
7- تكفير أهل مكة والمدينة.
8- تكفير البدو.
9- تكفير قبيلة عنزة.
10- تكفير قبيلة الظفير.
11- تكفير أهل العيينة والدرعية.
12- تكفير السواد الأعظم من المسلمين.
13- تكفير ابن عربي.
14- تكفير من يتحرج من تكفير أهل لا إله إلا الله.
15- في كل بلد من بلدان نجد صنم معبود من دون الله.
16- تكفير الرازي صاحب التفسير.
17- تكفير طوائف لا يجمعهم إلا خصومة الشيخ.
18- تكفير أكثر أهل الشام.
19- الفقه عين الشرك.
20- أهل الوشم كفار.
21- أهل سدير كفار.
22- المتكلمون كفار.
23- أهل الأحساء يعبدون الأصنام.
24- أهل نجد يعبدون الحجر والشجر.
وهكذا نجد أن منهج الشيخ بشكل عام وكل علماء الدعوة تقريبا, على التكفير, والغلو فيه وهذه اللغة في التكفير هي الغالبة من كلام الشيخ وأتباعه في التكفير.وهناك القليل على خلاف هذا المنهج, قد يكون قالها الشيخ أو أتباعه في لحظة هدوء نفس أو للسياسة, أو نحو ذلك.فعلى طالب العلم أن يعرف السمة العامة لمنهج ما أو فكر ما, ولا يجعل القليل هو الغالب أو يعكس القضية, أو على الأقل لينقل الوجهين ثم ليرجح أي الوجهين أغلب.
تنصل الشيخ من التكفير:
كثيرا ما يتنصل الشيخ من التكفير ويدفعه عن نفسه, يقول «وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله» فالشيخ حتى مع هذا التنصل فهذه العبارة فيها تكفير ضمني لمن ينكر عليه التكفير, لأن من «أراد تنفير الناس عن دين الله فهو كافر» على منهج الشيخ ومنهج غير.
هل تناقض الشيخ؟
نفى الشيخ عن نفسه أمورا أكثرها موجود في فتاواه, ولعل نفيه لها رجوع أو ذهول أو مناورة, ومنها:
- إنكاره أنه يبطل كتب المذاهب الأربعة, مع أنه في موضع أخر يسميها «عين الشرك».
- إنكاره أنه يدعي الاجتهاد والخروج عن التقليد.
- أنكر أنه يقول اختلاف العلماء نقمة.
- أنكر أنه يكفر من توسل بالصالحين.
- أنكر أنه يكفر البويصري لقول يا أكرم الخلق.
- أنكر أنه يقول أنه لو قدر على قبة رسول الله لهدمها, ولو قدر على الكعبة لأخذ ميزابها وجعل لها ميزاب من خشب.
- أنكر أنه يحرم زيارة قبر النبي.
- أنكر أن يكون قد حرم زيارة قبر الوالدين.
- أنكر أنه يكفر من حلف بغير الله.
- أنكر أنه يكفر ابن الفارض.
- أنكر أنه يكفر ابن العربي, مع أن في مواضع أخرى يرى أنه أكفر من فرعون, بل يكفر من لم يكفره وطائفته.
- أنكر أنه يكفر جميع الناس إلا من تبعه.
- والكثير من الأمثلة مما تبرأ منه موجود في كتبه, وهذا يدل على قوة مخالفيه ودقة مأخذهم.
• المبحث الثالث:
المسيرة تتواصل«هل الأتباع متفقون مع رأي الشيخ؟وهل راجعوا إنتاجه أم واصلوا المسيرة بخطئها وصوابها؟»
جاء تلاميذ الشيخ ومقلدوه ليواصلوا التكفير فقالوا بتكفير من وافق أهل بلده في الظاهر وأن كان يرى خطئوهم ومحب الشيخ في الباطن, وتكفير قبائل قحطان والعجمان , وتكفير أهل حايل, وتكفير من خرج إلى البلدان إذا كان يرى إسلام أهلها, وتكفير ابن عربي وابن الفارض, وتكفير أهل مكة والمدينة, وتكفير الدولة العثمانية, بل وتكفير من لا يكفرها. وتنقسم المسيرة هنا إلى قسمين:
القسم الأول: ويؤكد غلو المتأخرين من الوهابية للغلو الذي صدر من الشيخ, مثل:
1- تكفير من وافق أهل بلده كالحجاز أو اليمن أو الشام.
2- تكفير المسافر إلى خارج بلاد الدعوة.
3- تكفير ابن عربي وابن فارض.
4- التصريح بأن مكة والمدينة ديار كفر.
5- تكفير الدولة العثمانية.
6- تكفير قبيلة قحطان.
7- تكفير قبيلة العجمان.
8- تكفير أهل حايل.
9- تكفير الإباضية.
10- تكفير من دخل في الدعوة وادعى أن آباءه ماتوا على الإسلام.
11- تكفير الجهمية.
12- تكفير من سمى الوهابية خوارج.
13- صلاة أحمد خلف الجهمية من أوضح الأدلة على كفرهم,«استدلال غريب لم يفهمه المؤلف».
14- من قال لا إله إلا الله حال الحرب يقتل.
15- تكفير من بلغته الدعوة ولم يسلم.
16- تكفير من لم يكفر أهل مكة.
17- تكفير الأشاعرة.
18- تكفير المعتزلة.
19- تكفير الخوارج.
20- تكفير مانعي الزكاة.
21- تكفير الناس بالحرمين ومصر والشام واليمن والعراق ونجران وحضر موت.
22- انقلاب الأكثرين عن دين الإسلام وموالاتهم لعبدة الأوثان وأعداء الشريعة من الملحدين والنصارى والرافضة.
23- تكفير كل مسلم يوالي الكفار والمشركين واليهود والنصارى ولا ينكر عليهم شركهم ويحسن أفعالهم.
24- ثم ذكر أنواع التشبه بالكفار والركون مثل «اللبس وزيارتهم ولين الكلام وتقريبهم في الجلوس......إلخ»
25- وأن من أكرمهم أو أثنى عليهم أو عاشرهم أو لم يعلن البراءة منهم فهو مرتد.
26- تحريم السفر إلى بلاد المشركين للتجارة إلا أن يكون المسلم قويا له منعة.
27- تكفير الذين يستخدمون الخدم الكفار في بيوتهم ومكاتبهم وأشغالهم.
• القسم الثاني:
نماذج من مواقف المتأخرين من التعليم «سنذكر النماذج دون الإشارة إلى قائليها لأن فيها آراء حادة جدا, لأن الهدف نقد الفكرة وليس الأشخاص»:
1- المعلمون الذين تستقدمهم وزارة المعارف من الدول العربية ملحدون.
2- كفر بعض العلماء دكتورا اسمه فوزي الشيبي واتهموه بأنه أكبر داعية للإلحاد والزندقة , وعمدتهم في هذا
«بلغنا».
3-أن هؤلاء المعلمين القادمين قد جاؤا لقلع شجرة لا إله إلا الله التي جاء بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب , «في هذا غلو ظاهر في الشيخ محمد , فشجرة لا إله إلا الله جاء بها محمد والأنبياء من قبله»
4- أن هؤلاء المعلمين هم من أفراخ الإفرنج وعباد الأولياء.
5- أن من سافر إلى الدول المجاورة لتعليم أو تجارة أو غيرها يجب أن يهجر حتى يتوب.
6- كان المواطن القادم من تلك البلاد يغمس في الماء بثيابه بعد صلاة الجمعة ليمتنع من السفر لبلاد المشركين.
7- في فتاواهم التحريم والنهي عن كل العلوم الغير شرعية, كالرسم والرياضة والألعاب والحقوق والطبيعة والتعليم العصري وتعليم البنات.
8- أنه بتعليم المرأة يحصل التبرج وتمزيق الحجاب وكشف الساق والفخذ والرأس والصدر وفتح بيوت البغاء والسينما والرقص والخلاعة.
9- النصيحة لكل مسلم أن لا يدخل ابنه أو ابنته في هذه المدارس.
10- إن فتح مدارس البنات مصيبة عظيمة وطامة كبرى.
11- أنه لا يرضى بهذه المدارس إلا من لا غيرة عنده ولا رجولة ولا دين.
12- حرموا لعب الكرة للطلاب وأنها من التشبه بأعداء الله , وذكروا أن أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعا من المرح وقد قال الله عز وجل ﴿ ولا تمشي في الأرض مرحا ﴾ وهذا من المبالغة في اعتساف النصوص الشرعية للاستدلال بها على التحريم.
13- أن التلفزيون آلة بلاء وشر داعية إلى كل رذيلة ومجون.
14- أما الغناء فقد بالغوا في تحريمه حتى حرموا سماع الدف بل أصوات السواني.
15- بالغوا في تحريم الدخان حتى أوصلوه لدرجة الخمر, وأفتوا بجلد شاربه ثمانون جلدة.
16- بالغوا في تحريم التصوير بكافة أشكاله وأنواعه ماله ظل وما ليس له ظل وجعلوه أصل الشرك.
17- حرموا لباس الشرطة, لأنه من التشبه.فهو مشابه للباس الإفرنج المشركين, وكذلك القبعة والبنطلون.
18- تحريم الضرب بالرجل على الأرض والتحية العسكرية والتصفيق الصادر من الرجال لأنه تشبه بالنساء وهو من جملة الأمور التي تدل على التخنث وهو من الكبائر.
تكفير الوهابيين لبعضهم:
• المثال الأول:
أصدر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن فتوى يتبرأ منها من الأمير عبد الله بن فيصل لاستعانته بالدولة العثمانية «الكافرة» فلما تغلب على الرياض بايعه الشيخ عبد اللطيف ورأى أنه أسلم مجددا.
• المثال الثاني:
تبادل الاتهام بالكفر بين العلماء المؤيدين للملك عبد العزيز وبين جماعة فيصل الدويش , فقد أصدروا فتوى بتكفير الدويش والعجمان وإثبات ردتهم , فقد جاءت الفتوى من عدد من العلماء منهم محمد بن عبد اللطيف ومحمد بن إبراهيم وسليمان بن سحمان وصالح بن عبد العزيز , وقد أكدوا أنه «لاشك في كفرهم وردتهم.... وأن أعظم الأدلة على ردتهم دعواهم أنهم لم يدخلوا تحت إمرة ابن سعود إلا مكرهين».
• في الوقت الحالي:
بعد أزمة الخليج الثانية انقسمت الوهابية إلى أقسام يبغض بعضها بعضا ويكيل بعضها بعضا سوء الاتهام حتى خرج هذا في كتب ومقالات, بل وصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي, ولولا خشية العقاب الدنيوي لقتل بعضهم بعضا
وما على القارئ إلا أن يدخل المنتديات السلفية المتأثرة بالوهابية وسيرى تبادلهم التكفير والتبديع.
• المبحث الرابع:
مع خصوم الشيخ ومعارضيه:
مثلما حصل الظلم والتكفير من الشيخ وأتباعه لمخالفيهم فقد ظلمهم المخالفون إلا القليل , ورموا الشيخ بتهم كبيرة مثل إدعاء النبوة وتنقص النبي وينقسم معارضو الشيخ والدعوة الوهابية إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
بالغوا في الذم فكفروا الشيخ والوهابية , وهذا القسم لا يخفى خطأه على منصف , فالقوم مسلمون متدينون لكن التقليد والخصومات المذهبية والسياسية دفعتهم للتكفير.
القسم الثاني:
بدعوا الوهابية ولم يقولوا بتكفيرهم ولكنهم لم يعترفوا لهم بمحاسن وهذا تعصب , صحيح إن القوم أبتدعوا في أشياء كالتكفير , لكنهم أحيوا كثيرا من بلدان الجزيرة من الفتور الديني والبدع والخرافات , وكانوا السبب في قيام دولة جمعت شتات القبائل في الجزيرة العربية , ولا ينكر منصف أن وحدة هذه القبائل خير من فرقتها.
القسم الثالث:
اعترفوا بما للوهابية من حق وما أحدثوه من أثر لكنهم أخذوا عليهم توسعهم في التكفير والقتال ولم يكفروهم أو يبدعوهم
وهذا القسم ليسوا من خصوم الوهابية ولا من مخالفيهم , ومع ذلك للأسف الشديد فالوهابيون يكفرون هذا الصنف.
من أشهر معارضي الوهابية:
1- سليمان بن سحيم بن أحمد بن سحيم الحنبلي النجدي «1230 – 1181 هـ» وهو من فقهاء أهل الرياض وكان والده فقيها أيضا ومن مخالفي الشيخ محمد , وهو من قبيلة عنزة وكان فقيها حنبليا فاضلا, خرج إلى بلدة الزبير بعد استيلاء الوهابية على الرياض ومات هناك , كفره الشيخ محمد بن عبد الوهاب كفر أكبر يخرج من الملة, بل أفحش الشيخ في ذمه فأطلق عليه «البهيم» وهذا تجاوز في الذم.
2- سليمان بن عبد الوهاب التميمي النجدي «1208 هـ» هو أخو الشيخ محمد لأبيه وأمه وكان أعلم منه , وهو فقيه حنبلي من قضاة نجد ومن علمائهم ومعتدليهم , وله كتاب «الصواعق الإلهية» في الرد على أخيه , وهو من أقوى الردود على الوهابية.
3- محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الحنبلي الأحسائي «1100 – 1164 هـ» من علماء الأحساء الكبار , فقيها فاضلا له كتب في الفقه والفلك , كان السبب في صرف عثمان بن معمر أمير العيينة عن الشيخ محمد ومع أن الشيخ محمد كان عند ابن معمر لكن قوة حجج بن عفالق دفعت بن معمر للتخلي عن الشيخ ونصرته , وكون ابن عفالق استطاع أن يقنع ابن معمر بضعف حجج الشيخ وهو صهره وفهذا يدل على ما يتمتع به ابن عفالق من قوة حجة وعلم , وقد كفره الشيخ كفرا أكبر يخرج من الملة.
4- عبد الله بن عيسى المويس التميمي «1175 هـ» من أجل شيوخ نجد فقيه أهل حريملة رحل إلى الشام وأخذ عن العلامة السفاريني , وهو الذي أستطاع أن يقنع الشيخ عبد الله بن سحيم بالتوقف عن تأييد الشيخ محمد بعد أن كان مؤيدا له , لذلك غضب عليه الشيخ فكفره.
5- عبد الله بن أحمد بن سحيم «1175 هـ» فقيه أهل المجمعة بالقصيم كان فقيها حنبليا وقاضيا لبلدان سدير كلها , لم يكن شديد المعارضة للوهابية لكنه يعارض غلوها غبي التكفير.
6- عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي وهو من شيوخ الشيخ محمد ومن أشد معارضيه في دعوته.
7- محمد بن عبد الله بن فيروز الأحسائي «1216 هـ» رحل إلى البصرة بعد استيلاء الوهابية على ألأحساء في عهد عبد العزيز بن محمد , كان وأبوه وجده من العلماء الحنابلة وكانت له مكانه كبيرة عند السلطان العثماني , وكان يعارض الشيخ محمد بقوة , لذا كفره الشيخ كفرا أكبر ينقل عن ملة الإسلام , وبالحكم بالكفر الكبير العالم النحرير عرفنا أن الشيخ محمد على في التكفير.
8- محمد بن علي بن سلوم «1246 هـ» من فقهاء الحنابلة فر نم البصرة من الوهابية مع شيخه بن فيروز الأحسائي.
9- عثمان بن منصور الناصري «1282 هـ» تولى القضاء في سدير وحائل في أيام تركي بن عبد الله وفيصل بن تركي وكان له رأي شديد في الوهابية فيرى أنهم من الخوارج وله كتب في الرد على غلوهم «جلاء الغمة عن تكفير هذه الأمة»لذلك أطلق علماء الوهابية فيه التكفير والذم الشديد.
10- عثمان بن سند البصري «1250 هـ» يرى أن الوهابية يكفرون عموم المسلكين.
11- محمد بن سليمان الكردي «1194 هـ» مفتي الشافعية في المدينة المنورة من معارضي دعوة الشيخ محمد, وله ردود «مسائل وأجوبه وردود على الخوارج».
12- مربد بن أحمد التميمي «1171 هـ» من كبار علماء نجد , تولى القضاة في حريملاء قتله الوهابيون في مدينه رغبة.
13- سيف ين أحمد العتيقي «1189 هـ».
14- صالح بن عبد الله الصائغ «1183 هـ».
15- أحمد بن علي النصراني القباني من سنة العراق رد على الشيخ بكتاب «فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب».
16- عبد الله بن داوود الزبيري «1225 هـ».
17- علوي بن أحمد الحداد الحضرمي «1232 هـ».
18- عمر بن القاسم بن محجوب التونسي.
19- محمد بن عبد الله بن كيران المغربي «1227 هـ».
20- محمد بن عبد الله بن حميد «1195 هـ» إمام الحنابلة بمكة المكرمة.
21- عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عدوان «1179 هـ».
22- حسن بن عمر الشطي الدمشقي «1247 هـ».
أبرز التهم التي وجهها العلماء للشيخ محمد:
1- التكفير:
وهي أقوى وأصح وأبلغ وأخطر تهمة وجهها خصوم الشيخ له ولأتباعه, حتى أن أشد المدافعين عن الشيخ ودعوته من العلماء السلفيين لم يستطع إلا أن يقر بهذه التهمة, كالشوكاني ومنصور الحازمي وكذلك الشيخ السلفي محمد صديق حسن خان. ومن المحايدين الذين وصفوا الوهابية بالتكفير الشيخ أنور شاه كشميري.
وأما المخالفون للوهابية فأقوالهم كثيرة جدا, نورد منها النماذج التالية:
فهذا الشيخ السني الحنبلي ابن عفالق يقول عن الشيخ أنه :«حلف يمينا فاجرة بأن اليهود والمشركين أحسن حالا من هذه الأمة»
و الشيخ السني الحنبلي سليمان ابن سحيم يقول عن الشيخ:«و من لم يوافقه في كل ما قال ويشهد أن ذلك حق, يقطع بكفره, ومن وافقه وصدقه في كل ما قال, قال أنت موحد ولو كان فاسقا محضا..».
والشيخ السني الحنبلي السلفي النجدي عثمان بن منصور يقول : «قد ابتلى الله أهل نجد بل جزيرة العرب من خرج عليهم وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها.... بتلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان».
وكذلك الشيخ سليمان بن عبد الوهاب أخو الشيخ يقول: «كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب؟ قال:خمسة, قال: أنت جعلتها ستة, السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم, هذا عندك ركن سادس من أركان الإسلام».
2- إدعاء النبوة:
ومجمل التهمة «أنه ادعى النبوة بلسان الحال لا بلسان المقال» وهذه تهمة جائرة ظالمة, لكن من الإنصاف أن نقول أنهم لم يلقوها هكذا... ولا يقصدون أنه أدعى النبوة جهارا ولكنه في نظرهم أنزل نفسه وأصحابه منزلة النبي وأصحابه, وأنزل المسلمين منزلة الكفار.
3- التجسيم والتشبيه:
الغرض من هذه التهمة الإكثار من التهم , بل أن الشيخ وأتباعه أخف تشبيها من ابن تيمية والحنابلة المتقدمين.
4- إنكار كرامات الأولياء:
والشيخ لا ينكرها, لكنه يختلف مع علماء عصره تبعا لاختلاف ابن تيمية مع علماء عصره في هذا الباب, وقد أتهم العلماء الوهابية بتهم أخرى كثيرة, أكثرها غير صحيح أو محل نظر إلا في مسألتي التكفير ثم القتال المبني على التكفير, فهاتان التهمتان ثابتتان واضحتان لمن أراد الإنصاف.
الخاتمة:
1- أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شيخ فقيه حنبلي نجله ونحترمه ونقدر له حرصه على التوحيد الخالص , ونشكر له جهوده التي كان من ثمرتها توحيد هذا الوطن الكبير, ونشكر له الدعوة لتنقية التوحيد مما لحقه من شوائب عند كثير من العوام, وأن هذا لا يعني أن الشيخ أصاب في مسائل التكفير.
2- أن الشيخ محمد – مع خطئه في التكفير – برئ من كثير من التهم الموجهة إليه كادعاء النبوة أو تنقص النبي أو أنه يريد زعامة لنفسه... وهو مصيب في الجملة باستثناء الغلو في التكفير وما تبعها من استباحة الدماء المعصومة.
3- أن التكفير هو المنهج السائد والأساس عند الشيخ محمد ويختلف عن هذا المنهج في فتاوى معدودة لظروف سياسية أو أنها رجوع أو قد تكون عامة تحمل التكفير والإيهام بالتبرؤ من التكفير.
4- أن التكفير في منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, ثابت في مؤلفاته ورسائله, وفيما ينقله المعارضون عنه, وفيما دونه المؤرخون في تلك المرحلة.
5- أن الوهابية الرسمية اليوم ليسوا على منهج الشيخ في التكفير, وبقي على منهجه جماعات التكفير المعاصرة, وبعض السلفيات المحلية التي خارج السلطة.
6- أن من الأمور التي يجعل منها الشيخ محمد شركا أكبر ما هو مباح عند كثير من أئمة الحنابلة كأحمد بن حنبل وإبراهيم بن الحربي وغيرهما.
7- البراءة من تكفير المسلمين وتخطئة ذلك يجب أن يكون واضحا صريحا دون طلب من أحد, لما له من آثار سيئة على الفرد والمجتمع.
8- أوصي بفتح المجال لدراسة الفكر الوهابي بوصفه إنتاجا بشريا قابلا للخطأ والصواب, كسائر الإنتاجات الفكرية والمذهبية, وأن يتم فسح الكتب التي تنحو منحى الفكر المراجعة لفكر الشيخ, أسوة بالكتب التي تناقش تيارات ومذاهب أخرى, وأسوة بالكتب التي تغلو في الشيخ.
9- يجب مع هذا كله أن تتآلف القلوب حتى مع وجود النقد والحدة العلمية, فاختلاف الرأي لا ينبغي أن يفسد أساس الأخوة الإسلامية.
10- أن جميع أبناء الوطن لا يجوز أن يتحدث عنهم إلا من يمثلهم, ولن تمثلهم طائفة ولا مذهب, لحقيقة وجود التنوع والاختلاف, فلذلك يجب على الدولة – وهو من باب العدل – ألا تقصر الخطاب الداخلي على فئة دون فئة, وألا يكون الخطاب الديني الرسمي مستفزا للمذاهب الإسلامية الموجودة داخل الوطن وخارجه, أما الخطاب غير الرسمي فمن الصعب السيطرة عليه, والعدل الذي يجب على كل دولة أن يكون لكل مذهب دروسه وكتبه ومنابره ومساجده ودراساته ومدارسه العلمية, دون أن يعتدي أحد على أحد, فمن حرض منهم على عنف أو تكفير للطرف الآخر فيجب إتاحة الفرصة للطرف الآخر أن يرد ويدفع عن نفسه ظلم المكفرين, هذا على أقل تقدير, وهذا لا يعني ترك المحاورة بالتي هي أحسن, ولا المناظرة الأخوية ولا النقد العلمي المسئول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق