الاثنين، 17 ديسمبر 2012

ابن الشيخ القرضاوي يتهم رجال الدين بالفساد


اهتمت الصحف المصرية الخاصة والمستقلة بالتهديدات التي وجهها انصار حازم ابو اسماعيل الى صحف 'الوطن' و'الكرامة' و'الاسبوع' والى الاعلاميين عموما، وعودتهم الى محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي التي اقاموا خارجها خمسة دورات مياه لقضاء الحاجات،هذا وقد اخبرنا زميلنا الرسام احمد دياب بجريدة 'روزاليوسف' يوم الجمعة انه اثناء توجهه الى مدينة الانتاج شاهد مشهدا عجيبا وهو دورة مياه اقامها انصار الشيخ حازم وبداخلها شخص وعلى الباب ينتظر اثنان عملوها على انفسهما وعرفهما دياب بانهم 'حازقون'.
ونشرت 'الجمهورية' يوم السبت في صفحتها الخامسة خبرا لزميلنا صفوت عمران جاء فيه: 'لقي أربعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بالبحيرة مصرعهم، وأصيب ستة وعشرون آخرون بإصابات وكسور متفرقة اثر حادث سير - الجمعة - على الطريق الصحراوي عقب عودتهم من المليونية التي نظمتها الجماعة أمام مسجد رابعة بمدينة نصر لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي وتم نقل الجثث والمصابين للمستشفيات'.
كما نشرت 'المصريون' في نفس اليوم انه في يوم الجمعة وأمام مسجد رابعة العدوية، شارك عدد من الأقباط في المليونية وقالت بالنص يوم السبت: 'لوحظ مشاركة عدد من الأقباط في المليونية والذين حملوا الصليب وعلم مصر، ولافتة مكتوب عليها نؤيد الدستور لأنه دستور الثورة، حرام عليكم مفيش فتنة طائفية، ده دولة مدنية، واستقبلهم المشاركون بهتافات وسط، أهلاً، أهلاً بالثوار، أهلاً بالأحرار'. والى الكثير مما يعتمل على الساحة المصرية:

الاضطرابات العنيفة تصل الى سلك القضاء

تتسارع الأحداث بطريقة تؤكد أن دولة مصر بدأت تتفكك فعلا، ولم يعد متماسكاً فيها حتى الآن سوى الجيش والمخابرات العامة والحربية وجهاز الشرطة وما يحدث الان يدفع البلاد نحو الحرب الأهلية، وكل الشواهد أمام أعيننا تدل على ذلك، فما حدث للجهاز القضائي أمر لا يمكن تخيله بالرغبة في الانتقام من المحكمة الدستورية العليا، ونادي القضاة، وانكشاف الخلايا النائمة بين القضاة ورجال النيابة لدرجة أن الرموز التي قادت حركة استقلال القضاء عام 2005 أيام مبارك، هم الذين يقودون الآن هدم القضاء وكشفوا عن إخوانيتهم، وانقلبت غالبية القضاء ورجال النيابة الساحقة ضدهم، ولدرجة أن وزير العدل المستشار أحمد مكي سينتدب في مكتبه مطلوبين لجهاز التفتيش القضائي، وعلى رأسهم المستشار وليد شرابي الذي يقود مجموعة من قضاة مصر، لا تتخطى السبعين، ولدرجة أن يقوم رئيس الجمهورية بتعيين نائب عام هو المستشار طلعت إبراهيم ترفض الغالبية الساحقة من أفراد النيابة التعاون معه، وكشفت محاولته الضغط لتلفيق اتهامات للذين قبضت عليهم ميليشيا الإخوان أمام قصر الاتحادية وعذبوهم، لكنها أفرجت عنهم وأحالتهم الى الطب الشرعي فأصدر قرارا بنقل المحامي العام لشرق القاهرة مصطفى خاطر، الذي رفض القرار وتضامن معه أعضاء النيابة وعلقوا العمل وطالب بإقالة النائب العام والاعتصام أمام مكتبه بدءا من اليوم - الاثنين - كما طالب القضاة بإقالة وزير العدل، وأما الذين كانوا يحاصرون مبنى المحكمة الدستورية، فقد نقلوا اعتصامهم من حولها الى أمامها على كورنيش النيل حتى انتهاء الاستفتاء ثم معاودة الاعتصام أمامها.

طلاب جامعة عين شمس يغنون لطلبة
الاخوان مع السلامة يا أبو دقن وجلابية

وشهدت جامعة عين شمس عودة للاشتباكات بين طلاب الإخوان والمعارضين، فقد دعت أسرة الاندلس الإخوانية صديقنا المفكر الإسلامي والفقيه القانوني الدكتور سليم العوا، لإلقاء محاضرة يوم الخميس.
ونشرت الصحف المستقلة يوم الجمعة وصفاً لما حدث من اعتراض طلاب معارضين له والهتاف ضده واندلاع الاشتباكات داخل المدرج وإخراجه من باب خلفي ووصفت الصحف المشهد بالآتي: 'ردد الطلاب المعارضون أثناء خروج طلاب الإخوان 'مع السلامة، مع السلامة، يا أبو دقن وجلابية'، 'والله زمان وبعودة، ليلة أبوكو سودة'، و'دستور إخوان باطل'، 'يسقط يسقط حكم لمرشد'، 'بيع بيع الثورة يا بديع' فيما انشق عدد من الطلاب المعارضين عن المظاهرة وتسلقوا أسوار الجامعة ورشقوا طلاب الإخوان بالحجارة والزجاجات الفارغة'.
وعبارة مع السلامة يا أبو دقن وجلابية تحوير لعبارة وردت في أوبريت الليلة الكبيرة، تأليف زميلنا والشاعر والرسام العبقري الرحل صلاح جاهين وقالها الأراجوز للعمدة، مع السلام يا عمة مايلة، أما عبارة والله زمان وبعودة، ليلة أبوكو سودة، فهي تحوير لمقطع أغنية قديمة عن مجيء شهر رمضان، والله وبعودة يا شهر الصيام، ترللم، ترللم.

جماعة حازم أبو إسماعيل تهاجم مقر الوفد
وجريدته وتحاصر عددا من الصحف الأخرى

وهذا الاشتباك الذي حدث داخل جامعة عين شمس سيكون مقدمة لاشتباكات في كل الجامعات وقد يمتد الى المدارس، بالإضافة الى الاشتباكات التي حدثت في الشوارع، وهي تعيد للأذهان الاشتباكات العنيفة عام 1946 اثناء وزارة إسماعيل صدقي باشا رجل القصر الملكي وتحالف حسن البنا معه ومع الملك فاروق ضد حزب الوفد بزعامة خالد الذكر مصطفى النحاس، وقد استقبل المرحوم مصطفى مؤمن زعيم طلاب الإخوان بجامعة فؤاد - القاهرة الآن - اسماعيل صدقي بخطبة قال فيها: 'واذكر في الكتاب إسماعيل'، وهذا كلام منشور في الصحف وقتها، ونشبت معارك دموية بين الطلاب الإخوان من جهة وطلاب الوفد واليسار، وهاجم الإخوان بأوامر من إسماعيل صدقي الوفديين، في بورسعيد وغيرها، ورد الوفديون عليهم بهجمات متعددة، سواء في بورسعيد أو المنيا، حيث هدموا سرادقا أقامه الإخوان لحسن البنا، ومنعوا وصوله إليه، لكن كله كوم، وهتاف مع السلام يا أبو دقن وجلابية، كوم تاني.
المهم ان ذكريات المعارك بين الوفديين والإخوان في الأربعينيات تجددت مساء السبت، عندما تعرض المقر الرئيسي للحزب وصحيفته في منطقة الدقي بمحافظة الجيزة الى هجوم أدى إلى الحاق ضرر بالموقع الالكتروني للجريدة ومقر الحزب وإصابة السكرتير العام فؤاد بدراوي وأحد الصحفيين، والهجوم كما أفادت الشرطة شنه أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، واتهم الوفد الإخوان بتدبير الهجوم ونبه رئيس الحزب السيد البدوي الى أن الوفد قادر على الرد ولكنه سيلجأ للقانون وأنه تم انزال مجموعات من الشباب الوفديين لحماية مقرات الحزب التي تزيد على المائة وخمسون مقرا.

اتهام حمدين صباحي
ومحمد البرادعي وسامح عاشور بالخيانة

أيضا توالت اتهامات الإخوان للشرطة والجيش بالعمل ضد الرئيس وتشجيع المعارضين، وقد كرر الاتهامات بوضوح صفوت حجازي يوم الخميس مع زميلنا بـ'الأهـــرام' ســـيد علي مساء الخمـــيس، واتـــهـــم بالخيانة حمدين صباحي ومحمد البرادعي وسامح عاشور وهو يبرر قوله ان من يرش الرئيس بالماء سنرشه بالدم، وكان واضحاً أن صاحب القناة ورجل أعمال نظام مبارك، حسن راتب يحاول اللعب في منطقة الوسط حتى لا يغضب الإخوان، ولا أريد إكمال المزيد.

لماذا ورط الاقباط أنفسهم
بخصومة مع التيار الاسلامي؟

وفي ظاهرة لافتة كلف الاخوان عددا منهم برفع الصليب على انهم أقباط، حتى ينفوا الجريمة بالتحريض على قتل المسيحيين بالادعاء بأنهم الغالبية الذين اشتبكوا مع ميليشياتهم أمام قصر الاتحادية، وأنهم يؤيدون الفلول وهذا ما ذكره قادتهم علنا خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وصحافيوهم في جريدتهم، وأحد كبار صحافييهم وهو زميلنا حازم غراب وقوله يوم الجمعة في 'الحرية والعدالة': 'الأكثر إيلاماً من حال الخصوم السياسيين للتيار الإسلامي هم إخوة الوطن الأقباط. لقد اختاروا أو ورطوا بشكل جماعي للاصطفاف في جانب الفلول والمتحالفين معهم من اليسار والناصريين والليبراليين، وقد سبق أن راهن أقباطنا في انتخابات الرئاسة على أحمد شفيق وخسروا الرهان ويبدو أنهم لم يتعلموا الدرس، هاهم يكررون ما يصح أن يتكرر، أنتم تخسرون يا أقباطنا باصطفافكم الخطأ، خسارة عمركم، فلو قررت الأغلبية غدا السبت الموافقة على الدستور ودعم رئيس الدولة صراحة ضد الفلول وجماعات الفكر اليساري والليبرالي إذا حدث ذلك وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً فلن ينسى لكم إخوتكم الإسلاميون هذا الخذلان، أما إن تم رفض مشروع الدستور وحدث أي شكل من الانقلاب على الشريعة وعلى أول رئيس منتخب في تاريخ مصر فسوف تناصبكم التيارات الإسلامية خصومة شديدة ولا أقول عداوة، أدعو الله تعالى أن يعيد حكماؤكم تدبر الموقف سريعاً وتأكدوا أن أحداً من الإسلاميين لا ولن يسعى لاضطهادكم ولا شك عندنا أن ترميم الشرخ الذي تحدثونه الآن سيصبح واجباً فورياً على الإسلاميين بمجرد انقشاع غبار معركة الدستور'. أي ان هناك اتهاما جماعيا للأقباط، وتهديدا وترويعا لهم.

كي لا يقاطع الناس محلات الاقباط

وكانت 'المصريون' نفسها قد نشرت يوم الخميس مقالا لصاحبنا محمود خشلم قال فيه: 'لعل وجود أقباط بكثرة في اعتصام التحرير قد يعطي إيحاء بأن من بينهم من كان يحمل السلاح الذي أطلق على القوى المؤيدة للرئيس وإن تحول هذا الايحاء الى حقيقة لمجرد تصرف فردي أو حتى غباء ممن لهم الحل والعقد في المشهد القبطي ينذر بكارثة حقيقية تحل بالمسيحيين بالدرجة الاكبر ثم بالمسلمين ايضا كونهم شركاء الوطن، وتقع حلاً وسطاً المقاطعة الاقتصادية لشركات ومحلات الأقباط جزاء اتحادهم مع الفلول وهو الحل الذي إن تم تفعيله في المجتمع المصري خصوماً مع التقدم الاقتصادي المزمع فإنه سوف يقطع أقوات كثير من الأقباط من أصحاب العمل والعاملين في تلك الشركات والمحلات وهو أمر لا يشجع عليه بحال'.

رهانات الكنيسة الخاسرة

أيضاً نشرت 'الفتح' يوم الجمعة وهي لسان حال جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور مقالا لصاحبنا غريب أبو الحسن قال فيه: 'تستمر الكنيسة في رهاناتها الخاسرة فيتحالف الفلول ومدعو الثورة ورجال الأعمال أصحاب المال الحرام مع صبيانهم من الإعلاميين المضللين مع الكثير من الفنانين، تحالفت الكنيسة مع كل هؤلاء من أجل شيء واحد هو استمرار حالة الفوضى في البلاد، التي تسمح للفاسد أن يفسد والتي تسمح للمتآمر أن يتآمر، وتغل يد الدولة عن قطع جذور الفتنة، حشدت الكيسة أبناء منها لتعطي زخماً لقطاع الطرق والخارجين على الشرعية وسط غطاء من مدعي الثورة الذين يزعمون أنهم ثاروا ضد نظام مبارك، ثم هاهم يضعون أيديهم في ايدي أبناء مبارك، يضعونها في أحضانهم، ولكن هل كسبت الكنيسة هذا الرهان؟ لم تكسب ولن تكسبه بإذن الله، فهاهي القوى الإسلامية والوطنية المخلصة مصممة على حماية الشرعية والمضي قدما في بناء مؤسسات الدولة وتقوية أركانها حتى تكون قادرة على التصدي لرؤوس الفتنة ومشعليها ولتطهير البلاد من امبراطوريات الفساد التي بنيت في عهد النظام البائد'.
فكيف يمكن ان يشارك المسيحيون في مظاهرة تأييد للإخوان والسلفيين وأمام مسجد رابعة العدوية ويرفعون الصليب أيضاً؟

الجبهة السلفية تعد لإنشاء حزب اسمه الشعب

أيضاً نشرت الصحف المستقلة وجريدة 'روزاليوسف' يوم الجمعة بيان الجبهة السلفية، والتي تعد لإنشاء حزب اسمه - الشعب - تتبرأ فيه من الشيخ عبدالله بدر الذي اتهم الفنانة إلهام شاهين بالزنى ولا يزال يوجه اتهاماته وتهديداته، للجميع، وقالت في البيان: 'سرد أحمد مولانا المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب تفاصيل ومراحل اعتقال بدر في السابق، حيث قال مولانا، التقيت أول مرة بعبدالله بدر في معتقل أبو زعبل عام 2010 حيث تواجد في المعتقل اكثر من مرة قبل ذلك، وهو أول معتقل يخرج على التليفزيون المصري عام 1994 في برنامج - حوار مع التأبين - مع حلمي البلك ليعلن توبته وتبرؤه من التيارات الإسلامية وفي اعتقال آخر في نهاية العقد الماضي بسجن دمنهور، واستعان بعلاقته بأمن الدولة في نقل أخبار السجناء من التيار الإسلامي لهم، وفي آخر اعتقال له عام 2010 بدأ يدعو الإخوة الإسلاميين المحبوسين لطلب العفو من أمن الدولة وإبداء الندم على معارضتهم لحسني مبارك لكنهم رفضوا، وبعد أشهر قليلة خرج الدكتور بعد أن اثار فتنة بين الإخوة في موقف تكرر في كل اعتقالات بدر.
ان ما يقوم به بدر الآن يتسبب إفقاد التيار الإسلامي لقاعدته الأخلاقية، وهذا طلب أمني بامتياز، أنا لا أفتح ملفات قديمة إلا بسبب مستجدات حملة التشويه التي يتعرض لها التيار الإسلامي بسبب ممارسات بعض منتسبيه، وثانياً أنا اتحدث عن موقف رأيته بعيني، وقد يكون بدر قد انكسر بعد قبض الأمن عليه مثلما حدث للبعض، ولكن هناك فارقا بين من انكسر فصمت، وبين من يقوم بخدمة أعداء التيار الإسلامي الآن قاصدا وغافلاً'.

محاصرة الشيخ المحلاوي
في مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية

ومن الأحداث التي اهتمت بها الصحف ما حدث في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، عندما أخذ إمامه وخطيبه الشيخ احمد المحلاوي في مهاجمة الرافضين للدستور، ووجه إليهم نفس الاتهامات التي يوجهها الإخوان والسلفيون، وأخذ يمدح في الرئيس، وعندما اعترض على كلامه في السياسة عدد من المصلين وكان من بينهم ثلاثة من شباب التيار الشعبي، قام الإخوان داخل المسجد بضربهم وحجزهم داخله، مما أثار زملاءهم فبدأوا في التجمع بسرعة واتضح وجود سيارة نقل قريبة من المسجد فيها أسلحة بيضاء وسيوف وقنابل مولوتوف وطوب وعدد من السلفيين، وسرعان ما نشبت المعارك بين الفريقين، وتدفقت اعداد كبيرة من المعارضين وحاصروا المسجد لمنع المحلاوي وأنصاره من الخروج، إلا بعد إخراج زملائهم المحتجزين، وأحضر الإخوان والسلفيون أعدادا من المسلحين بالسيوف وقد رآهم الجميع علناً على شاشات الفضائيات، واستمر حصار المحلاوي ومعه مائتان داخل المسجد من بعد صلاة الجمعة إلى ما بعد العشاء، وعقد عدد من قادة السلفيين بحضور المحلاوي مؤتمرا صحافيا يوم السبت، أعلنوا فيه ان ما حدث للمحلاوي اعتداء على الإسلام ولمنع تطبيق المشروع الإسلامي، ووجهوا اتهامات بالتكفير والتهديد الصريح، واتهامات للأمن بالتراخي في حماية المسجد، دون ان يعترف واحد منهم بالخطأ لأنهم حولوا المساجد الى مراكز دعاية سياسية لهم ومهاجمة المعارضين والتحريض عليهم واتهامهم بالكفر - والعياذ بالله - رغم ان المساجد لله ولعباده جميعاً وليست ملكية خاصة لهم، كما حولها وزير الأوقاف الإخواني الشيخ طلعت عفيفي، وكانت نتيجة سياساتهم تحويلها الى ساحات للمعارك السياسية وانزال الخطباء من المنابر بسبب أفاعيلهم التي تتنافى مع الدين.
وكان واضحاً جدا،انهم أصبحوا أهدافا داخل المساجد، وخارجها تنتظرهم حشود للهتاف ضدهم أو لما هو أكثر من الهتاف دون ان يخشى أحد من انصارهم، الذين اصبحوا بدورهم هدفا للهجوم إذا ما تجاوزوا حدودهم، الآن.

من مناضل ضد السادات
الى داعية لتكفير خصوم الإخوان والسلفيين

والأغرب من هذا وذاك ان الشيخ المحلاوي نفسه في هذا المؤتمر اعترف علنا بأن تحت أمرته ميليشيا مسلحة، إذ قال - نقلا عن تغطية زميلينا في 'المساء' - دينا زكي وجمال مجدي: 'ضبطنا اثنين حاولوا الهجوم على المسجد فقمت بتسليمهم لمدير الأمن فأطلق سراحهم بالرغم من أن احدهما كان بحوزته قطعة حشيش واتصل بي أبنائي وقالوا احنا حاضرين باتوبيسات ومعانا الآلي فقلت لهم انتظروا التعليمات، وسأخطب الجمعة القادمة بمسجد القائد إبراهيم وأنا في انتظار من سيحاصرونه'.
تاني يا شيخ محلاوي؟ نفس التهم التي لا يصح ان تصدر عن رجل في مثل مكانته، ضبط حشيش في المسجد؟ أنا حزين للنهاية المؤسفة التي انتهى إليها رجل عرفته أثناء نضاله أيام السادات.
صادقاً، وصريحا لا يعرف الالتواء، ويلقى حماية ورعاية كل أطياف المعارضة، لينقلب الى داعية لتكفير خصوم الإخوان والسلفيين والتحريض ضدهم والادعاءات التي لا تجوز عليهم وتخوينهم بأن عنده ميليشيات مسلحة بالآلي تأتمر بأمره، أي زعيم جماعة إرهابية.
كما أفردت الصحف معظم مساحاتها للاستفتاء على الدستور والإقبال الكبير عليه، وبسبب قلة عدد القضاة امتدت الطوابير بطريقة ملفتة، كما بدأت الشكاوى من تعمد بعض القضاة تأخير العملية حتى ينتهي الوقت المحدد، للتصويت ولا يسمح بدخول أعداد كبيرة خارج اللجان خاصة في المناطق المتوقع ان تصوت الغالبية فيها بالرفض.

الشيخ القرضاوي: الاسلام الحق
لا يمكن ان يكون الا سياسيا

وإلى إخــواننا في التيار الإسلامي ومعاركهم، ونبدأ مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي نشرت له 'اللواء الإسلامي' فتــوى في بابها - أنت تسأل والإسلام يجيب - وأشرف عليه زميلنا عبدالعزيز عبدالحليم، إذ ورد إليها سؤال من ماما دوكوني من ساحل العاج يسأل فيه عن الرأي في اقتراح المنظمة الأفريقية للحوار بين الأديان بإبعاد رجال الدين عن العمل السياسي حتى لا يكونوا أبواقاً للحكام، ورد القرضاوي قائلا: 'الإسلام الحق، كما شرعه الله، لا يمكن أن يكون إلا سياسياً وإذا جردت الإسلام من السياسة فقد جعلته ديناً آخر يمكن أن يكون بوذية أو نصرانية أو غير ذلك، أما أن يكون هو الإسلام فلا، إن الإسلام له قواعده وأحكامه وتوجيهاته، في سياسة الحكم وسياسة المال وسياسة السلم وسياسة الحرب، وكل مــا يؤثر في الحياة، ولا يقبل أن يكون صفراً على الشمال أو يكون خادماً لفلسفات أو أيديولوجيات أخرى، بل يأبى إلا أن يكون هو السيد والقائد والمتبوع والمخدوم'.
عبدالرحمن يوسف القرضاوي: التيار الإسلامي
أبعد التيارات عن أخلاق الإسلام

ويشاء السميع العليم أنه في نفس اليوم قال ابنه والشاعر عبدالرحمن يوسف، - في عموده - بيت القصيد - بجريدة 'اليوم السابع': 'التيار الإسلامي أبعد التيارات عن أخلاق الإسلام، وهو أكثر التيارات براغماتية ونفعية عند التطبيق العملي الحقيقي للسياسة، أن التيار الإسلامي ينسى كثيرا من مبادىء الإسلام وأحكامه القاطعة في سبيل الوصول للحكم، أو في سبيل منفعة عابرة أو مصلحة مرجوحة فترى مبررات الاقتراض من صندوق النقد الدولي جاهزة عند الحاجة، والقرض ربا حرام بإجماع كل من له علاقة بالعلم الشرعي، وترك كذلك كثيرا من قواعد السياسة الشرعية تهدر من أجل مصالح موهومة، وترى فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تتعلق بجواز تزوير الانتخابات مثلا، فكأن من أفتى بذلك يفتي بجواز الزنى من أجل الاستقرار، أو بجواز شرب الخمر من أجل التخلص من صداع أو بجواز السرقة لكي يؤدي المرء فريضة الحج، كلهم علمانيون يا سيدي الناخب، كلهم براغماتيون بالبلدي كله بتاع مصلحته، العلمانيون فصلوا السياسة عن الدين نظرياً، والإسلاميون فصلوا الدين عن السياسة عملياً'.
وفي الحقيقة، فان ما يعجبني في كتابات عبدالرحمن، شيء أساسي، وهو ثباته في فهمه للديمقراطية، حيث لا مساومة عليها، تحت أي مبرر، وهو الفهم الذي ان اتفقنا عليه جميعاً، فستنتهي معظم مشاكلنا ومعاركنا، لأن الإسلاميين للأسف، يريدون ديمقراطية تمكنهم وحدهم من الحكم وعدم تركه أبداً، وفرض أنفسهم بالذوق وبالعافية كما يقولون، وباسم الدين بينما هم أشد خطرا على الإسلام، دينهم الحقيقي مصالحهم.

'اللواء' تشن هجوما عنيفا على عبدالمنعم أبو الفتوح

ومن بين إياهم هؤلاء زميلنا في 'اللواء' محمود عيسى، الذي شن هجوما غير لائق بالمرة على عبدالمنعم أبو الفتوح، بسبب دعوته لقول، لا للدستور فقال: 'بينما يقول أبو الفتوح أن الحديث عن خطر يواجه الشريعة إنما هو دغدغة واستثمار لعواطف الناس لتحقيق مصالح سياسية وأن التيارات القومية واليسارية والعروبية جميعها تحرص على تطبيق الشريعة فأما أن الدكتور لم يقرأ عن معركة المواد الخاصة بالشريعة في الدستور الجديد واعتراض الكنيسة ورجالها من المسلمين على المادة 219 أو أنه نسي أن القوميين واليساريين هؤلاء هم من ملأوا السجون بالإسلاميين وأن الجماعة الإسلامية التي بدأ أبو الفتوح حياته الفكرية فيها إنما كانت الشريعة هي معركتها الأساسية مع نظام الرئيس السادات رحمه الله، وأما عن الرجل يوائم من أجل تحقيق مكاسب سياسية - تقديري أنها مكاسب رخيصة - لحزبه الجديد وربما - وهو ما لا أريد أن أصدقه، إن هذا الرمز الإسلامي الكبير يزايد على الإخوان أو يوجه ضربات تربى في حضنها واحتضنها لعقود بسبب حكاية الترشح للرئاسة'. طبعاً، هو يردد الهجوم الذي شنه الشيخ القرضاوي على أبو الفتوح، والغريب أن القرضاوي دخل في معركة مع المرشد العام ومكتب الإرشاد، دفاعاً عن أبو الفتوح، وترشحه للرئاسة، والآن، انقلب عليه.

مصر كانت اسلامية ايام الاترك ونابليون ابعدها

وآخر زبون عندنا من الإسلاميين اليوم سيكون الدكتور علي السالوس، رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الذي نشرت له 'الأهرام' يوم الخميس حديثاً أجراه معه زميلنا مصطفى عبدالوارث، اتحفنا فيه بمعلوماته التاريخية بالقول: 'مصر منذ الفتح الإسلامي دولة إسلامية حتى العصر العثماني الذي كانت مطبقة فيه الأحكام العدلية وهي مأخوذة من الفقه الحنفي، فمصر دولة إسلامية الى ان جاءت الحملة الفرنسية وبدأ التحول بعيدا عن الإسلام ومع ذلك استمر الارتباط بالإسلام إلى حد ما، ولما جاءت ثورة 1952 زاد الابتعاد عن الإسلام، فإذا قلنا إن مصر دولة إسلامية فنعم هذا صحيح ولكن قوانينها فيها ما يصطدم مع الشريعة الإسلامية اصطداماً واضحاً جلياً'.
أي أن مصر كانت دولة إسلامية تحت حكم الخليفة العثماني، وبدأت في الابتعاد عنه بعد الحملة الفرنسية، بقيادة نابليون بونابرت وبدأ الأخذ بالقوانين الجديدة، ثم سار عليها محمد علي باشا الذي حكم مصر بدءا من عام 1805، وأبناؤه، من بعده، خاصة إسماعيل وسعيد، وفي حقيقة الأمر فأنا لا اعرف لماذا يقحم نفسه في التاريخ، ما دام لم يقرأه كما يجب، ذلك أنه عند قدوم الحملة الفرنسية الى مصر عام 1798، كانت مصر قد استقلت عمليا عن حكم الخليفة العثماني، منذ اكثر من مائة سنة وأصبحت تحت حكم المماليك، وهو نفس الحال في ولايات برقة وطرابلس وفزان - ليبيا - حالياً، وتونس والجزائر والمغرب، أي ارتباط شكلي فقط، والسالوس يريد أن يقول ان ابتعاد مصر عن الإسلام بسبب الأخذ بالقوانين المدنية، وهو لا يعرف أن الدول العثمانية نفسها كانت قد بدأت تأخذ بالأساليب الأوروبية لإصلاح الإدارة والجيش فيها بالتعاون تارة مع بريطانيا العظمى وأخرى مع فرنسا وثالثة مع المانيا، بعد ان كشفت هزائمها المتوالية عن تخلفها وفسادها. والمشكلة هنا ليست في أن هؤلاء لديهم الجرأة فقط في العدوان على وقائع التاريخ، وإنما لأنهم يعتبرون من بين معاركهم وحساباتهم التي يريدون تصفيتها الآن، ما حدث من تطوير في مصر في القوانين والابتعاد عن فكرة الخلافة الإسلامية التي انتهت فعلياً وألغاها الأتراك أنفسهم عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك، ولذلك لا يزالون حتى الآن يدخلون في معارك مع محمد علي باشا والشيخ محمد عبده وقاسم أمين وطه حسين، وخالد الذكر سعد زغلول باشا، ولا أعرف أيضاً لماذا لا يهتم فقط بما قال انه يتخصص فيه وهو الاقتصاد الإسلامي الذي لم كتب عنه كثيرا وجاءت كل كتاباته على طريقة حبة فوق وحبة تحت، أي شوية رأسمالية على شـــوية من نــظام خالد الذكر، مع إضافة إلغاء الفوائد الثابتة على الودائع في البنوك، لأنها والعياذ بالله - وعاد ليقدم التبريرات لقرض صندوق النقد الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق