الاثنين، 17 ديسمبر 2012

مقتطفات من كتاب تاريخ ال سعود لناصر السعيد المقتول في لبنان

إلى اليوم الذي لا يبقى فيه في بلادنا العربية من الخليج حتّى المحيط إعلام لا يؤثّر في الناس ولا يستأثر باحترام الناس.. إلى اليوم الذي لا يبقى فيه في بلادنا جوازات سفر مختلفة الألوان، وهويّات متعددة الجنسيات، وتأشيرات دخول وخروج، وتأشيره للعمرة وتأشيرة للحج وتأشيرة للسياحة وتأشيرة للزيارة وتأشيرة للإقامة وتأشيرة للعودة… وبلا: عودة… والى ذلك اليوم الذي تداس فيه أعلام جامعة الدول العربية التي أسسها تشرشل وايدن ووايزمن لاخماد اللهيب… لهيب الوحدة العربية بهذا التزييف الموحد..
والى اليوم الذي تتوحد فيه الجيوش العربية بجيش واحد لا يستطيع بعده أي حاكم ـ خارج ـ شاذ ـ يسحب جيشه من ساحة الدفاع عن الوطن كما فعل السادات وفعلت السعودية التي سحبت شرطتها "المسعدنة" من لبنان في برج الغزل مع الكتائب الشمعونية محتقرة حتّى توسلات رئيس الحكومة اللبنانية…
إلى اليوم الذي لا يلاحق "السافاك" فيه المناضلين … والى اليوم الذي لا تبقى فيه ـ في الوطن العربي ـ دوائر سوء ـ جمركية ومراكز جمركية: في ـ مدن ـ وحدود ـ ومطارات ـ الوطن العربي إلا وهدّمت وسرّح أتباعها.. إلى اليوم الذي يصبح الإنسان فيه حرا يحاسب حكامه اقتداء بذلك الإنسان العربي الذي حاسب النبي محمد وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب بالرغم من كونهم أشرف بني البشر…
إلى ذلك اليوم الذي يصبح الإنسان فيه في الوطن العربي حرا ينشر فيه ما يشاء من نقد بنّاء وهدّام ـ بناء للصالحين هدّام للطالحين ـ ويذيع الإنسان فيه ما يشاء من ذلك أو يقول على الاقل ـ ما يشاء في الوطن العربي ـ ليقول مثلا: تسقط الدول العربية المتناسلة كل عام كتناسل آل سعود بطريقة لا ـ مشروعة ـ ولا ممنوعة، وليرتفع علم الأمة العربية الواحدة العلم الواحد المميّز بلون الوحدة الشعبية. والاشتراكية العلمية، والحرية المطلقة، والتحرر من مخلفات الجهالة، ومن مهادنة الثوار للثيران المالكة الامريكية… إلى ذلك اليوم العظيم الذي يتم فيه ما ذكرته أعلاه في ثورة شعبية عارمة أهدي هذا الكتاب.
ناصر
في صحة نجاح المؤامرات الصهيونية الأميركية السعودية الساداتية ملك القمار ـ فهد ـ وكارتر يسكران .. يشربان الخمر
(الخمر الذي يُقتل ويجلد من أجله أبناء الشعب ـ بل تجلد السعودية وتسجن حتّى الانكليز الذين رفضوا الانضمام للمخابرات الامريكية في الرياض وجدة ـ مهتمة ـ إياهم بشرب الخمر الذي يبيع الأمراء ورجال الدين السعودي زجاجته بـ 300 ريال) !… لقد تجاوز "فهد" كل "المحرمات سراً" واحتسى الخمر علناً جهاراً نهاراً مع كارتر، وتناقلت هذا التحدي كل الصحف الأمريكية والعالمية قائلة: (فهد ـ يشرب الخمر مع كارتر ـ بصحة نجاح كل الجهود السعودية الامريكية المشتركة في المنطقة)… ومنها بالطبع: الصمت المطبق على الجرائم السعودية… بدءا من نجاح فيصل في المساومة ـ عام 1964 ـ على اعترافه بجمهورية اليمن مقابل تعيين السادات نائباً للرئيس جمال عبد الناصر … ونجاح فيصل وفهد والسادات وحسن التهامي وكمال أدهم ـ وخبير السموم الأمريكي مستشار المخابرات السعودية في الرياض المستر رنتز: بوضع ـ عيّنة ـ من سم الاكوتين ـ في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر في الساعة الرابعة إلا ربعا يوم 28/9/ 1970 ـ أثناء وداعه لحاكم الكويت صباح السالم في مطار القاهرة، وبذلك أدركت السعودية ما عجزت عنه مراراً في اغتيال عبد الناصر، بل ما عجزت عنه في تحريضها للرئيس الأمريكي جونسن بالرسالة المعروفة التي كتبها فيصل وفهد إليه يطالبانه دفع إسرائيل لاحتلال مصر وسوريا لإيقاف المد الوحدوي وإيقاف عبد الناصر عند حده واشغال العرب بأنفسهم عن المواقف السعودية الامريكية… وبدءاً من ذلك الوقت وحتى الآن والى أن يسقط الاحتلال السعودي: لن يتوقف أمراء آل سعود عن قرع كؤوس الخمر مع الرؤساء الأمريكيين… بدءاً من تعيين السعودية للسادات في سلك المخابرات الامريكية إلى تعيينه نائبا للرئيس جمال ـ بضغوط نعرفها ـ إلى دعمه في الرئاسة بعد اغتيال جمال بالسم … إلى البدء في تغيير معالم الجمهورية العربية المتحدة إلى الضغط على السادات وبأسرع ما يمكن لإبعاد الخبراء السوفييت عن مصر إلى تعهد السعودية بتموين وتمويل الجيش المصري بالطعام والذخيرة والسلاح الأمريكي والغربي وشراء الطائرات بالأموال السعودية المسروقة لاعداد هذا الجيش ـ بأموال سعودية ـ أمريكية ـ لحرب العرب في الجماهيرية الليبية وفي الكنجو وفي اليمن وفي عُمان وفي لبنان والسودان والجزيرة العربية .. ويخلق مالا تعلمون… والمتتبع التقدمي القومي الوطني غير المنحاز ـ المؤمن ـ يدرك أن السعودية كانت السمسار الأول والمأذون "الشرعي والوحيد" لزواج السادات بأمريكا وإسرائيل ورحلته إلى القدس و" كمب ديفيد" ومن ثم التوقيع يوم 26/3/ 1979 على صك الخيانة "المكون من ثلاث نسخ" وقعها السادات وبيغن وكارتر … ومن ثقال ان السعودية غير راضية: فليخرس فالساكت شيطان أخرس… ولو لم تكن السعودية راضية مع سبق الإصرار فلماذا لا تقاطع وتحارب السادات وإسرائيل وأمريكا ومخابرات أمريكا المتسلطة على كافة المرافق العسكرية والأمنية والحيوية في الجزيرة العربية؟..

منطق اليهود

(لقد ائتمنني الله على خدمة الحرمين الشريفين وأوكلني بهما!، وعلى الأصدقاء اعانتنا لحمايتهما من المخربين والثوريين والاشتراكيين والشيوعيين!) الملك فيصل بن عبد العزيز .. من خطابه 13/6/1970، في برلمان أندونيسيا.. انّه منطق الصهاينة في القدس عن وعد الله المزعوم للصهاينة في أرض المعاد من الفرات إلى النيل..

تقديم

هل آل سعود من قبيلة (عنزة بن وائل؟) كما يقولون؟… هل يدينون بدين الإسلام حقيقة؟ … هل هم من العرب أصلا؟. الحقائق الآتية ـ هذه ـ ستدمغ مزاعم آل سعود. وتدحض أكاذيب من باعوا ضمائرهم لهم وزيفوا التاريخ من كتّاب ومؤرخين أقحموا نسب آل سعود ـ بنسب النبي العربي! زاعمين: (أنهم من ذرية محمد بن عبد الله).. وأنهم (وكلاء الله في خلقه وخلائقه على أرضه)!.. قاصدين بهذا الزعم ـ العتيق البالي ـ تبرير جرائمهم وفحشائهم وتثبيت عرشهم المكروه وتدعيم الملكية التي حاربها العرب قبل الإسلام وبعده وحاربها الناس أجمعين على مر التاريخ ولعنتها كل الكتب المقدسة وحذر منها القرآن بقوله: (ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها)… ومع ذلك، يتجاهل آل سعود قول القرآن هذا، ويزعمون كذبا أنهم يؤمنون بالقرآن في الوقت الذي يصدرون أوامرهم بتحريم نشر أو اذاعة أو إعلان أو قول مثل هذه الآيات القرآنية لمحاربة الملوك…
وبما أن آل سعود على معرفة تامة بمعرفة قدماء شعبنا لأصلهم اليهودي، وماضيهم الدموي الإجرامي وحاضرهم الموغل في الوحشية… فانهم يحاولون إخفاء أصلهم بامتطاء الدين وتزييف أنسابهم بانتسابهم المزعوم للنبي محمد!… رغم كوننا لا نهتم أبدا ـ بالانساب والاحساب بقدر ما نهتم بالصفات والأعمال قبل الأقوال، بل اننا لا نعتز بنسب الرسول بقدر ما نعتز بمحمد الذي أعز نسبه ولم يعزه نسبه، وكان هذا النبي العظيم أول من ثار على أهله وحارب عائلته وحسبه ونسبه، وتجرد من كل شئ من ملذات الحياة ـ إلا الفضيلة ـ التي تجرد منها آل سعود … أو لم يكن هو القائل: (ألا أن رائحة الجعلان أهون من رائحة قوم لا فخر لهم إلا بأنسابهم وأحسابهم؟) فما الاحساب والانساب إذا إلا أعمال الإنسان نفسه، ان كانت شرا فشرا وان كانت خيرا فخيرا… وما أعمال آل سعود الشريرة إلا أنسابهم وأحسابهم، وليست أعمالهم هي الدليل فحسب على أنهم يهود السلالة والمعتقد وانما تاريخهم أيضاً… تاريخ آل سعود الذي زيفه أجراء آل سعود من عبدة المال وأشباه الرجال وحيل بيننا وبين نشره في أماكن وأزمان شتى… فمن هم آل سعود؟… وكيف بدأ تاريخهم؟…
تابعوا في هذا التاريخ الموجز تاريخ من تركهم العرب يعيثون في أرض العرب فسادا كأشقائهم الصهاينة في فلسطين… ليعرف من لم يعرف آل سعود سلالة بني القينقاع يهود المدينة الذين حاربوا النبي العربي ـ محمد بن عبد الله ـ وعملوا على حصاره وناصروا كل أعدائه من ملوك وأمراء وعبدة أوثان وتجار أديان ورأسماليين واقطاعيين؟…
فما السر إذا بتشدق آل سعود بالصلة "النبوية" حينا والزعم "أنهم من قبيلة عنزة" العربية، حينا آخر، وانهم على العموم "وكلاء الله في أرضه"؟ وقد جندوا لذلك الفتاوى المأجورة، لا لشئ أكثر من تغطية أصلهم اليهودي المنحدر من بني القينقاع، أولئك الذين ساهموا بأموالهم الحرام ورجالهم الاجراء في هزيمة محمد واصابته بجراح في معركة (أحد) ولما عاد النبي مع بقية قومه مهزومين إلى ـ يثرب ـ (المدينة) لم يفسح تجار اليهود له المجال بالطبع لينظم صفوفه فيحطم طغيانهم الرأسمالي الاقطاعي، بل قام تجار اليهود من بني النظير وبني القينقاع وقريظة بمحاولة إفساد وتمييع ما تبقى من قوم النبي محمد لصدهم عن السبيل القويم واشاعة روح الهزيمة في نفوسهم بإغرائهم بالإسراف في الملذات من خمر ولعب ميسر ونساء يهوديات.. لكن النبي محمد تنبه لهم.
فجاءت تلك الآيات ناهية محذرة بعدم تعاطي الخمر والميسر والازلام والانصاب!.. ـ بمعنى أوضح ـ عدم تعاطي الملذات التي يسرها تجار اليهود لجنود محمد فكانت ضربة للرأسمالية اليهودية حينما نفذ قوم محمد أوامره وامتنعوا عن اتيان كل ما نهاهم عنه من ملهيات ـ أراد بها اليهود عزل قوم محمد عنه لتحطيمه.. فجن جنون تجار اليهود من بني النظير والقينقاع وقريظة وأتباعهم من العرب لعدم نجاح خطتهم الخبيثة تلك في صرف قوم محمد عن الجهاد في سبيل المساواة الاشتراكية الإنسانية… ولم ييأس اليهود بل أعادوا الكرة بطريقة خبيثة أخرى هي:
(حصار الماء) حيث كانت الرأسمالية اليهودية تسيطر على كل آبار المياه في المدينة… عندما منعوا النبي وقومه من شرب الماء… لكن النبي أفسد خطتهم تلك بطلبه من عثمان بن عفان الذي كان يمثل الرأسمالية الوطنية، أن يشتري (نصف بئر) من اليهود بـ 10000 درهم، بينما قيمة البئر كلها لا تساوي تلك القيمة… وشرب العرب وانتهى بذلك حصار الماء بعد أن فسدت خطة اليهود حينما قام العرب بتعميق قعر البئر في القسم الذي اشتروه… وبذلك نزل كل ما في البئر من ماء إلى القسم العربي… ولم يكتف اليهود بذلك ـ بل تفتقت أفكارهم عن خطة أخبث مما مضى، وهي "مهادنة" محمد، بتقديم المعونات ـ والقروض طويلة الأجل ـ ليستعين بها ضد قريش وبهذه "المعونة" يضطر النبي لمهادنة اليهود ويتم بعد ذلك عقد اتفاق مع اليهود على حسن الجوار وعدم الاعتداء!… وأقسم اليهود على ذلك… فقبل النبي العربي هذه الدعوة ـ النبي العربي هذه الدعوة غير غافل عن خطر اليهود، لكنه أدرك أن ركائز اليهود ودعاماتهم في الجزيرة والبلاد العربية أخطر من اليهود وما دام أنه ليس بمقدوره ـ في بداية دعوته ـ محاربة الرجعية الرأسمالية العربية، ومحاربة اليهود في آن واحد ـ فانه ليس أمامه إلا الاختيار بين مهادنة أحد الشرين، وأما أن يهادن اليهود، وأما أن يهادن الرجعية العربية والملكية..
فاختار مهادنة الإقطاعية اليهودية ـ مؤقتا ـ ليتفرغ لمحاربة الرجعية العربية والملوك، بعد أن تأكد له أن أول ما يجب عليه هو القضاء على الرجعية العربية والملوك قبل القضاء على الرأسمالية والعنصرية اليهودية، لذلك رأى مهادنة اليهود لمحاربة الرجعية المتمثلة بكافة الملوك وبالإقطاع والرأسمالية المحلية، وكانت ثورته أول ثورة في التاريخ ضد الاهل (أهله وأسرته) ولذلك رأى طغاة اليهود خداعه لاغتيال وضرب دعوته وثورته لكيلا تنتشر فتنتصر … وبذلك وجهوا لمحمد الدعوة لزيارتهم في حيهم (لتكون هذه الزيارة بداية الاتفاق مع استلام المعونة) فوافق محمد وذهب إلى حيهم يرافقه بعض أصحابه… وما أن وصل إلى باب البيت الذي وجهت فيه الدعوة إليه حتّى صعد سبعة من اليهود إلى السطح ورموه بحجارة كبيرة من أعلى، نجا منها بأعجوبة ومن كيدهم بسلام، وزعموا له أن تزاحم الاطفال لمشاهدته دفع بالصخرة فسقطت!… ومن تلك اللحظة تأكد له عليه السلام أنه لا فرق بين اليهود وركائز اليهود وأن المطامع الرأسمالية واحدة، فعاد إلى مسكنه ليعد أصحابه القلائل للبدء بضرب الرأسمالية والعنصرية اليهودية أولا وفي الوقت نفسه يتابع مسيرته لحرب الرجعية العربية ومن ذلك الوقت بدأ محمد وصحبه بالهجوم على اليهود فسحقهم وأمم أموالهم… وكان ذلك أو تأميم في التاريخ…
وبذلك الهجوم كانت البداية لنصرة العرب والاسلام بعد غزوة أحد التي جرح فيها الرسول وهزم هو ومن معه أشد هزيمة كان أول أسبابها خيانة الواجب من قبل أصحاب الأطماع من بعض الجنود الذين أولك لهم النبي العربي حراسة المؤخرة ليقفوا على رأس الجبل لكنهم ما أن رأوا انتصار المؤمنين حتّى انحدروا من الجبل تاركين المهمة الموكلة إليهم طامعين في نهب أسلاب الرجعيين أعداء التقدم العربي، فعاد الأعداء مرة أخرى وهزموا المؤمنين أشد هزيمة واستشهد في (معركة أحد) عم محمد بن عبد الله (حمزة بن عبد المطلب) وكان أول شهيد في الإسلام، ولم يبق أي بيت من بيوت العرب الذين جاهدوا إلا وقتل منه قتيل وأكثر… وما طرق اليهود الخبيثة الأولى والحالية إلا نفس الطرق الخبيثة الآنية التي يسلكها سلالة بني القينقاع آل سعود.. انها بعينها هي … وهذه بعض أركانها: الادعاء أنهم من العرب وأنهم مع العرب وأنهم ضد الصهاينة، في الوقت الذي يقومون فيه بإنشاء أحلاف عسكرية مع أعداء العرب من الأمريكان خدم الصهاينة والتحالف مع هيلاسلاسي وشاه إيران عسكريا ودعم أنور السادات ماليا وعسكريا ودعم النميري والحسن ملك المغرب، والضغط على حاكم باكستان الحالي ضياء الحق لإعدام علي بوتو وتمويل أعداء الجماهيرية في ليبيا والرجعيين في كل أنحاء آسيا وأفريقيا والغاء الحريات في الخليج، كل ذلك باسم الإسلام والاسلام منهم براء.
اضافة الى ما تقوم به السعودية من تقطيع لايدي وأرجل أبناء الشعب بحجة أنهم لصوص ـ بينما ـ آل سعود ـ هم اللصوص… وجلد ورجم أبناء الشعب في الطرقات العامة بحجة أنهم زناة وهم آل سعود أنفسهم الزناة… وفتح أسواق تجارية للرقيق الذي بلغ تعداده (600 ألف في الجزيرة العربية) معظمهم من العرب وشعوب آسيا وأفريقيا وشعوب البلاد الإسلامية التي يتاجر آل سعود باسمها دينيا. ونهب أموال الشعب. وارهاب الشعب. واطلاق اسم اسرتهم على الشعب وارض الشعب.. واعلان حالة الطوارئ الدائمة ليلا ونهارا منذ بداية الاحتلال السعودي لجزيرة العرب حتّى الآن.. وتحطيم معنويات الشعب.. واباحة مقدساته وحرماته وأرضه وأعراضه.. والتآمر ضد كل تقدم عربي وأينما كان، ومقاتلة كل حر أو اغتياله.. ومنع الحجاج العرب والمسلمين ما لم يدفعوا أموالا طائلة كضريبة لآل سعود.. واستغلال الحج في عقد مؤتمرات معادية للعرب ـ متآمرة على الحريات والتحرر والانظمة التقدمية.. ومنع المسيحيين من زيارة مكة والمدينة بحجة أنهم "مشركين" ما عدا الامريكان "شركاء آل سعود" الذين لا ينطبق عليهم هذا الشرك!..
اضافة إلى ما يرتكبه آل سعود الآن في حق شعب اليمن من دعم للرجعيين بغية ضرب اليمن الديموقراطية واعادة هذا الشعب التاريخي اليمني العظيم إلى عصور الانحطاط الذي لا زال يعيش الشعب في مخلفاتها… وما من ثورة قامت في اليمن قبل الثورتين اللتين اطاحتا بحكم الائمة المتعفن والسلاطين إلا وحطمها آل سعود بأموال شعبنا المسروقة..
وما برح أعداء التقدم آل سعود يعملون يداً واحدة مع أعدائنا الامريكان والانكليز و"إسرائيل" لدفن شعبنا ـ حيا ـ في اجداث الفقر والجهل والمرض والتأخر والموت البطئ… كل ذلك للمحافظة على مفاسد وجهالات ومصالح آل سعود واسرائيل والامريكان والانكليز المشتركة في ارضنا.. 
وما سيكشفه هذا التاريخ قد يضئ الطريق ليدل على أن آل سعود لا يتورعون في ارتكاب أي رذيلة، انّما باسم الفضيلة يرتكبون الرذائل سواء كانت سياسية أو أخلاقية… والشئ من معدنه لا يستغرب. ناصر السعيد التاريخ الملعون اقتلوا المؤمنين من غير اليهود.. التلمود في عام 851 هـ ذهب ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة (عنزة) لجلب الحبوب من العراق إلى نجد، وكان يرأس هذا الركب شخص اسمه سحمى بن هذلول، فمر ركب المساليخ بالبصرة، وفي البصرة ذهب افراد الركب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي اسمه "مردخاي بن إبراهيم بن موشى"… وأثناء مفاوضات البيع والشراء سألهم اليهودي تاجر الحبوب (من أين أنتم؟) فأبلغوه أنهم من قبيلة (عنزة… فخذ المساليخ) وما كاد يسمع بهذا الاسم حتّى أخذ يعانق كل واحد منهم ويضمه إلى صدره ـ في عملية تمثيلية ـ قائلا: (انّه هو أيضاً من المساليخ لكنه جاء للعراق منذ مدة واستقر به المطاف في البصرة لأسباب خصام وقعت بين والده وأفراد قبيلة عنزة)،
وما أن خلص من سرد اكذوبته هذه حتّى أمر خدمه بتحميل جميع إبل أفراد العشيرة بالقمح والتمر والتمن "أي الرز العراقي" فطارت عقول المساليخ "لهذا الكرم" وسرّوا سرورا عظيما لوجود (ابن عم لهم) في العراق ـ بلاد الخير والقمح والتمر والتمن!.. وقد صدّق المساليخ قول اليهودي أنه (ابن عم لهم) خاصة وانه تاجر حبوب القمح والتمر والتمن!.. ومما أحوج البدو الجياع إلى ابن عم في العراق لديه ـ تمر وقمح وتمن ـ حتّى ولو كان من بني صهيون.. ثم ومالهم واصله! 
(فالاصل ما قد حصل!) وما حصل هو التمر والقمح والتمن… وما أن عزم ركب المساليخ للرحيل حتّى طلب منهم اليهودي ـ مردخاي ـ ابن العم ـ المزعوم ـ أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة (نجد) فرحب به الركب احسن ترحيب … وهكذا وصل اليهودي ـ مرد خاي ـ إلى نجد، ومعه ركب المساليخ…
حيث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس انّه ابن عم لهم، أو أنهم قد تظاهروا بذلك من أجل الارتزاق، كما يتظاهر الآن بعض المرتزقة خلف الامراء، وفي نجد، جمع اليهودي بعض الانصار الجدد إلا أنه من ناحية أخرى وجد مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد يقود حملة المضايقة تلك الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي من مشايخ الدين في القصيم ـ وكان يتنقل بين الاقطار النجدية والحجاز واليمن مما اضطر اليهودي ـ مرد خاي ـ إلى مغادرة القصيم والعارض إلى الاحساء، وهناك حرّف اسمه قليلا ـ مرد خاي ـ ليصح (مرخان) بن إبراهيم بن موسى..
ثم انتقل إلى مكان قرب القطيف اسمه الآن ( ام الساهك) فأطلق عليه اسم (الدرعية ) وكان قصد ـ مردخاي ـ بن إبراهيم بن موشى اليهودي ـ من تسمية هذه الأرض العربية باسم الدرعية، التفاخر بمناسبة هزيمة النبي محمد والاستيلاء على درع اشتراه اليهود ـ بني القينقاع ـ من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول العربي محمد بن عبد الله في معركة أحد ـ وانهزم فيها جيش محمد بسبب خيانة ذوي النفوس الرديئة الذين فضلوا الغنائم على انتصار الحق وخانوا واجبهم بينما هرعوا لاقتسام الاسلاب تاركين مركز الاستطلاع الذي وضعهم فيه محمد، فاستغل ذلك خالد بن الوليد وكان لا زال مع طغاة قريش ضد محمد فاعاد خالد بن الوليد الكرة ضد النبي محمد وجنده دون اعطائهم المجال للتمتع بنصرهم، فكانت تلك الهزيمة التاريخية الشنعاء…
بعد هذه المعركة ـ معركة أحد ـ أخذ أحد أعداء النبي العربي (درع) أحد شهداء المعركة.. وباعه ـ لبني القينقاع ـ يهود المدينة ـ زاعما أنه درع النبي العربي محمد بن عبد الله … وبمناسبة استيلاء بني القينقاع على الدرع القديم تمسك جد آل سعود اليهود ـ مرد خاي بن إبراهيم بن موشى، وفي ذلك ما يعتبره اليهود نصرا لهم ـ لكونهم اشتروا الدرع ـ المزعوم ـ لمحمد بن عبد الله بعد هزيمته في معركة (أحد) التي كان اليهود وراءها …
وهكذا جاء اليهودي (مردخاي إبراهيم موسى) إلى (أم الساهك) بالقرب من القطيف ليبني له عاصمة يطل من خلالها على الخليج العربي ـ وتكون بداية لإنشاء "مملكة بني إسرائيل" من الفرات إلى النيل … وفي (أم الساهك) أقام لنفسه مدينة باسم (الدرعية) نسبة إلى الدرع المزعوم، تيمنا بهزيمة النبي العربي.. وبعد ذلك، عمل مرد خاي على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه… إلى حد أنه نصب نفسه عليهم ملكاً… لكن قبيلة العجمان متعاونة مع بني هاجر وبني خالد أدركت بوادر الجريمة اليهودية فدكت هذه القرية من أساسها ونهبتها بعد أن اكتشفت شخصية هذا اليهودي مرد خاي بن إبراهيم بن موشى الذي أراد أن يحكم العرب لا ـ كحاكم ـ عادي بل كملك أيضاً … وحاول العجمان ـ قتل اليهودي مرد خاي، لكنه نجا من عقابهم هاربا مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرة ثانية حتّى وصل إلى أرض اسمها (المليبيد ـ وغصيّبه) قرب ـ العارض ـ المسماة بالرياض الآن ـ فطلب الجيرة من صاحب الأرض ـ فآواه وأجاره كما هي عادة كل إنسان شهم… لكن اليهودي مرد خاي إبراهيم بن موشى لم ينتظر أكثر من شهر حتّى قتل صاحب الأرض وعائلته غدرا ـ ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم (الدرعية) مرة أخرى!… وقد كتب بعض نقلة التاريخ ـ نقلا عن كتاب مأجورين أو مغفلين ـ زاعمين أن اسم الدرعية يشتق من اسم علي بن درع صاحب ارض ـ حجر والجزعه ـ قائلين: أنه من عشيرة مرد خاي وان ابن درع قد أعطاه الأرض فسميت بأرض الدرعية فيما بعد … لكنه لا صحة لكل ما كتبوا إطلاقا… فصاحب الأرض الذي أجار اليهودي: مرد خاي إبراهيم بن موشى، وغدر به اليهودي وقتله اسمه (عبد الله بن حجر)… وبعد ذلك عاد مردخاي جد هذه العائلة السعودية ففتح له مضافة ـ في هذه الأرض المغتصبة المسماة "بالدرعية". واعتنق الإسلام ـ تضليلا ـ و ـ اسما ـ لغاية في نفس اليهودي مردخاي، وكوّن طبقة من تجار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة وكتبوا عنه زاعمين أنه (من العرب العربي) كما كتبوا زاعمين ( أنه قد هرب مع والده إلى العراق خوفا من قبيلة عنزة عندما قتل والده أحد أفرادها فهدوده بالانتقام منه ومن ابنه فغير اسمه واسم ابنه وهرب مع عائلته إلى العراق) والحقيقة، أنه لا صحة لهذا، بل ان هذه الأقوال نفسها ما يثبت كذبهم… وقد ساعد على تغطية تصرفات هذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي الذي كان من أشد الذين لاحقوا هذا اليهودي وقد اغتاله مرد خاي ـ أثناء ركوعه في صلاة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي … ومن بعدها عاش مرد خاي مدة في "المليبيد وغصيبه" الذي اطلق عليها اسم ـ الدرعية ـ فيما بعد نسبة إلى اسم الدرع المزعوم للرسول كما قلنا، فعمّر الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء والجواري وانجب عدداً من الأولاد فأخذ يسميهم بالأسماء العربية المحلية، ولم يقف مرد خاي وذريته عند هذا، بل ساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية كلها بالغدر والاغتيالات والقتال حينا، وبالاغراءات وبذل الأموال وشراء المزارع والأراضي والارقاء والضمائر وتقديم النساء ـ الجواري ـ والأموال لاصحاب الجاه والنفوذ ولكل من يكتب عن تاريخهم ويزيف التاريخ بقدر الإمكان "ليجعلهم من ذرية النبي العربي" ويجعلهم من نسل عدنان حينا وحينا من نسل "قحطان"… هكذا كتب الكتاب عنهم وتنافسوا في تزوير تاريخهم ونسب عض المؤرخين الاجراء تاريخ جد هذه العائلة السعودية ـ مرد خاي إبراهيم موسى اليهودي ـ إلى "ربيعة" وقبيلة "عنزة" وعشيرة المساليخ ـ حتّى ان الافّاق … "مدير مكتبات المملكة السعودية" المدعو محمد أمين التميمي ـ قد وضع شجرة لآل سعود وآل عبد الوهاب ـ آل الشيخ ـ ادمجهم: معا في شجرة واحدة زاعما انهم من اصل النبي العربي (محمد) بعد أن قبض هذا المؤرخ اللئيم مبلغ 35 ألف جنيه مصري عام 1362 هـ 1943 م من السفير السعودي في القاهرة عبد الله إبراهيم الفضل، والمعروف أن هذا المؤرخ الزائف محمد التميمي هو الذي وضع شجرة الملك فاروق ـ البولوني ـ الذي طردته ثورة 23 يوليو 1952 من مصر العربية زاعما هو الآخر بأنه من ذرية النبي العربي وأن أصله النبوي جاء من ناحية أمه… وكما قلت مرارا أن الاصل لا يهم في شئ على الاطلاق بقدر ما يهم تزييف الاصل… خاصة اذا كان القصد من ذلك تبرير استعباد شعوب بكاملها لاسرة فاسدة دخيلة... وفي آخر صفحات الكتاب سيجد القارئ صورة لشجرة العائلة السعودية الوهابية المشتركة، وفيها يسلّط الضوء على الاصول اليهودية لآل سعود. … نعود الآن من حيث بدأنا الحديث عن اليهودي الأول مردخاي إبراهيم بن موشى إلى الايضاح التالي: لقد أخذ يتزوج من بنات العرب بكثرة وينجب بكثرة ويسمي بالأسماء العربية كلها كما هي حال ذريته الآن … ومن أولاده "الناجحين" ابنه الذي جاء معه من البصرة واسمه ـ ماك رن ـ الذي عرّب اسمه بعض الشئ فحوره إلى (المقرن) نسبة ـ الاقتران ـ نسب مرد خاي بنسب عشيرة المساليخ من عنزة …، وانجب هذا (المقرن) ولدا أسماه (محمد ثم (سعود) .. وهو الاسم الذي عرفت به عائلة ـ آل سعود ـ متناسية أسماء آبائها الاوائل الذين أهملت التسمّي بهم خشية تذكير الكثير من الناس بأصلها اليهودي، فاسم سعود هو اسم ـ محلي ـ شائع في نجد قبل وجود آل سعود … ثم بعد ذلك انجب سعود الذي عرفت به هذه العائلة ـ عدداً من الابناء ـ منهم: مشاري، وثنيان ثم (محمد).. ومن هنا يبدأ الفصل الثاني من تاريخ العائلة اليهودية ـ التي اصبح اسمها آل سعود… بقي محمد بن سعود في قرية (الدرعية) المغتصبة، وهي قرية لا تتجاوز الثلاث كيلو مترات مريعة، فاطلق على نفسه لقب (الامام محمد بن سعود) وهنا التقى "الامام بإمام" آخر اسمه محمد بن عبد الوهاب الذي عرف بالدعوة "الوهابية"… شركة الامامين! ولذلك لابد لنا من التعريف بمحمد بن عبد الوهاب الذي التصق وما زال اسمه واسم عائلته ودعوته الفاسدة باسم (العائلة المرد خائية) العائلة السعودية فيما بعد… يؤكد بعض الشيوخ النجديين وكذلك المصادر التي سيجدها القارئ في هذا الكتاب أن محمد بن عبد الوهاب هو الآخر ينحدر من اسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي اندست في الإسلام بقصد الاساءة إليه والهروب من ملاحقة بطش بعض السلاطين العثمانيين، ومن المؤكد أن "شولمان" أو سليمان جد ما سمي ـ فيما بعد ـ باسم محمد بن عبد الوهاب مثلما سمي جون فيلبي باسم محمد بن عبد الله فيلبي، ومن ثم أصبح اسمه الحاج الشيخ عبد الله فيلبي ـ خرج ـ شولمان ـ أو سليمان ـ من بلدة اسمها (بورصة) في تركيا، وكان اسمه شولمان قرقوزي، وقرقوزي بالتركي معناها (البطيخ)..
فقد كان ـ هذا ـ تاجرا معروفا للبطيخ في بلدة ـ بورصة ـ التركية، الا أن مهنة البطيخ والمتاجرة به لم تناسبه فرأى أن يتاجر بالدين ففي الدين تجارة أربح لأمثاله من تجارة البطيخ لدى الحكام الطغاة ـ لأن تجارة الدين ليست بحاجة إلى رأسمال سوى: (عمامة جليلة، ولحية طويلة، وشوارب حليقة أو قليلة، وعصا ثقيلة، وفتاوى باطلة هزيلة) وهكذا خرج شولمان بطيخ ومعه زوجته من بلدته بورصة في تركيا إلى الشام ـ وأصبح اسمه سليمان ـ واستقر في ضاحية من ضواحي دمشق هي (دوما) استقر بها يتاجر بالدين لا بالبطيخ هذه المرة.. لكن أهالي سوريا كشفوا قصده الباطل ورفضوا تجارته فربطوا قدميه وضربوه ضربا أليما، وبعد عشرة أيام فلت من رباطه وهرب إلى مصر، وما هي الا مدة وجيزة حتّى طرده أهالي مصر… فسار إلى الحجاز واستقر في مكة، وأخذ يشعوذ فيها باسم الدين لكن أهالي مكة طردوه أيضا وراح للمدينة "المنورة" لكنهم أيضاً طردوه… كل ذلك في مدة لا تتجاوز الأربع سنوات، فغادر إلى نجد واستقر في بلدة اسمها (العيينة) وهناك وجد مجالا خصبا للشعوذة فاستقر به الامر وادعى (أنه من سلالة "ربيعة" وانه سافر به والده صغيرا إلى المغرب العربي وولد هناك)… وفي بلدة العيينة انجب ابنه الذي سماه "عبد الوهاب بن سليمان" وانجب ـ هذا العبد الوهاب ـ عدداً من الأولاد ـ احدهم كان ما عرف باسم "محمد" أي محمد بن عبد الوهاب!.. 
وهكذا سار محمد بن عبد الوهاب على نهج والده عبد الوهاب وجده سليمان قرقوزي في الدجل والشعوذة… فطورد من نجد وسافر إلى العراق، وطورد من العراق وسافر إلى مصر وطورد من مصر وسافر إلى الشام، وطورد من الشام وعاد إلى حيث بدأ… عاد إلى العيينة… إلا أنه اصطدم بحاكم العيينة عثمان بن معمر ـ آنذاك ـ فوضعه عثمان تحت الرقابة المشددة ـ لكنه افلت وسافر إلى الدرعية، وهناك التقى (بحاكم الثلاث كيلو مترات) اليهودي "محمد بن سعود" ـ الذي أصبح اميرا اماما ـ فوافق الحذاء القدم، وتعاقد الاثنان على المتاجرة بالدين… وكان الاتفاق كالآتي: 1 ـ الطرف الأول محمد بن سعود: أن يكون "لأمير المؤمنين محمد بن سعود" وذريته من بعده السلطة الزمنية ـ أي الحكم. 2 ـ الطرف الثاني محمد بن عبد الوهاب: أن يكون "للإمام" محمد بن عبد الوهاب وذريته من بعده السلطة الدينية ـ أي الإفتاء بتكفير وقتل كل من لا يسير للقتال معنا ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل كافة الرافضين لدعوتنا والاستيلاء على أموالهم… وهكذا تمت الصفقة… وبدأت المشاركة… وسمي الطرف الأول محمد بن آل مرد خاي باسم (امام المسلمين) وسمي الطرف الثاني باسم (امام الدعوة)… وكانت تلك هي البداية الثانية واللعينة في تاريخنا … حينما اتفق الطرف الأول محمد بن سعود اليهودي مع الطرف الثاني محمد عبد الوهاب قرقوزي. وسارت شركتهما على هذا النحو الفاسد. وكانت بداية أعمالهما الإجرامية تلك إرسال شخص مرتزق إلى حاكم "الرياض" قرية العارض آنذاك (ادهام بن دّواس) لاغتياله. فاغتالوه، وبذلك استولوا على العارض، ثم ارسلوا بعض المرتزقة ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد إلى (عثمان بن معمر) حاكم بلدة العيينة فاغتالوه أثناء أدائه لصلاة الجمعة… وقد جاء في الصفحة 97 من كتاب أصدره آل سعود وآل الشيخ بعنوان (تاريخ نجد) نقله عن رسائل محمد بن عبد الوهاب الشيخ حسين بن غنام واشرف على طباعته عبد العزيز بن مفتي "الديار السعودية" بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وهو من سلالة الشيخ عبد الوهاب.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ان عثمان بن معمر مشرك كافر، فلما تحقق هل الإسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة لمقتله جاء محمد بن عبد الوهاب إلى العيينة فعين عليهم مشاري بن معمر وهو من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) هكذا قال آل سعود وآل الشيخ في كتابهم.. 
نقلا عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب… ولست أعرف كيف يكون حاكم العيينة (مشرك كافر وهو مقتول في مصلاه بالمسجد ويوم الجمعة!!) … كذا … ألم تر ـ أن عثمان آل معمّر ـ اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ـ لانه كان يعبد ربا خلاف رب اليهود الرب الافاك السفاك محمد بن عبد الوهاب وشريكه محمد بن سعود اليهودي؟… وفي الصفحات 98 و99 و100 و101 من نفس الكتاب المذكور يوضح محمد بن عبد الوهاب أن جميع أهل نجد دون استثناء (كفرة تباح دماؤهم ونساؤهم وممتلكاتهم والمسلم هو من آمن بالسنة التي يسير عليها محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود) لكن أهالي العيينة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، فثاروا عليهما ثورة رجل واحد، الا أن الظلم السعودي قد انتصر على الحق فدمر ـ بلدتهم ـ العيينة ـ تدميرا شاملا عن آخرها… هدموا الجدران وردموا الآبار وأحرقوا الاشجار واعتدوا على أعراض النساء، وبقروا بطون الحوامل منهن وقطعوا أيادي الاطفال واحرقوهم بالنار، وسرقوا المواشي، وكل ما في البيوت وقتلوا كل الرجال… كانت مساحة بلدة العيينة تبلغ ( 40 كيلو متراً) غاصة بالسكان متراصة المساكن، إلى حد أن النساء كن في أيام الافراح والاعياد والمناسبات الشعبية يتبادلن التهاني والاحاديث والأخبار من طيق البيوت والنوافذ وما تلبث هذه التهاني والمعلومات والاخبار إلا أن تعم كافة انحاء البلدة بسرعة لا تتجاوز الساعة نظرا لاحتشادها بالسكان ولكن المرتزقة من جند شركة (م.م) محمد بن سعود اليهودي ومحمد بن عبد الوهاب قرقوزي الذي أكد الكثير يهوديته، قد جعلوا من بلدة العيينة قاعا صفصفا خرابا ترابا، وكانوا يريدون بجرمهم الصهيوني هذا ايقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان الاخرى.
ليسهل استيلاؤهم عليها، وهكذا بقيت العيينة ولا زالت خرابا منذ عام 1163 هـ حتّى يومنا هذا…  وهكذا فعلوا بكل سكان الجزيرة العربية.. وليس هذا الجرم الصهيوني السعودي هو المضحك المبكي فقط، وانما المضحك المبكي أيضاً هو أن محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود قد كتبا كذبا لا تصدقه حتّى عقول الاطفال ولا زال في كتبهما الصفراء واسطورتهما الكاذبة لا زالت يعرفها ابناء شعبنا في نجد وتدرس أيضاً في المدارس تبريراً من آل سعود وآل الشيخ لافناء بلدة العيينة بكاملها، حينما قال محمد بن عبد الوهاب (ان الله سبحانه وتعالى قد صب غضبه على العيينة وأهلها وافناهم تطهيرا لذنبوهم وغضبا على ما قاله حاكم العيينة عثمان بن معمر، فقد قيل لحاكم العيينة بأن الجراد آت إلى بلادنا ونحن نخشى من أن يأكل الجراد زراعتنا، فأجاب حاكم العيينة قائلا ساخرا من الجراد: 
سنخرج على الجراد دجاجنا فتأكله، وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم بالجراد آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها، ولهذا أرسل الله الجراد على بلدة العيينة فأهلكها عن آخرها!) هكذا زعم آل سعود وتجار دينهم في كتبهم الصفراء القذرة ان الجراد هو الذي أكل العيينة مستهترين بعقول القراء والشهود والمستمعين.. كيف يأكل الجراد الجدران والرجال؟! ويأخذ ما تبقى رقيقا! ويهدم الآبار ويعتدي "الجراد" على النساء ويبقر بطون الحوامل منهن! ويأخذ البقية ليفسق بهن!!… أهذه الجرائم تفعلها حشرة الجراد؟!. الجراد التي تتمنى الغالبية العظمى من شعبنا أن تراه وتنتظر مواسمه بفارغ الصبر لتعيش منه وتختزن منه ما أمكن لتقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما تقتات به.. الهم إلاّ الاعشاب.. ثم يصبح الجراد بعد ذلك "آية يرسلها الله" غضبا.
من ابن معمر!.. يا لهم من طغاة حكموا شعبنا بالخرافات، ودعوة للكفر بالله وآياته وبتلك المخلوقات البشرية الراضخة لحكم الحيوانات الناطقة.. 
ونرجو ممن يقرا هذا التاريخ الإجرامي أن يقارن بين جرائم السعودية الوهابية اليهودية وبين ما فعله الصهاينة في دير ياسين وبقية فلسطين، والمناطق العربية. أن ما فعله آل سعود في الجزيرة العربية لأقذر مما فعله ابناء عم الصهاينة في فلسطين. الا أن العصابات الصهيونية في فلسطين لم تتمكن من شراء سكوت الملوك والرؤساء والنواب والكتاب ولم تتمكن من شراء وسائل الأعلام لطمر تاريخ صهاينة فلسطين كما تمكن صهاينة الجزيرة العربية، من شراء الصمت المأجور أولا وأخيراً لصحافة واعلام وضمائر الجيران والاشقاء والاشقياء معا حتّى سارت واستشرت الفتنة السعودية الوهابية التي أطلقوا عليها اسم (دعوة التوحيد لدين الله) والله منها براء!..
سارت بقيادة محمد بن سعود اليهودي وتشريع محمد بن عبد الوهاب ـ ابن عمه ـ سارت تفتك بالناس وتسلب الاموال وتعتدي على أعراض النساء وتبقر بطول الحوامل، وتقتل الاطفال وتأخذ ما تبقى من الاحياء سبايا تسترقهم.. كل ذلك باسم الدين والدين الصحيح منها براء. 
فثار أهالي نجد لمقاومتها، قاومها أهالي العارض الذين كانوا أول من حاربهم محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وقتلوا الكثير منهم كما قتلوا حاكمهم ادهام بن دواس بحجة أنهم "كفرة". قاومها أهالي بريدة وعنيزة وشقرا ووشيقر والزُّلفي والرس ووادي الدواسر وسدير والمجمعة. وقاومتها كل مناطق القصم والسر الوشيم وحائل ووقف كل رجال الدين الصالحين بوجهها ووقف الشعراء الذين هم أجهزة الاعلام والدعاية في ذلك الوقت وثارت ضدها معظم القبائل. ولكن الدعوة السعودية نجحت.. نجحت لأن أموال اليهود وتخطيطاتهم كانت تدعمها، ونجحت لتفكك البلدان داخل الجزيرة السعودية الوهابية، وبدأ شعراء نجد في محاربتها، من هؤلاء الشعراء شاعر شهير في كل أنحاء نجد اسمه حميدان الشويعر. قال قصيدة شعبية كان لها أثرها في نفوس المواطنين في أنحاء نجد، ورغم مضي أكثر من (164 عاما) عليها إلا أنه لا زال يوجد الكثير من أبناء نجد يحفظون أبياتها أو بعض الابيات هذه وخاصة مطلعها، وقد دفع الشاعر حياته من أجل هذه القصيدة الثورية الشهيرة فاغتالاه محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب متفقين من أجلها… اغتالا حميدان الشويعر (بالسم) الذي دسه أحد عملاء هاتين الاسرتين له في رغيف، واسم هذا العميل سعد الجعيشن، الذي عزم الشاعر حميدان الشويعر ـ فاغتاله، وكان الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر قد وصف في تلك القصيدة أصل آل سعود اليهودي ومجئ جدهم من البصرة ووصف أصل محمد بن عبد الوهاب ومجيئه من بلدة بورصة في تركيا، ودجله باسم الدين، وكان هناك (جبل عوصاء) ويقع بالقرب من بلدته شقراء في أواسط نجد، وكان في هذا الجبل ذئاب مسعورة تأكل الحيوانات والبشر، وكان الشاعر حميدان الشويعر يذهب إلى هذا الجبل باستمرار ليستوحي هذا الشاعر الساخر الثائر من مرتفعات هذا الجبل شعره الشعبي المثير الذي ما أن يقوله حتّى تتردد أصداؤه بين الناس. وذات يوم نصحه أصدقاؤه بأن لا يذهب إلى (عوصاء) خوفا عليه من الذئاب المسعورة، ومن هذه النصيحة استوحى شاعرنا قصيدته الشهيرة معبرا فيها عما يجيش في صدره من حقائق منتقدا ما ينصحه به الاصدقاء خوفا عليه من الذئاب المسعورة!!
قائلا ما معناه (انّه لا يخشى هذه الذئاب الوحشية وانما يخشى الذئاب الآدمية اليهودية، أما الذئاب الوحشية فمسكينة ـ هذه الذئاب ـ انها مظلومة! ، ودائما ما يظلمها البشر من تاريخ السيد يوسف ابن يعقوب حتّى هذا التاريخ: فعندما قذف ـ أخوة ـ يوسف أخاهم يوسف في غياهب البئر أتوا إلى أباهم عشاء يبكون بدمع كاذب وقالوا: "ان ذهبنا نلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب!" 
وها أنتم الان تتهمون ذئابا متوحشة في جبل عوصاء زاعمين أنها أكثر وحشية من محمد بن عبد الوهاب وآل سعود. وأن هذه الذئاب تأكل البشر. أنا لا أخشى هذه الذئاب الوحشية وانما أخشى الذئاب البشرية السعودية الوهابية، أخشى "عود" أي ـ (شيخ) في قرية الدرعية يقول ـ الحق ـ ولكنه يفعل الباطل ـ يزعم أنه يحكم باسم القرآن ويرتكب أبشع المنكرات باسم القرآن نفسه: أخشى هذا المجرم الذي جعل "هذا يذبح هذا" جعل الاخ يذبح أخاه وهو جالس ""على زوليته" أي على سجادته يسبح!. والبلاد سابحة بالدم. ومن أجل من يذبح العرب المؤمنين بعضهم بعضا؟!. من أجل الشيطان الرجيم دون شك.. من أجل محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. من أجل تمكين الحكم الملكي السعودي الوهابي اليهودي البغيض) هذه هي ترجمة القصيدة. وها هي القصيدة الشعبية التي فقد من أجلها الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر حياته ـ شهيدا ـ على أيدي محمد بن سعود الأول القينقاعي وشريكه محمد بن عبد الوهاب: الاصل السعودي في قصيدة الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر ما همنّ ذيب في عوصا همنّ عود في الدرعية ما أخشى ذيب في عوصا أخشى شيخ في الدرعية قوله حق وفعله باطل! واسلاحه كتب مطوية خلّى هذا يذبح هذا وهو جالس في الزولية يدعو باسم دين امحمد وأفعاله كفر وأذية يبرأ منها دين امحمد أعماله الشيطانية واظنه بمحمد يعني امحمد الوهابية يقول أصله من تميم تميم (برصه) التركية! امحمد عبد الوهاب ومحمد السعودية هم طيزين في سروال ذياك ايشرّع ـ لذيّه تشاركوا باسم الدين واثنينهم حرامية أما امحمد ابن اسعود فمن اصول يهودية ابوه اصله مردخاي راعي الملة العبرية ضحك على بعض اعنزه وقال ان أمه مصلوخية وجابوه لنا من البصرة حتّى أوصوله الدرعية بزعمهم درع النبي شروه القينقاعية حط درعيه بالقطيف! ومن بعد صارت نجديه! وزعم انّه ارض أجداده وهي من شرّه بريّة جابوا لنا ابن اليهود الله لا يعيد ذيك الجيه وشرع ظلم باسم الدين وقال ذي شرعة سماوية شرع بني إسرائيل في أراضينا النجدية زعم أنه شرع الله أو شريعة إسلامية وقال ان قوله قرآن وأحاديثه نبوية وانه من الله مرسول يخلف رسول البريّة وباسم الدين أصبح يقتلنا ويسرق أموال الرعية ودفع الدراهم (زيّن) له أصله وصول الذرية وجعل أصل أصل امحمد! وشجرتهم عدنانية! بعد هذا يا جماعة ما رضى نصايحكم ليه لا تنصحون احميدان من شر اذياب وحشيه مسكينة يذياب البر تتهم بأعمال ردية من عهد سيدنا يوسف والتهمة فوقه مرمية أذياب البر ما نخشاها ولا وحوش البرّية نخشى أذياب اليهود الذئاب الادمية بني إسرائيل أخشاهم أحقادهم خيبرية أخشى أن يحكم في نجد أسرة بغي يهودية تشرع شريعة زواج فيها الامير يركب خيه والاخت ينكحها أخوها باسم الاصول المرعية زواجهم بالآلاف زواج بلا شرعية وبموجب هذه القصيدة اغتيل حميدان الشويعر.. اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.. لكن هذه القصيدة بقيت كشاهد اثبات على جرائم اليهود الذين تلبسوا الإسلام لتدميره.. وفي الوقت نفيسه بقيت هذه القصيدة للتشهد بعض كفاح شعبنا كله للدعوة السعودية الوهابية منذ بدأ قيامها الباطل وكانت قبائلنا مع الحضر تقاتل بشدة آل سعود ودعوتهم الخبيثة وكان في طليعة القبائل التي قاومت آل سعود ودينهم الباطل قبائل العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر وقحطان والدواسر وبني يام ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني هاجر وغيرهم. آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية ويقدمونها مع الطعام وقد روى حافظ وهبه المستشار السعودي في كتابه (جزيرة العرب) عن الطاغية الملك عبد العزيز الأخير المتوفى سنة 1953 فقال: (قال عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود "لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها وكان جدي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكن سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر العداء ووضع الرؤوس فوق الاكل وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلون من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و.. لما رفضوا الاكل أمر سعود الأول بقتلهم!.) ويقول حافظ وهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين (لقد قص هذه القصة الملك عبد العزيز على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل ان يقتله عبد العزيز ليبين لهم أن عبد العزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش).. بعد هذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبد العزيز ـ بقتل فيصل الدويش ـ وتوضأ بدمه ثم قام لاداء الصلاة!. لماذا؟.. لأن فيصل الدويش قد استيقظ ضميره أخيرا وانقلب عليه بعد أن رأى الدويش أن الملك الطاغية عبد العزيز كان لا يركع الا لأوامر الانكليز، واستيقظ الدويش بعد أن وقع عبد العزيز للإنكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام 1922 مما سيأتي اثباته تاليا.. بهذا الاسلوب سارت الدعوة السعودية الوهابية من أول قيامها لا أهداف لها الا النهب والسلب والسرقة والكذب والدجل والفجور والفسوق كل ذلك باسم الدين، ولكني كما قلت عن شعبنا، انّه لم يقف منها موقف المتفرج، فقد قاومها في كل مكان. ثورة أبناء يام … ثورة أهل نجران والعجمان وبني خالد ففي عام 1178 هـ ـ 1765 م اتفق (أبناء يام) من أهال نجران وقبيلتي العجمان وبني خالد وتحالفوا على مقاومة الاحتلال السعودي، تحالفوا على سحق محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب في جحورهما، تحالف بني يام بأن يسيروا من نجران بقيادة السيد (حسن بن هبة الله) ويسير بني خالد والعجمان من الاحساء بقيادة حاكم الاحساء آنذاك (عرعر الخالدي) وتواعد الجميع على الزحف على الدرعية من نجران والاحساء للقضاء على محمد بن سعود اليهودي وابن عمه محمد بن عبد الوهاب وحصد دعوتهما في مهدها الدرعية، وبالفعل سارت جموع بني يام من نجران والاحساء ولكن السيد حسن هبة الله قد وصل بأهالي نجران إلى ضواحي الدرعية قبل وصول العجمان وبني خالد وتمكن أهالي نجران وحدهم من سحق الجند السعودي الوهابي الباطل شرّ سحقة وأسروا الاحياء منهم واختفى محمد بن سعود وكاد ينتهي أظلم وأقذر حكم دخيل في جزيرة العرب على أيدي أهالي نجران الابطال.
لو لم يلجأ محمد بن عبد الوهاب للمكر والخداع.. 
محمد بن عبد الوهاب يشهد ببطلان دعوته في وثيقة وقعها امام أهالي نجران والعجمان لقد كاد يقضى على حكم الدخلاء لو لم يخرج محمد بن عبد الوهاب رافعا راية الصلح على (أن يقف أهالي نجران عند حدهم ويمتنعوا من دخول الدرعية وأن يسلموا ما تحت أيديهم من الاسرى السعوديين ويتعهد كل من محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود بدفع عشرة آلاف جنيه ذهب كتعويض لاهالي نجران عن رحلتهم هذه وأن لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب حدود الدرعية وأن لا يرفعا راية هذه الدعوة السعودية الباطلة مرة أخرى وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران) وهكذا جرى الاتفاق حرفيا بين أبناء يام ومحمد بن عبد الوهاب معترفا في آخر جملة من الاتفاقية ببطلان دعوته أمام أهالي نجران.. اتفق محمد بن عبد الوهاب نيابة عن محمد بن سعود مع أهل نجران الشجعان على ذلك. وما أن وصلت جموع قبائل العجمان وبني خالد من الاحساء بقيادة عرعر الخالدي حتّى فوجئوا بهذا الصلح غير المرضي للعجمان وبني خالد لكنهم اضطروا لقبوله تمشيا مع ما اتخذه ابناء عمهم من بني يام من نجران. وهكذا فشلت أول خطة ثورية رمزت إلى قوة الاتحاد بين جنوب الجزيرة وشرقها، ولم يكن سبب فشلها الا التصرفات الفردية للشيخ حسين بن هبة الله!. ولولا ذلك لقضي على الوجود السعودي الوهابي. حدثت هذه الخطة الثورية في سنة 1178 هـ الموافق 1765 م رغم ما أحدثه محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب من رعب في قلوب المواطنين حيث لم يتمكنا من الخروج لمبارزة أهالي نجران والعجمان وبني خالد الذين أوقعوا الرعب في قلب اليهودي محمد بن سعود وأصيب باسهال ومرض مرضا شديدا من جراء ما انتابه من رعب شديد حينما شاهد (أبناء يام) يحاصرون الدرعية بعد سحقهم للجند السعودي. وقد تسبب ذلك في وفاة محمد بن سعود من جراء المرض الذي أصابه من هذا الحادث ومات لسبعة أشهر من ذلك الحادث وذلك في عام 1179 هـ ـ 1766 م وهكذا توفي (الامام) محمد بن سعود المؤسس الثاني لدولة آل سعود الخبيثة، وكان المؤسس الأول مردخاي ـ أو مرخان كما قلنا، وبقي الطرف الثاني والشريك محمد بن عبد الوهاب، يدير شركتهما المحدودة وحيدا لتقتيل الآمنين باسم الدين، ولكن أكبر أولاد ـ محمد بن سعود ـ وهو عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ قد تمكن من تولي منصب والده محمد بن سعود والسير في (خطة أبيه الأول) في عدم فسخ الشراكة وتأييد فتاوى محمد بن عبد الوهاب شيخ الدعوة الباطلة للشعوذة والحكم الوراثي رافعين راية الباطل لقتل المؤمنين "باسم الله" والله منهم ومن دعوتهم براء، وكان عبد العزيز بن محمد بن سعود قد تزوج ابنة محمد بن عبد الوهاب، وامتزج النسب الباطل ببعضه أكثر من ذي قبل..
وما ان ازداد محمد بن عبد الوهاب قوة حتّى قام بالاتصال بيهود نجران طالبا دعمه ماليا ثم أثارهم ضد الشعب في نجران.. ثم أمر محمد بن عبد الوهاب جده بمواصلة غزواتهم على البلدان المجاورة في نجد وأخذ شعبنا يقاوم ببسالة هذه الدعوة الباطلة، لكن الباطل السعودي كان أقوى على حق الشعب المغلوب ويرجع ذلك لسببين: 
الياهو كوهين يدعم محمد بن عبد الوهاب السبب الأول: هو دعم اليهود في العراق عن طريق تاجر يهودي يدعى الياهو كوهين ساسون ـ لمحمد بن عبد الوهاب وشركاه آل سعود. والسبب الثاني: هو تفكك الشعب.. فاحتلوا القصيم ومعظم أقطار نجد، ثم احتلوا الاحساء في عام 1208 هـ بعد مقامة طويلة من شعبنا، فقتل آل سعود و محمد بن عبد الوهاب عدداً من شيوخ بني خالد والعجمان، وفي الاحساء المطلة على شواطئ الخليج العربي اجتمع عبد العزيز بن محمد بن سعود و محمد بن عبد الوهاب باثنين من رسل المخابرات الانكليز عاقدين الاتفاق معهم ضد شعبنا، واستمر دعم الانكليز لمحمد بن عبد الوهاب ونسيبه عبد العزيز بن محمد بن سعود وكانت زوجة عبد العزيز بن محمد بن سعود قد ولدت طفلا من ابنة خاله محمد بن عبد الوهاب… وباسم هذا الطفل واصل محمد بن عبد الوهاب زحفه إلى العراق بقيادة "ابن ابنته" واسمه "سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود" فاحتلوا كربلاء في عام 1216 هـ وهدموا مساجدها ومآذنها وهدموا قبة الحسين. وصادروا أموال المواطنين واعتدوا على نسائهم وأخذوهن سبايا وبقروا بطون الحوامل منهن ـ وهي طريقة سعودية معتادة ـ ثم عادوا إلى الحجاز فاحتلوا مكة وجدة في 17 محرم 1218 هـ وكانوا قبلها قد احتلوا جدة والمدينة المنورة، ولكن أبناء الحجاز ما لبثوا استعادوا الحجاز وطهروه من رجس الوهابية اليهودية السعودية، وفي 10 رجب 1218 هـ قام أحد الابطال ويدعى محمد بن ناجي اليامي بقتل (الامام) عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة طعنات من خنجره أودت بحياة عبد العزيز، وقد أشاع آل سعود بعد ذلك (أن أحد الأجانب الكفرة المشركين من كربلاء هو الذي اغتال عبد العزيز وهو في الصلاة انتقاما).. هكذا قال محمد بن عبد الوهاب … ولا نعلم كيف يبيح محمد بن عبد الوهاب وشركاه الاعتداء على الشعب في كربلاء ما دامت كربلاء أجنبية ولا يبيح الطغاة لابناء كربلاء رد العدوان بالقصاص؟. ان آل سعود لم يقفوا عند هدم قبة قبر النبي محمد بن عبد الله في المدينة وإنما أوقفوا بالقوة. لقد قتل عبد العزيز الأول لانه لا يقل اجراما عن حفيده الاخير الملك الطاغية عبد العزيز جرما وبطشا بالآمنين ودجلا باسم الدين والدين منهم براء. وبعد مقتل (الامام) عبد العزيز بن محمد بن سعود تولى من بعده ابنه سعود الأول (ابن بنت محمد بن عبد الوهاب ) ولكن الشعب أبى أن (يبايع سعود) وقاومه الشعب في العراق حتّى تحررت منه الاجزاء التي استولى عليها من العراق. وبقي يدعمه جده محمد بن عبد الوهاب بالفتاوى الباطلة وأموال اليهود والإنكليز واستمر حكمه الطاغي احدى عشر سنة من عام 1218 إلى 1299 هـ سار خلالها لاحتلال الحجاز مرة أخرى ثم سار لاحتلال الشام والعراق ورأس الخيمة في عمان ولكنه دحر في الشام والعراق وعمان ثم سار لاحتلال اليمن ووصل إلى زبيد ولكن شعبنا المكافح في اليمن دحره وقتل الكثير من جنده الفاسد وهرب مذعورا رغم دعم الانكليز واليهود له، وكانت عقلية سعود الأول سخيفة لا تشابهها إلاّ عقلية بعض أخلافه، لقد كان مغرورا بخيوله.. كان يحب الحريم والرقيق والخيول كان يدعمه الانكليز واليهود، كان لكل ولد من أولاده حرس خياله قدرهم (200) يضاف إلى ذلك عدد من الابل والحريم التي يختطفهن ويسلبهن من ذويهن ظلما وزورا.. وبهذه الطريقة احتل الحجاز مرة أخرى عام 1220 بعد مقاومة قاسية من أبناء الحجاز وراح يهدم في الاماكن المقدسة بحجة (أنه يخشى أن يعبدها الناس)!… وفرض على أبناء الحجاز أن يدرسوا رسائل جده محمد بن عبد الوهاب والكتب السخيفة التي وضعها آل الشيخ أي آل عبد الوهاب والوهابيين وبقي هذا الحكم السعودي يسوم الحجاز من عام 1220 حتّى عام 1228 هـ والاماكن المقدسة تلاقي من سعود وآله وتجار دينهم في السابق ما تلاقيه الآن من آل سعود وتجار دينهم الباطل.. جيش العروبة في معركة تحرير الجزيرة العربية وفي سنة 1220 هـ قام (سعود الأول) بعد أن احتل الحجاز بتعاون مع العثمانيين وارتكب أنواع الجرائم في الحجاز غير عابئ بقدسيتها، قام هذا المخبول بأعمال منكرة جدا، الا أنها مضحكة جدا، فقد منع على المصريين والسوريين والعراقيين أن يحجوا، بحجة أنه يخشى منهم وانه لا يعجبه اسلامهم. ففي سنة 1220 هـ قال الامير سعود الأول بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ لاميري الحج المصري والشامي: (ما هذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها؟) "ويقصد بذلك المحمل المصري والمحمل الشامي" فأبلغه بقولهما: "ان هذه العويدات هي المحمل المصري والشامي! وهي قديمة جارية اتخذت لتجميع الناس والحجاج حولها متكتلين متحدين ضد قطاع الطرق ولصد العدوان"..
فأبلغ سعود أهالي مصر والشام قائلا: "انكم يا أهالي مصر والشام إذا فعلتم ذلك عبد هذا العام فاني أكسر المحمل الشامي والمصري، وأقتل جميع الحجاج، وكذلك شروط أخرى عليكم يا أهالي مصر والشام، 
أولا ـ أن لا تلحقوا لحاكم، ثانيا ـ أن لا تذكروا الله بأصوات عالية، أو تنادوا بقولكم "يا محمد"، ثالثا ـ أن يدفع كل حاج منكم جزيه قدرها عشرة جنيهات من الذهب لجيبي الخاص، رابعاً ـ أن يدفع أمير الحج المصري والسوري كل منهم عشر جواري وعشرة غلمان لون أبيض كل سنة". انها شروط قاسية ومضحكة قصد بها ابعاد الحجاج. ويقول السيد دحلان في تاريخه: (ان سعود قد أحرق المحمل المصري والمحمل الشامي وأمر مناديا ينادي بالناس في الحج بأن لا يأتي أي إنسان للحج في العام الاتي من أي جهة من العالم وهو حليق اللحية). فراح الحجاج المصريون في عام 1220 هـ غاضبين ولكنهم غير آبهين بطلبات سعود الأول المجنونة، وفي عام 1221 هـ كتب سعود الأول إلى أمير الحج الشامي وكان أمير الحج قد وصل بالحجاج إلى قرب المدينة المنورة، يقول له: (لا تدخل الحجاز الا على الشروط التي شرطناها في العالم الماضي) فرجع حجاج الشام تلك السنة من غير حج، أما حجاج مصر فقد امتنعوا من أنفسهم ولم يحجوا تلك السنة وهم على مضض، مما جعلهم يتضجرون غيظا على الحكم السعودي المتوحش. ويقول العلامة ابن بشر في تاريخه عن جرائم 1221 هـ السعودية : (ان سعودا حشد جيوشا عظيمة قرب المدينة المنورة وأمرهم أن يمنعوا الحجاج الآتين من مصر والشام فرجع المحمل الشامي إلى وطنه وكان أميره عبد الله باشا العظم، ثم بعد ذلك قام سعود بابعاد آلاف العرب من مكة وأعظمهم من أبناء الحجاز نفسها واليمن والعراق وكذلك سافر إلى المدينة وفعل فيها مثلما فعل في مكة، وقد هاجر عدد لا يحصى من أبناء الحجاز إلى مصر والشام واليمن والسودان وتركيا وأماكن شتى من العالم فأسرعوا في كشف فضائح الوحوش السعوديين، في القوت الذي كان فيه سعود الأول يتبادل هدايا الجواهر والجواري والغلمان مع شاه إيران بهلوي الأول ويأخذ الاموال من اليهود (كاعانة له على خدمة الحرمين) كما يزعم وقد أغضب هذا الفعل السعودي أهالي نجد وعلماء نجد الصالحين من غير آل الشيخ طبعا ـ أي من غير أسرة محمد بن عبد الوهاب ) ..
وما فعله سعود الأول بالحجاج يذكرنا بما تفعله بقية الأسرة السعودية بالحجاج أيضاً فقد أعادت الحجاج السوريين على زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر ورفض آل سعود أن يحج أهالي مصر ما لم يدفعوا عملة صعبة! أما جنيهات استرلينية أو دولارات أمريكية، وما فعله آل سعود مع أبناء مصر فعلوه مع أبناء اليمن فقد منعوهم من الحج حين قامت الثورة ضد حكم الامام المتأخر أحمد بن يحيى الدين، اما أهالي الحجاز فقد مقتوا الحكم السعودي الاجرامي منذ بدايته، وامتنع الكثير من الحجاج العرب في بداية الحكم السعودي عن أداء فريضة الحج ست سنوات مقسمين (أن لا يحجوا حتّى يطهروا قبلتهم من الرجس)، 
أما أهالي مصر والشام واليمن فقد امتنعوا عن الحج كليا طيلة ست سنوات، وفي سنة 1226 هـ بدأت حملات التحرير العسكرية من مصر إلى الحجاز بعد أن ضغط أهل مصر على حكامهم الاتراك فاستولت الحملة على ينبع وحررتها في نفس السنة 1226 هـ وبما أن مصر نفسها كانت محتلة للعثمانيين آنذاك فقد أصدر السلطان سليم الامر إلى محمد علي باشا حيث بعث محمد علي بطوسون على رأس حملة التحرير العسكرية المصرية، لكن قادة الحملة العثمانية تآمروا مع سعود الأول بعد أن تبادل معهم الهدايا وأقنعهم أنه سوف ينفذ أوامر خلافتهم على الحرمين كما يريدون على شرط (أن لا يمكنوا أعداء آل سعود المصريين والاشوام من التدخل والانتصار عليه)
فتراجع القائد طوسون وادعى أنه انكسر أمام الجيوش السعودية ولكن هذه الفعلة النكراء أثارت العرب والمسلمين في اليمن وقلب الجزيرة العربية وفي الشام ومصر بوجه خاص فبدأ الضغط العربي على الاتراك من جهة واقتنع محمد علي حاكم مصر من جهة أخرى بأنه لا عزة لهذه المنطقة كلها ما لم تجتث العائلة السعودية والعائلة الوهابية من جذورهما، فجمع قادته في القاهرة ومن بينهم ابنه إبراهيم باشا وطلب منهم إعطاء الرأي بالطريقة التي يرونها للتخلص من الاسرتين الشريرتين.. فأخذ كل واحد يبدي رأيه.. فقام محمد علي وأحضر تفاحة وضعها في وسط سجادة كبيرة مفروشة في مجلسه ثم طلب من كل واحد من الحاضرين أن يأخذ التفاحة دون أن تطأ قدمه على السجادة، فاحتار الجميع الا أن ابنه إبراهيم باشا لم يعجزه الحل فطوى السجادة من طرفها بيديه دون أن تطأ رجليه السجادة حتّى وصل إلى التفاحة فأخذها وأكلها.. فوقف له والده احتراما ثم قال: 
(أردت بذلك أن أختبر ذكائك بهذه الطريقة لأقول لك بعد هذا أنت الذي سيكون لك شرف تخليص العرب والجزيرة العربية والمسلمين والديار المقدسة من هذه النكبة بهاتين الاسرتين الوهابية والسعودية) فانطلق إبراهيم باشا يطوي طغاة الجزيرة العربية واحدا تلو الاخر مثلما طوى تلك السجادة التي طواها في القاهرة. وفي سنة 1228 هـ تمكن العرب بقيادة إبراهيم باشا من تحرير مكة والمدينة المنورة والطائف من رجس السعودية (اليهودية)، ويقول السيد دحلان في تاريخه (لقد حاول سعود هذه المرة أن يخادع العرب وأن يفعل مع العثمانيين ما فعله في المرة الاولى معهم تبادل الهدايا والخضوع لسلطانهم، فأرسل إلى السلطان محمد علي باشا طالبا الصلح وأن يفتدي بالمال عثمان المضايفي عامله السعودي على الطائف، ولكن مساعي الصلح السعودية لم تتم حيث اشترط العرب على رسول سعود الشروط التالية: أولا ـ أن يقوم سعود بدفع كل المصاريف التي اتفقت على الحملة العسكرية، ثانياً ـ أن يقوم سعود برد كل المجوهرات والأموال التي كانت بالحجرة النبوية، وثالثا ـ أن يكون سعود بدفع الدية لابناء الحجاز وأبناء مصر الذين قتلهم، رابعا ـ أن يحضر سعود بنفسه لتسليم نفسه للقيادة ليحاكم على ما ارتكبه من جرائم بحق العرب والمسلمين، وبالطبع لم يفعل هذا سعود وانما بقي في الدرعية لا يخرج منها ويحشد جنده للدفاع عن نفسه لانه أمن أنه لا محالة له من الموت وأن العرب قد عزموا على تحرير بلادهم من جرائم ظلمه وما أن تحررت الحجاز وبدأ الزحف العربي المقدس أصيب سعود باسهال شديد وحمى وهو نفس المرض الذي أصيب به جده محمد بن سعود حينما حاصره أهالي نجران في الدرعية عام 1178 هـ 1765 م فمات سعود قبل وصول حملة التحرير العسكرية العربية إلى الدرعية في 7 ربيع الثاني سنة 1229 هـ الموافق 1814 م). توفي سعود ـ من شدة الخوف والهلع ـ بالدرعية على اثر الاسهال وحمى الخوف التي أصيب بها من حملة التحرير العربية رغم ما قاله أصحاب التواريخ عن عظمة هذا "السعود" وقوة شخصيته وجبروته وصلابته، التي هي صلابة الطواغيت والجبناء في عهد الرخاء ضد المغلوبين على أمرهم والضعفاء.. وقبل وصول حملة التحرير العربية، استولى ابنه عبد الله بن سعود على الحكم في الدرعية ووقف إلى جانبه شركاؤهم في الباطل ـ أنفسهم ـ آل الشيخ. أي آل محمد بن عبد الوهاب غير أن الصالحين من علماء نجد لم يوافقوا على ذلك كعادتهم فوقفوا إلى جانب الشعب والعرب والدين الصحيح لا الدين السعودي اليهودي وحاول ملك اليمن الاسبق أن يتعاون مع آل سعود ويخرج أبناء اليمن لضرب مؤخرة جيش التحرير العربي الا أن أبناء اليمن أبوا ذلك ووقفوا بعيدا ثم عادوا بعد أن انضم عدد كبير من جيش اليمن إلى جيش تحرير الجزيرة العربية، ثم ثار أبناء عمان وقتلوا والي آل سعود وساروا مع جيش التحرير العربي، ووقف علماء الدين الصالحين في القصيم ونجد يعلنون براءتهم من جرائم آل سعود وآل الشيخ عبد الوهاب ويحملون هاتين الاسرتين تبعة كل الجرائم قائلين في المساجد (لن يظهر دين الحق ما لم نطهر هذا الدين من هاتين العائلتين الفاسدتين بالدين والدنيا ورقاب العرب والمسلمين) أما آل الشيخ فقد وقفوا يدافعون عن أنفسهم الضالة بدفع هذه التهمة عنهم ويشتمون علماء نجد والقصيم ويتهمونهم بموالاة المصريين وينسبون كل ما وقع من جرائم وفتن ومحن إلى "ذنوب المواطنين والتقصير في دين الله ولهذا ابتلاهم الله بشتى المحن!!.." وكذلك يزعمون.. أما حملة تحرير الجزيرة فقد سارت ولم توقفها فتاوى اليهود حتّى وصلت الدرعية والقي القبض على عبد الله بن سعود وابعد إلى مصر في عام 1234 هـ وقتل عدد من آل الشيخ الذين أجرموا بحق شعبنا.. وبذلك انتهت الفتنة السعودية انّما إلى حين، لأن هذه الشجرة السعودية الخبيثة لم تستأصل من جذورها بعد، فقد تركت بعض الجذور ونمت من جديد بعد أن عاد جيش مصر إلى بلاده تاركا الجزيرة العربية، فجاء مشاري بن سعود إلى الدرعية في جمادي الأول سنة 1235 هـ وانتزع الحكم، لكنه لم يدم طويلا فقد قتله شعبنا في نجد، الا أنه بعد شهر من قتله خرج من بعده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1235 هـ فقتل عددا من أبناء نجد، وأنشأ الدولة الثالثة لسلالة آل سعود وذلك في سنة 1235 هـ فحاصره أهالي نجد ليقتلوه لكنه هرب من الرياض وذهب ليتفق مع العثمانيين على أن يساعدوه لانشاء حكم سعودي يكون فيه خادمهم المطيع فأعاده بنو عثمان، وبقي حتّى عام 1249 هـ حيث قتله أبناء نجد فجاء من بعده مشاري بن عبد الرحمن بن سعود فانخدع به بعض السذج حيث أعلن عن نفسه "بأنه أميرا مؤمنا حرا"، .. كما يعلن الآن بعض الامراء عن أنفسهم، فحاول فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي كان في مدينة القطيف حينما اغتيل والده تركي ـ حاول أن يستولي على الحكم في الرياض، لكنه فشل لانه لم يجد من يناصره من شعبنا الذي تململ من الحكم السعودي وأدرك أي مواطن انّه حينما يقاتل من أجل آل سعود فانما يقاتل من أجل الشيطان لا من أجل وطنه، الا أن فيصل بن تركي بن عبد الله عاد إلى الضحك على العقول الساذجة من جديد فراح يتظاهر بالتقى والصلاح "والايمان بحق الرعية وحق الله" كما يتظاهر أمثاله الآن من بعض الامراء السعوديين، ومع هذا فلم ينخدع به أحد، إلا عبد الله ابن الرشيد، ففي عام 1250 هـ1835 م جاء إليه عبد الله بن الرشيد لرفع مستواه وتحكيمه ف البلاد. وجاء عبد الله آل رشيد ليعين الظالم على ظلمه وعبد الله آل رشيد هو مؤسس عائلة آل الرشيد في حائل فعرض فيصل ابن تركي آل سعود على عبد الله بن الرشيد (ان يعينه على قتل ابن عمه السعودي مشاري بن عبد الرحمن ويستولي على الرياض. وسيمنحه ما يريد) فرد عبد الله بن الرشيد على (ابن سعود) بقوله: (انني سأقتل لك ابن عمك مشاري آل سعود وسأقوم بتنصيبك مكانه على الرياض بشرط أن اجعل من الرياض منطلقا لتخليص بلدي حائل من آل علي) فوافق فيصل بن تركي آل سعود على طلب عبد الله بن الرشيد وسار عبد الله بن الرشيد ومعه حارسه الخاص كما زوده فيصل بن تركي بثمانين مقاتلا الا أن الجميع قد تراجعوا في الطريق، ولم يصل مع ابن الرشيد من القطيف إلى الرياض الا حارسه الخاص، فدخلها ليلا واتصل بحارس القصر حيث كانت لعبد الله آل رشيد به معرفة (وهو من بلدة جلاجل) فوضع "راعي جلاجل" لصاحبه السلم الخشبي فصعد ابن الرشيد إلى قصر مشاري آل سعود فوصف له صديقه الحارس مكان نومه مع زوجته ولكنه حذره من "عبده" حارسه الخاص (حمزة) الذي يرابط أمام حجرة نوم سيده مشاري وهو من أشد المقاتلين، فصعد ابن الرشيد ومعه حارسه الخاص إلى حيث يرقد مشاري آل سعود وإذا به أمام العبد السعودي الحارس وجها لوجه وكان المكان مظلما حالك الظلمة فتماسك الاثنان عبد الله بن الرشيد والعبد السعودي وطال التماسك والعراك بينهما في حلكة الظلام الدامس وكان بيد العبد السعودي خنجرا أخذ يضرب به يدي عبد الله ابن الرشيد وكاد أن يسقط ابن الرشيد وكان ظلام المكان الدامس قد جعل حارس ابن الرشيد لا يميز بين عمه وبين العبد السعودي ليساعد عمه على قتل هذا العبد وينقذ حياته من سطوة هذا العبد القوي، فكان حراس ابن الرشيد دائما ما يمسك بقطعة من جسم عمه ابن الرشيد محاولا طعنه ثم يسأل: (هل أقطع هذه اللحمة؟. هل هي من جسمك يا عمي أم من جسم العبد؟) فيصيح به عبد الله الرشيد بقوله (لا تقطعها انها مني)!.. فيذهب الحارس ليمسك بلحمة أخرى وهو يسأل من جديد هل أقطعها؟. هل هي منك؟. فيجب ابن الرشيد لا تقطعها انها مني.. وهكذا مرت الساعات متثاقلة على تماسك العبد وابن الرشيد حتّى كاد يغمى على ابن الرشيد ويسقط، وفي النهاية.. بل في الرمق الاخير!.. سأل حارس ابن الرشيد صاحبه: هل هذه اللحمة منك يا عمي أم من العبد، وهنا أجابه ابن الرشيد قائلا: (إذا كان بيدك لحمة فاقطعها!).. فقطعها الحارس وسقط العبد السعودي ودخل عبد الله الرشيد إلى حجرة نوم مشاري بن عبد الرحمن آل سعود فقتله، وحينئذ صعد عبد الله الرشيد إلى سطح القصر السعودي وأعلن مناديا بالناس (أنا عبد الله آل رشيد تحملت قتل مشاري آل سعود وآتيتكم بفيصل بن تركي آل سعود لحكمكم) وهكذا كان عبد الله الرشيد وفياً بوعده رغم أنه كان بامكانه أن يعلن نفسه حاكما في الرياض ويطرد فيصل بن تركي آل سعود الذي كان يترقب خائفا من بعيد ليهرب في حال فشل عبد الله آل رشيد الذي غامر بحياته من أجل اعادة الحكم السعودي!..، ولكن عبد الله الرشيد لم يخلف الوعد كما يفعل آل سعود بل نادى بفيصل بن تركي آل سعود ليسلمه زمام حكم الرياض. (أسوق هذه الحادثة المعروفة لادحض ما زوره كتاب التاريخ عن تاريخ آل سعود بقولهم أن آل سعود عادوا إلى ملك آبائهم وأجدادهم وأنهم هم الذين عينوا آل الرشيد وغيرهم من الحكام!)… وجاء فيصل بن تركي آل سعود، وحكم الرياض ولم ينكر لابن الرشيد "صنيعه" من اجله، فقد سأله فيصل بعد ذلك مستغربا قائلا: (كيف يا عبد الله بن رشيد لم تغدر بي وتحكم الرياض بدلا مني وأنت الذي فعلت كل ذلك باحثا عن الحكم في حائل وكان بإمكانك أن تحكم الرياض وحائل معا؟) فأجابه ابن الرشيد قائلا: (الغدر ليس من شيم العرب) فسار ابن الرشيد إلى حائل وقتل (ابن علي) حاكمها وأعلن نفسه حاكما عليها. فأيدته حائل وقبائل شمر ولمع نجمه وقوي مركزه، أما فيصل بن تركي آل سعود فقد حكم الرياض بل أعلن نفسه "اماما" وحاكما على نجد فحكم أربع سنوات من عام 1250 إلى عام 1254 حيث استنجد عرب نجد بعرب مصر مرة أخرى لمعاونتهم على اجتثاث حكم المجرمين، فسار جيش مصر العربي ليدك معالم آل سعود وألقى القبض على الامام السعودي فيصل بن تركي آل سعود وشركاءه آل الشيخ (أي الاسرة الوهابية) فأخذوه إلى مصر هو وولديه عبد الله ومحمد وأخيه جلوي ـ والد عائلة آل جلوي الخبيثة ـ وعدد من آل الشيخ فبقي في مصر من سنة 1254 إلى سنة 1259 هـ حيث تمكن فيصل ابن تركي آل سعود من الافلات من رباطه والخروج من مصر مرة ثانية بمساعدة عباس باشا الأول العثماني بعد أن تعهد للاتراك بالولاء والطاعة وحسن التبعية والسير في ركبهم العثماني.. فعاد الشر السعودي إلى حكم نجد من جديد ـ دون أن تكون لهم سيطرة على حائل التي كان يحكمها ابن الرشيد والحجاز التي كان يحكمها الاشراف ـ وقد ساعدت على ذلك أمرين الأول: هو انسحاب الجيوش المصرية من البلاد العربية وذلك نتيجة لمعاهدة لندن سنة 1840 م التي اقتضت أن تعود جيوش مصر إلى مصر استعدادا لبدء الاستعمار الانكليزي بالحلول في بلاد العرب محل الاتراك، والثاني: هو تعهد فيصل بن تركي آل سعود للسير في ركاب آل عثمان واطلاق اسمهم وحكمهم على البلاد. وهكذا عاد الحكم السعودي إلى البلاد، وأصبح الحكم للعبيد والجواري والجواسيس الذين كان يقودهم ابنه عبد الله بن فيصل والعبد "محبوب" (عتيق تركي والد فيصل) وهكذا عاد عودة أخرى ـ حكم أسرة الكهنوت والشعوذة الوهابية بقيادة الشيخ عبد اللطيف ـ الأول ـ حفيد الشيخ محمد عبد الوهاب، وعادت الفوضى والجرائم بقيادة هاتين الاسرتين بعد أن تعمقت تبعيتهما للسلطات التركية مستعينتين بها في ضرب التحركات القبلية والشعبية. ولم يكتف هذا الامام فيصل بن تركي بسيادة السلطنة التركية بل رأى أن يلعب على الحبلين، فذهب سنة 1862 م إلى مفاوضة المستر بيلي المقيم السياسي في "بوشهر" باسم الحكومة البريطانية لعقد معاهدة حماية على البلاد عارضا عليه دعم النفوذ السعودي وتوسيعه في كافة أنحاء الجزيرة العربية على ان يرتبط هذا النفوذ السعودي بالاستعمار البريطاني فوافق المستر بيلي على هذا الاقتراح السعودي وبدأ دعم بريطانيا للاسرة السعودية التي أخذت تنشر الموت في ربوع البلاد بعد تعاملها مع الانكليز، وتحرك فيصل بن تركي للاستيلاء على حائل مرار لكنه لم يتمكن، ورغم فشله إلا أن ما فعله من خطط تدل على أنه ماكر غادر.. فقد أصيب حاكم حائل الامير طلال بن عبد الله الرشيد بانهيار عام نتيجة ارهاق جسمه في عمله المتواصل لتوطيد حكمه طيلة 20 سنة واستطاع خلالها كبح جماح أعدائه وجمع المزيد من أصدقائه بحسن سياسته التي ما سلكها من قبله أحد من حكام آل الرشيد وما سار بعده عليها حكم آل رشيد مثلما سار عليها طلال وشقيقه محمد بن عبد الله الرشيد الذي استولى على حائل بعد ذلك… ونظرا لمكر فيصل بن تركي آل سعود أو بالاصح مكر الانكليز الذي بدأ يتعامل معهم، فانه حينما علم الامام فيصل بن تركي بمرض طلال آل رشيد أخبر الانكليز بذلك عندما كان لديهم في "بوشهر" ، فقدموا له "فارسي" عميل للانكليز يدّعي مهنة الطب واسمه المعروف (محمود زيدان) ليكون في تصرف "الامام" فيصل ابن تركي آل سعود.. فقال له فيصل: (ان لي خدمة تتعلق بمهنتك ان أديتها دفعت لك مائة جنيه ذهب، وان فشلت فليس لك شيئا عندي) فسر الفارسي سرورا عظيماً مبديا كل خدماته!. فقال فيصل (أريدك أن تذهب إلى حائل وتتصل بالامير طلال آل رشيد لتعرض عليه خدماتك زاعما له أنك طبيب جئت من أجله عندما سمعت بمرضه وتعطيه هذا الدواء المسموم ليقتله فتهرب وتعود اليّ لأدفع لك المبلغ) فذهب الفارسي ووصل إلى حائل وقدم خدماته للامير طلال ونال ثفته!. إلا أن الامير طلال لم يستعمل كل وصفاته لكثرة ما استعمل من أدوية جعلته في حالة يأس من شفائه لا يثق بعدها بأي دواء.. وكان الفارسي على علم بأن الامير لا يستعمل أدويته مما دفعه ذات ليلة إلى تخويف الامير بالجنون قائلا: (أنك لو لم تستعمل هذه الادوية فسوف تصاب بالجنونّ.) دون أن يعلم الفارسي ما كان لهذه الكلمة من وقع سئ في نفس الامير الذي صرخ باعلى صوته قائلا: (أتقصد أنني أنا طلال بن عبد الله الرشيد سأصبح مجنونا بعد كل ما مضى لي من عز وما نلته من سمعة حسنة وما حققته لقومي من كرامة ومجد؟!.. لا .. الموت ولا الجنون!) فأمسك بندقيته وصوبها إلى رأسه وقتل نفسه!.. وهكذا تحققت أمنية فيصل بن تركي بما لم يأخذ له حسبان!.. فعاد الفارسي إلى فيصل ليبلغه بالامر فلم يدفع له أكثر من خمسة جنيهات قائلا له (ان الاتفاق كان على تسميم الامير طلال!.. أما وان الامير قد قتل نفسه بنفسه فان لك بعض المبلغ بصفتك قد تسببت في ذلك!).. وقال للفارسي (انني سأقتلك لو لم تقبل بهذا المبلغ كما أحذرك انك لو عدت إلى حائل مرة أخرى فسوف تقتل أيضاً).. ومع ذلك فقد اغتال ذلك الفارسي!.. أما ما حدث بعد انتحار طلال آل رشيد، فقد أسندت امارة حائل إلى أخيه متعب الذي استمر في مقاومة الحكم السعودي، وفي 2 ربيع الثاني عام 1285 هـ، 23 تموز 1868 م أقدم كل من بندر وبدر آل رشيد على قتل عمهما متعب.. فأديا بذلك خدمة للحكم السعودي الانكليزي.. فتولي الحكم أحدهما وهو بندر. وفي عام 1286 هـ 1871 قام عمه محمد العبد الله آل رشيد (شقيق طلال) بقتل بندر والاستيلاء على الحكم ودام المشهور بالحكمة حتّى 3 رجب 1315 هـ 15 كانون أول 1987 م حيث مات موتا طبيعيا لحكم دام 30 سنة وذلك ما يعتبر معجزة لعدم موته قتلا من أقاربه، كما فعل معظم آل الرشيد.. نعود بعد أن أقحمنا هذا الفصل من حياة الرشيد ـ في سياق الحدي عن الامام فيصل بن تركي آل سعود ـ لنواصل الحديث عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي توفي سنة 1282 هـ الموافق 1866 م وسرت كل نجد بموته كثيرا، وقد جرت بعد ذلك محاولات كثيرة للقضاء على نفوذ هذه الأسرة السعودية الشريرة غير أنها لم تنجح، وبموته خلف وراءه ولدين هما عبد الله وسعود بن فيصل ولكن هذين الولدين اختلفا كما يختلف الآن امراء الاسرة السعودية الفاسدة على الغنيمة "والغنيمة هي الشعب وممتلكاته" وراح كل واحد من هذين الاميرين عبد الله وسعود يجمع حوله الدلاديل والذيول كما يفعل بعض الامراء الآن تماما، لكن كل شعب نجد ثار ـ في حينه ـ على جور هذه الاسرة اليهودية ولم يبق مع آل سعود الا المرتزقة، فثارت قبلية العجمان بقيادة زعيمها العظيم راكان بن حثلين تناصرهم قبائل آل مرة. فتقدموا إلى الهفوف عاصمة الاحساء وكان فيها أحمد السديري حاكما من قبل عبد الله بن فيصل فحاصروه فيها، واستولوا عليها وحرر العجمان والاحساء من الرجس السعودي، وحاول عبد الله بن فيصل آل سعود أن ينتقم فأرسل عددا من أذنابه لاحراق عدد من بساتين الاحساء ودور الفلاحين ففعلوا وأحرقوا الكثير منها وهرب العديد من الفلاحين إلى العراق، ولكن ما فعله آل سعود قد زاد النقمة وحقد المواطنون عليهم، ثم لم يكتف عبد الله بن فيصل بذلك، بل أرسل الماء المسمى (جودة) حيث كان يقيم عليها العجمان بني مرة بقيادة راكان ابن حثلين، وطلب عبد الله بن فيصل آل سعود من جنده أن يأخذوا العجمان على غرة قبيل طلوع الشمس فيقتلونهم، ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة فدحروا الجند السعودي وقتلوا منهم 2700 مقاتل سعودي مأجور، فسارع سعود وأتباعه (وهو شقيق عبد الله) باحتلال الرياض وطرد أخيه عبد الله منها وذلك سنة 1287 هـ الموافق 1870 م فأعلن سعود الثاني نفسه اماما على نجد، وهكذا يتخاصم أمراء آل سعود الذين زعموا أنهم "أحراراً" على الشعب لسلب قوته والتسلط عليه وقتله، فحاول عبد الله بن فيصل أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح وبعد ذلك حمل ما سرقه من أرزاق الشعب من ذهب وفضة ونفائس على مائة بعير وراح يتنقل من مكان إلى آخر لعله يجد من ينصره من المرتزقة، ولكنه لم يجد أحداً سوى التافهين المرتزقة والمنتفعين الذين أغراهم بما سرقه من أموال الشعب فأرادوا الانتفاع بها، ولما رأى عبد الله بن فيصل عدم جدوى التافهين في اعادة السلطة السعودية إليه من أخيه، توجه عبد الله بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم ولكن شعبنا المؤمن في عنيزة طلب من عبد الله آل سعود أن يغادرها حالا لأنه لا يمكن للشعب أن يناصر أميرا سعوديا على أخيه ليستولي هذا الامير على الحكم بينما جميع آل سعود ضد مصلحة الشعب وجميع الشعب يريد الخلاص من حكم آل سعود جميعا فاخرج أيها الامير فكل العرب يريدون النجاة من شرور الاسرة السعودية الخبيثة. فغادر الامير السعودي عبد الله بن فيصل عنيزة إلى حائل فاتصل بحاكمها محمد العبد الله الرشيد غير أنه لم يجد صدرا رحبا مه وكان موقف شعبنا في حائل بوجه عبد الله بن فيصل السعودي لا يختلف عن موقف شعبنا في عنيزة، وهو (عدم مناصرة أي أمير سعودي وجميع الناس يريدون التخلص من جرثومة العائلة السعودية كلها)، فرحل عبد الله بن فيصل آل سعود من حائل إلى سلطان الدويش (والد فيصل الدويش) زعيم قبيلة مطير الذي قتله الطاغية الاخير عبد العزيز كما سبق لسعود الأول أن قطع رؤوس شيوخ هذه القبيلة ووضع رؤوسهم على مائدة الاكل وطلب من أبناء مطير الذين جاءوا يطالبون باطلاق شيوخهم أن يأكلوا من مائدة وضعها فوق رؤوس أبنائهم واخوانهم أبناء قبيلة مطير، ولكن مع كل هذا فقد التجأ عبد الله بن فيصل آل سعود آل قبلية مطير واتصل بشيوخها سلطان الدويش والد فيصل الدويش كما اتصل مع عساف أبو اثنين رئيس قبيلة سبيع يستنصرهم على أخيه سعود لمعرفته بأن شيوخ هذه القبائل يكوهون أخاه سعود، ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين ابلغا عبد الله آل سعود بأنهما وشيوخ القبيلة يكرهون الحكم السعودي كله لانهم ذاقوا العذاب على أيدي كل آل سعود الدخلاء وانهم سيعملون على تحطيم العائلة السعودية كلها، ولم ينجح عبد الله آل سعود بما حمله معه من ذهب مسروق من الشعب أن يغري به شيوخ مطير وسبيه، حيث رأى أنه لا حياة لآل سعود ما لم يعتمدوا على المستعمرين والاجانب فأرسل صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني منصوب السلطات التركية في بغداد آنذاك ليستمد منه المعونة لقتل أخيه سعود وتسليم البلاد. وبهذا الاتصال السعودي القذر وجد مدحت باشا الفرصة سانحة للاستيلاء على الاحساء وسائر البلاد التي لم تخضع لتركيا قبل وجود آل سعود فسار الاتراك يساعدهم ناصر باشا السعدون رئيس قبيلة المنتفق وعبد الله بن صباح حاكم الكويت بجندهما واحتلت القوة التركية الاحساء وأطلقوا عليها اسم (ولاية نجد) وبعد ذلك طرد الاتراك عبد الله بن السعود. هذا ما أوردته كتب التاريخ، كما ورد هذا في كتاب المستشار السعودي حافظ وهبة في صفحة 229 من كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز (الاخير) وأمر له بنفقات طبعه، وحافظ وهبة هو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقا في (مجلس الربع) الذي كان يرأسه جون فيلبي خالق هذا العرش الاخير. من هذا يتضح حتّى لسذج الناس أن العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلادنا ـ قديما وحديثا ـ الا على أعمدة أجنبية يهودية أولا ثم عثمانية انكليزية وأمريكية، ومن ذلك يتضح: أن الامير السعودي كان يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم، وفي سبيل محافظته على هذه الشهوات التي يوفرها له الحكم يبيع آل سعود بلادنا للشيطان الرجيم، وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الاسرة السعودية الفاسدة اعادة نفس التاريخ السعودي القديم بقتل الالاف من شعبنا وقتل حتّى بعض أفراد الاسرة ممن حاولوا شهر نفس السلاح، سلاح (الدين المزيف) بوجه الاسرة فقتل أفراد الاسرة بعضهم، كما حصل للامير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتله أعمامه آل فعهد (فهد وسلطان وسلمان بتهمة أن عدداً من أبناء الشعب حاولوا دفعه لمعارضة فساد أسرته)..وذلك عام 1964. عودة إلى ماضي الاسرة السعودية لنعود الان إلى ما حدث بسعود الثاني عام 1259 هـ الموافق 1871 م.. لقد تململ شعبنا في الرياض من جور هذه العائلة السعودية ومن تسابق أمرائها على الحكم والتحكم في رقاب الشعب مع الادعاء الزائف بحبهم للشعب وتبني مطالبه! فاجتمع شعبنا في قصر الرياض في يوم 17 رجب 1288، 1871 م وأجمعوا على خلع سعود وطرده من الرياض.. فوجد أخوه عبد الله المقيم في الاحساء كالدمية في يد العثمانيين بعد أن أدخلهم إلى الاحساء، وجد ن الفرصة مواتية له فترك الاحساء ودخل الرياض يدعمه الجند العثماني، وحيث أن شعبنا في الرياض لم يقتل سعود الثاني وانما اكتفى بطرده من الحكم فقد حمّل سعود ستين بعير! بما سرقه من ذهب وراح يستنصر الناس لقتل أخيه عبد الله رافعا راية "الامير الحر" فاستطاع بذلك أن يخدع البعض من قبيلة الدواسر والبعض من قبيلة عتيبة بما كذبه عليهم من أكاذيب قائلا (أنه يريد قتل أخيه عبد الله عميل بني عثمان وابعاد الاتراك من البلاد التي سلمها لهم شقيقه عبد الله) واستمر سعود الثاني يكذب على الدواسر وقبيلة عتيبة وعلى عدد آخر من أبناء نجد قائلا (انّه سيجعل الامر شورى بينهم ويحكم البلاد بالعدل وسيترك الامر للناس باختبار من يريدون لحكمهم الذي يرتضونه وان آل سعود سوف لن يكون لهم صفة أو حكم..) وبمثل هذه المواعيد أخذ سعود الثاني يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم آل سعود الا غرورا.. فاقتنع بعض أبناء الدواسر بالكذب السعودي وساروا معه وحاصروا أخاه عبد الله في أرض الجزعة قرب الرياض فحطموه وهرب عبد الله واستولى سعود من بعده على الرياض وأعلن نفسه (اماما) وانتظر الدواسر وعتيبة أن يحقق ما وعدهم به فإذا ما وعد به سعود لم يكن سوى مواعيد سعودية.. لا يختلف ماضيهم فيها عن حاضرهم ولا أولهم عن آخرهم.. فطلبوا من سعود الثاني أن يسير بهم لتحرير الاحساء وبقية البلاد من الجند العثماني، ولكنه ضحك عليهم بالمواعيد الكاذبة، فبدأت معظم قبائلنا تطالب الجيوش العثمانية بالرحيل من البلاد، وعندما رأى سعود عزم القبائل على الثورة وتحرير البلاد من الحكم السعودي الخائن والتسلط العثماني، أرسل لهم أخاه عبد الرحمن الفيصل (والد الطاغية الاخير الملك عبد العزيز) أرسله إلى بغداد مخادعا بارساله العرب، قائلا (انني أرسلت أخوي عبد الرحمن إلى الوالي التركي في بغداد ليتفاوض معه على ابعاد حكم الاتراك واعطاءكم الحق في اختيار من تريدون!) فهدأ العرب بعد أن سافر أخوه عبد الرحمن الفيصل إلى بغداد وبقي في ضيافة الحكم العثماني وطالت غيبته فيها!.. فياله من ماكر؟. إذ مكث أربع سنوات في بغداد.. فعرف العرب الخديعة، فثارت القبائل على آل سعود، وعند ذلك أخرج الحكم العثماني عبد الرحمن آل فيصل من بغداد ليلعبوا به لعبتهم على العرب فوصل عبد الرحمن آل فيصل إلى الاحساء وادعى (انّه لم ينجح في مفاوضاته مع الاتراك، وانه كان يتفاوض معهم طيلة هذه المدة) كما يزعم. ولكي يحرف الحكم العثماني الثورة عن طريقها الصحيح طلبوا من عبد الرحمن آل فيصل آل سعود أن يتصل بالبادية ويقود ثورتهم فيحرفها عن طريقها القويم الذي أرادوا بها الخلاص من آل سعود والحكم العثماني.. فنزل عبد الرحمن الفيصل بادية الاحساء وحثها على قتال الترك!.. فاجتمع حوله العجمان، واستولوا على الاحساء ما عدا (القلعة) في الكويت ـ وفيها الحامية التركية ـ بعد أن خدعهم عبد الرحمن آل فيصل طالبا منهم (الانتظار حتّى يتفاوض مع الاتراك لينسحبوا) وكان في الوقت نفسه قد ذهب للاتصال بقبيلة بني خالد فأثارها ضد بني عمهم العجمان قائلا لهم: (ان هناك خطة سرية دبرها العجمان لقتلكم يا بني خالد وهي أن العجمان، يريدون طرد الاتراك للاستيلاء على الحكم لانفسهم وقتلكم بعد ذلك فلهذا يجب أن تقاتلوا قبيلة العجمان مع الاتراك وانا إذ أسر لكم بهذه الخطة فانما أنصحكم كأخ لكم وصديق!.) فصدق بنو خالد اليهودية، انقض بنو خالد على مؤخرة بني عمهم العجمان بينما هم يحاصرون القلعة ـ الحامية العثمانية ـ في الكوت بالاحساء.. والمضحك المبكي ان الذي كان يقود العجمان: لم يكن سوى الفاجر نفسه عبد الرحمن آل فيصل السعود.. وبناء على الخطة المتفق عليها مع للسلطات التركية انهزم عبد الرحمن بانهزام قائدهم!.. ومن يستدل بالبوم مصيره الخراب.. وفي هذه المعركة: قتل بنو خالد عدداً من أبناء عمهم العجمان بسب غدر آل سعود وكذبهم وطعن من يعينهم من الخلف وركوعهم للاعداء ضد العرب والانسانية والاخلاق والدين، أما العجمان فلم يعلموا إلاّ أخيرا بهذه الخديعة السعودية التي جعلت بعض أبناء عمهم بني خالد يقاتلونهم ارضاء لوجه الشيطان السعودي والاستعمار، وكذلك بنو خالد لم يعلموا إلاّ فيما بعد هذه الخديعة السعودية التي جعلتهم يقاتلون أبناء عمهم العجمان ارضاء لوجه الشيطان السعودي والاستعمار أيضاً… وبعد أن أوقع آل سعود بين العرب وأحس عبد الرحمن بقرب انكشاف هذه الوقيعة، سافر إلى الرياض ، بحجة ابلاغ شقيقه سعود الثاني، بما جرى، وكأنه لم يكن المتسبب لما، جرى، ولكن قبيلة عتيبة لم تسكت على ما لحقها هي الاخرى من جرائم سعودية نكراء، فثارت عتيبة بقيادة مسلط بن ربيعان فهجمت على الرياض من جهته الغربية فخرج "الامام" سعود لقتال عتيبة ولكن عتيبة أحاطوا به وقتلوا معظم أنصاره وأصابوا سعود نفسه بجرح بليغ مات على أثره وذلك في صيف سنة 1291 هـ الموافق 1874 م.. وبموته امتطى أخوه عبد الرحمن آل فيصل آل سعود صهوة الامامية وقفز إلى مكانه في الحكم مدعما من الاتراك وأعلن نفسه اماما.. واستمر عبد الرحمن بن فيصل "اماما حاكما" في الرياض نحو سنة، حيث جاء إلى الرياض أخوه الاكبر عبد الله بن فيصل ونصب نفسه "اماما" مكانه قائلا (انّه أحق بالمنصب من أخيه) وأفتى مشايخ الدين الوهابي "بصحة هذه الاحقية" ولكن عبد الله الفيصل لم يدم طويلا حيث تمكن أبناء أخيه سعود ـ الميت ـ من القبض عليه وحبسه يوم 12 شعبان عام 1887 م وأفتى مشايخ الدين السعودي "بأحقية أولاد سعود على عمهم" وبهذا النوع من تشريع تجار الدين لحكم اللصوص استنادا على مبدأ (نحن مع الغالب ضد المغلوب).. انتشرت المفاسد.. وتململ الناس من ظلم آل سعود… وأخذت الفتن تطحن في نجد وتشتت في شعوب الجزيرة العربية.. فرأى عدد من مشايخ الدين ـ غير الوهابيين ورؤساء القبائل في نجد ـ أن يتصلوا بحاكم حائل آنذاك محمد العبد الله آل رشيد لنجدتهم (وتخليصهم من شر هذه العائلة المتطاحنة من أجل شهواتها وفي سبيل هذه الشهوات لا يهمها الا أن يفتك الشعب بعضه ببعض) فتوجه ابن رشيد بجموع من نجد ـ كلها ـ إلى الرياض، وضرب (ابناء سعود) وفك ـ اسر ـ عمهم عبد الله بن فيصل وأخذه معه إلى حائل (العاصمة آنذاك) ووضع حاكما من عنده في الرياض ثم نصب إلى جانب هذا الحاكم عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وهكذا تم هذا بمنتهى السذاجة.. من محمد العبد الله الرشيد، أو بمنتهى الحكمة العرجاء أو العدل الذي لم يتبعه آل سعود فيما بعد.. وبالطبع لم يقف عبد الرحمن هذا موقف المتفرج بل حاول أن يثير الفتنة من جديد وينفصل بالرياض ليجعل من نفسه اماما كما فعل في السابق، ولكن ابن الرشيد اكتشف فتنته، وأمره بالتوجه إلى حائل ليقيم إلى جانب اخيه الاسير عبد الله الفيصل ومعه عدد من مشايخ الوهابية وبذلك توقف عهد الفتاوى الباطلة واستقرت نجد كلها لقيادة ابن رشيد، كما ورد في التواريخ (لقد ساعد على ذلك الاستقرار شخصية محمد العبد الله الرشيد، وشهرته بالرحمة ورجاحة العقل ولين الجانب وكرمه وحبه للسلم). ولم يعد لآل سعود وآل الشيخ أي أهمية أو أثر في احداث أي فتنة بين المواطنين… لكن هذا لم يدم طويلا، فقد قام عبد الرحمن آل فيصل بدس نوع من السم البطئ ينبت في الصحراء بشكل شجيرات يطلق عليها (أم لبن) لشقيقه عبد الله بن فيصل، ولما ساءت حالته في حائل طلب من ابن رشيد أن يذهب للرياض فسمح له وذلك عام 1890 م كما أذن لاخيه عبد الرحمن ابن فيصل أن يرافقه ويسكن في الرياض أيضاً ، لكن عبد الله بن فيصل مات بعد وصوله إلى الرياض بيوم واحد، وحاول عبد الرحمن أن يثير الفتنة من جديد يسانده تجار الفتاوى ـ اياهم مشايخ الوهابية "آل الشيخ" وعدد من المرتزقة ـ وقبضوا على عامل ابن الرشيد (ابن سبهان) وأظهر الشعب تذمره مما فعله عبد الرحمن آل سعود، ولم يدم له الام أكثر من 20 يوما حتّى حاصره جيش ابن الرشيد ودخل الرياض دون الحاق أي ضرر بالشعب وساعد على ذلك كره أهل الرياض للفتن السعودية وحكمها، واستسلم عبد الرحمن آل سعود ولم يكن جوابه (الا طلب المغفرة من ابن الرشيد) وكانت حجته (أن عامل ابن الرشيد قد أساء إليه ولم يوفر له ما يحتاجه من مال وطعام) ومع ذلك تركه محمد ابن رشيد في الرياض وأمر عامله بأن يعطيه ما يحتاجه من مال وطعان، وفي هذه المرة وكل عبد الرحمن المهمة إلى مشايخ الدين السعودي، فذهبوا إلى القصيم كالشياطين واتصلوا ببعض تجار الدين والرؤساء واستطاعوا اغراء بعضهم بالوعود الكاذبة. وأخذوا منهم البيعة لعبد الرحمن آل سعود، واتفقوا على مباغتة ابن الرشيد وضربه ضربة تشله وتفصل نجد عن بعضها، واستعدوا لذلك فعلا، وكان مشايخ الدين السعودي قد اتفقوا مع زامل آل سليم ـ الذي تحكم عائلته مدينة عنيزة حتّى الآن ـ بأن يجعلوه حاكما على عنيزة بدلا من (آل يحيى) كما اتفقوا مع (ابن مهنا) بأن ينصبوه في مدينة بريدة بدلا من آل الخيل، ولكن ابن الرشيد علم بذلك وانقض عليهم وقتل في هذه المعركة المكروهة ـ المعروفة بواقعة المليدة ـ زامل آل سليم، وابن مهنا، أما مشايخ الفتاوى وعبد الرحمن بن فيصل آل سعود فقد هربوا ومعهم "حريمهم" من الرياض إلى الاحساء وأقام عبد الرحمن الفيصل سبعة اشهر فيما جمع خلالها بعض من سول لهم بمغريات السوء وهجم على الرياض واستخلصها هي وضواحيها ولكن ابن الرشيد كرّ عليه بجيشه، وقابله في قرية حريملا فقضى على من معه.. فتمكن عبد الرحمن بن فيصل من الهرب إلى الاحساء فالقطيف فالكويت، وكان يدفعه لكل ذلك حكم آل عثمان الذين لم يكن محمد العبد الله الرشيد على وفاق معهم والذين كانوا يحكمون الاحساء والقطيف في المنطقة الشرقية… وفي الكويت أقام عبد الرحمن بعد ذلك ضيفا على الحاكم العثماني قبل اعلان الحماية الانكليزية على الكويت وذلك عام 1309 هـ 1891 م وكان يتقاضى مرتبا من الاتراك قدره (70 روبية ـ ما يعادل سبعة جنيهات استرلينية) ومن ثم أخذ ولاة الحكم العثماني في بغداد والكويت والاحساء والقطيف يهددون به محمد ابن الرشيد الذي كان يحارب نفوذهم في الجزيرة العربية آنذاك.. ومنذ ذلك الوقت ساءت العلاقات بين محمد بن الرشيد وحاكم الكويت مبارك آل صباح… في هذا الوقت بدأ الانكليز يحاولون فرض سيطرتهم التامة على الكويت والعراق وأجزاء كثيرة من الجزيرة العربية فاتفقوا مع عبد الرحمن آل سعود على أن "يوسوس" للشيخ مبارك الصباح، ويزعم أن أخويه محمد وجراح آل صباح قد صرحا له (بأنهما ينويان اغتيال أخاهما مبارك ليستأثرا بحكم الكويت) ووعد الانكليز عبد الرحمن آل سعود أنه بعد نجاح ما يقوم به سيجعلان من الكويت منطلقا ـ له ـ لا عادته إلى الرياض … ومن ناحية أخرى اتصل الانكليز بالشيخ مبارك الصباح وأوعزوا له بنفس الموضوع وزعموا (أن أخويه محمد وجراح قد طلبا مناصرة الانكليز في اغتيالهما لاخيهما مبارك الصباح!) علماً أن شيئا هذا لم يحدث، فالاخوان محمد وجراح كانا على خلاف مع الانكليز… هنالك هاج مبارك الصباح فقتل أخويه محمد وجراح وذلك في أواخر 1314 هـ 1897 م واتهم بقتلهما أحد أقاربهما وهو الشيخ يوسف ابن إبراهيم وكان هذا الشخص يقيم في البصرة.. ولم يقف الانكليز عند ذلك بل أبلغوا مبارك الصباح بأن أولاد أخويه (محمد وجراح) ينوون اغتياله ثأرا لوالديهم، فحاول مبارك الصباح اغتيال أولاد أخويه الصغار ولكنهم هربوا ولجأوا إلى الشيخ يوسف بن إبراهيم في العراق، وبعد ذلك بدأ الخلاف بين عائلة آل إبراهيم يناصرهم قسم من أهال الكويت وبعض عائلة الصباح وبين الشيخ مبارك الصباح، وجهز الشيخ يوسف بن إبراهيم حملة من العراق للاستيلاء على الكويت ولم تنجح، وفي هذا الاثناء أرسل الانكليز سفينة حربية صغيرة إلى شواطئ الكويت وقالوا (انها سفينة تركية ارسلها الاتراك لنقل مبارك الصباح إلى استنبول لأنه عّين عضوا في المجلس الشورى التركي بعد عزله من الحكم) وكانت أكذوبة الانكليز هذه بداية الحماية. فأعلن الانكليز حمايتهم للكويت. وهددوا السفينة باطلاق النار إذا لم تنسحب فانسحبت السفينة بالطبع. لأنها انكليزية!.. عندئذ بدأ الانكليز يفكرون في ابراز مطية لهم في قلب الجزيرة العربية، وكان محمد العبد الله الرشيد قد مات بعد حكم دام 30 سنة وهي أطول فترة مرة بها حاكم نم آل رشيد حيث حكم من عام 1286 هـ حتّى ما بعد عام 1315 هـ ومات موتا طبيعيا. بينما مات كل حكام آل رشيد قتلاً.. بل لعل فترة حكمه كانت أطول فترة مر بها حاكم ـ فرد ـ في الجزيرة العربية… وفي اليوم نفسه: استولى مكانه عبد العزيز المتعب الرشيد، وهو رجل شجاع انّما ينقصه من الصفات الشخصية الحسنة التي يتحلى بها عمه العبد الله كثيرا، وحاول الانكليز اقناع عبد العزيز المتعب الرشيد بالاستفادة من شجاعته بالسير في ركابهم ليجعلوا منهم ملكا للجزيرة العربية بدلا من ابن السعود أو غيره… لكنه أبى أن يسير معهم ولو خطوة واحدة… وبدأت الاحوال تسوء بين الصباح والانكليز بينما تتحسن بين الاتراك ويوسف بن إبراهيم وعبد العزيز المتعب الرشيد، وبدأ الانكليز في البحث عن المطية، أو القناع الذي يستتر به الانكليز للقضاء على ابن الرشيد للسير في درب العمالة… ووضع ركيزة للانكليز في قلب الجزيرة، فلم يجدوا أسهل من آل سعود ففاتحوا عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالخروج من الكويت لمحاربة ابن الرشيد. وقالوا (أنهم سيمدون له العون مالا وسلاحا ورجالا)، لكنه خاف ولم يعد يحتمل مقاتلة جيش عبد العزيز الرشيد، فصرح عبد الرحمن بقوله: (انني كبرت الآن ولا أستطيع مقابلة عبد العزيز المتعب الرشيد) فاغرى الانكليز مبارك الصباح حاكم الكويت ووعدوه (بجعله حاكما على حائل ونجد بالاضافة إلى الكويت وغيرها فسال لعابه ووافق وبدأ يستعد للصفقة وخرج من الكويت متوجها صوب نجد وحائل، لكن عبد العزيز المتعب الرشيد علم بذلك فاستنفر جيشه وقابل ابن صباح في ضواحي القسيم في مكان يدعى (الصريف) وذلك في سنة 1318 هـ أول فبراير سنة 1901 م وانقضت قوات ابن الرشيد على قوات ابن صباح فأبادتها عن آخرها، وهرب مبارك الصباح بجلده ولم يكن معه إلا نفر قليل كانوا في المؤخرة بعيدا عن المعركة. وتعرف هذه المجزرة (بمجزرة الصريف والطرقية) حيث لم يبق بيت من بيوت اخواننا وابناء شعبنا الاحباء في الكويت إلا وفقد فيها عزيز عليه أو أكثر من جراء الجريمة الشنيعة التي كان المتسبب الأول فيها الانكليز وأطماع الحكام الذين ساقوا وما زالوا يسوقون الشعوب مرغمة لتقابل بعضها لمصلحة الحكام ليكون للشعوب المغرم وللحكام المغنم، ان الحروب جرائم الحكام… وكان أبناء شعبنا في الكويت لا يعرفون بالطبع لماذا أخرجوا من الكويت لقتال اخوانهم في حائل ونجد وقبائل شمر إلاّ أن الحكام خدعوهم قائلين (هذا هو الدفاع عن الوطن!) .. فقتال الشعب بعضه بعضا لمصالح الحكام الرجعيين والانكليز يسميه هؤلاء باسم الدفاع عن الوطن!.. لقد ذهب الكثير من الضحايا من اخوتنا الاعزاء في الكويت في تلك المعركة، وعاد مبارك الصباح بفائدة واحدة وهي (أن لا فائدة لمثل هذه المعارك مع ابن الرشيد وشمّر).. فأول الانكليز فشل مبارك الصباح ومن معه (على أنهم ربما لكونهم غرباء عن أرض نجد ولذا لابد من اخراج شخص جديد من نجد نفسها). وهكذا قال الانكليز... ولكن من يا ترى هذا الشخص؟. (لقد فشل ابن صباح. وسيفشل عبد الرحمن آل سعود لخوفه ولكونه كبير السن! وانهارت أعصابه من مطاردات عدد من قبائل وشعوب الجزيرة العربية له). يقول جون فيلبي: (لقد رأى بعض رجال المخابرات العامة أن يبرزوا لهذه المهمة فيصل الدويش رئيس قبيلة مطير فهو رجل قوي الشكيمة قوي القبيلة يستطيع أن يكون سلطانا وملكا على الجزيرة العربية بقوة الانكليز، ولكن بعض رؤساء المخابرات الانكليزية ترددوا أخيرا لأن لصفات الدويش الشخصية هذه والقبيلة مضارها ولان ايمانه الإسلامي صادق واعتزازه بعروبته قوي وهذا ما سيجعل منه الشخص غير القابل للترويض ومن خلال دراسة لشخصيته ثبت أنه ليس مطواعا للانكليز ولا يعتمد عليه ولهذا غض عنه النظر) ويقول جون فيلبي: (وعاد رجالنا في المخابرات الانكليزية للتكرار على عبد الرحمن آل سعود قائليه له: "نحن لا نريد منك أن تخرج من الكويت بل تبقى هنا وكل ما نريده أن نستخدم اسمك في حركتنا هذه فقد منحناك الثقة الكاملة وسنكون لك جيشا بعدته وعتاده ليستولي هو وحده على الرياض فيسلمها لك ويجعل من الرياض قاعدة ينطلق جيشنا منها لتصفية نجد وحائل ولنصد خطر عبد العزيز المتعب الرشيد والاتراك.. وأنت أقرب الناس إلى قلوبنا". فكرر عبد الرحمن آل سعود تخوفه من الفشل الذي سيصيبه وقال: "أما بالنسبة لي فقد انتهيت لكنني أعرض عليكم ابني عبد العزيز لأنه رغم صغر سنه سينعكم" ويتابع: أولا ـ لان عبد العزيز شاب صغير في مستقبل العمر وبالامكان توجيهه كما ينبغي.. ثانيا ـ ان لدى المخابرات البريطانية ما يثبت أن هذه العائلة تنتمي إلى أصل يهودي يرجع إلى قبيلة بني القينقاع ـ وكان عبد الرحمن آل فيصل آل سعود يفخر بهذا الاصل عندما قالوا له ذلك ويقول ان هذا ما يقربني من بريطانيا زلفى.. الشخصية التي ستحقق تنفيذ الرغبات في حل مشكلة فلسطين لصالح اليهود لتكون لليهود ارضا يقطنونها بعد تشرد طويل.) هذا ما قاله جون فيلبي. وليس الاصل هو المهم، فهناك من العرب من تآمر على فلسطين وهو لا يمت إلى اليهود بصلة.. ويتابع فيلبي قوله: (وبدأ توجيه الفتى عبد العزيز ووجد الانكليز القابلية التامة فيه والاستعداد وقوة الذاكرة لتلقي ما يملى عليه.. فقامت المخابرات الانكليزية بتجنيد حملة قوامها خمسة آلاف جندي من البدو سارت من الكويت بقيادة الكابتن شكسبير متجهة إلى حائل عبر نجد فعلم بها عبد العزيز المتعب الرشيد وقابلها بجنده في نجد "بمكان يسمى جراب ـ قرب بلدة الزلفى" وأبادها وفي مقدمتها قائدها الكابتن شكسبير وكان مع ابن الرشيد قبائل شمر وأهل حائل).. والذي قتل شكسبير شخص يدعى (صالح الذعيت) هجم عليه بينما كان شكسبير يمسك بمدفعه ولكنه ما أن رأى الشخص يهجم عليه شاهرا سيفه حتّى أخذ القائد الانكليزي يرفع الخوذة وينزلها من على رأسه احتراما وسلاما واستسلاما، ولكن الذعيت لم يقبل بسلام واستسلام الانكليزي قائد الجيش السعودي المدعي بالدين الحنيف زورا بل ضربه بالسيف ضربة فصلت رأسه عن جسده وهو يردد (هذا جزاء المعتدين ـ فلتمت حتّى يعلم الناس اننا لم نقتل الانكليزي شكسبير قائد جيش من زيفوا الإسلام.. وأفتوا بأننا كافرين الا لاننا ندافع عن بلادنا).. ولنعطي المجال لجون فيلبي مرة أخرى.. فهو أحق من غيره بالكلام!.. لانه صانع العرش.. خالق هذا الكيان السعودي الجديد.. وبالاصح: انّه الرسول الامين للخالق فالمخابرات الانكليزية بقضّها وقضيضها هي الخالقة للعروش.. ولننظر ما سيقوله "الرسول" هذا الجون فيلبي.. يقول: (بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن الجون فيلبي.. يقول: (بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن شكسبير رأى المكتب الهندي "مكتب المخابرات" أن أتولى أنا شخصيا.. هذه المهمة الشاقة مانحا اياي ثقته.. فرأيت أن لا أخيّب هذه الثقة.. رأيت أن أقدم نوعا جديدا غير ما قدمه سلفي شكسبير… ورأيي كان الآتي: أن أخلف حسن ظن بعض رجال المخابرات الانكليزية في الشريف حسين بن علي.. ومن هؤلاء الرجال ـ ب.أ . لورنس ـ. أو ملك العرب غير المتوج كما يسميه البعض رغم أن كلانا ننتمي إلى شعبيتي "مخابرات" انكليزية واحدة هو يتبع للمكتب العربي في القاهرة.. وأنا أتبع للمكتب الهندي في الهند.. لكن له رأي ولي رأي آخر، فهو يرى أن تستمر بريطانيا في دعمها للشريف حسين وعائلته، أما أنا فأرى أن نحارب الشريف حسين ونخرجه وعائلته من الحجاز لنسلمها إلى عبد العزيز وعائلته.. ودعمت رأيي بما يلي: أولا ـ ان كانت مصلحة بريطانيا قد قضت بتقوية الشريف حسين رغم كونه ينادي بالثورة العربية الكبرى فقد كان دعم الانكليز للثورة العربية الكبرى يعتبر من صالح الانكليز وقد قصد به استقطاب العرب حول الشريف للقضاء به على ـ عدونا ـ النفوذ التركي واخراج الاتراك من البلاد العربية لكون الاتراك يحاربون النفوذ البريطاني باسم الإسلام ويصعب على بريطانيا محاربة دولة مسلمة تدعي أنها جاءت لخدمة الكعبة وحماية الاراضي المقدسة من جور "الكفار" وتعتبر أن الاراضي العربية كلها مقدسة بالنسبة لها ولم يكن لنا أي بد من محاربة دولة المدعين بالاسلام إلا بدولة إسلامية وعربية أيضاً ولها أيضاً من الاحقية والقداسة لدى المسلمين ما ليس لتركيا نظرا لدعوى الشريف أنه من سلالة محمد بن عبد الله نبي هذا الدين.. أما الآن وقد أصبح النفوذ التركي باطلا بعد ضربه باسم الوحدة العربية والثورة العربية وأخذ بالانقراض. فيجب أن لا تتركه ينقرض وحده بل وينقرض معه النفوذ الهاشمي من الاراضي المقدسة لكيلا يستخدم هذا النفوذ ضدنا نفس السلاح الذي استخدمناه ضد الاتراك وليكلا تستغل العائلة الهاشمية "قداستها" ! في المناورات السياسية ويندفع حسين بن علي في دعوة توحيد الوطن العربي تحت تاجه مدفوعا بقوة العرب المؤمنين بالوحدة حقاً، وتوحيد الوطن العربي لن يكون بالطبع من صالح بريطانيا حتّى ولو جاء التوحيد هذا تحت حكم ملكي مؤيد لبريطانيا "مائة بالمائة" فقد يتغير هذا الحكم باحدى الثورات التي تقضي على المصالح البريطانية بين عشية وضحاها ويصبح من العسير على بريطانيا تفريق الشعور العربي الذي سيتوحد ويتقد بالعداء لبريطانيا.. ثانيا ـ الشريف حسين صاحب أخلاق شرسة وسوف لن يقبل بالتوقيع أو بالتساهل بجعل وطن لليهود في فلسطين حتّى ولو كان في هذا العطاء مصلحة لصديقته بريطانيا، فهو الآن يتعامل مع بريطانيا بحسب ما تتطلبه مصلحته الشخصية، أما عبد العزيز بن سعود فسيتعامل مع بريطانيا حسب ما تتطلبه مصلحة بريطانيا لكونه لم يكن له كيان أو صفة قبل بريطانيا وبدونها. وعلى هذا الأساس سيكون على أتم استعداد لتنفيذ كل ما تريده بريطانيا. وخاصة اعطاء فلسطين وطنا لليهود. بل هو يفخر ووالده عبد الرحمن بكون اليهود أبناء عمهم، ثم ان الذي نخلقه بأيدينا من لا شئ سوف لن يتعالى علينا مهما كان شيئا في المستقبل وكبر منصبه. أما حسين بن علي فهو ثابت قبلنا في منصبه وكل ما يكبر منصبه سيحس أنه كان أكبر من منصبه وأكبر منا، بل لقد استخدمنا سمعته عند العرب لتحسين سمعة بريطانيا العظمى بادئ الامر.. فوافق البعض من رجال المخابرات أما البعض الاخر فقد وقف مع لورنس إلى جانب الاشراف لكن الجميع قد استسلموا لآرائي أخيرا بعدما لمسوا ذلك بأيديهم. ولهذا الموضوع قصة طويلة انتهت بنفي الشريف حسين إلى قبرص وابتدأت بأولى عملياتي مع عبد العزيز آل سعود، فرأيت أن لا أقود المعارك كما فعل سلفي الكابتن شكسبير فأقتل كما قتل وانما أبقى في المؤخرة وأخطط لها فبدأت بصنع مستلزماتها وكانت ما يلي: 1 ـ اطلاق لحيتي وشعر وجهي كله. 2 ـ اشهار إسلامي واستبدال اسمي "جون فيلبي" باسم الشيخ محمد فيلبي، وقد رأيت أن المصلحة بالابتعاد عن اسم "محمد" فاستبدلته باسم الحاج عبد الله فيلبي. 3 ـ وضع مرتب شهري مبدئي لعبد العزيز قدره (500) جنيه استرليني ومبلغ 100 جنيه استرليني لوالده عبد الرحمن 25.0 لكل واحد من اخوته.. 4 ـ صك مبالغ كثيرة من العملة المزيفة "جنيهات ذهب وريالات ماري تريزا" ـ واحضار / 30000/ بندقية مع ذخيرتها وكمية من المدافع الرشاشة وجعل عدد من البواخر والطائرات تحت طلب هذه العمليات. 5 ـ تجميع أكبر عدد ممكن من آل الشيخ والدارسين لاصول الفقه واطلاق لحاهم ـ كحالتي ـ وصرف مرتبات ثابتة لهم ليفتوا بتكفير من يعارض عبد العزيز آل سعود واباحة دم كل من يعارض ابن السعود واباحة ماله وعرضه وأرضه. 6 ـ تكوين جيش متدين يلتزم بفتاوى هؤلاء "الشيوخ" التزاما كليا ويسمى "جيش الاخوان" علامتهم الفارقة "عمامة" فوق الرأس، وشعارهم "هبّت هبوب الجنة وينك ياباغيها" أي فاحت روائح الجنة ومن يريد الجنة فليتقدم للموت في سبيلها.. وقفة عندما وقف عنده فيلبي إلى هنا نقف عندما وقف عنده جون فيلبي!.. فيلبي الذي قال وفعل!. ثم أخذ في تجميع هذا الجيش، وأخذ عدد أصحاب اللحى الطويلة المزيفة يزداد كل يوم والاموال الانكليزية المزيفة تدفع لهم بلا حساب.. وأخذ جيش المرتزقة والمخدوعين يتكاثر.. وعين الانكليز مستشارين من كل بلد عربي لعبد العزيز آل سعود وكونوا لهم مجلسا أطلقوا عليه اسم (مجلس الربع) أي مجلس الجماعة، وهذا المجلس يرأسه الشيخ جون فيلبي نفسه، ومن أعضائه حافظ وهبه من مصر ـ وخالد قرقرى من المغرب ـ وفؤاد حمزة ويوسف يس من سوريا ـ وبشير السعداوي من ليبيا ـ وعبد الله الدملوجي من العراق ـ وحسين العويني من لبنان، وغيرهم… ورأوا أن يتجمع جيش الاخوان في أماكن يطلق على كل منها اسم (الهجرة) تشبّها ـ مع الفارق الكبير ـ بالمهاجرين الذين هاجروا مع النبي العربي محمد بن عبد الله من مكة إلى المدينة!.. وطفق تجار الدين في تلقين هؤلاء الجنود المخدوعين بالفتاوى الصادرة عليهم من (مجلس الربع) الواردة من مكتب المخابرات الانكليزي (المكتب الهندي) عن طريق الحاج جون فيلبي، ومنها قولهم (كل من قتل عشرة من قبيلة شمّر أو أهالي حائل ـ أو ممن يعادون ابن سعود ـ يدخل الجنة بلا حساب ليجد فيها عشر حوريات من الحسان الكواعب الاتراب اللائي لا يكبرن عن 15 سنة ولا يصغرن عن هذه السنين عمرا، بالاضافة إلى لحوم الطيور المشوية التي سيجدها كل من يُقتل تحت بيارق آل سعود في الجنة، وما عليه الا أن يفتح فمه فتسقط في فمه مشوية دون عظام بالاضافة إلى أنهر العسل واللبن).. إلى غير ذلك مما يتمناه كل محروم في الدنيا!.. ولم يعلم أبناء البادية أن الذي لم يجد في دنياه شيئا لن يجد بعد موته أي شئ.. وكما يقول القرآن الكريم: (من كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا).. وكنوع من التضليل: أخذ "مجلس الربع" هذا يحجب مجموعات من الدجالين والمرتزقة عن نظر المخدوعين من جنود القبائل "ثم يبث" مجلس الربع اشاعات تقول: بأن (فلان، وفلان، وعلان) ـ قد تسللوا إلى حائل فشاهدوا بأعينهم "الحور العين" داخل أسوار حائل وغيرها ثم يكرر رجال الدين دجلهم قائلين لجنود البادية المخدوعين ( ان مشاريع العمران قائمة عند الله لمن يقاتل المشركين من أهل حائل وأهل الحجاز وعسير وتهامة واليمن والجوف والاحساء و"بعض الكفار من أهالي نجد" أما البعض الآخر ـ التابع لابن السعود ـ فأولئك من أهل الجنة الذين خصص الله لكم واحد منهم قصره فيها وفيه ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين من حور عين ولبن لم يتغير طعمه وعسل مصفى ورعية من الخيل والابل والاغنام). ويقول أحد شيوخ القبائل (الشيخ بن سحمي) في تصريح له نشره المستر (هـ. ر.ب ديكسن) رجل المخابرات البريطاني المعروف في الكويت في كتابه ( الكويت وجاراتها): "لم نكن نعلم بادئ الامر أن بريطانيا قد جاءت تعلمنا أمور ديننا مرسلة لنا بجون فيلبي وعبد العزيز آل سعود.. ولم ندرك هذه الخديعة الا في وقت متأخر بعد فوات الاوان وبعد أن انقسمت المدينة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة إلى أقسام عديدة وقام الاخ منا يقتل أخاه وابنه وزوجته ويبيع كل ما يملكه أو يذبح ابله وأغنامه للتخلص منها والتخلص حتّى من أقرب الناس الينا ومن كل ما يعوقنا في الدنيا عن طريق الاخرة الذي لا يعلمه الا الله!. فندفع لمشايخ الدين ولعبد العزيز آل سعود ثم نبدأ بقتال الاهل والاقارب بعد أن أوهمونا مشايخ الانكليز بأنهم من "الكفار" لمجرد أنهم لا يشاركوننا بهذا الجهل الذي حسبناه علما ودينا، بل وأخذنا نترك نساءنا وديعة لدى عبد العزيز ليرعاهن بينما نذهب للقتال بحثا عن نساء في الجنة وملذات في الاخرة ومن لم يمت منا ثم يرجع حقا فانه يجد عبد العزيز قد تمتع بنسائه في الدنيا وهو ذاهب يقاتل اخوته بحثا عن نساء في الاخرة وحور موهومة بعد الموت، بعد أن يجد عبد العزيز آل سعود قد الصق العار في وجوهنا".. هذا ما قاله أحد الذين أوهمهم آل سعود بحياة ناعمة في الآخرة وبعد أن أوصلهم للاستيلاء على بلادنا حرموهم من كل شئ في الحياة.. وبهذا التضليل السعودي اليهودي الانكليزي سارت الحركة الوهابية السعودية أولا وأخيرا معتمدة على دراسة نفسية لهذه القبائل ومعتمدة على ايجاد (طوابير خامسة) داخل القبائل والمدن والقرى ومعتمدة على فتاوى عدد ضخم من تجار الدين الذين خادعوا القبائل بطول شعور ذقونهم الضالة وكان لهم أقوى التأثير في نفوس بعض القبائل حتّى جعلوا من الوهم عقيدة تشربت بها عقول ودماء العدد العديد من القبائل إلى الحد الذي أسلفناه: أن الاخ قتل أخاه والاب قتل ابنه لمجرد أن هذا المقتول عارض هذا الضلال الانكلويهودي سعودي الذي حسبوه ديناً برقعوه ببراقع الإسلام والاسلام منه براء، مما جعل أفراد القبائل يتبرأون من كل شئ في الدنيا بحثا عن ملذات الاخرة، وعندما يصاب أحدهم بجرح يمنعه عن المسير يبادره أقرب الواقفين منه بطعنة خنجر، مسرا بأذن الصويب وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا: (لا تنساني عند ربك يافلان أسرع للقاء ربك واحجز لي عنده بيتا في الجنة) فيرد المطعون وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا: (هل تريد البيت مخومس أو مسودس؟) وهو نوع من بيوت الشعر البدوية، فيرد الطاعن والدم لا يزال يقطر من يده يسدد له طعنة أخرى وأخيرة فيقول له: (لا تطول الحكي. اذهب وتفاهم مع الله على نوع البيت وما يريده الله مقبول ولا شروط عندي الا أن تكون فيه فرس مربوطة، وحور ممشوطة، وكلب للغنم، وسلقة للصيد، ودلو لا خراج الماء، ويكون البيت بالقرب من نهر اللبن وأشجار القهوة) كذا.. وليست هذه الوصايا من أحاديث التندر انّما هي "فتاوى سعودية" قد حدثت فعلا يرويها من عاصروها.. لقد روى أحد أفراد جيش "الاخوان" ممن لا زالوا أحياء لزميل له من "الاخوان" اسمه: فريح النّبص يقول: (حينما كنت من جند الاخوان التابعين للشيخ فيصل الدويش وجرحت في معركة تربه وتركني "الاخوان" طريح الأرض ينزف دمي.. لم ينقذ حياتي غير إمرأة بدوية مرت بي فأخذتني إلى بيتها وحفرت لي حفرة في التراب ألهبت النار فوقها حتّى حمي التراب ثم دفنتني فيها فالتأمت جراحي بهذه الطريقة وبعناية البدوية وبعد شهرين لحقت بقوم ابن السعود وإذا بي أجد أحد مشايخ الدين قد تزوج زوجتي بحجة "أن زوجها قد تزوج سواها في الجنة". لكنه ما أن رآني الشيخ قد رجعت أفتى "بكفري" زاعما: "أن الله قد أعادني إلى الدنيا وأخرجني من الجنة لانني من الكفار والمنافقين، فأمر الشيخ بقتلي من جديد واحراقي بالنار تطهيراً لجسدي وروحي.. الشريرة..) ويقول: (لقد تمكنت من الهرب بجلدي بعد أن فقدت زوجتي الغالية مما جعلني أكفر في الدنيا والاخرة وألعن كل حبة رمل داستها اقدام "الاخوان" وألعن الجنة والنار معهم).. هذا الشخص لا زال على قيد الحياة واسمه "علي السلامة" وقد قارب الـ 80 سنة .. وبمثل هذه الفتاوى الفاسدة، استطاع الانكليز بث الروح الوهابية اليهودية بمشايخ الدجل الديني فخدعوا بعض القبائل التي تبرأت من كل شئ في الحياة باعتباره "شقاء" منادين بأعلى أصواتهم في الشوارع تخلصا من هذا "الشقاء" قائلين (وينك يا شاري الشقاء؟).. لقد تخلى هؤلاء المخدوعين حتّى عن أموالهم باعتبارها "شقاء" يمنعهم ويشقيهم عن الجهاد!. وأصبح أهم ما يشغلهم قصور الجنة وحورها، وريالات الانكليز وذهبهم المزيف.. وكان من أول من خدع بهذه المغريات ويا للاسف (فيصل الدويش) رئيس قبيلة مطير (وسلطان بن بجاد) رئيس قبيلة عتيبة (ومحسن الفرم) رئيس قبيلة حرب (وأبو اثنين) رئيس قبيلة سبيع (وملبس بن جبرين) من شيوخ قبيلة شمر وغيرهم ممن قتلهم آل سعود أخيرا حينما اكتشفوا الخداع السعودي فساروا عليه.. وبالطبع فهذه القبائل كانت تابعة لشيوخها.. وبهذه الطريقة هيأ الانكليز الجو لمضغتهم عبد العزيز ونشروا أخباره وأسفاره في كل البلاد العربية وصحفها وصحف العالم، ولكي يعزز الانكليز من مركز الفتى عبد العزيز آل سعود أخرجوه خارج الكويت بقوة كبيرة ليضرب بعض القبائل الموالية لابن الرشيد لكنه فشل.. الا أن حكم آل الرشيد نفسه في الحقيقة قد أسدى بنوعية تركيبه خدمة كبيرة للانكليز وابن السعود، لكون هذا الحكم الفردي العائلي قد تقهقر إلى الوراء بعد أن فقد تلك الشخصية القوية، شخصية محمد العبد الله الرشيد، وأصبح كل واحد من آل الرشيد يغتصب الحكم بقتله لاخيه وابن عمه بعد مدة وجيزة ليحكم، بلا هدف، فيقتله الاخر من أجل أن يحكم الناس بلا هدف الا هدف الحكم وحده، الا أن حكام آل رشيد يشهد لهم أنهم لم يخادعوا الناس باسم الدين ولم يقتلوا أحداً بحجة أنهم "كفار ومشركين" كما يفعل يهود آل سعود وآل عبد الوهاب.. ولو لم يقتل آل رشيد بعضهم بعضا، ولو أن حكمهم قد قام على دعوة اصلاحية أو فكرة عقائدية اقتصادية واجتماعية حتّى ولو كانت مزيفة!.. لعاش مدة أكثر نتيجة لقوة أنصاره من شمر وغيرهم.. ولنرجع مرة أخرى الان إلى أقوال جون فيلبي رئيس مجلس الربع السعودي؟.. وبدأ الانكليز بتوجيه الضربة من الرياض يقول جون فيلبي (لقد رأت أن نقوم بالاتصال بمشايخ الدين في الرياض تمهيدا لارسال عبد العزيز إلى الرياض والاستيلاء عليها وجعلها مركزاً رئيسيا لحركتنا الوهابية الدينية ـ التي اعتنقتها ـ نظرا لبعد الرياض عن عاصمة ابن الرشيد وضعف مركز عجلان ت عامل ابن الرشيد ـ في الرياض وقلة حراسته، وبالفعل أرسلنا الرسل ووجدنا الطريق ممهدا أمامنا وبذلك أخرجنا عبد العزيز من الكويت بتاريخ 13/8/1901 ومعه 250 شخصا ـ وليسوا كما قيل 40 شخصا وفي رواية أخرى 20 شخصا ـ وحملناهم بسيارات مسلحة إلى مقربة من الرياض، وفي ليلة 19/8/1901 كانوا يقيمون جميعا في بيت واحد من آل الشيخ داخل بساتين "الشمسية" وكان يتصل بهم بعض آل الشيخ الذين رتبوا لعبد العزيز طريقة الدخول إلى الرياض واتفقوا مع زوجة عجلان ـ وهي من أقارب عبد العزيز ـ بأن تدخل عبد الله بن جلوي ـ ابن عم عبد العزيز ـ وعدد معه إلى بيتها وتخفيهم حتى اذا ما نام عجلان باغتوه واغتالوه في فراشه فوافقت الزوجة ولكنها اظهرت مخاوفها أن يطلع عجلان على أمرهم فيقتل الجميع واقترحت أن لا يدخلوا إلى بيتها رأسا وانما تدخلهم إلى حظيرة البقر في البيت المجاور وتختلق للبقّار عذرا فترسله تلك الليلة بعيدا عن البيت فكانت خطة ناجحة شاركت في إنجاحها زوجة عجلان. وفي عشية ليلة 20/8/ 1901 دخل عشرون منهم إلى الرياض بثياب نسائية إلى بيت زوجة عجلان رأس وكأنهن نساء زائرات وتظاهرت زوجة عجلان بالترحيب "بهن لزيارتهن" لها. ثم "أدخلتهن" إلى بيت البقر، وانتظروا طويلا ولكن عجلان لم يأت حيث أرسل لها رسولا يخبرها بأنه سينام تلك الليلة في قصر الحكم.. وخيل للزوجة أن خطتها قد كشفت .. وكاد المريب أن يقول خذوني، فكادت أن تطلع زوجها على الامر إتقاء لنقمته.. لكنها انتظرت.. وأبلغت المقيمين في بيت البقر بالامر وهو أن زوجها أخبرها بأنه سينام في القصر.. وخيل لهم أيضاً أن أمرهم قد كشف .. ففكروا بالهرب.. ولكنهم وجدوا أخيرا أن خروجهم سيكشفهم أكثر ولم يكن من المؤكد أن يكون أمرهم قد كشف.. وبعد ساعات تبين لهم بواسطة الزوجة الثانية ستبات معه تلك الليلة… وبذلك وضعت للمتآمرين الخطة.. وقالت لهم: باتوا هنا.. واخرجوا في الصباح لتغتالوه، فعجلان بعد أن يصلي الصبح يشرب القهوة ثم يخرج بعد شروق الشمس ليطلع على حالة الخيل بجوار القصر وفي هذا الاثناء لن يكون معه أحدا فحراسه وعددهم ثمانية عشر يرقدون في القصر بعد صلاة الصبح وهناك تتاح لكم الفرصة لقتله.. وكانت خطة منها ناجحة لقتل زوجها.. ففعلوا واتجه قسم منهم قوامه الـ 20 شخصا، وانقسم بقيتهم إلى قسمين لامداد الاولين في حال فشلهم أو قتلهم.. واتجهت المجموعة الاولى من قبيل الفجر نحو القصر وجعلوا من أنفسهم ضيوفا!.. فمثلوا دور الضيوف النائمين عند باب القصر!.. ولم يناموا وانما غطى كل واحد منهم جسده وسلاحه بعباءته وتمدد على الأرض.. ولم يكن هذا المنظر مستغربا.. فهون المنظر الدائم للضيوف!.. وما أكثر الضيوف.. وما أن خرج عجلان من القصر ـ كعادته التي أرشدتهم عنها زوجته ـ حتّى أمطروه "الضيوف" بوابل من الرصاص!.. واستطاع أن يتراجع عجلان إلى داخل باب القصر لكن رصاصة من عبد الله بن جلوي قد أدركته فسقط قتيلا وسحبوه إلى خارج القصر.. غير ان حراس القصر تمكنوا من اغلاق الباب والاستمرار في اطلاق النار والمقاومة ـ فقتلوا خمسة وجرحوا سبعة ـ من جنود السعوديين الذين لحقت بهم الهزيمة لو لم تكن الامدادات الكامنة في بيوت الشيخ قد تداركتهم وهاجمت القصر بما يزيد عن الثلاثمائة مسلح.. ورغم ذلك لم يستسلم حرس القصر الا بعد أن عاهدهم السعوديون مقسمين (بوجه الله ووجه عبد العزيز) بالمحافظة على أرواحهم واعطاءهم الخيار في الاقامة في أي مكان يريدون، وبذلك فتح الحراس باب القصر واستسلموا (1) لكن السعوديين لم يفوا بعهدهم… فقتلوهم شر قتلة ومزقوا أوصالهم ومثلوا بهم وبقروا بطونهم وأخذوا يقذفون بلحومهم إلى الحيطان.. ولا زالت دماءهم عالقة يشاهدها الناس في بعض جدران قصر عجلان(1) الذي أصبح الآن سجنا يسمى "مصمك الرياض".. وبعد ذلك خرج عبد العزيز حيث كان مختفيا في بيت أحد مشايخ الدين.. وكان القصد من اخفائه هو أن يخرج إذا نجحت الخطة. أما إذا فشلت فنكون قد حافظنا على حياته لنعيد التجربة مرة أخرى.. وليس صحيحا ما قيل غير ذلك أن عبد العزيز قد طرق بابا البقّار، ودخل ثم قفز إلى بيت زوجة عجلان وقفل الباب عليها ثم هجم على قصر عجلان الخ)… فكل هذا الكلام السائف كان بعض ما قاله أحد المشرفين على نشأة الخلق.. خلق هذه العائلة الشريرة من لا شئ.. ومنذ ذلك اليوم برز اسم عبد العزيز وراح الانكليز والدجالون من سلالة عائلة الدجل الوهابية وتجارالدين ينسجون حول عبد العزيز الخرافات ويلبسونه حلل البطولات بلا قياس. منذ ذلك اليوم.. وفي ضحى ذلك اليوم أخذوا رأس عجلان ومعه رؤوس الحراس يحملونها على الرماح ثم دخلوا بها المسجد ونادى المنادي في أهل الرياض أن اجتمعوا!.. فاجتمعوا.. وأذن مؤذن سعودي من تجار الدين يقول (الحكم اليوم لله ولعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وهذه رؤوس الكفرة والمشركين ومن لم يسمع ويطيع فهو مشرك وكافر مثلهم وسنجازيه بالمثل ومن يريد أن يدخل في الإسلام فليسلم على أيدينا) فسكت الناس مرغمين بالقوة من ناحية ومن ناحية أخرى لم يكن في حكم عجلان ما يدعو للارتياح فكلا الحكمين من نوع واحد، واستسلم شعبنا في الرياض للحكم الواقع.. وأخذ الانكليز يساندون عبد العزيز بكل قواهم العسكرية والمالية والاستشارية والادارية.. فقويت شوكتهم… واحتلوا في جنوب نجد ( الخرج والافلاج) في عام 1320 هـ ثم في سنة 1321 هـ احتلوا سدير والوشم والمحمل والقصيم، ولم يكن اعتمادهم في طريق الاحتلال على القوة العسكرية فقط وانما كانت الدراهم.. كان المال المزيف المال الذي ينفقه الانكليز على دابتهم السعودية بلا حساب.. فكانوا يرسلون الاموال إلى عملاء لهم في كل المدن والصحاري الاخرى لتكييفهم لحساب ابن السعود.. في هذا الوقت: رأى عبد العزيز المتعب آل رشيد الاستعانة بعدد من ضباط الجيش التركي لكونهم "مسلمين" كما يقولون حينما رأى أن خصمه عبد العزيز آل سعود يعتمد في وضع الخطط العسكرية والاستشارية والادارية على ضباط من الجيش الانكليزي أكثر خبرة من جنده.. لكن ضباط "الرجل المريض" ضباط الجيش التركي ما كانوا بالمستوى الذي كان عليه ضباط الاستعمار البريطاني لا من حيث الخبرة ولا من حيث الاخلاص لسادتهم الاستعماريين في تنفيذ مهماتهم، بدليل أنه في الوقت الذي كان عبد العزيز المتعب يعتمد على خبرة هؤلاء الضباط "المسلمين" الاتراك كان جون فيلبي يتصل ببعض الضباط الاتراك ويشتري بعضهم لحساب الانكليز وخدمة عميلهم عبد العزيز آل سعود لتخريب مدافع ابن الرشيد مما جعل بعض الضباط الاتراك أنفسهم يستسلمون ويسلمون مدافعهم إلى عبد العزيز آل سعود بعد أن كانت هزيمته تكون محققة في معركة البكيرية ـ في نجد ـ ومع ذلك فقد غدر ابن السعود بالضباط الاتراك الذي سبق له أن رشاهم فأرسل رجاله اليهم واستولوا على ما معهم من ذهب وأمتعة وقتل بعضهم، بل وغدر برجاله أخيرا وسلبهم ما غنموه منهم ثم قتل بعض رجاله.. والغدر مهنة سعودية متأصلة فيه وفي أهله وذريته.. حتّى أن شخصاً اسمه فايز العلي الفايز ـ من بريدة ـ استولى على خزينة قائد الجيش التركي وفيها 800 جنيه ذهب ومسدس وناظور، وما أن علم عبد العزيز بذلك حتّى بعث إليه بخادمه شلهوب يطلب تسليمه المبلغ والمسدس والناظور ـ "كسلفة" ـ كما قال ـ ولم يردها له عبد العزيز بالطبع بل عاقبه عندما جاء يطالبه باعادة تلك "السلفة" فيما بعد، بعد أن هاجر إلى مصر، وعاد إلى وطنه مرة أخرى بأمس حاجة لأي شئ يقتات منه!!. وعندما انسحب الاتراك نهائيا من نجد عام 1334 هـ 1906 م أرسل عبد العزيز المتعب الرشيد يقول لعبد العزيز آل سعود: (أنت غير عربي، ولو أن فيك ذرة من العرب لما رضيت بأن يقاتل العرب بعضهم بعضا من أجل مصالح الانكليز؟ ومع هذا تدعي أننا مشركين بالله وانك أنت المرسل من عند الله تمنح الجنة والنار والحور العين.. إذا كان فيما تدعيه شيئا من الصحة بأنك رسول الله .. فلا بد أن للرسل من معجزات ولهذا يجب أن تتبارز أنا وأنت، ولعلك بمعجزاتك يا رسول الانكليز تغلبني فتقتلني أو أقتلك، وبذلك يسلم العرب في شمال نجد وجنوبها من قتال بعضهم بعضا لا لسبب الا لأن الانكليز يريدون بلادنا ووجدوا فيك ضالتهم بعد أن يئسوا من شرائنا).. فرد عليه عبد العزيز آل سعود قائلا: (أنا أحارب بقوات الانكليز ومع ذلك فأنا أخشاك ولا أنكر هذا بأنك أشجع مني ولن أتبارز معك وأنا أعرف أنك إذا هجمت على جميع أعدائك تنتخي وتعتزي بقولك: حسبت نفسي ميت العام) أي حسبت انني قدمت منذ عام مضى.. (أما أنا يا عبد العزيز بن سعود فأقول انني سأبقى وسأقضي عليك بلا مبارزة وسأستخدم لقتلك واحداً من أهل بيتك) فاستشاط عبد العزيز بن رشيد من هذا وتقدم بجيشه مطاردا ابن سعود وجيشه السعودي الذي توغل في أواسط نجد. ولكن ابن سعود تراجع إلى العارض عندما علم بذلك، ولكن ابن الرشيد رأى ألا يتراجع إلى حائل وأن يقيم خيامه في مكان صحراوي في نجد يسمى روضة مهنا ليجعل من هذا المكان منطلقا لمطاردة السعوديين، وقد أقام مدة طويلة في هذا المكان وحده دون أن يزيح خيامه منه، حتّى أن أوتاد الخيام نبتت وأصبحت (اثلا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق