الاثنين، 31 ديسمبر 2012

تفجير مقهى أركانة في مراكش يوم 28 أبريل 2011 أودى بحياة 17 شخصا.

[أرشيف] تفجير مقهى أركانة في مراكش يوم 28 أبريل 2011 أودى بحياة 17
 شخصا.[أرشيف] تفجير مقهى أركانة في مراكش يوم 28 أبريل 2011 أودى بحياة 17 شخصا.
سمير منير كان في شقة أحد زملائه منهمكا في الإعداد للامتحانات عندما تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه العودة بسرعة إلى البيت. كان ذلك مساء 28 أبريل 2011.
الشابان شاهدا تغطية التلفزيون للتفجير الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانة ، وشاهدا الأنقاض والضحايا.
وقال "لم يخطر ببالي لحظة أن يكون والدي من بين هؤلاء".
سمير، عمره الآن 26 سنة، يتذكر ما حدث لما عاد إلى البيت. أخبرته أمه أن رجال الأمن جاؤوا إلى البيت يسألون عن والده، وأخبروها أنهم عثروا على بطاقة هويته في مقهى أركانة الشعبي المُطل على ساحة جامع الفنا في مراكش.
نزل الخبر كالصاعقة على سمير. ففي صباح ذلك اليوم اتصل به والده، الذي كان في زيارة عائلية بمراكش، وأخبره أنه في طريقه إلى محطة القطار للعودة إلى الدار البيضاء.
كان سمير شعلة من الطموح قبل التفجير الإرهابي الذي قتل والده وعصف بأحلامه وآماله وقلب حياته رأسا على عقب.
كان يطمح لمواصلة دراسته في فرنسا بتشجيع من والده الذي أعد له كل الأوراق اللازمة لذلك. ولم يعد يفصل سمير عن حلمه سوى اجتياز بعض الامتحانات.
كل ذلك انتهى.
ولا يزال يتذكر الحيرة التي تلت التفجير. فرغم تأكيد قوات الأمن العثور على بطاقة هوية أحمد منير في مكان التفجير، إلا أنها لم تؤكد نبأ وفاته.
وقال سمير "ظل هناك أمل"، مضيفا "حاولنا مرارا وتكرارا الاتصال بالوالد عبر هاتفه، دون جدوى. ولكننا تمسكنا بالأمل حتى آخر لحظة".
لكن معاناة الأسرة المكلومة لم تقف عند هذا الحد، فما أن تسرب خبر العثور على بطاقة هوية أحمد منير في مكان الحادث، وكونه المغربي الوحيد من بين زبائن مقهى أركانة الذين قتلوا في الانفجار إلى جانب 16 شخصا، حتى سارعت بعض الصحف الإلكترونية إلى نشر صورته معلنه أنه مشتبه في تفجير مقهى أركانة.
ورغم تكذيب وزارة الداخلية للخبر بعد ذلك في بيان رسمي إلا أن اتهام أحمد منير قد ترك جرحا غائرا في وجدان زوجته وأبنائه الثلاثة.
وقال سمير "ظلم وألم ومعاناة لا يمكن وصفهم. من خبر مقتل الوالد في أركانة إلى الاشتباه في كونه الانتحاري الذي نفذ التفجير، إلى عرض جثته المشوهة علينا للتعرف عليه، كل ذلك كان علينا تحمله والتعامل معه خلال وقت وجيز".
حياة سمير تغيرت للأبد.
[أرشيف] محكمة سلا تحكم بالإعدام على مدبر هجوم مراكش عادل العثماني،
 26 سنة، يوم 28 أكتوبر 2011. [أرشيف] محكمة سلا تحكم بالإعدام على مدبر هجوم مراكش عادل العثماني، 26 سنة، يوم 28 أكتوبر 2011.
وقال "فجأة انتقلت من وضعية شاب طموح يحلم ويخطط لمستقبله وهو مستند إلى والده، إلى شخص مطلوب منه أن يتولى أسرة فقدت معيلها فجأة".
وأضاف "فباعتباري الابن الأكبر وجدت نفسي مسؤولا عن أخواي الأصغر مني وعن أمي وجدتي التي تعيش معنا"، ومضى يقول والألم لا يزال باديا على محياه حتى بعد مرور سنة ونصف "فجأة فقدت سندي في الحياة، فقدت والدي، وفجأة تبخرت كل طموحاتي للدراسة في الخارج وكل أحلامي. كل ذلك بسبب عمل إجرامي عشوائي".
واليوم، كل ما يتمناه سمير هو "هو أن أجلس مع عادل العثماني لأسأله: ماذا حققت بذلك العمل الهمجي؟"
ويضيف سمير عن مدبر هجوم مقهى أركانة المُدان "لقد خطف سبعة عشر شخصا بريئا من أسرهم وأحبتهم. بل ثمانية عشر شخصا، لأنه هو نفسه ضحية. هو نفسه ترك عائلة تبكيه وأما تتحسر عليه وتعاني في صمت وتطرح نفس الأسئلة".
وقال سمير "عادل العثماني في مثل عمري تقريبا. لكن في الوقت الذي كنت أجد وأجتهد من أجل النجاح في امتحاناتي، كان عادل العثماني يتعلم صناعة القنابل.. لماذا؟ ما الذي حدث لذلك الشاب، لكي يصبح كل طموحه في الحياة قتل الآخرين؟"
تفجير العثماني لمقهى أركانة يعيد إلى الأذهان تفجيرات الدار البيضاء 2003 .
[أ ف ب/عبد الحق سينا] سيدة في المدينة القديمة بالدار البيضاء تبكي 
قريبا قُتل في أحد التفجيرات الأربعة التي هزت المدينة في 16 مايو 2003. [أ ف ب/عبد الحق سينا] سيدة في المدينة القديمة بالدار البيضاء تبكي قريبا قُتل في أحد التفجيرات الأربعة التي هزت المدينة في 16 مايو 2003.
إثني عشر انتحاريا و33 مدنيا هي حصيلة سلسلة تفجيرات 16 مايو 2003. الهجوم الأكثر دموية وقع في مطعم دار إسبانيا. حوالي عشرين شخصا من بينهم أطفال ماتوا في هذا المطعم الإسباني.
محمد محبوب، جُرح في التفجير. ورغم مرور عشر سنوات عن الحادث لا يزال محبوب يعاني.
وقال لمغاربية "خضعت حتى الآن لسبعة عمليات جراحية لترميم وجهي. وكما تلاحظ لا يزال وجهي مشوها. وهناك تشوهات وإصابات في أماكن أخرى من جسدي. ولا زلت أخضع للعلاج النفسي مرة في الشهر".
محبوب، البالغ اليوم 43 سنة، كان مسير هذا المطعم بالدار البيضاء.
ويتذكر محبوب "كان المطعم غاصا بالزبائن خلال تلك الأمسية، عائلات، رجال أعمال، أصدقاء، أغلبيتهم الساحقة مغاربة، كانوا يتناولون العشاء ويتسامرون. فجأة اقتحم الإرهابيون المطعم بعد أن ذبحوا البواب".
وقال "رأيت أحد الإرهابيين يصعد إلى الطابق الأول، فيما دخل آخر مسرعا إلى وسط المطعم". وأضاف "كنت في طريقى فدفعني أحدهم حتى سقطت أرضا. حاولت القيام معتقدا أن لصوصا هاجموا المطعم. ثم دوى الانفجار فألقاني بعيدا لأرتطم بالجدار وأفقد الوعي".

متعلقات

انفجار مراكش: التضامن بعد المأساة
2011-05-13
المتهم في قضية تفجير مقهى مراكش يسحب اعترافاته
2011-09-23
ضحايا الإرهاب في المغرب يؤسسون منظمة غير حكومية
2011-12-09
الحكم بالإعدام على مُفجر مقهى مراكش
2011-10-30
المتهمون في عملية تفجير مقهى مراكش بانتظار أحكامهم
2011-10-28
وتابع قصته قائلا " عندما أفقت، رأيت بعض الأشخاص قريبا مني حاولت أن أطلب منهم المساعدة، ومن تعابير الفزع والرعب التي رأيت على وجوههم أدركت أن شيئا سيئا ومخيفا قد أصاب وجهي".
ولن ينسى أبدا تلك الروائح التي ملأت أنفه. جثث وأطراف متفحمة وأشلاء أجساد مزقتها المتفجرات، ولهب النيران التي تأكل كل شيء في المطعم.
ويقول إن تفجير مقهى أركانة أثر أكثر في نفسيته.
سنوات تفصل هجمات الدار البيضاء وتفجير مراكش، لكن السؤال الذي يراود الناجين وعائلات الضحايا هو لماذا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق