الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

مصر تهدد اسرائيل بطرد سفيرها من القاهرة في حال اجتاحت قطاع غزة

اقارب الشهيد محمد قنوع يبكونه في غزة
قال مسؤول في تنظيم فلسطيني لـ"القدس العربي" أمس أن مصر عملت على تخفيف حدة التوتر وإبرام تهدئة جديدة مع إسرائيل، خشية من قيام الأخيرة بشن عمل عسكري واسع ضد غزة.
وذلك بعد أن تحدثت تقارير إسرائيلية عن وضع الجيش سيناريو للحرب القادمة، يبدأ بقصف مقرات ومنازل رموز حركة حماس، وإغلاق المعابر، فيما شهدت الهجمات المتبادلة تقلصاً كبيراً، رغم تبني لجان المقاومة الشعبية المسؤولية عن استهدف الجيب الإسرائيلي السبت الماضي الذي تفجرت عقبه الأوضاع.

وقال مسؤول حزبي في غزة لـ "القدس العربي" ان اجتماع الفصائل الذي عقد مساء الاثنين والذي شاركت فيه حركة حماس والجهاد الإسلامي والتنظيمات الأخرى شهد مناقشات واسعة، حول موضوع التهدئة، وأنه جرى خلاله مناقشة الجهود المصرية الرامية لإبرام تهدئة جديدة، تنهي موجة القتال، وذكر المسؤول ان مسؤولين مصريين أجروا منذ السبت الماضي أي عقب اندلاع موجة المواجهات الجديدة اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف الفلسطينية وإسرائيل، لإعادة الهدوء، مشيرا إلى أنهم نقلوا للفصائل تخوفهم من إقدام إسرائيل على شن هجمات شديدة ضد غزة، ومن بينها تنفيذ عمليات اغتيال، وأنهم يريدون إرساء تهدئة "كي لا تنجرف الأمور للأسوأ".


وفي مؤشر على خشية القاهرة من عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة ذكرت وكالة "معا" المحلية ان مصر هددت بطرد السفير الإسرائيلي في حال تم مهاجمة غزة.

وترأس بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر، ناقش بشكل موسع تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وعمليات إطلاق الصواريخ.

وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بأن على حماس الاختيار بين غزة في حالة تطور أو انفلات، وطالب ساسة بلاده الالتزام بالصمت خلال هذه المرحلة، وإفساح المجال أمام الجيش للعمل وفقا لاعتباراته.


وكان التلفزيون الإسرائيلي كشف في تقرير له عن السيناريو العسكري المحتمل ضد قطاع غزة في حال تواصل إطلاق الصواريخ، وذكر أن السيناريو وضع في ختام مشاورات بين كبار قادة الجيش، الذين وضعوا وزير الجيش أيهود باراك في صورة ما توصلوا إليه من خطط للحرب.


وبحسب التقرير التلفزيوني فقد جرى الانتقال لبحث السيناريو في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث قدم هناك جنرالات الجيش لائحة من العمليات المتوقعة بالتدريج ضد قطاع غزة، والتي تتمثل في قصف المقرات والمكاتب والرموز السياسية وعلى رأسها مكتب إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، وكذلك قصف منازل النشطاء وممتلكاتهم الخاصة، مع إيقاع أكبر ضرر بالممتلكات ما يزيد من الخسارة الشخصية والتنظيمية في غزة، ويتضمن السيناريو أيضا العودة إلى سياسة الاغتيالات سواء على المستوى الميداني أو باستهداف خلايا الصواريخ في غزة.


وكذلك يتحدث عن قطع الكهرباء عن القطاع، ووقف عمل المعابر المؤدية اليه، مع تنفيذ عمليات برية محدودة لها زمان ومكان محدد.

وجاء في خطة جنرالات الجيش أنه في حال فشلت كل الخطط السابقة في إعادة الهدوء، لا يبقى إلا سيناريو العمليات الكبيرة على غرار "الرصاص المصبوب".

لكن حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري اعتبرت إعلان الاحتلال عن هذه الخطة جزءا من "الحرب النفسية" الممارسة ضد الشعب الفلسطيني، وقال أبو زهري في تصريح صحافي "تهديدات الاحتلال لا تخيفنا ونحن مستمرون في حماية شعبنا إذا استمر العدوان".


وتبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في مؤتمر صحافي أمس المسؤولية عن إطلاق الصاروخ المضاد للدروع على الآلية الإسرائيلية السبت الماضي، والذي أدى إلى إصابة أربعة جنود بجراح، والذي كان بداية لاندلاع المواجهات وتفجر الأوضاع.


وتشهد الحدود حالة من الهدوء النسبي، وذلك بعد ليلة شن فيها الطيران الإسرائيلي غارات، وأطلقت المقاومة صاروخاً واحداً، في مؤشر على عودة الطرفين للتهدئة،

وقصفت مقاتلات حربية في ساعة متأخرة من ليل الاثنين غارات على أرض خالية شمال مدينة غزة، وكذلك على موقع بدر التابع لكتائب القسام الجناح المسلح لحماس شرق المدينة غزة، وكذلك شنت غارة ثالثة على غارة ثالثة على موقع في مخيم النصيرات وسط القطاع.

ولم تسفر هذه الغارات التي سمع دويها في أرجاء متفرقة من مدينة غزة عن وقوع إصابات في صفوف السكان.

وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حمس عن استشهاد محمد القانوع (20 عاما) أحد نشطائها متأثر بجراح أصيب بها الأحد الماضي، ليرفع عدد الشهداء منذ السبت إلى سبعة.

وقال متحدث عسكري في تل أبيب أن سلاح الجو أغار على موقعين لإطلاق القذائف الصاروخية في شمال القطاع، ومخزنا للوسائل القتالية في وسطه، وأنه تم إصابة الأهداف بدقة.


وأوضح بأن الغارات ردا على إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل، وقال أن الجيش "لن يتهاون ولن يسمح باستهداف المدنيين الإسرائيليين".

وزار وزير الجيش أيهود باراك أمس الفرقة العسكرية التي تعمل على حدود غزة، والتقى مع قادة هذه الفرقة، واستمع منهم لتقييم الوضع في ظل التصعيد.
ونقل عن باراك قوله خلال الزيارة "الجولة الحالية لم تنته بعد، وسوف نعود إلى الردع"، وحمل حركة حماس مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.

إلى ذلك، أعلن في تل أبيب عن سقوط صاروخ أطلق من غزة في محيط القرية التعاونية "ياد موردخاي" إلى الجنوب من مدينة عسقلان، دون أن يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار.

وكان هذا الصاروخ هو الوحيد الذي أطلق من قطاع غزة طوال ليل الاثنين وحتى فجر الثلاثاء، في مؤشر على التزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة.

وكانت الفصائل الفلسطينية عقدت ليل الاثنين اجتماعاً لها في مدينة غزة، أعلنت عقبه استعدادها للعودة لمرحلة التهدئة، إذا ما أوقفت إسرائيل هجماتها على القطاع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق