الخميس، 1 نوفمبر 2012

معاناة الإيغور المسلمين

مقتل المئات من المسلمين الأيغور في أحداث الأيام الماضية في الصين بعد احتجاج مسلمي الأيغور على الأوضاع المأسوية والظروف الصعبة التي يعيشونها ورغم أن الاحتجاج كان سلميا إلا انه تحول إلى ضحية لعنف الدولة القمعية، حيث فتحت الشرطة الصينية نيران أسلحتها بشكل عشوائي على مظاهرات سلمية لتنتهي بمذبحة راح ضحيتها مئات من المسلمين العزل من السلاح. كما صرح الأمين العام للمؤتمر الدولي للويغور دولكان عيسى. وقال : 'لقد بلغ عدد القتلى عدة مئات بكل تأكيد'.

وتتذرع الصين الشيوعية بأن المحتجين لديهم نزعة انفصالية وأنهم ينتمون للقاعدة في محاولة لتضليل للرأي العام العالمي والمحلي في حين ما خفي من حقيقة المأساة كان أعظم فما ظهر من المشكلة ما هو إلا ما يعرف بـ' ظواهر جبل ثلجي' فما خفي من الجبل الثلجي أكثر مما ظهر منه ليظهر محاولات السلطات القمعية الصينية إبادة الأقلية الاويغورية المسلمة في إقليم شينغيانغ غرب الصين الغني بالنفط والمعادن ويسكنه الأيغور. وهي كلمة تعني التضامن.

والايغورقومية استوطنت الإقليم منذ القرن الثالث الميلادي وكان دخولها للإسلام في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان.

وفي الأصل كانت إمبراطورية إسلامية احتلتها الصين وسكنوا الإقليم وتعايشوا فيه مع أعداد محدودة من قومية الهان 'المدعومة من قبل السلطات الصينية الشيوعية' الإقليم البالغ عدد سكانه 20 مليون نسمة.

عقب الأحداث قال كين غانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية ان 'الحكومة الصينية اتخذت إجراءات حاسمة'، بل وهدد أحد أعضاء الحكومة الشيوعية بتنفيذ حكم الإعدام في قادة المتظاهرين.


وتُعتبر معاداة الإسلام جزءاً من الايديولوجية الرسمية في الصين أي إجراءات قمعية بدءا من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية إلى منع الصلاة وإغلاق المساجد وخاصة في مدينة أورومتشي كبرى مدن إقليم شينغ والتهديد بإعدام المحتجين المسالمين والتضييق على الحريات الدينية للمسلمين وفرض غرامة مالية قدرها 630 دولارا أمريكيا على من ترتدي الحجاب من نساء الأيغور وتتشكل أغلبية النساء المحجبات في المنطقة من ساكنات القرى، ومن المعروف أن الدخل السنوي للايغور لا يزيد عن 500 دولار في العام وتجبر الحكومة الناس على التوقيع على تعهد بعنوان 'لا أذهب إلى أداء فريضة الحج' ويلجأ المسلمون إلى كهوف تحت الأرض لتعليم أولادهم القرآن، ويكون مصير الأستاذ القتل أو السجن.

كما كشفت التقرير الرسمي لمنظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة، والذي صدر مؤخرا أن الصين نفذت عددا قياسيا من عمليات الإعدام العام الماضي في حملتها ضد المسلمين.


وأحصت منظمة العفو الدولية 4015 حكما بالإعدام صدرت ونفذ منها 2468 حكما. وهذا العدد من الإعدامات في أقلية كالايغور يؤكد حجم الإبادة الذي لم يدفع السيد اوكامبوا لتحويل رئيس الصين وحكومته الى محكمة العدل الدولية كمجرم حرب ومتورط في جرائم ضد الإنسانية، مما يؤكد الانتقائية والممارسات التعسفية ضد أقلية مسلمة تعيش ضمن أغلبية ملحدة بل أن السلطات قامت بتشجيع وتحريض أثنية الهان على زعزعة الاستقرار في الإقليم، حيث باتوا ينافسون السكان المسلمين في ظل نظام شمولي قمعي .

ولعل ما ذكرته صحيفة 'التايمز' البريطانية في تقرير لها في 7 تموز (يوليو)، حيث ألقت باللوم على قومية الهان التي ينتمي إليها أغلبية
سكان الصين فيما يحدث حاليا من انتهاكات ضد الإيغور المسلمين.

ولعل هذه المحاولات هي لتذويب القومية الايغورية ضمن النسيج الشيوعي الصيني.

فما تمارسه السلطات الصينية الشيوعية هو إرهاب دولة منظم ضد أقلية مسلمة هي الأيغور في ظل صمت العالم الغربي عن إبادة الأيغور في حين صرح أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي قائلا : 'ان مناخ الخوف الذي يعيش فيه شعب يبعث على الأسى' مكتفيا بوصف ما يحدث بأنه يبعث عن الأسى دنما وضع اي آلية للتحرك لحماية هده الأقلية المسلمة من الإبادة.

في حين على الدول الإسلامية مسؤولية تاريخية لمنع إبادة الأيغور في حين غضب العالم وتحرك لحماية التبت لم نلاحظ اي تحرك أو آلية لحماية قومية الأيغور من الإبادة سوى بعض التحركات والتصريحات الخجولة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة لإيقاف التنين الصيني.

........

معلومات عن تركستان الشرقية ، تاريخ وطن وعذاب أمة



تركستان الشرقية أو ما يسمى حاليا (شنغيانغ):
تركستان الشرقية هي أرض إسلامية خالصة وقعت تحت الاحتلال الصيني كما وقعت غيرها من البلدان الإسلامية تحت وطأة الاحتلال يقطنها عرق الإيغور وهم السكان الأصليون والأغلبية الساحقة للإقليم.


المعطيات الجغرافية: يوجد إقليم تركستان الشرقية أو ما يسمى حاليا ( شنغيانغ ) في أقصى الغرب الصيني يحده من الجنوب إقليم التبت ومن الجنوب الشرقي إقليم كينغاي وإقليم غانسو ومن الشرق منغوليا ومن الشمال روسيا ومن الغرب كزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان وجزء من إقليم كشمير واقع تحت سيطرة الهند.

عاصمة الإقليم هي أورومشي وهو يمسح 1626000 كيلومتر مربع مما يجعله أكبر إقليم صيني يتمتع بالحكم الذاتي وسادس الأقاليم الصينية الكبرى،،, وتمتد حدوده على طول 5400 كيلومتر.

السكان: يبلغ عدد سكان الإقليم حسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون ساكن منهم 11 مليونا من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور وهناك جهات مستقلة قدرت تعدادهم بحوالي 25 إلى 35 مليون نسمة بالإضافة إلى بعض الأقليات وهي الكزخ والقرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية:

وتوجد في تركستان الشرقية أو (إقليم سينكيانج) حسب التسمية الصينية الجديدة، معظم الصواريخ النووية الباليستية -التي تمتلكها الصين، كما أن بها مخزونًا هائلاً من الثروات المعدنية، من الذهب والزنك واليورانيوم. وتشير بعض التقديرات إلى أن بها احتياطيًا ضخمًا من مخزون البترول. علاوة على هذا، تعتبر تركستان الشرقية الواصلة التي تنقل الثروات النفطية من جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة إلى الصين. وحسب الإحصائيات الصينية فإن تعداد السكان بها هو 9 مليون نسمة تقريبًا، إلا أن ، واللغة المستخدمة هي اللغة الإيجورية، وهي إحدى فروع اللغة التركية، لكنها تكتب بالحروف العربية.
دخل الإسلام هذه البلاد في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (86 هـ -705 م).

وكان المسلمون الأتراك في صراع دائم مع الصينيين، إلى أن نجحت العائلة الصينية نفسها في احتلاله مجددًا بمساعدة البريطانيين في عام 1876م. ومنذ ذلك الوقت والإقليم خاضع بالكامل للصين، التي عمدت إلى تغيير اسم "تركستان الشرقية" إلى "سينكيانج"، ومعناها: "الجبهة الجديدة".


وبعد الحرب اليابانية - الصينية في منتصف القرن العشرين، وبعد عدة ثورات نشأت جمهورية تركستان الشرقية كجمهورية إسلامية في شمال الصين، ولكنها لم تستمر طويلاً، حيث قام "ماوتسي تونج" (الزعيم الصيني المعروف) بفرض سيطرته على المنطقة كلها في عام 1949م، وإن كان قد أعطى الإقليم - بعد تغيير اسمه - صفة إقليم متمتع بالحكم الذاتي ثقافيًّا وإثنيًّا ودينيًّا ولغويًّا، إلا أنه من الناحية التطبيقية حدث العكس تمامًا، وقامت الحكومة الصينية بضرب الإقليم بيد من حديد.

وإلى جانب عمليات الاعتقال، وكبت الحرية الدينية، فإن أشد ما يخافه مسلمو الإقليم حاليًا هو اختفاء هويته الإسلامية أمام المد الشيوعي الذي يغذيه مشروع حكومي جار منذ عشرات السنين بتوطين مئات الآلاف من عرقية "الهان" الصينية الشيوعية في الإقليم.

وبحسب صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" فإن "الهانيين" صاروا يسيطرون على كافة الوظائف الرئيسة والنشاط السياسي للإقليم الذي ضمته الصين عام 1949 بعد أن كان دولة مسلمة مستقلة تسمى: "تركستان الشرقية".

يقول أحد مسلمي الإيجور وهو مدرس: "نشعر أننا غرباء في بلادنا.. نحن مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة".

"إنهم يحاولون تدمير التوازن الديموجرافي باستقدام صينيين لمنطقتنا.. يريدون لجنسنا أن يختفي من الوجود، إنهم يجففون منابع جذورنا، يريدوننا عبيدًا لهم"، بحسب تعبير قطب، أحد تجار القماش في سوق العاصمة أورومتشي.

ونتيجة لهذه السياسات الحكومية، ارتفعت نسبة "الهان" من 7% إلى أكثر من 40%، حسب إحصاءات رسمية.

وتضيف الصحيفة أنه بمساعدة الحكومة، صار أتباع "هان" هم المسيطرون على غالبية المصانع والشركات، ولا يقبلون عمالة بها من غيرهم؛ مما اضطر الإيجوريون إلى امتهان أعمال متدنية مثل الخدمة في المنازل.

وأصبح الإيجوريون مواطنين من الدرجة الثانية، فهم ممنوعون حتى من مجرد تمثيل هامشي في الهيئات الحكومية، كما لا يُسمح لهم باستخدام لغتهم في المدارس.
كما أنهم وضعوا في موقف صعب للغاية؛ فهم بين خيارين إما فقدان ثقافتهم وإما تهميشهم اقتصاديًا، فالمساجد والمدارس الدينية تواجه حملات إغلاق؛ بحجة عدم وجود تراخيص، وتمنع السلطات الشباب دون الـ18 عامًا من الصلاة بالمساجد.

وقد سنت الحكومة الصينية جملة من القوانين التي رأى الإيغور أنها تستهدف استئصال قوميتهم ودينهم على غرار قرار منع اللغة الإيغورية بالجامعة في 2002 وبحث قانون يمنعها في المدارس الثانوية.
ومنعت الحكومة الصينية تعليم الإسلام للأطفال دون سن 18 في الإقليم كما يتهمها الإيغور بهدم دور العبادة والتضييق على ممارسة العبادات.

ويتهم السكان الإيغور الحكومة المركزية بمساعدة عرق الهان على الاستحواذ على ثروات الإقليم وتولي المناصب العليا والقيادية في حين تجبر الفلاحين الإيغور على بيع محصولهم من القطن بأسعار متدنية لمصانع النسيج.
وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء.

ويفسر مراقبون أن الضغوط الصينية على الإقليم يقف خلفها موقعه الإستراتيجي القريب من دول وسط آسيا، ومخزونه الكبير من البترول والغاز الطبيعي، إضافة إلى إستراتيجيتها في منع أي محاولة استقلال لأحد الأقاليم عن سيطرتها، وذلك بالرغم من أن الإقليم يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1955.

آخر حملات القمع ضد مسلمي الإيجور كانت في صباح الجمعة الموافق 26 يونيو 2009حيث هاجم الآلاف من العمال الصينيين الهان عمال إيجور مسلمين يعملون في مصنع للألعاب في مقطاعة كونجدوج الواقعة جنوب الصين. واستخدم العمال الصينيين السكاكين والمواسير المعدنية والأحجار في الهجوم على العمال الإويجور ما أدى إلى جرح وقتل ما يقرب من ألف مسلم إيجوري، ما يعني أن نزيف الدم الإيجوري ما زال مستمرًا.

وأخيرًا


أصبح المسلمون سواء كانوا أغلبية في بلادهم أو أقليات في دول أخرى كالأيتام على مائدة اللائم لا أحد يتبنى قضيتهم ولا أحد يدافع عنهم.

المصادر المستعان بها في إعداد التقرير هي ، الجزيرة نت ومفكرة الإسلام .

............................................................

منسيون ومعذبون في الصين



بقلم فهمي هويدي

لا شيء إيجابياً في أحداث الصين الأخيرة، سوى أنها ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين في أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحداً يعنى بأمرهم.

لم أفاجأ كثيراً بانفجار غضب المسلمين في شينجيانج. ذلك بأنني أحد الذين عرفوا معاناة الأويغوريين منذ زرت بلادهم قبل ربع قرن، ووقفت على آثار الذل والقهر والفقر في حياتهم. وقتذاك نشرت عنهم استطلاعات في مجلة “العربي”، طورتها في وقت لاحق وصدرت ضمن سلسلة “عالم المعرفة” بالكويت في كتاب عنوانه: “الإسلام في الصين”.

كانت تلك الزيارة بداية علاقة لم تنقطع مع الأويغوريين، سواء في باكستان المجاورة، أو في تركيا التي لايزالون يعتبرون أن ثمة نسباً يربطهم بها، رغم أن بلادهم صارت شينجيانج (المقاطعة الجديدة)، بعد شطب الاسم الأصلي وحظره، بحيث لم يعد أحد يجرؤ على أن يذكر اسم تركستان الشرقية الذي كان معترفاً به قبل أن تبتلعها الصين في أواخر القرن التاسع عشر.

هذه العلاقة وفرت لي بشكل شبه منتظم كماً من المعلومات، اعتمدت عليها في كتابة مقالات عدة، نشرت خلال العقدين الأخيرين في الصحف العربية، خصوصاً مجلة “المجلة” التي كانت تصدر من لندن.

وكان رجاء الأويغوريين المقيمين في باكستان بالذات، ألا أشير إلى أسمائهم، لأن ذلك يعرضهم للخطر حين يذهبون إلى بلادهم بين الحين والآخر، وهو ما قدرته واستوعبته، بعد درس قاسٍ وبليغ تلقيته من تجربة مماثلة مررت بها في وقت سابق، حين زرت الاتحاد السوفييتي وكتبت عن أوضاع المسلمين هناك، وكان أحد مصادري شاب من النشطاء لم أذكر اسمه، ولكن أحد رفاقه وشى به. وعلمت في ما بعد أنه حوكم وأعدم. وهي الواقعة التي مازالت تشعرني بالحزن حتى الآن. حيث لم أعرف بالضبط ما إذا كانت لقاءاته معي هي تهمته الوحيدة، أم أن هناك اتهامات أخرى نسبت إليه.

أول إشارة فتحت عيني على حقيقة معاناة المسلمين الأويغور وقعت في اليوم الأول لوصولي إلى عاصمتهم “أورموشي”. إذ سألت عن فرق التوقيت لكي أضبط ساعتي، وفوجئت بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان وليس الصين. وهو ما أثار فضولي، لأنني طوال الوقت ظللت أتحرى إجابة السؤال: لماذا يعتبر الأويغوريون أنهم جزء من العالم الذي تمثله باكستان، وليسوا جزءا من البلد الذي يعيشون في رحابه منذ نحو 150 عاما؟

كنت قد حملت معي من الكويت حقيبة ملأتها بالمصاحف متوسطة الحجم، بعدما أدركت من زيارة سابقة للاتحاد السوفييتي (وقتذاك) أن المصحف هو أثمن هدية يمكن أن يقدمها القادم من العالم العربي أو الإسلامي إلى من يصادفه من أبناء البلاد الشيوعية. لاحظت في شينجيانج أن المساجد التي زرتها لم تكن فيها مصاحف. وكل ما شاهدته هناك كان بعض الأواني الخزفية التي كتبت عليها بحروف عربية عبارات مثل “لا إله إلا الله” و”محمد رسول الله” و”الله أكبر”، ولا أنسى منظر أحد الأئمة حين قدمت إليه نسخة من المصحف، فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إلى أن أعطيه مصحفاً لكي يقدمه مهراً لمحبوبته التي ينوي الزواج منها.

التواصل مع الناس كان مستحيلاً ليس بسبب اللغة فقط، ولكن أيضاً لأن الصينيين ممنوعون من الحديث للأجانب. والحصول على المعلومات كان صعباً للغاية. ولم ينقذني من المشكلة سوى اثنين من الأويغور. أحدهما عمل في السعودية والثاني كان أبوه قد درس في الأزهر، ويعرف بعض الكلمات العربية المكسرة.

ذهبت إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير بأورموشي، ولاحظت أن أغلب المصلين يرتدون الثياب البيضاء وأغطية الرؤوس من ذات اللون، لكن الواحد منهم يؤدي الحركات من ركوع وسجود وهو صامت تماماً، وقيل لي إن أغلبهم لا يعرف كلمة واحدة من القرآن، وإنهم يعتبرون الجمعة يوم عيد، فيتطهرون ويستحمون ويرتدون الثياب البيضاء، ويتعطرون قبل ذهابهم إلى المسجد، ثم يصطفون ويؤدون الحركات بكل خشوع من دون أي كلام. وأذكر أنني قلت وقتذاك إن هؤلاء أكثر ورعاً من كثيرين يحفظون الكلام. لكن صلواتهم تخلو من أي أثر للخشوع.

كنت أعرف أن الإسلام وصل إلى الصين في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان عن طريقين، الأول طريق البر الذي عرف لاحقاً باسم طريق الحرير، وكان الفرس هم الذين أوصلوا الإسلام إلى مناطق الشمال، ومن بينها تركستان الشرقية، ولذلك فإن الكلمات الفارسية تستخدم في المصطلحات الدينية (الصلاة عندهم تسمى “نماز” والوضوء “وظوء”). الطريق الثاني عبر البحر، وقد سلكه التجار العرب الذين جاءوا من حضرموت ومناطق جنوب اليمن، وأوصلوا الإسلام إلى الجزر الاندونيسية وكانتون في جنوب الصين، وقد شاهدت بعضاً من مقابر أولئك العرب الذين كتبت على شواهدها آيات القرآن الكريم.

وقتذاك كان المسلمون في شينجيانج يشكون من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق “الهان” عليهم. وهؤلاء الأخيرون أصبحوا يتحكمون في كل شيء. هم أصحاب السلطة وأصحاب القرار. في الوقت ذاته فإنهم كانوا يعبرون عن القلق الشديد إزاء استمرار تلاعب الحكومة بالتركيبة السكانية للإقليم. إذ في الوقت الذي كانت تستقدم فيه أعداد كبيرة من “الهان” من أنحاء الصين، فإنها كانت تقوم بتهجير الأويغور من مقاطعتهم إلى المدن الصينية الأخرى. وهو ما أدى في الوقت الحاضر إلى تراجع نسبة المسلمين الأويغور في شينجيانج، إذ وصلت نسبتهم إلى 60% فقط من السكان بعد أن كانوا يمثلون 90%.

لم تتوقف السلطات الصينية عن محاولة تذويب المسلمين الأويغوريين في المحيط الصيني الكبير وطمس هويتهم. آية ذلك مثلاً أنها قررت منذ سنتين نقل مائة ألف فتاة أويغورية من غير المتزوجات (أعمارهن ما بين 15 و25 سنة) وتوزيعهن على مناطق مختلفة خارج شينجيانج. الفتيات كن يجبرن على السفر، من دون أن تعلم أسرهن شيئاً عن مصيرهن، وكان ذلك من أسباب ارتفاع نسبة الاحتقان ومضاعفة مخزون الغضب بينهم. وفي الأسبوع الأخير من شهر يونيو/ حزيران الماضي قام العمال الأويغور بتمرد في مصنع للألعاب مقام قرب مدينة شنغهاي في جنوب البلاد، وهؤلاء عددهم 700 شخص، كانوا قد هجروا إلى مناطق “كونجدوج” التي أقيم المصنع بها. وقد أعلنوا تمردهم لسببين،

الأول أن أجورهم لم تصرف منذ شهرين،

والثاني أن إدارة المصنع رفضت أن تخصص مساكن تؤوي المتزوجين منهم،

التمرد أخذ شكل الإضراب عن العمل. لكن رد الفعل من جانب إدارة المصنع كان عنيفاً. إذ تجمعت أعداد كبيرة من العمال الآخرين الذين ينتمون إلى أغلبية الهان (قدر عددهم بخمسة آلاف) واقتحموا مكان تجمعهم “لتأديبهم”، واشتبك معهم الأويغوريون الغاضبون. وحسب شهود عيان فإن الاشتباك استمر من التاسعة مساء إلى الخامسة صباح اليوم التالي، حين تدخلت الشرطة وفضته.

البيان الرسمي ذكر أن اثنين من الأويغوريين قتلا، ولكن الأويغوريين أصروا على أن الذين قتلوا من شبابهم يتراوح عددهم ما بين خمسين ومائة، أما الذين تم اعتقالهم أو فقدوا فقد قدر عددهم بالمئات. المهم أن هذه الأخبار حين وصلت إلى شينجيانج، فإن أهالي العمال بدأوا يسألون عن أبنائهم وبناتهم الذين لم يعرف مصيرهم. وحين مر أسبوع واثنان من دون أن يتلقوا جواباً، فإنهم خرجوا في مظاهرة سلمية رفعت فيها صور المفقودين، وحين تصدت لهم جموع “الهان” ورجال الشرطة حدث الصدام الدموي الذي قال البيان الرسمي إن ضحاياه كانوا 150 من الأويغوريين، في حين ذكرت تقديرات الطرف الآخر أن عدد القتلى يزيد على 400 منهم.

لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين. ولكنها كانت حلقة في سلسلة الصدامات التي لم تتوقف منذ اجتاحت الصين تركستان الشرقية في عام 1933 وضمتها رسمياً في عام 1949. وظلت كل انتفاضة للأويغوريين تقابل بقمع شديد بدعوى أنهم انفصاليون تارة وإرهابيون أخيراً، حتى قيل إن ضحايا القمع الصيني قدر عددهم بمليون مسلم ومسلمة.

الانتفاضة هذه المرة كانت أكبر من سابقاتها، الأمر الذي اضطر الرئيس الصيني إلى قطع اجتماعاته في قمة روما والعودة سريعاً إلى بكين لاحتواء الموقف المتدهور في شينجيانج. إذ من الواضح أن المسلمين هناك ضاقوا ذرعاً بإذلالهم وحرمانهم من تولي الوظائف الرسمية، ومنعهم من صوم رمضان وأداء فريضة الحج ومصادرة جوازات سفر كل الأويغوريين لعدم تمكينهم من الحج إلا عبر الوفود التي تنظمها الحكومة، وتشترط أن يودع الراغب في الحج ما يعادل 6 آلاف يورو لدى الحكومة (وهو ما يعني إفقار أسرته)، وأن تتراوح سنه ما بين 50 و70 سنة.

مأساة شعب “الأويغور” (الكلمة في اللغة القديمة تعني المتحد أو المتحالف لأنهم كانوا في الأصل قبائل عدة ائتلفت في ما بينها) تكمن في ثلاثة أمور.

الأول أنهم يعيشون في قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ، لم تتعرض للتفكك كما حدث مع الاتحاد السوفييتي مثلاً.

الثاني أن بلادهم الشاسعة (1.6 مليون كيلو متر مربع تمثل خمس مساحة الصين وثلاثة أضعاف بلد مثل فرنسا) تتمتع بوفرة ثرواتها الطبيعية. إذ يقدر احتياطي النفط لديها بنحو 8 مليارات طن، ويجري في الوقت الحاضر استخراج 5 ملايين طن منه كل يوم. هذا إلى جانب أنها تنتج 600 مليون طن من الفحم الحجري. وفيها ستة مناجم يستخرج منها أجود أنواع اليورانيوم، إضافة إلى وجود معادن أخرى على رأسها الذهب،

الأمر الثالث أنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة في العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسياً وحضارياً.

هم ليسوا مثل البوذيين في التيبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم. ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن اندونيسيا. ولا وجه لمقارنتهم باليهود، الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.

استطراداً من هذه النقطة وللعلم فقط فإن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في العام الماضي (2008) وصل إلى 133 مليار دولار. وهذا الرقم يزيد سنوياً بمعدل 40%.

للعلم كذلك قال لي أحد المسلمين الصينيين الذين يجيدون العربية، إنه يكلف بمصاحبة وفود الحج الرسمية التي تزور الدول العربية بعد أداء الفريضة، وتلتقي قادتها ومسؤوليها. وقد فجع صاحبنا لأنه أثناء تلك اللقاءات فإن أحداً من القادة العرب لم يحاول أن يسأل الوفود التي رافقها عن أحوال المسلمين في الصين، الذين تقدرهم المصادر التركية بستين مليوناً نصفهم من الأويغور.

.................
....................................................

تعذيب لأبناء ربيعة قدير على أيدي الإحتلال الصيني لتركستان الشرقية


كشفت ربيعة قدير زعيمة الإيجور في إقليم تركستان الشرقية المسلم الذي احتلته الصين وحولت اسمه إلى (شينجيانج)، عن وجود ممارسات تعذيب قاسية ونفسية بحق أبنائها وإجبارهم على الظهور على شاشات التليفزيون لتحميلها مسئولية "تدبير أعمال الشغب" التي قامت بها السلطات الصينية والآلاف من قومية "الهان" الصينية ضد مسلمي تركستان الشرقية وأوقعت عشرات القتلى والجرحى بين المسلمين.

وقالت ربيعة في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم لأربعاء من مدينة ملبورن الاسترالية: "إن ابنتها ريشونجل، وابنها المعتقل عليم، قد أدلوا بتصريحات عكس إرادتهم" في شريط مسجل بثته قناة "سي سي تي في" الصينية الإخبارية، وقالوا: "إننا تسببنا في إشعال أعمال الشغب التي وقعت في شينجيانج الشهر الماضي".

وأضافت: "ما قامت به الحكومة الصينية ضد أبنائي وإجبارهم على التحدث ضدي، يعد أبشع أنواع العنف"، "أعتقد أن ما قاموا به ضد ضميرهم وإرادتهم.. هذا نوع من أنواع الديكتاتورية مارسته الحكومة ضد أبنائي".

وأفادت ربيعة خلال تصريحاتها، أنها أُجبرت على الاعتراف بأشياء لم تفعلها عندما كانت في السجن، وقالت: "عندما كنت في السجن أجبرت على الاعتراف بأشياء لم أفعلها.. من الصعب علي أن أتخيل أي أنواع التعذيب النفسي الذي مارسوه ضد أبنائي".

وأدان أبناء الزعيمة المنفية وشقيق لها خلال مشاركة لهم في شريط مسجل عرضه التليفزيون الصيني أمس الثلاثاء، "تدبيرها لأعمال الشغب العرقية" التي وقعت الشهر الماضي.

وكانت وكالة "شينخوا" قد نشرت الاثنين الماضي فقرات قالت إنها من خطابات كتبها أبناء ربيعة، واستنكروا فيها ما فعلته، وجاء فيها: "بسببك (ربيعة) فقد العديد من الأبرياء من كل الجماعات العرقية في أورومتشي (عاصمة شينجيانج) أرواحهم في الخامس من يوليو مع حدوث خراب هائل في الممتلكات والمحال والسيارات".

وأوضحت شينخوا أن الخطابات كتبها كاهار ابن ربيعة وابنتها روشينجول وشقيقها الأصغر محمد.

وبحسب مراقبين، فإن الضغوط الصينية الجديدة محاولة لجعل زعيمة الإيجور تكف عن الدفاع عن مسلمي شينجيانج.

وأودت الاشتباكات التي وقعت الشهر الماضي بحياة 791 شخصًا معظمهم من مسلمي الإيجور، فيما تؤكد الزعيمة المسلمة أن عدد القتلى أكثر من ذلك بكثير، ومعظمهم من المسلمين، كما قالت في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي: إن "نحو 10 آلاف من الإيجوريين الذين شاركوا في الاحتجاجات اختفوا في ليلة واحدة"، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق دولي في هذا الأمر.

واشتعلت الأحداث عندما خرج متظاهرون من الإيغور احتجاجًا على سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من الهان في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر يونيو.

ولربيعة 11 ابنًا وبنتًا، ويعيش 5 من أبنائها و9 من أحفادها في تركستان الشرقية تحت ضغوط أمنية صارمة، وتعرض عدد من أبنائها في السنوات الماضية للسجن أو الاحتجاز رهن الإقامة الجبرية لسنوات، وفرضت غرامة على ابنها الأكبر كاهار، وأجبرته السلطات على تصفية أعمال أمه.

وحتى عام 1995 كانت ربيعة قدير أغنى امرأة في إقليم تركستان الشرقية، محاطة بزوجها وأولادها الأحد عشر وعدد من المناصب السياسية المرموقة، ولكن بعد سلسلة من التحقيقات، قامت السلطات الصينية بسجنها ووضعها تحت الإقامة الجبرية بدعوى أنها قامت بـ"إفشاء أسرار الدولة"، تم نفيها إلى الولايات المتحدة، وهناك تزعمت "مؤتمر الإيجور العالمي" الذي يتولى مسئولية الدفاع عن حقوق الإيجور في المحافل الدولية، والتعريف بما يشكون منه وهو الانتهاكات الصينية الواسعة ضدهم.

............................................................
........
رمضان تركستان الشرقية .."مكبل"


تقرير سيف الله تركستاني

أورومتشي- في عزلة تامة عن العالم وتعتيم إعلامي على أخبارهم وأحوالهم استقبل مسلمو إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) بشمال غرب الصين السبت 22-8-2009 شهر رمضان المبارك بأفئدة مضطربة، ليس فقط خوفا من الإجراءات الأمنية المشددة التي يتوقعون أن تتبعها السلطات الصينية ضدهم مثل حملات المداهمات والاعتقالات المكثفة، ولكن أيضا لأنها ستعكر عليهم الأجواء الرمضانية بالمحظورات التي ستفرضها على الصيام والصلاة والتراويح وحتى إخراج الزكاة.

فأجواء المحنة الأخيرة التي كابدها الإقليم ما زالت تخيم على صدور سكانه من المسلمين، وهي المحنة التي أشعلتها اشتباكات بين القوات الصينية وأبناء من عرقية الهان (العرق المسيطر على الصين) من جهة وبين إيجوريين من جهة أخرى (العرق الذي ينتمي إليه معظم مسلمي تركستان) عقب خروج متظاهرين من الإيجور للشوارع احتجاجا على سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من الهان في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر يونيو الماضي.

وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على هذه الاشتباكات فإن شبكة الإنترنت مازالت معطلة.. والاتصالات التليفونية إن لم تكن مستحيلة فهي غاية في الصعوبة وتحت رقابة صارمة، بينما الاستجوابات ومداهمة المنازل مازالت تتواصل.. يرافقها حملات إرهاب وتخويف من قبل السلطات الصينية لمسلمي الإيجور، وتهديدات باعتقال كل من يتحدث من سكان الإقليم حول ما حدث.

وكثير من الحواجز ونقاط التفتيش أقامتها السلطات الصينية بين المدن والقرى لمراقبة كل حركة، ولمنع انتقال أي أخبار حول ما حدث من منطقة إلى أخرى؛ بهدف عدم إشاعة أجواء الاحتقان بين مسلمي بقية الأقاليم الصينية، الأمر الذي جعل أخبار الإقليم معتمة بشكل كبير، ولا تعرف إلا عبر بعض الأفراد الذين تسنى لهم مغادرة الصين، ونقل تفاصيل ما حدث في تركستان الشرقية إلى العالم.

وأسفرت اشتباكات يوليو الماضي عن مقتل ما يزيد على 791 شخصا معظمهم من عرقية الهان، بحسب إحصاءات حكومية، أو أكثر من ألف واختفاء 10 آلاف آخرين من مسلمي الإيجور، بحسب إحصاءات تركستانية نقلتها عن شهود عيان الزعيمة الإيجورية ربيعة قدير، التي تعيش بالمنفى في الولايات المتحدة، وترأس مؤتمر الإيجور العالمي الذي ينقل قضية الإيجور إلى المحافل الدولية.

شل الحركة

وفي اتصال هاتفي لـ"إسلام أون لاين.نت" مع الشيخ عبد الأحد حاجي، عضو مجلس إدارة جمعية التربية والتعليم والتعاون الاجتماعي لتركستان الشرقية في مدينة إستانبول بتركيا، قال إنه وفقا لآخر الأخبار التي وردته صباح الجمعة 21 أغسطس الجاري عبر مواطنين حضروا من الإقليم إلى تركيا فإن السلطات الصينية بدأت في سحب جميع هويات المواطنين دون تفريق بين رجال ونساء.

وأضاف أن ذلك يهدف إلى "شل حركة مسلمي تركستان الشرقية بين مدينة وأخرى؛ لأنه من المستحيل أن يتنقلوا بدون بطاقة هوية"، مشيرا إلى أن السلطات الصينية منعت التنقل بين القرى المختلفة إلا بإذن مسبق من السلطات المحلية.

وتتهم الصين جماعات إسلامية في تركستان الشرقية بالسعي لإعادة إقامة دولة إسلامية كانت قائمة بهذا الاسم قبل أن تضمها الصين عنوة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ثم أحكمت قبضتها عليها حين تولى الشيوعيون الحكم عام 1949، وأطلقت عليها اسم "شينجيانج" أي المقاطعة الجديدة التي سعت إلى تحويلها إلى النمط الشيوعي الصيني الملحد خلافا للطابع الإسلامي السائد.

موسم الاعتقالات

ويطلق بعض مسلمي تركستان على رمضان تحت ظل السيطرة الصينية "موسم الاعتقالات"، ذلك أنه يتعرض فيه آلاف الشباب، خاصة ذوي المظاهر الدالة على التدين، للاعتقال، خوفا من أن يشجعوا على قيام مظاهرات احتجاجية وثورات خلال الشهر الكريم.

وبحسب ما نقلته "إسلام أون لاين.نت" عن شهود عيان فإنه من المتوقع أن يكون التضييق على المسلمين في أداء العبادات هذا العام أشد حظرا من الإجراءات التي اتبعتها السلطات الصينية العام الماضى، حين منعت صلاة التراويح كاملة، وختم القرآن في المساجد، ومنعت تنقل الأئمة والحفاظ من إمامة المصلين في مسجد آخر غير مسجده الذي يقع بجانب بيته، وكذلك بالنسبة للمصلين ممنوع عليهم الصلاة إلا في المسجد الذي يقع حيث يسكنون.

أما هذا العام فإن مسلمي الإقليم كلهم قلق من أن يتم منع التراويح نهائيا، أو أن يُسمح بها تحت رقابة صارمة على ألا تزيد مدتها مع صلاة العشاء على 20 دقيقة فقط، وفي مساجد محددة.

ويصدق على كلام الشهود اللوحات التى علقتها السلطات على كل أبواب المساجد فى تركستان، وتحظر بموجبها دخول المسجد على الشباب أقل من 18 عاما وعلى الموظفين والنساء.

وكان بيان حكومي برر اتباع إجراءات مماثلة العام الماضي بأنه: "بالنظر إلى موجة العنف التي شنها متطرفون دينيون وانفصاليون وإرهابيون فإنه يتوجب علينا أن نتصدى لانتشار التعليم الديني الذي يقدمه زعماء دينيون وتلاميذهم".

ويلفت أحد شهود العيان إلى أن المنطقة الجنوبية من تركستان الشرقية، والتي كانت تمثل العاصمة القديمة لها، تتميز بالالتزام بشعائر الإسلام أكثر من المناطق الشمالية؛ لذا كان القرَّاء والحفاظ فيها يتجهون إلى محافظات شمال تركستان لإمامة صلاة التراويح، إلا أنه في رمضان العام الماضي منع الحفاظ والأئمة من الانتقال خارج محافظاتهم، ومن المتوقع أن يستمر المنع هذا العام.

حظر الصيام

ومن مظاهر التضييق التي دأبت على ممارستها السلطات الصينية بحق مسلمي تركستان الشرقية بشكل عام خلال شهر رمضان في معظم الأعوام السابقة أنها تمنع الموظفين المسلمين من أبناء الإقليم العاملين في الحكومة وكذلك الطلاب من الصيام نهائيا بحكم قانون رسمي ومعلن، وفق ما ذكره أحد أئمة تركستان الشرقية المقيم بتركيا لـ"إسلام أون لاين"، طالبا عدم ذكر اسمه.


وأضاف الإمام أن الموظف "إذا ما صام سرا فإن المسئول الصيني يختبره بأن يقدم له الضيافة حتى يعرف هل هو صائم أم لا، وتخصم مصروفات هذه الضيافة الإجبارية من راتبه قسرا، وإذا عُرف أنه صائم إما أن يفصل من وظيفته أو يحجب عنه راتبه".

"ونفس الحال بالنسبة للطلاب فى المدارس والجامعات الذين لا يسمح لهم بإقامة أي شعائر دينية مثل الصلاة والصوم، والطالب الذي يخالف يتم طرده فورا".


أما بالنسبة لغير الموظفين وغير الطلاب فإنه "منذ 10 سنوات كانت الحكومة تمنع الإفطار الجماعي سواء في المسجد أو المنازل، ونتوقع أنه هذا العام ستعيد تطبيق هذا المنع"، وفق ما يقول الإمام التركستاني.

ويتعدى الأمر الصيام والصلاة إلى الزكاة -كما يوضح الإمام التركستاني- والذي أضاف: "أن هذه العبادة (الزكاة) أصبحت صعبة الأداء؛ لأن الشخص الذى يريد أن يدفع الزكاة لا يستطيع أن يقدم الزكاة إلى مستحقيها وفق أولويات من يستحق، فمثلا ممنوع عليه أن يقدمها لطالب علم شرعي فقير، أو لأسر المعتقلين".

ومنذ أن ضمت بكين تركستان إليها عام 1949 وهي تشجع انتقال الصينيين من عرقية الهان على نطاق واسع إلى الإقليم ليسيطروا على ثرواته وتصبح لهم اليد العليا فيه، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة السكان المسلمين في الإقليم من أكثر من 90% قبل هذا التاريخ إلى أكثر بقليل من 40% بحسب أحدث الإحصاءات لصالح تزايد أعداد الهان الوافدين من بقية الأقاليم الصينية.

المصدر : إسلام أون لاين


كلمة للشيخ أبو يحيى الليبي لما يجري في تركستان الشرقية بعنوان - تركستان الشرقية الجرح المنسي



































وهذه الصور تظهر عصابات الصينيين وقد إستفردت بمسلم إيغوري في تركستان الشرقية حيث يضربوه حتى الموت.





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق