الخميس، 1 نوفمبر 2012

القصة الكاملة لأحد أخطر الجواسيس الفلسطينيين والذي عمل لصالح العدو اليهودي


المعلومات الخاصة من المفترض أن يتم تداولها في ظل مستويات وأطر محددة، أما غير ذلك فهو لا يصح لأن "الثقة لا تلغي الحذر" والمعرفة يجب أن تكون على قدر الحاجة، كما أن ثقتنا بالأشخاص من حولنا يجب ألا تكون مبرراً لأن نقدم لهم كل ما لدينا من معلومات، فحفظ أسرار الفرد او الجماعة تعتبر أولوية من الأولويات التي يجب عدم إغفالها ، وتداول المعلومات يجب أن يكون في الموقف المناسب وللشخص المناسب.
موقع قولوها ينشر اعترافات أحد العملاء الخطيرين الذين عملوا في مجال الصحافة واستفادوا من ثرثرة أفراد وقيادات المقاومة . فبهدوء شديد يسرد أحد العملاء قصة سقوطه في لج العمالة حيث قال " انهيت دراستي الجامعية في العام 1986 وحصلت على بكالوريوس لغة عربية ثم عملت داخل الخط الأخضر عدة اعوام ثم حضرت دورة في القدس حول الصحافة والاعلام وبعدها عملت في المجال الصحفي حتى العام 2001 و أخيرا عملت كباحث ميداني لمركز بيتسيلم الصهيوني لحقوق الانسان .

ابتزاز و تورط ،
وأضاف بدأ ارتباطي مع ضباط المخابرات الصهيونية في العام 1996 حين قرأت اعلانا للقوى العاملة في احدى الصحف لمن يريد أي وظيفة في دولة الاحتلال من الضفة والقطاع ، وبالفعل تقدمت و أرسلت سيرة ذاتية على الفاكس على الرقم الموجود في الاعلان وبعد فترة جاءني الرد ليعلموني بقبولي في وظيفة في المجال الصحفي عبر مؤسسة أسموها باسم مركز دراسات استراتيجي للشرق الاوسط وكانوا يطلبون تقارير حول البنى الاستراتيجية في غزة وتواصلت في العمل الى ما قبل احداث النفق حيث كان هناك متغيرات سياسية وحينها اخبروني ان العمل في هذا المركز توقف وحولوني للعمل في مكتب صحفي صهيونية مباشرة كانوا يقولون انهم يوزعون خدمات صحفية على الصحف الى ان دعوني الى حضور حفل للمكتب وهناك عرفوني على شخصية صهيونية يعمل دراسات حول الشرق الاوسط وحينها شعرت انه ضابط ارتباط في المخابرات وليس خبيرا ومع ذلك واصلت ارسال المواد التي يطلبها لأن ما أرسله مجرد تقارير صحفية ولا يوجد بها أي لبس أمني – على حد قوله - وبعد سنة من هذا العمل مع هذا الضابط الصهيوني قررت ان أتوقف عن تزويده بالمعلومات ولكنه أوضح علانية انه ضابط مخابرات وأنني أعمل مع المخابرات الصهيونية وهددني بأن لي صورا معه وهو يرتدي الزي العسكري وكنت الى جواره في الصورة وكانت الصور حميمية جدا ما أثر علي ، و دفعني الى الاستمرار و عملي كان من خلال ضابطين أطلقا على نفسيهما فوزي و ديفيد .
كيف تفكر الناس ؟

!!
وأشار العميل انه "في تلك الفترة لم يكن هناك تكليف سوى استقراء الحالة العامة في غزة ، و ما يشغل الناس والشخصيات القيادية كيف تفكر وكان الاتصال يتم عبر الهاتف النقال او عبر الهاتف الثابت ولم يكن ارتباطي معهم بشكل عادي ولكن حاولوا تطوير قدراتي للحصول على المعلومات وطلبوا مني اخذ دورات في الكمبيوتر والانترنت وقبل الانتفاضة تركزت مطالبهم مني على متابعة الحركات الاسلامية وقياداتها وعمل لقاءات صحفية معهم والحصول على المعلومات ، واستغليت عملي الصحفي مع عدد من المجلات والصحف العربية للوصول الى القيادات الاسلامية والوطنية وفي احيان كثيرة كان ضابط المخابرات يحدد لي الاسئلة وكانوا يركزون على علاقة الجناح السياسي بالجناح العسكري هذا بالنسبة لحماس اما بالنسبة للسلطة كانوا يركزون على كيفية علاقة السلطة بحركة حماس ، وطلب مني محاولة اجراء لقاء صحفي مع محمد ضيف الذي كان يقود الجناح العسكري لحركة حماس في ذلك الوقت و طلبت ذلك من أحد قادة حماس خلال لقاء صحفي معه لكنه نفى معرفته به و فشلت ( وحسب ضباط التحقيق كان غانم قد أسس مكتب السفير للصحافة والاعلام وعمل مع صحف ومجلات عربية ) .

رصد رجال المقاومة ،
وأضاف :

في بداية الانتفاضة طلب مني الضابط المسئول تكثيف العمل وكانت مهامي متابعة الحالة الشعبية والمسيرات ثم طلب مني أسماء المسلحين بشكل عام من كافة التنظيمات و حماس وفي بعض الاحيان متابعة بعض قادة الانتفاضة والالتقاء بهم كما كنت أدعو عناصر المقاومة الى منزلي وكانوا يسهرون عندي بشكل متواصل خاصة من كتائب شهداء الاقصى ولجان المقاومة الشعبية كل على حدة حيث ما كان يهم ضابط الارتباط معي معرفته المشاكل بين هذين التنظيمين والمشاكل في فتح والمشاكل بين عناصر المقاومة وكنت بقليل جهد أعرف كل هذه المعلومات لأن العناصر كانوا يتبرعون وحدهم بالتفاخر والحديث عن قصص كانت تحدث معهم في السهرات التي كنت أنظمها في بيتي .
أموال و اتصالات متطورة
وحول المبالغ المالية التي كان يتلقاها اوضح انه في الفترة الاولى من عملي مع المخابرات الصهيونية كنت أتقاضى 1500 شيكل شهريا ( 400 $ ) قبل الانتفاضة ولكن بعد ذلك في الانتفاضة ارتفع المبلغ بشكل كبير ، وتغيرت طريقة الاتصال حيث اصبحت عبر الانترنت بالاضافة الى الاتصال المباشر عبر الخلوي وأعطوني ديسكا خاصا للاتصال أيضا ، و كل 3-4 شهور يرسلون لي مبلغاً من المال .
اغتيال و اجرام
واعترف عميل المخابرات الصهيونية بقيامه بعمليات قذرة ومنها متابعة عناصر المقاومة حيث قال " تابعت عددا من أعضاء المقاومة ومنهم جمال عبد الرازق من قادة حركة فتح الذي تم اغتياله و راقبته أربع أيام و يوما طلب مني الوقوف على دوار العودة وعندما تمر سيارة عوني (زميل جمال ) اخبرهم هل جمال معه في السيارة أم لا ؟ ، ووقفت على الدوار ومكثت فترة ولم تمر السيارة فوقفت مع شرطي المرور أحادثه وبعدما طالت الفترة اتصلت بضابط المخابرات وقلت له سأعود الى البيت وحينها مرت سيارة عوني وبها جمال فأخبرته بنوع ولون السيارة وقلت له ان جمال في السيارة ووصفت له طريق سيره وبعد ربع ساعة سمعت صوت الانفجار وعلمت انه تم اغتيال جمال في حين ان الضابط أخبرني أنهم يريدون فقط " قرص أذنه " وظننت أنها مجرد عملية اعتقال وان لم أستبعد أن يتم اغتياله وبعد ساعة من الاغتيال اتصل ضابط المخابرات ليقول لي ان جمال قاوم اعتقاله لذلك تم اغتياله وخفت حينها ان يكشف أمري ، و أصبت بحالة نفسية سيئة فطمأنني وقال ان كل الامور تحت السيطرة واذا شعر بنوع من الخطر علي سيخبرني وان له عيونا في كل مكان .
معلومات مجانية،
واضاف :
كما طلب مني معرفة كيف يفكر أعضاء المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الاقصى و تسليحهم و نظرتهم للسلطة الفلسطينية ، فكنت أدعوهم عندي على البيت واعرض عليهم خدماتي وبعضهم من المطلوبين كان ينام عندي أحيانا وطلب مني ضابط المخابرات أن أعرض عليهم تزويدهم بأجهزة كمبيوتر كمساهمة مني لهم ووافقوا ولكن قبل ان استلم الأجهزة من الضابط أبلغوني رفضهم لهديتي ، واستطعت الوصول الى كثير من قادة المقاومة الشعبية وأجري معهم نقاشات من خلالها اعرف الكثير من المعلومات حيث أحيانا كنت أستثيرهم فيدلون بما عندهم من معلومات ، و الأكثر أنهم يتبرعون في طرح خلافاتهم و مشاكلهم الشخصية و نشر بطولاتهم أمامي!!.
وواصل العميل اعترافاته حيث قال بعد فترة زاد حجم الطلبات التي يطلبونها بعد زيادة ثقتهم بي حيث اجروا لي ثلاث اختبارات على جهاز كشف الكذب وحينها بدأوا يرسلون لي أوامر الى عناصر آخرين يعملون معهم أرسلها عبر الانترنت أو أقوم بوضعها في علب كبريت او صناديق دخان في نقاط ميتة و أماكن عامة هادئة نسبيا في رفح و غزة يتسلمها العناصر ثم اصبحوا يرسلون أموالا ضخمة لتسليمها للعملاء بنفس الطريقة ايضا وفي احدى المرات تسلمت 5 آلاف دولار و عشرة آلاف شيكل أي ما يعادل 2500 دولار جزء منها لي و البقية توزع على العملاء الذين لا أعرفهم و آخر مبلغ تسلمته كان 7000 دولار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق