الاثنين، 12 نوفمبر 2012

الاردن بؤرة الفساد في الشرق الاوسط ..من الملكة رانيا وتعريها على شواطئ ايطاليا الى السجن 13 عاما للمدير السابق للمخابرات الاردنية بعدة تهم وغرامة 30 مليون دولار واستعادة أموال مسروقة بـ 37 مليونا

مفاجأة من العيار الثقيل وفي توقيت سياسي حساس للغاية راقبها الأردنيون صباح الأحد وهم يسمعون محكمة الجنايات تنطق بحكم قاس للغاية لم يكن متوقعا بحق الرجل الذي كان أقوى رموز الحكم في الفترة ما بين 2005 و2008.
محور العقوبة المقررة في الجنايات والجنح 13 عاما وثلاثة أشهر من السجن مع الشغل والنفاذ واستعادة أموال مسروقة تصل إلى 37 مليون دولار ودفع غرامه تصل إلى ثلاثين مليون دولار على الأقل.
ذلك طبعا بعد إدانة الجنرال محمد الذهبي بتهمة غسيل الأموال والرشوة والإختلاس واستثمار الوظيفة وبعد اعتماد العقوبات الأخفض إثر الإدانة.
الجنرال محمد الذهبي صاحب الجولات والصولات الذي شكل حكومات وأقال أخرى وصنع وزراء وأطاح بغيرهم وأسس سرا مجموعات نشطاء وهيئات سياسية قبل ان يتفوق في النقطة الأكثر إثارة للحرج وهي استهداف مؤسسة القصر الملكي نفسها والإطاحة ببعض رموزها وإثارة حساسيات الهوية في المملكة.
قررت المحكمة هذه العقوبة بحق الرجل الذي حكم المعادلة عمليا وبشكل قاس غير متوقع بعد سلسلة من الشائعات والتطمينات التي دفعت عائلته والمحسوبين عليه للإطمئنان قليلا إلى أن الحكم قد لا يزيد عن عام وينتهي بخروج الذهبي الشهر المقبل بسبب توقيفه منذ تسعة أشهر عمليا.
حيثيات الحكم منطلقة من حيثيات لائحة الإتهام والذهبي حظي حسب الخبراء بفريق دفاع ضعيف وانشغل في توجيه شكاوى قانونية ضد صحف نشرت أخبار قضيته وكانت تدين له بالولاء الأعمى أيام وجوده بالحكم كما انشغل بالشكوى على شهود من رجاله السابقين أكثر من الانشغال في تحضير الدفاع عن قضيته حسب مصدر مطلع تماما على مجريات القضية.
النيابة تمكنت بهذا المعنى من تقديم قضية متماسكة في كل الاتهامات الموجهة للذهبي وإنتهى المشهد بأقسى حكم يحظى به رئيس سابق لجهاز المخابرات وفي توقيت يفترض ان يكون مفيدا لجميع الأطراف وفي عدة اتجاهات.
مسيرة الرجل مثيرة جدا للجدل فقد كان ضابطا إداريا بسيطا وعمل سكرتيرا ثم مديرا لمكتب مدراء مخابرات عريقين بينهم سميح البطيخي والراحل سعد خير إلى أن قفز به الفريق الليبرالي في الحكم لموقع الرجل الثاني في الجهاز ليعين نائبا للمدير يقوم عمليا بمهام المدير قبل تسميته فعلا مديرا لأهم الأجهزة الأمنية في البلاد.
خلال أشهر قليلة أقال الذهبي العشرات من ألمع وأكفأ ضباط وجنرالات الجهاز وأبعد آخرين لإزاحتهم عن طريقه من بينهم المدير الحالي للجهاز اللواء فيصل الشوبكي الذي دفع الذهبي باتجاه إبعاده عن السلك الأمني لأربع سنوات وتعيينه سفيرا في المغرب قبل عودته منذ أكثر من عام بقليل ليساهم في احتواء الحراك وإعادة إنتاج المشهد الداخلي.
وخلال العام الأول له فقط في إدارة المؤسسة الأمنية العريقة التي تحملت الكثير من الأذى بسبب جنرالها سيطر الذهبي على كل صغيرة وكبيرة في أجهزة الدولة وسرعان ما انقلب على حلفائه في إدارة الديوان الملكي في اللحظة التي عين فيها شقيقه نادر الذهبي رئيسا للوزراء في مفارقة 'أخوية' تحصل لأول مرة عمليا في تاريخ الأردن حيث تصبح الحكومة والمخابرات بيد شقيقين من عائلة واحدة تعتبر من العائلات الصغيرة جدا في البلاد.
زور الذهبي الانتخابات بطريقة علنية عام 2007 عبر سيطرته على غرف عمليات الاقتراع والفرز.. لاحقا سيطر على مجلس النواب وبدأ يمازح بعضهم علنا في السهرات كاشفا أسرار عدد الأصوات التي حجبها عنهم أو زادها لهم إلى أن شكلت تعليقاته الساخرة العلنية الوثيقة الأولى السمعية التي دفعت كل اجهزة الدولة للإعتراف بتزوير الانتخابات.
حتى يتم إقصاء شخصيات كبيرة من إدارة الحكم وبعض رموز التيار الليبرالي إستعان الذهبي بنخبة كبيرة من الصحافيين وسيطر على إيقاع الإعلام وأطاح بكل خصومه منتجا كمية هائلة من التجاذب الاجتماعي على قاعدة الأصول والمنابت.
بعدما ضاق النظام ذرعا بتصرفاته أقيل على نحو مفاجىء بعد ساعات قليلة من عودته من رحلة عمل إلى إسرائيل وتم اختيار ضابط متواضع آخر لم يكن في الصدارة بدلا منه بسبب الاستعجال على توفير بديل هو الجنرال محمد الرقاد.
رفض الذهبي بعد إقالته اللجوء للصمت فأكثر من الظهور في بيوت العزاء والمطاعم والجلسات السياسية واصطحب صديقه الفلسطيني محمد دحلان إلى مناسبات إجتماعية عريضة في المحافظات وبدأ يسرب بعض أسرار الدولة ويطلق التصريحات مستثمرا صداقاته مع بعض الإعلاميين.
وكما علمت 'القدس العربي' تم إيفاد ثلاثة مبعوثين للذهبي يطالبونه بلزوم الهدوء وتجنب الظهور العلني كان من بينهم شقيق له و رجل أعمال يقيم في سويسرا ووزير الأوقاف الأسبق أحمد هليل.
وتجلت نقطة الإثارة الأكبر عندما ورط أحد المراسلين الصحافيين من أصدقاء الذهبي صديقه الجنرال بحديث صحافي علني لصحيفة لبنانية تخلله انتقادات للحكم وإدعاءات بالوطنية وكشف لبعض اسرار الاتصالات بحماس.
ومع بداية العام الحالي تقدم مستثمرون عراقيون بشكاوى رسمية يقولون فيها بأنهم دفعوا مالا للذهبي مقابل جوازات سفر وتسهيلات لم يحصلوا عليها وأرسلت وحدة التدقيق بغسيل الأموال في البنك المركزي مذكرة رسمية تتضمن الاشتباه بحركة غير طبيعية في بعض المال المحول من الخارج وسرعان ما صدر (ضوء أخضر) على إيقاع الربيع العربي يأمر بالتحقيق في ملف غسيل الأموال حرصا على سمعة الاقتصاد الأردني.
عمليات التحقيق الأولى قادت للجنرال الذهبي وشكاوى رجال الأعمال العراقيين قدمت رسميا للمحاكم لتبدأ واحدة من أكثر المحاكمات إثارة تضمنت شهادات لم تكن متوقعة أدلى خلالها ضباط متقاعدون بإفادات تتعلق بفساد مديرهم السابق.
قررت المحكمة سجن الرجل تحت ذمة التحقيق ورفض طلب الإفراج عنه بكفالة 17 مرة ودخل السجن قبل ثمانية أشهر لتنتهي محاكمته الأحد بقرار مغلظ من حيث العقوبات.
هذا الحكم يفيد الإيقاع العام عبر الإطاحة بأحد الذين ينادي الحراك الشعبي بالإطاحة بهم ويبعث برسالة إيجابية قبيل الانتخابات المقبلة قوامها ان من زور انتخابات عام 2007 سيقضي فترات طويلة في السجن والرسالة السياسية تقول ضمنيا بأن أخطاء رجال الحكم والنظام لا يمكنها أن تكون أخطاء النظام نفسه فقد تعهد الملك شخصيا بملاحقة الفساد كما فعل رؤساء وزارات متعددون.
الحكم القاسي على الذهبي يسدل الستارة على قضية شائكة لرجل في منتهى الإثارة والجدل كان في الصدارة فحاول التلاعب بملفات داخلية وإقليمية ثم انهار فجأة بعدما توهم بانه (جنرال القوة الذي لا يهزم).
لكن مسيرة هذا الجنرال الشاب قصير القامة وبصرف النظر عن الجانب القضائي والقانوني في القضية تثبت حتى لاوساط القرار والحكم بأن الخطأ الحقيقي بدأ في اللحظة التي سمح له فيها بقفزة كبيرة أو بلقمة أكبر من حلقه على حد تعبير أحد الجنرالات.


1  ابن البلد - يمهل ولا يهمل
لكل فرعون نهايه مهما طغى وتجبر فالسجن له اصغر وفي الاخره سيصلى ان شاء الله صقر- الظلم ظلمات والحق اكبر--- هذه نهايه كل من يظلم ويسرق ويتلاعب في قوت الشعب وحريته - حتى الصوت الامانه في الانتخابات زوره لماذا ولمن ؟عذاب الدنياهين مقابل عذاب الاخره-ارجو ان يكون عظه لغيره وان يخافو الله في هذا الشعب الطيب اعيدو الاموال التي نهبتوهاللبلد فهي بحاجه لها واحق بها من بنوك الغرب -ستموتون -ستحاكمون-ستسجنون-وتبقى اموالكم في بنوك سريه تحت ارقام سريه يستفيد منها غيركم من لا يخافون ولا يعرفون الله --- اتفو الله اعتبرو يا اولي الالباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق