السبت، 1 ديسمبر 2012

سوريا..لا طيارة ولا تليفون


احتدمت المعارك في ريف العاصمة السورية أمس، بين الثوار وقوات الرئيس بشار الأسد، حيث تواصلت الاشتباكات التي أجبرت على إبقاء مطار دمشق مغلقاً لليوم الثاني على التوالي وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاتصالات والانترنت وسط ارتباك قوات النظام التي ردت بقصف الأحياء الجنوبية للعاصمة، في حين خرجت تظاهرات حاشدة في جمعة «ريف دمشق: اصابع النصر فوق القصر»، في اشارة الى قصر الأسد.
وخرجت تظاهرات حاشدة ضمت الآلاف امس تطالب بالهجوم على القصر الجمهوري وكذلك «تطهير الجيش الحر»، في اول انتقادات بهذا الوضوح من متظاهرين للجيش الحر الذي يقاتل ضد النظام ويؤخذ عليه انتهاكات ضد المدنيين.
ووجه الناشطون اليوم الدعوة عبر صفحات موقع «فيسبوك» للتظاهر ضد النظام تحت شعار «ريف دمشق: اصابع النصر فوق القصر»، في اشارة الى معارك ريف دمشق الضارية المتواصلة منذ اسابيع والتي ينظر اليها المعارضون على انها مدخل الى العاصمة وبالتالي الى القصر الرئاسي حيث بشار الاسد.
وهتفت تظاهرة في حي الشعار في مدينة حلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» الالكتروني، :«الشعب يريد اصلاح الجيش الحر».
وفي عندان في ريف حلب، حمل متظاهرون، بحسب شريط فيديو آخر، لافتة كتب عليها: «سنزيل بصمات العار عن جبين الثورة»، بينما هتف المشاركون «الشعب يريد تطهير الثورة».
معركة المطار
في هذه الاجواء، قال ناشطون ان قوات النظام اشتبكت مع مقاتلي الجيش الحر الذين يحاولون الاطاحة بالأسد في محيط بلدتي عقربا وببيلا على الاطراف الجنوبية الشرقية لدمشق.

واخبر ساكن بوسط دمشق وكالة «رويترز» انه يستطيع رؤية دخان اسود يتصاعد من شرق المدينة وجنوبها وانه يسمع دوي قصف متواصل. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطائرات قصفت اهدافا في المناطق الريفية في محيط عقربا وببيلا التي اشتبك فيها المقاتلون مع القوات الحكومية.
وقال دبلوماسي في دمشق إنه يعتقد ان تصعيد القتال في محيط العاصمة جزء من عملية هجومية للنظام هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرته عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها الثوار في جنوب دمشق وشرقها.
وافاد ناشطون ان قوات الاسد تقصف ايضا مدينة داريا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة لمنع الثوار من تعزيز سيطرتهم على منطقة قد تعطي لهم مجالا لحرية الحركة في جزء من طريق دائري من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي للمناطق الواقعة على الاطراف خارج دمشق.
وقال دبلوماسي: «انا لا اعلم ما اذا كان القصف نجح في تقهقر مقاتلي الجيش الحر.. فالتجربة تظهر انهم يعودون بسرعة على أية حال». وأضاف: «يبدو اننا ندخل مرحلة حاسمة من هجوم دمشق».
إغلاق المطار
من جهته، قال مسؤول بشركة للطيران إن مطار دمشق لا يستقبل رحلات أمس لليوم الثاني. وأضاف المسؤول: «شركات الطيران لا تعمل في دمشق لأن المطار لا يستقبل اي رحلات»، فيما قالت مسؤولة في شركة الطيران السورية إن الإغلاق كان «بسبب الصيانة وعطل فني، وعاد للعمل مجدداً».

ولفت المرصد السوري الى مقتل موظفين اثنين في المطار باطلاق النار. وذكر ان السلطات اقفلت طريق المطار بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت على اطراف الطريق. واوضح مصدر ملاحي من جهته ان اي طائرة تابعة لشركة خارجية لم تحط بعد في مطار دمشق.
اتصالات مقطوعة
ولم تتمكن وكالة «فرانس برس» من اجراء اتصالات عبر الانترنت او عبر الهاتف في اتجاه خطوط ثابتة ومحمولة في العاصمة السورية. وقال شاهد عيان، وهو محاسب مقيم في دمشق لـ«فرانس برس»، ان «انقطاع الاتصالات اثر على عمل الشركة».

واضاف: «لا بد من ايجاد حل سريع وكأنه لا يكفينا المشاكل الناتجة عن العقوبات الاقتصادية وارتفاع كلفة النقل». وقالت شاهدة عيان اخرى وهي ربة منزل: «انا مضطربة بسبب انقطاع الاتصالات. فابني المقيم في الخارج يتصل بي يوميا للاطمئنان علي. لا استطيع الآن التواصل معه. الوضع متوتر في المدينة، وانا وحدي، ولا بد انه قلق علي الآن».
وأوضح المرصد لـ«فرانس برس» انه «ولليوم الثاني على التوالي، تبقى خدمة الانترنت مقطوعة في كافة الاراضي السورية. في بعض المناطق يتم الولوج الى الانترنت بصعوبة كبيرة». واردف: «كذلك الأمر بالنسبة الى الاتصالات الهاتفية».
واتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بقطع شبكات الاتصالات، منددة «بهذا الانتهاك لحريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري».
حقل نفط
انسحبت القوات النظامية السورية من حقل نفطي في محافظة دير الزور في شرق سوريا الحدودية مع العراق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان «القوات النظامية انسحبت من حقل العمر النفطي الواقع شمال مدينة الميادين وبذلك تفقد القوات النظامية آخر مراكز تواجد لها شرق مدينة دير الزور». أ.ف.ب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق