السبت، 15 ديسمبر 2012

حجاب العقل وحجاب الرأس، خيط صغير، خيط فاصل، خيط واه جداً، تعرفه غالبية المبدعات والمثقفات

كانت الوحشية التي عانينا منها نحن النساء مستترة، كنا نلمحها بتصرفات المثقفين معنا، كان يكفي أن تكوني امرأة، كي يتم دعوتك الى عدة مؤتمرات، وفي حال لم تجدي قبولا للصورة المرسومة للمرأة الكاتبة، إما قبيحة وجدية، وهذه مصنفة لدى المثقفين من جنس الرجال، وإما جميلة غبية، وهذه فرصة لهم لاثبات ذكورتهم، الكثير من المثقفين الذي وجدوا مسرحا لخيال ظلهم فيما يروجونه عن النساء ، ومن الاستخفاف بهم، عانت منه الكثير من المثقفات والمبدعات، بدءا من الاشاعات إلى الغمز واللمز، والنظرة الدونية لهن، ولكن كان يكفي اتباع مبدأ الباطنية والسترة المجتمعية ، والعيش بازداوجية المعايير للنجاة من تلك الوحشية، لذلك الأن، عندما تخرج هذه الوحشية الى شكلها العلني في هذه المرحلة التي تطال الأحقاد والأوحال والثرثرات الجميع، أقف متأملة فيها، بين حجاب العقل، وحجاب الرأس، خيط صغير، خيط فاصل، خيط واه جداً، تعرفه غالبية المبدعات والمثقفات، ربما يتواري قسم كبير منهن خلفه، لأنهن لايطمحن أن يكن في مرمى نيران الكراهية والتغيير، وهذا حق انساني مشروع، لأن ما رأيناه وتعرضنا له من انتهاك حياتنا الشخصية والعامة ، يتطلب منا قوة جبارة، وربما يحتاج الأن لتأمل في حال النساء اللواتي وقفن وخرجن مع الثورة، لقد كن في غالبيتهن خارج الأطر والتقاليد، وكن قويات بما يكفي، لتجاوز كل أنواع التشويه والتنشيع الذي تعرضن له، نعم لقد خطر لي يوماً، بعد حملة التشهيرات الكبيرة التي طالت عددا من النساء، ثم تسلى بها العديد من المثقفين والمثقفات، أن أقول لهم: يا اوغاد أين تلعبون، لقد كنت في السادسة عشر من عمري عندما رميت ورائي كل هذه الترهات ومضيت في الريح!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق