الخميس، 6 ديسمبر 2012

قصة زينب بنت جحش


هذه القصة تستحق التمحيص فقد نزل فيها القرآن الكريم و اشتملت على عدة أحكام خالفت أحكام الجاهلية و ذكر فيها بعض المفسرين من المسلمين ما يشوهها و يخرجها عن حقيقتها كما ذكروا في قصة يوسف و زليخا و داود و امرأة أوريا.مثل أن رسول الله صلى الله عليه وسلمجاء إلى منزل زوجها زيد و كان غائبا فرآها تغتسل فقال سبحان خالقك أو أن الهواء رفع الستر فرآها نائمة فوقعت في نفسه فقال شبه ذلك و أنه لما جاء زيد أخبرته فظن إنها وقعت في نفسه فأراد طلاقها ليتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال له أمسك عليك زوجك و نحو ذلك و استغل ذلك من يريد عيب الإسلام. و الحقيقة أن زينب كانت بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلملأن أمها أميمة بنت عبد المطلب و قد كان صلى الله عليه وسلميعرفها طفلة و شابة و هي بمنزلة إحدى بناته و هذا يكذب أنه لما رآها وقعت في قلبه ثم هو الذي خطبها على زيد مولاه و ساق عنه المهر فلو كان لها هذا الجمال البارع و هذه لمكانة ]المكانة[ من قلبه لخطبها إلى أهلها بدلا من أن يخطبها على مولاه و لكان أهلها أسرع إلى إجابته من إجابتهم إلى تزويجها بمولاه و عتيقه و احتمال أنها وقعت في قلبه بعد ما تزوجت و لم تقع في قلبه و هي خلية سخيف كما ترى فإن دواعي الطبيعة قبل تزوجها أكثر و أشد و لكن زينب كانت تستطيل على زيد بقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلمو إنها ابنة عمته و إنها قرشية و هو مولى و العرب ترى التزوج بالموالي عارا و إنما زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلمبزيد كسرا لنخوة الجاهلية و رغما عن إبائها و إباء عمها عبد الله حتى نزل فيهما على بعض الروايات و ما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا فلم يجدا بدا من إطاعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلمو كان تزويجها بزيد عن غير رغبة منها أحد أسباب نفورها منه.فاشتكى زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلممرارا سوء خلقها معه و أراد طلاقها و الرسول صلى الله عليه وسلميقول له أمسك عليك زوجك.ثم لما طال به الأمر طلقها و كان رسول الله صلى الله عليه وسلمقد تبناه فكان يقال له زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقيل زيد بن حارثة و كان أهل الجاهلية يجرون على المتبني أحكام الابن النسبي من الميراث و تحريم النكاح فأنزل الله تعالى: و ما جعل أدعياءكم ابناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل. فلما طلقها أراد رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يتزوجها ليمحو تلك العادة الجاهلية بالفعل كما محيت بالقول و بقي في نفسه بعض الإحجام لما عسى أن يقوله الناس في مخالفة هذه العادة المتأصلة في نفوسهم فيقولوا تزوج زوجة ابنه فخاطبه الله تعالى مقويا عزيمته بقوله: و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه فنفذ ما أمره الله تعالى به من إبطال أحكام الجاهلية و تزوجها فنزل قوله تعالى: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق