الخميس، 18 أكتوبر 2012

اللهم انصر إسرائيل على إيران ؟!


يتوجه حجاج هذا العام إلى مكة ومنى والمشعر الحرام كعادتهم كل عام استجابة للنداء الرباني (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) ... وهناك على صعيد عرفات حيث تنعدم الفوارق الدنيوية المصطنعة , وتتحقق المساواة , وتتوطد علاقة الإنسان مع خالقه , وتتجلى الأخوة الإسلامية بأجلي صورها .
هناك يكتشف المسلمون أن الحج منحة إلهية عظيمة, ومنافع مادية ومعنوية لا تحصى , ظهر بعضها واضحا للعيان, وما لم يظهر أكثر وأعظم , ولو استثمر المسلمون هذا البعض الظاهر فقط لتحققت لهم المقولة الربانية (كنتم خير امة أخرجت للناس) ولكن من أين لهم ذلك وزمام ناقتهم بيد القرضاوي وأمثاله.

تصريحات القرضاوي الطائفية البغيضة ليست جديدة , فالرجل غارق في الطائفية من رأسه حتى أخمص قدميه , ولكن تصريحه الأخير الذي يدعو فيه حجاج بيت الله الحرام إلى الدعاء على إيران يحمل بين طياته سوابق خطيرة على المجتمع الإسلامي (المهلهل) أصلا والذي لا يحتاج إلى زيادة نفخ في نيرانه .

السابقة الأولى
استغلال شعيرة الحج التي هي من ابرز مصاديق الوحدة الإسلامية , ومحاولة حرف مسارها لتتحول إلى مصدر للفرقة والتحزب والطائفية .

السابقة الثانية
إحياء لبدعة أماتها الله وهي السب على منابر الجمعة التي سنها الأمويون بحق أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لأكثر من ثمانين سنة ... ولو تحققت مساعي هذا الشيخ المفتن في إحيائها –لا سمح الله- فإن ثقافة التلاعن والتشاتم ستكون هي السائدة بين المسلمين في الحج عوضا عن ثقافة (التعارف) والمحبة والسلام , وفي ذلك سخط للخالق ومضحكة للأعداء المتربصين .

السابقة الثالثة

الدعاء على إيران هو تجسيد للطائفية وفي نفس الوقت هو دعاء بزوال أقوى وأمنع دولة إسلامية وعدو لدود لكل من أمريكا وإسرائيل وحلفائها , وحتما ستكون احد أهم فقرات هذا الدعاء  (اللهم انصر أمريكا وإسرائيل على إيران ؟!). 


السابقة الرابعة
القرضاوي يمتلك روحين شفافتين متناقضتين ... الأولى يهرول بها بين جبال مكة وشعابها داعيا الله أن (يدمر) إيران ويزيلها من الوجود ... والثانية يهرول بها بين جبال أفغانستان وشعابها داعيا و(متوسلا) حركة طالبان المتطرفة
 أن لا (تدمر) صنم (بوذا) ليس لأجل الله أوالإنسانية بل لترضى عنه اليهود والنصارى.

السابقة الخامسة
تعودنا مع كل انتصار أو انجاز علمي لإيران أو حزب الله أن يصاب هذا الشيخ الثمانيني بحالة من التوتر فيخرج عن سمته ووقارة ويدلي بتصريحات تكشف عن ما بداخلة , وليس لدينا شك انه لا يتمنى ولا يود أن تحقق إيران أو حزب الله أي انتصار على إسرائيل , لأنه يشعر أن مصيره مرتبط بإسرائيل وان زواله بزوالها .
في الختام أسأل الله بكل الحب والمودة أن يديم الصحة والسلامة لهذا الشيخ وأن يطيل عمره لينعم (مُكرها) بزوال دويلة إسرائيل .

السيد أحمد العلي النمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق