الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

العنف في العراق: 2.3 مليون أرملة و9 عراقيات على الأقل يصبحن أرامل يوميا

أظهرت دراسات علمية قامت بها جامعة بغداد أن كل تسع نساء عراقيات على الأقل يصبحن أرامل يوميا في العراق جراء العنف المتزايد وأن أعداد الأطفال اليتامى نتيجة لذلك آخذ فى التصاعد.
واوضحت هذه الدراسات أن" النساء والأطفال يدفعون ثمنا باهظا نتيجة للنزاعات في العراق سيما بعد احداث 22 من شباط فبراير بعد تدمير قبة الامامين العسكرين بسامراء."
ووفقا للداسة التي أعلنها تقرير الامم المتحدة (اليونامي) في العراق"يؤدي العنف السائد إلى زيادة ضعف النساء والأطفال وكبار السن وإعاقة حصولهم على التعليم والرعاية الصحة وتؤثر سلباً على مستوى معيشتهم."
ووفقا للدراسة "أصبحت المدارس والأطفال عرضة للعنف الطائفي، وبسبب إزدياد الجرائم التي تستهدف الأطفال والهجمات التي تستهدف المدارس وارتفاع وتيرة العنف العام، قلّت مستويات ذهاب الطلبة إلى المدارس."
وبحسب تقرير الامم المتحدة "تتواصل التقارير الواردة إلى بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق من قبل أفراد ومنظمات غير حكومية، تُشير إلى أن النساء يتعرضن للتحرش والترويع إذا ما التزمن بإرتداء الزي التقليدي، وتم تدعيم هذا التحرش عن طريق توزيع البيانات والرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة."
وبحسب الدراسة فإن"هناك تزايدا في نسبة الجرائم التي تسمى (جرائم الشرف)والتي تشمل العنف الأسري والقتل بالاضافة الي الاختطاف."
وقالت الدراسة "إن حكومة اقليم كردستان اكدت أنّه يوجد ما يزيد عن 534 إمرأة قد يكنّ ضحايا لما يُسمّى (القتل دفاعاً عن الشرف) منذ بدء العام 2006".
وعلى الرغم من أنه تم تجريم هذه الممارسات، فإن رجال الشرطة" لا يُنفذون التشريعات القائمة ويميلون الى التساهل مع المتهمين." بحسب الدراسة .
وبحسب تقرير الامم المتحدة "تُشير التقارير إلى وجود حالات تم فيها استغلال النساء العراقيات من قِبل قوات الأمن العراقية للضغط على أفراد عائلتهن الذكور من اجل تسليم أنفسهم."
ويتابع التقرير" أبلغت عائلة تُقيم في منطقة العامرية أنه أثناء عملية مداهمة أمسك ضابط الشرطة بالأم من شعرها وضرب رأسها بالحائط عدة مرات ليُجبر أخاها، الذي كان مُسلحاً ومختبئأً في الطابق العلوى على الاستسلام."
ويزيد التقرير"وفي حالة أُخرى، أبلغت الضحية أن ضابط الشرطة حاول إجبارها على ممارسة الجنس معه مقابل إطلاق سراح زوجها وابنها."
من جهة اخرى كشفت دراسة ميدانية عن ان عدد الارامل في العراق في تزايد مستمر، جراء دوامة العنف والسيارات المفخخة والعمليات الارهابية، التي يشهدها العراق، محذرة من مغبة هذه الظاهرة ونتائجها السلبية على المجتمع العراقي. وأوضحت الدراسة، التي اعدتها منظمة «عراقيات»، ان هناك اكثر من 2.3 مليون أرملة في العراق، من بينهن 400 ألف أرملة في بغداد وحدها، والبقية يتوزعن في مختلف المحافظات العراقية. مشيرة الى ان العراق اصبح يعرف «ببلد الأرامل». وأظهرت الدراسة أرقاماً مذهلة لنتائج العمليات الارهابية والسيارات المفخخة التي يشهدها العراق، موضحة ان عدد الارامل يزداد بمعدل 90 ـ 100 أرملة يومياً، جراء ذلك. مشيرة الى زيادة هذه الاعداد خلال الاشهر الأخيرة. وعزت الدراسة اسباب هذه الظاهرة الى الحروب التي خاضها العراق خلال العقود الثلاثة الماضية، وأهمها الحرب العراقية الايرانية 1980 ـ 1988 وحرب تحرير الكويت عام 1991 والحرب الاميركية البريطانية على العراق عام 2003 والعمليات الارهابية، التي يشهدها العراق منذ ذلك العام وحتى الآن.
وفي هذا السياق اكدت دراسة ميدانية اخرى ان الاطفال هم الاكثر تعرضاً للأخطار الناجمة عن اعمال العنف والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية في العراق.
وأوضحت الدراسة ان 40% من المصابين جراء حوادث العنف في العراق من الاطفال، مشيرة الى ان وجود الاطفال العراقيين في الشارع طوال الوقت يعرضهم لمخاطر الموت والاصابة خاصة أنهم عاجزون عن تلافي ذلك. وبينت الدراسة ان الاوضاع الاقتصادية المتردية في العراق والتفكك الاسري وكثرة حالات الطلاق والانفصال بين الزوجين تؤدي الى زيادة عدد اطفال الشوارع في العراق، الامر الذي يعرضهم لمختلف الاخطار بما فيها تعريض حياتهم للخطر والاصابة جراء حوادث العنف والانحراف والتسول والاستغلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق