الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مصطلحات نسوية: التحرش الجنسي Sexual Harassment .شبكة النبأ


سلوك جنسي متعمد أو متكرر يجعل المتعرض له يشعر بأنه موضع الاهتمام الجنسي بلا مبرر، ويعتبر المتحرش الجنسي في الولايات المتحدة مجرماً بموجب قانون الحقوق المدنية الصادر عام 1964، وفي المملكة المتحدة بموجب قانون التمييز بين الجنسين الصادر عام 1975.
ويشمل التحرش الجنسي السلوك البدني واللفظي من التربيت (الودود) إلى الاغتصاب، وما شابه ذلك من صور الانتهاك الجنسي التي تتراوح بين الملاحظات الخارجة أو المهينة إلى المطالبة بالمعاشرة الجنسية دون رضا الطرف الآخر.
وفي عام 1991 قضت محكمة أمريكية بأن منظور الضحية هو المنظور الذي يجب الحكم من خلاله على بيئة العمل العدوانية. ففي شهر أكتوبر من ذلك العام اتهمت الأستاذة الجامعية أنيتا هيل مرشح الرئيس بوش لرئاسة المحكمة الأمريكية العليا كلارنس توماس بالتحرش بها جنسياً، وكان المدعى عليه والمدعية في هذه القضية كلاهما من السود، ولم تأخذ المحكمة بدعوى هيل وتم ترشيح كلارنس للمنصب. ومن هنا استشهد العديد من الأصوات البارزة في النسوية الأمريكية بقضية هيل – مثل سوزان فالودي في كتابها "رد الفعل الرجعي" (1992) ونعومي وولف في كتابها "نار بنار" (1993) – باعتبارها قضية ذات دلالات مشهودة للحركة النسوية لأنها أثارت الجدل من جديد حول قيام الرجل بتحويل المرأة إلى ضحية لرغباته الجنسية. وقد أثار قرار مجلس الشيوخ في هذه القضية ردود فعل مختلفة، منها كتاب "التحرش الجنسي" (تحرير سمرول وتايلور، 1992) الذي يضم روايات مجموعة من النساء من كل الأعمار والخلفيات عن تجربتهن الخاصة في هذا الصدد.
تحرش جنسي(1)
التحرش الجنسي هو تحرش أو فعل غير مرحب به من النوع الجنسي . يتضمن مجموعة من الأفعال من الإنتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن تلميحات لفظية وصولا إلى النشاطات الجنسية، ويعتبر التحرش الجنسي فعلا مشينآ بكل المقاييس.
التحرش الجنسي يعتبر شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية ، و هو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي(الجنسي و النفسي) و الإستئساد على الغير.
من الذين وصموا بهذا الفعل مثل بيل كلنتون الرئيس الأمريكي السابق وموشيه كاتساف رئيس دولة إسرائيل.
التحرش الجنسي بالمرأة في العمل(2)
في حياتنا المعاصرة اليوم تزداد معاناة المرأة العاملة والدارسة سواءً كانت فتاة أم متزوجة بسبب ظاهرة " التحرش الجنسي " ،والتي تتلون مظاهره بين التحرش الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة ،والتلميحات الجسدية ،والإلحاح في طلب لقاء ، وطرح أسئلة جنسية ، و نظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص. وهو يعد من ألوان إهانة المرأة وإذلالها ، وهو صورة من صور الأذى التي حذر الله تعالى من وقوعه على المرأة ، قال تعالى : { فَلَا يُؤْذَيْنَ } من آية 59 سورة الأحزاب.
وهذه المعاناة أخذت تبرز في مقدمة اهتمامات سائر الدول اليوم ، بعد أن كانت تعالج في الخفاء ، فأُنشئت من أجلها المنظمات المناهضة، وعُقدت المؤتمرات ،وسنت القوانين.
وسأتجاوز التحرش بالأطفال الذي تشير له دراسة الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن أربعة من كل خمسة طلاب يتعرضون إلى تحرشات جسدية ولفظية -عادة ما تكون أمام المدرسين- تبدأ في سن مبكرة منذ دخولهم المدرسة.- المرجع:الإسلام أون لاين .
وأتجاوز التحرش الذي يتعرض له الرجال !! والذي أُسس مركز خاص لعلاج ضحاياه من الرجال ومقره دافنبورت في ولاية آيوا الأمريكية .
وسأتجاوز التحرش بالمرأة في الحياة العامة في وسائل المواصلات والشوارع والأسواق والمنتزهات .
لكنني سأركز في دراستي المختصرة لهذه الظاهرة على التحرش بالمرأة في العمل والدراسة .
لأنه أكثرها انتشاراً ، ولأن الدراسة والعمل في نظر الكثيرين هما بوابة الدخول لتحقيق المرأة حياة الحرية والمساواة بالرجل!!
ودراسة هذه الظاهرة من الصعوبة بمكان فالأرقام والإحصائيات لا تمثل إلا جانباً بسيطاً من تلك المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة في العالم اليوم ، وذلك للأسباب التالية :
1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها .تقول الأستاذة "عزة سليمان" مدير مركز قضايا المرأة المصرية : أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية...ثم تقول:لا توجد إحصائيات أو أرقام توضح مدى هذا التحرش، وهو ما يجعل الوقوف على أثار الظاهرة صعباً. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها ، فهذه - جيوفانا ريفيري – من تشيلي ، تذكر كيف أنها كانت تكره الذهاب إلى عملها في وزارة الزراعة حيث كان رئيسها يتحرش بها جنسيا كل يوم. وتقول إنها شعرت بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها وبالعجز عن مقاومة إساءاته وتحرشاته المباشرة. – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .
3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت . وهنا تقول أمينة طالبة جزائرية : "عمري 23 سنة أدرس سنة ثالثة حقوق رسبت سنة لأنني ببساطة رفضت المواعيد الغرامية التي كان يضربها لي أستاذي الفاضل، لا أحد من عائلتي يعلم بالأمر ، فقط صديقاتي . و لحسن حظي أنه لم يدرسني خلال السنة التي تلت". وإن فضلت أمينة التنازل عن سنة من عمرها، و مثيلاتها كثيرات ، فإن أخريات رضخن للأمر الواقع سواء إختصارا للطريق أو هروبا من شبح الرسوب ، بينما لا تزال أخريات لحد الآن يعانين من المساومة، و هناك أستاذ ينتظر منهن الإجابة بنعم ، وإلا فإن النجاح سيصبح صعب المنال .- المرجع موقع بوابة المرأة .
4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفا على سمعة عمله. ففي اليابان مثلاً شكت معظم ضحايا التحرش من العاملات من امتناع مسؤولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .- المرجع موقع إسلام أون لاين.
5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة ، فعند سؤال نجاة وصديقتها فيما إذا كانتا تعلمان أن القانون المغربي يمنع التحرش الجنسي ويعاقب عليه، أبديتا استغرابهما قائلتين" هل من (يتسبل) علي أستطيع أن أقاضيه ؟!" وبعد إخبارهما بأن الفصل 503 من القانون الجنائي المغربي يعاقب على التحرش، قالت نجاة : «لم يكن في علمي ذلك»، قبل أن تستدرك ولكن «كيف أستطيع أن اثبت أن ذلك الرجل تحرش بي؟!- المرجع موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!"
لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية ، بل قل ولا حتى جانباً كبيراً منه ، فقد جاء في دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد : إن عدد اللواتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز الـ 25% من مجموع حالات التحرش- المرجع موقع جريدة الشرق الأوسط .
لذلك سيبقى التحرش الجنسي من أقبح ألوان الأذى للمرأة ، وأبشع صور الظلم لإنسانيتها.
واقرأ معي أبرز الآثار التي يتركها التحرش بالمرأة :
جاء في تقرير للجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن الطالبات أكثر شعورا بالخجل والغضب والخوف والتشوش ، وأقل ثقة وأكثر شعورا بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش الجنسي.
وتقول الطالبات : إنهن يتفادين المتحرش بهن أو أماكن معينة في الحرم الجامعي ، وأنهن يعانين من صعوبات في النوم أو التركيز. كما أن الطالبات أكثر لجوءاً للاستعانة بشخص يقدم لهن الحماية ، أو إلى تغيير مجموعات الأصدقاء ، أو الامتناع عن المشاركة في الفصل ، أو الانسحاب من المساق ، أو التغيب عن نشاط ما. علماً بأنهن نادرا ما يبلغن المسؤولين الجامعيين عن تعرضهن للتحرش." – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .
وتقول - ريفيري - التشيلية: إنه كان يلمس شعرها ،ويجبرها على حضور اجتماعات غير ضرورية ،ويكتب إليها رسائل جنسية فاضحة. ورغم أنه لم يلمس جسدها قط، إلا أنها تقول إنها كانت تشعر بالترهيب النفسي.
وتقول: " لقد كنت عرضة لقدر لا يُصدق من التوتر. وكنت أقفز خوفا كلما رنّ جرس الهاتف لأنه خلق لديّ إحساسا بالاضطهاد. كان يأتي إلى مكتبي، وكنت أختفي في دورة المياه، وكان ينتظرني طويلا." – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .
وتقول سميرة : بدأت المعاناة منذ حوالي خمس سنوات، صمدت خلالها كثيرا أمام إغراءات ومطالب رئيسي في العمل قبل أن يتحول التحرش الجنسي إلى انتقام بعد أن رفضت الاستجابة لطلباته ، فقد أصبح يتدخل في كل مرة من أجل حرماني من كل امتياز أو ترقية ، وأخذ بالضغط علي من أجل دفعي لمغادرة العمل ،بعد أن يئس من النيل مني .- المرجع : موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".
وتقول لينده - 43 سنة سكرتيرة لدى مدير عام بشركة عمومية - منذ أزيد من ستة أشهر أعيش حالة قلق وتوتر دائمين بسب تصرفات مديري الدنيئة وبحكم أنني سكرتيرته الخاصة فأنا أقضي ساعات معه كل يوم في المكتب أقضيها في التفكير في اختلاق طريقة لتجنب نظراته الوقحة جداً ومحاولاته الدائمة للمسي .مما أثر سلبياً علي .فحتى عندما أدخل بيتي لا أتخلص من العصبية ، وكثيرا ما يعود ذلك سلبيا على ابنتي اللتين لا ولي لهما ولا مسئول عنهما غيري " ولعل الحاجة وضرورة العمل والمسئوليات العائلية هي التي تفرض على المرأة الخروج للعمل وتحمل ظروف قاسية . – المرجع :موقع بوابة المرأة .
و في دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد : أن أغلب هؤلاء العاملات يعانين من أمراض نفسية مثل :القلق ،والسهر، واللامبالاة ،والخوف ، والتعرض للكوابيس. –المرجع : موقع جريدة الشرق الأوسط .
وتقول فوزية بوجريو -أستاذة علم نفس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، قسم علم النفس بجامعة عنابة- : عندما لا تكون المرأة المتحرش بها جنسيا راضية بالأمر ، فإن الأمر يصبح مطاردة ،و الإحساس بالمطاردة قد سبب الانهيار العصبي ، خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أو الدراسة ، فإن بقيت تحت الضغط قد تصاب بانهيار، و إذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة بذهنها وبداخلها .
وفي حال كانت المرأة الطالبة أو العاملة ذات شخصية هشة غير متماسكة أو ضعيفة فسيؤثر ذلك كثيرا عليها في المستقبل فقد يصل بها الأمر لرفض الارتباط بزوج ، لأنها سترى في كل الرجال صورة عن الرجل الذي تحرش بها جنسيا و الذي بسببه كونت صورة جد سلبية عن الرجل.
وإن وصلت لتكوين أسرة فقد لا ينفع معها تغيير المكان أي أن تغيير الوضعية لن يؤِدي بها لتغيير فكرتها وانطباعها لهذه الأسباب و غيرها .- المرجع :موقع بوابة المرأة .
وإذا وقعت المرأة في شباك المتحرش بها،واستطاع التلاعب بها فقد يتعدى الأثر إلى المنزل ، فقد تزهد المرأة في زوجها نتيجة العلاقة الجديدة ، فتتغير المعاملة مع الزوج ، وقد تتفاقم لتصل إلى طلبها الفراق والطلاق !! لتعيش مع من قوض حياتها الهانئة سعياً وراء السراب !!
وترك المرأة للعمل وعودتها للمنزل من أبرز آثار التحرش ، يقول إبراهيم قويدر مدير منظمة العمل العربية : تفضل الكثيرات من النساء العودة لمنازلهن بعد تعرضهن للتحرش .
وهناك أثر بالغ على سير العمل وقوته ، فالقبول لن يكون على أساس الكفاءة والمؤهلات ،بل سيكون هناك عناصر جديدة في أولوية التوظيف، فالجمال وحسن المظهر ، هما أهم الصفات المطلوبة في المتقدمة عند من نفسه مريضة بهذا المسلك المشين ، فضلا عن المحسوبية في الأداء الوظيفي فيما بعد !! وهذان الأثران على حساب العمل .
وسأصطحبك عزيزي القارئ في جولة عالمية نتبين فيها معاناة المرأة من هذه الظاهرة :
وسنبدأ جولتنا من مقر الأمم المتحدة حيث قدم مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رود لوبرز استقالته على خلفية الاتهام الموجه إليه بالتحرش الجنسي .والذي حواه تقرير سري داخلي في الأمم المتحدة ، وكانت صحيفة اندبندنت البريطانية قد نشرت التقرير الدولي السري الذي وجه الاتهام للوبرز.
أما الموقع الثاني في جولتنا فهو أمريكا : وفيها صدر تقرير عن الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات وهي منظمة تدافع عن حقوق المرأة مقرها واشنطن العاصمة . جاء فيه أن حوالي ثلثي من شاركوا في الاستطلاع أشاروا إلى تعرضهم لشكل من أشكال التحرش الجنسي، وهو ما تعرفه الدراسة بأنه سلوك جنسي غير مرّحب به ، ويعتبر بمثابة تدخل في حياة الطالب. وقد تراوحت أعمار المشاركين في الاستطلاع بين الـ18 والـ24. كما أنهم ينتسبون إلى كليات خدمة المجتمع وكليات جامعية وجامعات خاصة وعامة في أرجاء البلاد. وقد وجد المحللون أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل :الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود.
وتشير كاربينسكي – امرأة عملت في الجيش الأمريكي مدة 52عام حتى وصلت رتبة جنرال ، وقد أقيلت من عملها على إثر فضيحة سجن أبو غريب العراقي - إلى العديد من الأحداث التي تتراوح من :مسابقات القمصان القطنية المبللة في حمام سباحة عسكري ، إلى هجوم مسلح على وحدة حمامات. وتقول إنها كثيرا ما تحذر النساء الطامحات في دخول الجيش بأنهن سيواجهن " إما التحرش الجنسي ،أو الاعتداء الجنسي ،أو أنهن سيتعرضن للاغتصاب"، إذا ما التحقن بالجيش. وفي مقابلة هاتفية حديثة معها، أخبرت كاربينسكي وُمينز إي نيوز، قائلة:" أعتقد على وجه الخصوص أن النساء بحاجة لدخول هذا المجال المهني وأعينهن مفتوحة تماما-- وليست حالمة- - وأن يفهمن أن... الجيش ما زال أمامه طريق طويل وطويل. - المرجع :موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews.
وقد وجد أحدث وأكبر مسح للعاملين بالقوات المسلحة، أُجرته وزارة الدفاع عام 1995، أن 78 في المائة من النساء و38 في المائة من الرجال العاملين في القوات المسلحة قد تقدموا ببلاغات عن تلميحات جنسية غير مرغوب فيها. وهذه الأرقام أعلى مما هي عليه في قوات الاحتياط وفقا لتقرير صدر عن الكونغرس في سبتمبر الماضي. وقد وجد هذا التقرير أن 60 في المائة من النساء و27 في المائة من الرجال العاملين في قوات الاحتياط والحرس القومي يتعرضون لنوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء فترة خدمتهم. – المرجع:موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .
وموقعنا الثالث في جولتنا هو أمريكا اللاتينية : وسنأخذ أكثر البلدان فيها محافظة اجتماعيا، وهي تشيلي :فبعد ثلاثة أشهر من إقرار تشيلي لقانون لمكافحة التحرش الجنسي، يشير المسئولون إلى زيادة كبيرة في عدد الشكاوى. – المرجع:موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .
أما في أوروبا :
فتقول المفوضة الأوروبية للعمل والشؤون الاجتماعية - آنا ديامنتوبولو - التي تعتبر نفسها واحدة من ضحايا التحرش الجنسي عندما كانت طالبة: أن حجم هذه الظاهرة غير مدرك على نحو فعلي في دول الاتحاد، وأن 35 في المئة من النساء يتعرضن إلى شكل من أشكال التحرش الجنسي في مكان العمل .
وتشير إحصائيات المفوضية الأوروبية إلى أنه خلال العام الماضي تعرض نحو 50 في المئة من النساء العاملات إلى تحرشات جنسية . – المرجع :موقع بي بي سي .
وفي أسبانيا :
جاء في دراسة صدرت عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد :أن مليون و310 آلاف عاملة تعرضت لنوع من أنواع التحرش الجنسي عام 2005، أي 15% من مجموع عدد العاملات في اسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين و425 ألف عاملة.
وأشارت الدراسة إلى أن 40 ألف عاملة ستغير مكان عملها لهذا السبب. – المرجع :موقع جريدة الشرق الأوسط .
وفي إسرائيل :
كشفت نتائج إحصاء أجرته 'سلطة رفع مكانة المرأة في مكتب رئيس الوزراء ومعهد جيؤوكرتوجرافيا' اشتركت فيه 600 من الصهيونيات العاملات في الأوساط المختلفة، أن 35% من حالات التحرش الجنسي تنفذ على يد المسئول المباشر، و21 % من الحالات تنفذ على يد مسئولين كبار في مكان العمل, وخاصة في أماكن العمل الكبيرة والإدارات الجماهيرية . كما ظهر من النتائج أن ثلث النساء اللاتي تعرضن للتحرشات لم يقمن بخطوات للحل؛ بسبب الخوف من التنكيل أو الخجل. – المرجع :مفكرة الإسلام - عن المجتمع، العدد 1495.
ونصل في جولتنا إلى آسيا :
ونبدأ باليابان: فقد أشار تقرير حكومي ياباني إلى ارتفاع واضح في قضايا التحرّش الجنسي ضد النساء اليابانيات العاملات خلال العام الماضي مقارنة مع الأعوام التي سبقته. واستناداً للتقرير فقد سجّلت قضايا التحرش الجنسي في أماكن العمل ارتفاعا عام 1999 بنسبة 35 في المائة، مقارنة مع عام 1998, تم أكثر من نصفها بحق سيدات عاملات, وشكت معظمهن من امتناع مسئولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .
وينص قانون العمل الجديد الذي صدر في اليابان العام الماضي على أن المسؤولية عن أعمال التحرش الجنسي التي تحدث في أماكن العمل تقع مسؤوليتها على إدارات الشركات, وذلك اثر التزايد الملحوظ في جرائم التحرّش الجنسي في البلاد في الآونة الأخيرة لاسيما خلال العمل, مما أدى إلى تصاعد ردود الفعل العامة ضده, بعد أن كان اقل إثارة للاهتمام سابقا .

أما الصين :
فيقول بعض الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أجروا دراسة على عينة عشوائية من النساء لمعرفة المضايقات الجنسية التي تعرضن لها من جانب زملائهن الرجال : أن 48% منهن تعرضن لكلام ونكات، وشتائم جنسية . وقال 13% أنهن تلقين عروضا للمعاشرة الجنسية مقابل مصالح حقيقية؛ بينما تعرض 26% منهن للمس والعناق والتقبيل الساخن في أماكن العمل. وهناك عدد غير قليل من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة.- المرجع : موقع الصين اليوم.
وفي الدراسة نفسها كانت نتيجة التحليل لـ 40شكوى من التحرش والتي تلقتها عبر الخط الساخن للمرأة وجد أن :
1- جميع مرتكبي التحرش الجنسي من الرجال 90% منهم في سن الثلاثين ، ومعظمهم متزوجون؛ 67% يشغلون مناصب قيادية .
2- أعمار 77% من اللاتي تعرضن للتحرش من 22 إلى 25 سنة، ومعظمهن يشغلن مناصب مكتبية أو يعملن فنيات.
3- معظم حالات التحرش وقعت في مواقع العمل، بينما القليل منها في أماكن عامة أو البيت.
4- 25% من تصرفات التحرش عبارة عن اللمس والاحتكاك عن عمد؛ النكتة الجنسية؛ الإغواء بالكلام، ثم طلب الاتصال الجنسي بشكل غير مباشر – المرجع:موقع الصين اليوم.
العالم العربي:
صرح فيه مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر : بعد أن لاحظت منظمة العمل العربية انتشارا للموضوع في الوطن العربي بشكل مخيف من خلال ارتفاع حالات شكاوى النساء الإدارية ضد مرؤوسيهن تحت مسميات مختلفة تخفي غالبيتها خلفيات تحرش . – المرجع : موقع مركز الأخبار - أمان.
وفي مصر:
الأرقام التي تثير الفزع جاءت تحذر أن من بين مائة امرأة يوجد 68 تعرضن فعلا للتحرش الجنسي داخل محيط العمل سواء كان هذا التحرش لفظيا أو بدنيا! – المرجع :موقع صحيفة أخبار الحوادث المصرية .
وأشارت الأستاذة - عزة سليمان- مدير مركز قضايا المرأة المصرية :أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية، بالإضافة لعدم امتلاكنا ثقافة كيفية لمواجهة مثل هذه الأمور. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
أما الجزائر : فأصبح "التحرش الجنسي " واحداً من كوابيس المرأة الجزائرية العاملة منها والطالبة الجامعية ، يحضر يوميا بحياتها وبشكل مؤذي ، برغم القانون الذي يجرمه والذي تم سنه خلال السنوات القليلة الماضية لردع المتحرشين بها وحمايتها من هذا الاعتداء الذي لا يظهر للعيان ، بل تحضره غالبا الضحية والمتهم .
لهذا فتحت وطأة التحرش الجنسي تعاني جزائريات كثيرات في صمت مطبق خوفا من الفضيحة في مجتمع لا يرحم ، ويشهر بالمرأة قبل حتى أن يفصل فيما إذا كانت متورطة أو ضحية ، ومن لم تخف من الفضيحة فهي تفكر وتمعن التفكير قبل أن تطرق أبواب المحاكم . – المرجع :موقع بوابة المرأة .
وفي المغرب : تعاني الكثير من الفتيات والسيدات المغربيات من ظاهرة "التحرش الجنسي" المتفشية في كثير من مؤسسات القطاع الخاص في المغرب، ويتبع بعض أرباب ورؤساء العمل طرقا شتى من التحرش للإيقاع بضحاياهم ، مستغلين في معظم الأحيان سطوتهم وحاجة تلك النساء للعمل. – المرجع:موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".
وفي السعودية :
التي بها قبلة المسلمين ، ومسجد وقبر خاتم المرسلين ، يبقى الموضوع له شأن آخر حيث يعد وضع المرأة هناك أشبه ما يكون بالدر المكنون ، فهي في مأمن كبير من وقوع التحرش الجنسي بها لعدم وجود الاختلاط في أماكن الدراسة ، وأماكن العمل ، والفصل التام بين الجنسين ، وهذه قناعة تصل إلى حد اليقين عند الحكومة ، ويزيدها قوة ونجاح في أرض الواقع تربية الناس هناك أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على هذه المبادئ السامية في الحياة . وهذا الكلام لا يعني أنها في سلامة تامة من هذه الظاهرة لكنها تحدث في نطاق ضيق وبصور فردية لا تصل إلى حد الظاهرة ، ولا تقارن بما يحدث في بلدان العالم الأخرى ، ورغم محافظة المجتمع إلا أن الانفتاح وخروج المرأة للعمل المختلط في بعض المواقع سبب لها عيش معاناة التحرش الجنسي ، فقد جاء في تحقيق أجرته صحيفة اليوم السعودية ، الجمعة 28 – 4-2006 ، عن هذه الظاهرة أن "ندى" - موظفة قطاع خاص - تقول: تعتقد الكثيرات من الزميلات أنني استغل الزملاء الرجال عاطفيا للاستفادة منهم بأداء خدمات لي داخل العمل وخارجه. وهذا غير صحيح.. مشكلتي كانت تكمن في أنني كنت أتعامل مع الزملاء إنسانيا بأسلوب لطيف، فانا لا استطيع الظن بأحد ولا ابدأ بالنوايا السيئة بتاتا كما لا أتوقعها من أحد، وقد دعا ذلك أحدهم، من ذوي النفوس المريضة من الزملاء، لمحاولة التواصل معي بناء على أوهام خاطئة، معتقدا أن لطافتي الطبيعية تلك أبديها له وحده. وتابعت قائلة " وحينما "تعب" ووجد إن إيحاءاته غير مجدية، عمد إلى تلويث سمعتي بين الزملاء والزميلات بالترويج عن علاقة بيني وبينه . - المرجع:جريدة اليوم السعودية.
وقبل أن أصل إلى نهاية هذه الدراسة المختصرة سوف أقف مع بعض المغالطات التي يذكرها البعض عند تعديده لأسباب مثل هذه الظاهرة و طرق علاجها .


وأول هذه المغالطات : هو ما يطرحه البعض بأن ثقافة الفصل بين الجنسين في العالم العربي والإسلامي والتي يربى عليها الصغار والكبار ، ووضع الحواجز بين الجنسين هي التي تجعل من مجتمعاتنا مسرحاً لمثل هذه الظواهر السيئة !!
ويكفينا رداً على هذه المغالطة طرح السؤال التالي : لماذا نجد هذا المسلك المشين بنسب عالية - كما أبدت هذه الدراسة جانباً منه وغيرها من الدراسات - في المجتمعات الغربية والشرقية التي تعيش الاختلاط بين الجنسين بدون حواجز أو فواصل في كل مراحلهم العمرية ، وفي كل مجالات الحياة ؟!!
إن الشعور بضرر الاختلاط في الحياة الدراسية والعملية أمر يؤرق عقلاء البلدان التي تعيش حياة الحرية ، لذلك أخذت أصوات المناداة بخطر الاختلاط تتعالى في تلك المجتمعات المتحضرة ، فقد جاء في ميدل ايست اونلاين التقرير التالي :
يواجه تقليد لطالما ظل راسخا في مجال التعليم العام في الولايات المتحدة تحديا من منظمات وأناس باتوا يعتقدون الآن أن تعليم البنين والبنات في مدارس منفصلة يحقق نتائج أفضل.
ومنذ تأسيس التعليم العام في الولايات المتحدة جرت العادة في أغلب الأحيان على أن يتلقى الطلاب من الجنسين تعليمهم معا في فصل دراسي واحد. ومن بين ما يقدر بنحو 93 ألف مدرسة حكومية في أنحاء البلاد هنالك بضع عشرات فقط من هذه المدارس تعمد إلى الفصل بين الجنسين.
ويبدو أن هذا الاتجاه في طريقه إلى أن يتغير وفقا لبعض التوقعات في ضوء قرار الحكومة الأمريكية الأخير بشأن دعم التعليم العام غير المختلط.
وبينما يؤيد سياسيون من كلا الحزبين والعديد من صانعي السياسة هذه الفكرة فإنها تلقي معارضة من المنظمات النسائية وبعض المعلمين.
وقال - تيري اونيل - من المنظمة الوطنية للنساء "هذا اعتداء على حقوق المرأة .. سينتهي الأمر بأن يحصل الصبيان على تعليم أفضل وأكثر تكلفة من البنات".
وكان التعليم المختلط ركيزة رئيسية للتعليم الحكومي في الولايات المتحدة وذلك منذ الوقت الذي عرف فيه نظام المدرسة ذات الفصل الواحد التي تقام في المروج لأنه كان من المفترض أن يوفر هذا النظام للبنات مستوى أعلى من التعليم.
بيد أنه وعلى نحو تدريجي أخذ العلماء والسياسيون في التوصل إلى استنتاج مفاده أن الفصول الدراسية المنفصلة للبنين والبنات يمكن أن تأتي بنتائج أفضل. وعلى الرغم من أن هذه السنة الانتخابية طغت عليها القضايا السياسية إلا أن الفكرة نالت تأييدا من الحزبين السياسيين وهو تأييد يتراوح من الجمهوريين المحافظين إلي الديمقراطيين اللبراليين من أمثال هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن مدينة نيويورك. – المرجع:موقع ميدل ايست اونلاين.
وأزيدك عزيزي القارئ من الشعر بيت ففى دراسة عن كتاب فرنسي حديث تحت عنوان: «مصائد المدارس المختلطة» نشرتها صحيفة لاكسبريس الفرنسية أعلن عالم الاجتماع الفرنسي ميشال فيز - الباحث بالمركز القومي للدراسات الاجتماعية بفرنسا - أن الاختلاط في المدارس الأوروبية لا يدعم المساواة بين الجنسين، ولا المساواة في الفرص.
وقد صدرت الدراسة بعد تجربة اختلاط تعليمي دامت 45 عامًا في فرنسا، وكشفت عن سوءات عملية الاختلاط في الغرب، وبخاصة فرنسا، والتي شهدت ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية ضد المراهقين داخل المؤسسات التعليمية ، فضلاً عن زيادة نسبة الرسوب التعليمي عند الأولاد، برغم تفضيلهم عن البنات في المدارس بصورة تعلن عن عنصرية المعلمين أنفسهم.
وأشارت الصحيفة في حوارها مع مؤلف الكتاب إلى قضية الهجوم الإسلامي على الغرب متسائلة:
إن كان ذلك الفصل يتماشى مع وجهة النظر الإسلامية، فهل سننتظر كثيرًا نحن كبلد علمانى حتى يتقدم الإسلام إلينا مهاجمًا ؟
فأجاب الكاتب : أنه منذ عام 2000، وفى عهد الرئيس «المتدين» جورج بوش بدأ القبول بفكرة إنشاء مدارس منفصلة بأمريكا، وكذلك في كل من إنجلترا، والسويد، وفنلندا، وألمانيا؛ حيث يتم الفصل خاصة في حصص المواد العلمية، أما في فرنسا فقد كان التعليم الكاثوليكى أول من نادى بعملية الفصل، وإن كان ذلك في مدارس خاصة بعيدًا عن التعليم الرسمي العلماني . – المرجع :موقع الشبكة الإسلامية .
أما ثاني المغالطات : هو زعمهم أن تدني ثقافة ووعي الرجل خاصة وكذلك المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية عن المستوى الحضاري الذي يعيشه الإنسان رجلاً كان أم امرأة في الغرب ، هو الذي يتسبب في إفراز مثل هذه الانتهاكات في حق المرأة !!


يقول أحد المعلقين على حادثة تعرض بعض الموظفات في السعودية للمضايقات الأخلاقية في عملهن :بشكل عام التحرش الجنسي في الاختلاط الوظيفي ظاهرة اجتماعية ناشئة بفعل حداثة الاختلاط الوظيفي بين الجنسين !! ومع الوقت سيعتادها مجتمعنا ويمتص سلبياتها بفعل التنشئة الأخلاقية الدينية السليمة لأبنائه من الجنسين".
ومثل هذه المغالطات نسمعها ونحن في عالم يسعى لشفافية تامة في قراءة نتائج الدراسات المتعلقة بحقوق الإنسان ، فأين هؤلاء من هذه النتائج التي عرضنا طرفاً يسيراً جداً منها ، ثم أين هم عن دلائل سلوكيات الرجل الغربي المتحضر تجاه المرأة !!
لقد وجد المحللون في أمريكا المتربعة على عرش الحضارة الإنسانية اليوم !! أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود . أيشك أحد في وعي وثقافة مثل هؤلاء تجاه المرأة !!
والمغالطة الثالثة : أن الذين يعتبرون أهم الأسباب في مثل هذه الظاهرة هو عدم حشمة المرأة في لباسها ، ومخالطتها للرجال هم لا يعرفون من حياة المرأة إلا جانب اللذة ، وهم سوداوي النظرة ، تشاؤميون من كل جديد ،و..، و..
ولهؤلاء نقول إن العاقل لا يطلق هذه الأوصاف على الطبيب الذي يخبر مريضه بمواطن المرض في جسده ليتمكن من علاجه ، وهكذا دعاة الإصلاح ، فإن أحدهم عندما يطرح مثل هذا الموضوع الحساس ويكشف هذه الأرقام المخيفة ليس من باب الفرح بعثرات الآخرين ، وكشف أستارهم ، وليس قصوراً في النظر على ما استقبح من حياة البشر ،ولكن إنما هو من باب أن المسلم هو المرشح لقيادة البشرية إلى بر الأمان ، وإنقاذهم من الغرق في بحر الشبهات والشهوات ، فقد نال هذه المنزلة الرفيعة منذ بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } آل عمران110 .
وختاماً أقف معك عزيزي القارئ على ما يلي :
1- أن لغة الإحصائيات ، والأرقام هي المؤثرة في قناعة معظم الناس اليوم ، وقد سلكت في دراستي هذه هذا المسلك لأقنع القارئ بخطورة هذه الظاهرة ،فنحن المسلمون ولله الحمد نجد في القرآن الكريم الشفاء لكل داء ، ونعتقد أن النجاح في الحياة مرتهن بعدم تقديم العقل على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الحجرات آية 1.هذا من جانب ، ومن جانبٍ آخر العقل السليم لا يتعارض مع الوحي إطلاقاً، فالله جل جلاله الذي ميز البشر بعقولهم على سائر المخلوقات هو العالم بما يصلح معاشهم ، قال تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14.ونحن نجد في نتائج مثل هذه الدراسات ما يزيد طمأنينة قلوبنا ولله الحمد.
2- أن ألوان الأذى كالاغتصاب ،والدعارة ، والضرب ، والقتل ، والاستعباد التي تتعرض لها المرأة في العالم اليوم ما هي إلا ثمار قبيحة المنظر كريهة الرائحة ومرة المذاق للحياة المتحررة من دين الله تعالى ، المنفلتة من كل قيم وآداب الفطر السليمة .
3- أن تخبط البشرية اليوم بين نظريات هذا ، وآراء ذاك يؤكد حاجتها إلى معرفة طريق النجاة ، الذي حاد عنه الإنسان منذ أن قدس عقله وأله هواه ، وترك وحي ربه وراء ظهره!!
فكانت النتيجة هذا الشقاء الذي يتقلب فيه البشر رجالا ونساءً كباراً وصغاراً ، قال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه124 . والمجتمعات الإسلامية ينالها من هذا الشقاء بقدر إعراضها عن الله تعالى .
4- أن المرأة المسلمة تعيش حياة كريمة لما أعطاها الإسلام من مكانة سامية في الحياة ، وهي في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية تحضى بمكانة رفيعة في نفوس الحكام وسائر الشعب ، وهذا لايعني عدم تعرضها لصور الأذى الخلقي التي تتعرض له المرأة في العالم ، لكن شتان بين الثرى والثريا ،الأمر الذي يجعل منها رمزاً لفخر كل مسلمٍ ومسلمة في العالم ،بد ليل مشاعر الألم التي يعبر عنها المسلمون في العالم تجاه ما تتعرض له المرأة في هذا البلد المبارك من حملات التغريب ، وإنه ليحسن بنا أن نذكر المرأة المسلمة عامة ، وفي السعودية خاصة ببعض ما يقوله عنها الغرب لتضل ثابتة على دينها معتزة بمكانتها ، داعية نساء العالم للارتفاع إلى عليائها .
فهذا مارسيل بوازار- مفكر وقانوني معاصر له كتاب بعنوان( إنسانية الإسلام )- يقول :
لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل . وهي ليست من ضلعه , بل (نصفه الشقيق )كما يقول الحديث النبوي ( النساء شقائق الرجال )المطابق كل المطابقة للتعاليم القرآنية التي تنص على أن الله قد خلق من كل شي زوجين. ولا يذكر التنزيل أن المرأة دفعت الرجل إلى ارتكاب الخطيئة الأصلية ,كما يقول سفر التكوين . وهكذا فان العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظا للتقليل من احترامها , كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان) . بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين :امرأة فرعون ومر يم ابنة عمران أم المسيح (عليه السلام ).
ويقول في موضع آخر :ليس في التعاليم القرآنية ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي . والجهل وحده , جهل المسلمة حقوقها بصورة خاصة , هو الذي يسوغه .- موقع صيد الفوائد ، كتاب :قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل .
ويقول اميل درمنغم – مستشرق فرنسي عمل مديرا لمكتبة الجزائر , من كتبه ( حياة محمد) - منافحاً عن المرأة المسلمة :
من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة ، وأما كما تذم النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها , فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وان المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا , ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي ,ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري .- موقع صيد الفوائد ، كتاب :قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل .
5- أن القانون الرادع الذي يُجمع على عدم وجوده الدارسون لهذه الظاهرة لهو من أسباب تزايدها ،ولن يعرف البشر الوصول إليه طالما هم بعيدون عن نور الله تعالى ،ليضيفوا بذلك مأساة جديدة للإنسانية التي أُقصي الدين عن حياتها .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم :
{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } المائدة45.
وقال تعالى : {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } طه123.
التحرش الجنسي(3)
التحرش الجنسى هو محاولة استثارة الأنثى جنسيا بدون رغبتها.
و يشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات الغير بريئة. يحدث التحرش عادة من رجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى مثل المدرس و التلميذة ، الطبيب و المريضة ، أو حتى رجل دين و متعبدة. و لكن الحالات الأكثر و الأغلب هى التى تحدث فى مكان العمل. 
من أمثلة هذا السلوك:  
  النظرة الخبيثة أو ذات المعنى للأنثى بينما تمر من أمام الشخص.
 التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسى
 تعليق صور جنسية أو تعليقات جنسية فى مكان يعرف الشخص أنها سوف ترى هذه الأشياء.
 لمس الجسد.
 النكات أو القصص الجنسية التى تحمل أكثر من معنى.
الإصرار على دعوتها مرارا إلى طعام أو شراب أو نزهات برغم الرفض المتكرر.
الإصرار على توصيلها إلى المنزل أو توصيلها إلى العمل رغم الرفض المتكرر.
 طلب أن تعمل ساعات إضافية بعد مواعيد العمل مع عدم وجود ضرورة لذلك.
التعامل مع التحرش الجنسى:
   لا تلومي نفسك ، أو الظروف ، فالتحرش الجنسى هو جذب انتباه جنسى مفروض عليكى دون أدنى ذنب لكى.
 تذكري الأحداث التى تحدث لك من قبل المتحرش و إن أمكن أكتبيها بتواريخها و ماحدث.
 تحدثي مع آخرين موثوق فيهم سواء من داخل مكان العمل أو خارجه.
 حاولي أن تجد منفذ قانونى للشكوى حسب مكان العمل.
 حاولي بحكمة أن تجدى آخرين فى المكان تعرضوا للتحرش من نفس الشخص ، و ذلك لمحاولة بناء تحالف صغير يوفر الدعم لكم فى مواجهة المتحرش مستقبلا.
يجب مواجهة المتحرش و الإعلان بوضوح و صراحة و دون أدنى مواربة أنك لست سعيدة بهذه التلميحات ، و أنك لم و لن يكون لك أى شغف أو رغبة فى اقامة علاقة من أى نوع مع المتحرش.
التحرش الجنسي الذي تواجهه المرأة أثناء بحثها عن وظيفة  (4)
تمر بعض النساء في بلادنا بعقبات كثيرة حتى تجد وظيفة مناسبة وتستقر بها. بعض هذه العقبات ثقافية متغيرة من منطقة لأخرى، وبعضها يخص العائلة وظروفها, وبعضها الآخر له علاقة بالأنظمة والقوانين المتبعة في الجهة التي تريد أن تتوظف بها مثل أن تتقدم المرأة إلى قسم رجالي أو يكون الحل والربط في يد فلان الذي لن يحرك الملف إلا باتصالات ومتابعة شخصية يمكن أن تفتح أبوابا لدى بعض المعتوهين أو أن يكون هناك قسم نسائي غير متعاون فتضطر المتقدمة أن تتصل بمسؤول معين في هذه الجهة وتتعامل معه شخصيا لكي "تمشي" أمورها. ولا يوجد في هذا شيء إن كان هذا المسؤول شخصا عاقلا متوازنا ولكن المشكلة هي حينما يكون إنسانا استغلاليا ولديه مشكلات نفسية وربما أخلاقية في التعامل مع المرأة.
تشتكي كثير من السيدات السعوديات من مشكلة التحرش الجنسي أثناء التقديم على وظيفة أو حتى أثناء العمل خصوصا إن كان في وسط يشتغل فيه الرجال والنساء مع بعضهم البعض. تتنوع طرق التحرش وتتدرج من نظرات فاحشة إلى كلمات غزلية أو تعليقات على الجسد إلى محاولات للتقرب. وهذا يأخذ أشكالا مختلفة وأحيانا في حالة كون شخصية المرأة ضعيفة وغير مدبرة لأمورها قد تكون هناك محاولة للاعتداء على الجسد باللمس أو غيره.
ومن صور التحرش أن يجد موظف معين رقم جوال المتقدمة على الوظيفة من خلال ملفها ثم يتصل بها مراراً ويحاول معاودة الاتصال بحجج مختلفة لكي يوصل إليها رسالة مفادها أنه وحده هو القادر على مساعدتها وتثبيتها في هذه الوظيفة. وقد تستمر المسرحية ويطلب منها أمورا كثيرة كمقابلته أو غير ذلك من تصرفات مخجلة حتى يتلطف عليها بكرمه ويساعدها بالتوظيف لديهم. والبعض الآخر يعطل أمورها حتى تأتي بنفسها وتتحدث معه ثم تتصل به؛ وهنا قد يخبرها أنه وقع في حبها وأنه فهمها من أول نظرة وأنه قادر على إسعادها وغير ذلك من الترّهات التي يختلقها بعض الرجال وتقع فيها قليلات العقل.
وقد تكون صور التحرش غير واضحة في عبارة أو جملة يظهر فيها الموظف استحسانه لهذه السيدة مثلا كأن يمدح مظهرها أو صوتها أو شخصيتها أو خلاف ذلك ويقول بأنه يفخر بمساعدة أمثالها أو يشعر بالبهجة أن القدر أوقع به تحت أقدام هذه السيدة، أو أنه لا يعرف سببا لسعادته الغامرة هذا اليوم ولكن اكتشف أن ذلك راجع إلى مقابلته لهذه السيدة، وغير ذلك من السلوك المهين الذي تواجهه المرأة العفيفة. ويتعمد بعض الرجال المسؤولين عن التوظيف الاحتكاك بالمرأة لأي سبب سواء بالحديث معها ومحاولة التعرف أكثر عليها؛ ثم يأخذ هذه المعلومات ويستخدمها في خلق شخصية له يحاول بها جذب هذه المرأة أو الإيقاع بها بشكل معين.
التحرش الجنسي بالطبع غير محدود على ثقافة أو بلد بعينه، ولكن في ظل ظروفنا الخاصة من فصل بين الجنسين ومحاولة جادة في إبعاد الاتصال المباشر بينهما حتى تحت الظروف الرسمية إلا في حالة الضرورة؛ فإن المرأة تظل قليلة خبرة في كيفية التعاطي والتعامل مع مواقف التحرش والأشخاص الذين يتجرأون عليها لفظا أو فعلا. فالمرأة السعودية تخاف كثيرا من الفضيحة حتى وهي المظلومة؛ فهي في الغالب ستلام إن حصل لها اعتداء لأن الآخرين سيقولون إنها بلا شك ساهمت في استثارة هذا المعتدي. وفي ذهن هؤلاء الناس فإن طرق الاستثارة تكون إما بطريقة لبس المرأة التي قد يرونها مختلفة أو مثيرة وفقا لقوانينهم الثقافية، أو تكون في الكلام بطريقة عفوية أو غير حادّة، أو في أمور سلوكية أخرى مثل طريقة المشي أو النظرات التائهة وخلافها.
وحتى نكون واقعيين فإنه لا يمكن أن ننكر أن هناك سيدات يساهمن في تعزيز هذه الفكرة في كونهن يكسرن الكثير من المسلمات الثقافية ويضعن أنفسهن في مواقف حرجة ويتعاملن بطريقة غير ناضجة. ولكن حتى مع وجود هذه الفئة غير الواعية بين النساء فإنه لا تزال الغالبية العظمى من السيدات بعيدات عن هذه السلوكيات ولا يبحثن بشكل متعمد نحو شد انتباه أحد أو إثارة غرائز الرجال.
وإضافة إلى أن الناس سيلقون باللوم عليها فيما حصل لها حتى وهي الضحية، فإنه لا توجد قوانين واضحة تمنع التحرش وعقوبات صارمة معروفة تردع كل من تسول له نفسه أن يعتدي على أي سيدة مهما كانت ظرفها. وهذه الضبابية القانونية تفتح بابا واسعا للمعتدين وتجعل المرأة السعودية فريسة تكاد تكون سهلة.
ويجب أن نذكر أن من يقع في أيدي الأمن من معتدين على الأعراض والنساء فإنه بلا شك سيلاقي عقابا صارما؛ ولكن لا نعرف إن كان هناك عقاب مثلا لمن يعتدي على النساء بنظراته الفاحشة ويلاحقهن ويرمي عليهن الكلام أو يسألهن عن أرقامهن مثلا؟ وهذا ما أعنيه بالضبابية القانونية كون الكثيرين لا يعرفون بالضبط إن كان هناك قانون يمنع مثل هذا التصرف غير المقبول اجتماعيا ودينيا. وهل هناك قانون واضح يمنع التحرش الجنسي أثناء العمل؟ وهل تعمل وزارة العمل على أن تجعل هذا قانونا معلنا إن كان أصلا موجودا حتى ترتاح نفوس السيدات العاملات والمتقدمات ويعرفن حقوقهن ويطالبن بها عن طريق القنوات القانونية الصحيحة؟
الملاحظ على فئة عريضة من الرجال السعوديين أنهم للأسف لا يجدون حرجا في أن يطلقوا لأعينهم العنان في تفحص النساء وبشكل فج بعيد عن الحياء والحشمة. وما أعنيه هنا ليست النظرات الطبيعية العفوية؛ بل أعني تلك النظرات المشحونة والتي يتعمّد أن يظهر فيها الرجل معاني جنسية غير لائقة.
والعجيب أن الكثيرين من هؤلاء لا يتورعون أن يلاحقوا بأعينهم نساء هن بعمر أمهاتهم؛ ولكن مع هذا تجدهم يسيرون خلفها ويطلبون رقمها عنوة، وكأن هذه السيدة فعلا ستنسى دنياها وكل من عرفت من أجل شاب لا يعرف الأدب ويعتقد أن عينيه الجائعتين فيهما سر سعادة كل امرأة!
الغريب أنه إن سألت هؤلاء الشباب لماذا يقومون بهذا العمل؛ فإنك ستجد الواحد منهم يقول لك في الغالب إنه رجل ولا يعيبه شيء؛ ثم إن هذا يدل على رجولته التي تدعمها الثقافة من خلال تشبيهه بالذئب الذي لا يؤتمن على الغنم! والبعض يؤكد أنه كونه غير مرتبط فلا يوجد ضرر!!
ولكن حينما نفكر بالرجل في الثقافات الأخرى غير العربية والتي لا تنتمي للشرق الأقصى أو الأدنى؛ فإننا نجد أنه لا يقوم الرجل بهذا الفعل مع النساء. بل إن لكل موضوع وقته ولكل نظرة معنى صحيحاً واحدا لا غلوطة فيه؛ فهل يعقل أن هؤلاء ليسوا رجالا؟ أم إنهم يعانون من مشكلة جنسية وأن العرب هم مختلفون عن غيرهم بالتركيبة، وكأنهم خلقوا من شيء آخر غير ما خلق منه البشر!! إنه لأمر مضحك ومخزٍ في الوقت نفسه فعلا أن يعتقد هؤلاء الشباب أنهم رجال بفعلهم هذا. وبكل صراحة فسلوكهم هذا هو دليل واضح على تدني مستوى تفكيرهم لأنه حينما تنحسر سلطة العقل تزيد هيمنة الغرائز.
وقد انسحبت هذه السلوكيات السلبية من الشارع إلى ميدان العمل، وأصبحت الكثير من الموظفات يشتكين من تحرش زملائهن بالنظرات، ولكن لا يمكن أن يمسك عليهم شيء لأنهم بلاشك سينكرون ويتهمون المرأة بأنها كاذبة أو معقدة أو موسوسة أو ربما مجنونة. وهذا يجعل تقريبا الجميع من هؤلاء الموظفات يتجاهلن هذه النظرات السيئة ويسرن بأعمالهن وكأن شيئا لا يحصل. أما الخطوة التي تلي النظرة فهي في العادة محاولة لاستلطاف السيدة؛ وهنا تبرز شخصية المرأة فهي إن كانت قوية وحازمة وواثقة من نفسها فهي ستقفل هذا الباب من بدايته ولن تتكرر معها أفعال أخرى إلا ما ندر في أن يكون مثلا بدافع تحد أو بغض. ولكن إن كانت ضعيفة أو غير واثقة بنفسها وهيئتها وقدراتها فهي ستقع في حبال كل من يلقي عليها كلمة رومانسية كونها ستتعلق بها معتقدة أن بها خلاصها وسعادتها.
وبغض النظر عن نتيجة هذه المحاولات، فإنه من المستنكر أن يتجرأ أي زميل عمل أو مدير أو مسؤول على الموظفة، لأن هذا يدل أنه بالفعل لا توجد قوانين واضحة ضد هذه السلوكيات المخجلة أو أن هناك اتفاقا رجاليا غير معلن في التكتل ضد المشتكية وقلب المشكلة عليها ولومها بما يحصل، وهذا يجعلها تخسر وظيفتها وتخرج بالفضيحة التي قد تلاحقها وتطارد أسرتها. وهذا المجتمع لا يرحم النساء حتى وإن كن مظلومات، لذلك فإنه من النادر أن نسمع بشكاوى ضد أشخاص بسبب تحرش جنسي أثناء العمل أو التقديم على وظيفة.
كثيراً ما نسمع أن أمور السيدة الجميلة تتيسر حينما يقف على أمرها رجل وربما تتعطل كثيرا حينما تتولى أمورها امرأة. وهذا بالفعل يحصل ويجعل المرأة التي تعطل مصالح غيرها بتصرفاتها هذه غير المسؤولة تقوّي مركز الرجل دائما وتجعل النساء - بشكل عام - يحتجنه باستمرار؛ وبهذا يبقين ضعيفات معرّضات للاعتداء. فمتى تكسر المرأة هذه الحلقة؟ لذلك فإنه إضافة إلى سن قوانين واضحة وصارمة ضد التحرش الجنسي فإنه كذلك يجب أن نهتم بتأهيل سيدات يرتفعن بمستواهن العقلي عن السفاسف ويرتقين بإنتاجية العمل إلى مستوى المهنية المطلوبة.
التحرش الجنسي في عالمنا العربي المعاصر(5)  
قضايا التحرش الجنسي في العالم العربي من القضايا المثيرة للإهتمام ولكن لم تأخذ حظها من التغطية الإعلامية أو أبحاث الدارسين وكذلك لم تجد لها صدى عند بعض الأطباء النفسيون وغيرهم من الجهات ذات العلاقة للتعرف على أسبابها وإقتراح العلاج المناسب لها , إلا أن مثل تلك القضايا تحظى بالإهتمام من قبل الجهات الأمنية في عموم العالم العربي لردع المجرمين وحفظ الأمن ولكن ليس لعلاج أسباب المشكلة ومثل تلك القضايا التي تهم الجنسين ينبغي أن تجد طريقها الى الحل وإن كان من شبه المستحيل علاجها بالكامل , وقبل فترة وجيزة تم إلقاء القبض على أربعة شبان في قضية تحرش جنسي بفتاتين في أحد الأنفاق على طريق النهضة في مدينة الرياض .
وكعادة العالم العربي الذي يهيج ويثور ثم مايلبث أن يهدأ وكأن شيئاً لم يكن فتلك القضية كانت مثار جدل وحديث المجالس والتي تطغى عليها هذه الأيام الحديث عن الأسهم صعوداً وهبوطاً تاركين أبناءهم وبناتهم يهيمون في عالم الضياع والمعاكسات بشتى الطرق وخصوصاً بعد إنتشار تقنيات البلوتوث في الهواتف المحمولة والتي قد أستخدمت أكثر من مرة في تبادل الصور الفيديو لتفضح الجناة من الشباب الذين يستخدمون تلك التقنيات للتعبير عن تصرفاتهم المتهورة بالفخر والإعتزاز ولكنها غير محمودة العواقب .
وغالباً ماتتحول تلك المحاولات إلى قضية رأي عام بعد إتمام النشر وتبادل المقاطع المخزية والتي تعبر عن سوء في الأخلاق التي يتمتع بها بعض شباب اليوم والمفترض أن يكونوا رجال الغد , فهل نحن أمام غدٍ مشرق أم أمام تفسخ إجتماعي رهيب ؟.
والحمد لله أن العيون الساهرة قد تمكنت من القبض على الجناة خلال فترة وجيزة وهو ما يجعلنا نفخر بإعتزاز بقدرات رجال الأمن ممثلين بوزارة الداخلية التي تحارب الإرهاب بشتى أنواعه وهم درع الوطن الواقي ولكن الجهود المشكورة التي تقوم بها هذه الوزاره بحاجة الى مساندة ودعم على كافة الأصعدة بالتساوي والتوازي لرفع المستوى الأخلاقي لجيل المستقبل وإن كانت مثل تلك الحالات يقوم بها نفر قليل إلا إنها تدق ناقوس الخطر الداهم بعد إنتشار الفضائيات التي تنشر الرذيلة والإستخدام غير الأخلاقي لتقنيات دخلت كل بيت.
وفي هذا المقام ينبغي الإشادة بالتوجيهات السامية الواضحة والسريعة والمتفاعلة مع الأحداث سواء كانت داخلية أو خارجية سواء على الصعيد الإجتماعي أو الإقتصادي أو غيرها من الصعد , إلا أننا ينبغي أن نعترف ببعض القصور من بعض مؤسسات المجتمع المدني وبعض أفراد المجتمع الذي يترك مهمة تربية أبنائه الى الدولة وكأن الدولة هي المسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها بعض أفراد المجمتع كما أنحى البعض باللائمة على بعض الجهات الحكومية في قضية هبوط أسعار الأسهم وكأنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم في مضاربات الأسهم العشوائية التي أضرت بالسوق وتعاني الدولة لإصلاح هذا الخلل والذي أشير بأصابع الإتهام الى المضاربين في تلك الأسواق .
وعودة الى ذات الموضوع نجد أن أهم الأسباب التي تفضي لمثل تلك الحوادث هو نقص في التربية ونقص في الإيمان والوازع الديني ونوع من الكبت الداخلي الذي يخرج بين الفينة والأخرى عندما تقع أعينهم على مشاهد لم يعتادوا عليها في ظروف المكان و الزمان والتي كانت مهيئة لهم لتحركهم غرائزهم البهيمية على التعدي , وهي مشكلة سوء تصرف يكون التعبير عنها بأعمال مخلة بالشرف والآداب العامة أو أعمال مخلة بالأمن العام بتبني أعمال إرهابية كنوع من التعبير عن الذات غير الواعية.
ومن الصعوبة بمكان الدعوة الى الإحتشام في الوقت الذي ينتشر عبر الأثير ومن خلال الفضائيات الكثير من الصور الإباحية وغير الأخلاقية وصور الدماء والأشلاء وحتى اليوم لانجد في البرامج التي تبثها قنوات عربية التحذيرات التي يتبعها الغرب عند نشر مواد لفئة البالغين.
الغريب في الأمر أننا لازلنا نتكلم عن مجتمعاتنا بأنها "مجتمعات محافظة ولها خصوصيتها" ولايرغب كتابنا الأفاضل وأساتذتنا الخوض فيها بالشرح والتوضيح والتحليل وطرح مثل هذا النوع من مشاكل المجتمع وكأننا مجتمع بلا مشاكل طالما نعيش في رغد من العيش وأن وضعنا الإقتصادي جيد أما الحديث عن وضعنا الإجتماعي السيء فلا أحد يجرؤ على الكلام على الرغم من وجود مساحة كافية للتعبير عن الرأي وحرية الصحافة أصبحت الى حد ما مكفولة في عالمنا العربي المعاصر.
والحديث عن تلك الجريمة النكراء تعيد إلى الأذهان قضية "برجس" الذي أدين بالمشاركة في إغتصاب فتاة وتم الحكم بسجنه،وذلك بعد أن قام برفقة إثنين من رفاقه بإغتصاب فتاة وتصويرها بكاميرا الهاتف المحمول والتي عرفت بقضية "جوال الباندا" التي تباينت الآراء حول الحادثتين مابين مطالب بعقوبات رادعة تشمل التشهير بالفاعلين ومابين تحميل الجنس الآخر المسؤولية هم وذويهم أما أصحاب الرأي الوسط فقد حمل الطرفين من الجنسين وأولياء أمورهم وزر ماحدث.
ودائماً مانسمع عبارات إن مثل تلك الحوادث غريبة على مجتمعنا المحافظ سواء كانت تلك الحوادث تحرش جنسي أو عمل إرهابي وإن كنت أعتقد أن هذا التزاوج بين هذه الأعمال المشينة من تحرش وإرهاب هما وليدين لإهمال الأسرة التي تنجب وتترك الأطفال للشارع أو للدولة ليعملا على تربيتهم , أما الكتاب المفلسون فهم اللذين يزجون بالوافدين كسبب رئيسي وراء جميع المشاكل الإجتماعية التي نعاني منها كالإرهاب والتحرش الجنسي والبطالة وغيرها بدعوى الوطنية وهي ليست من الوطنية في شيء.
وعند الرجوع الى الإحصاءات والتقارير الحكومية فإن الذهول ينتابنا عندما نقرأ أن حوادث التحرش الجنسي تأتي في المرتبة الثالثة من حوادث الاعتداء الأخلاقي في السعودية من حيث العدد , وكشفت تقارير رسمية عن ضبطها 1012 متهما في 832 حادثة تحرش عام 1424هـ ، بتهمة معاكسة النساء، 892 من المتهمين من البالغين و104 من الأحداث , ورغم وجود التحرش الجنسي كواقع إلا أن بعض علماء المجتمع لا يرون أن الأمر يشكل ظاهرة.
وتعد مواقف المدارس والشوارع المحيطة بها من أكثر المناطق التي تكثر فيها حوادث التحرش غير الأخلاقي بالفتيات، عن طريق إطلاق الكلمات الساقطة عليهن وتصويرهن بكاميرا الجوال لمحاولة استفزازهن من مجموعة من الشباب الذين يستقلون السيارات, وتتكرر هذه المواقف بشكل يومي الأمر الذي يكسر في نفس الفتاة أو المرأة الإحساس بالأمان، حيث لا يستطعن ذكر ذلك لأهاليهن لئلا يتعرضن للملامة والشك في أخلاقهن , وكأنما الفتاة أو المرأة أصبحت المسؤولة الأولى والأخيرة عن أخطائها وأخطاء غيرها وفي ذلك ظلم لها .
ومن المشاهدات المألوفة تجمع الشباب أمام مدارس الفتيات بشكل لافت وجريء أكثر من ذي قبل, لدرجة أن الشباب يطاردونهن بشكل يومي , ويتعدى التحرش الجنسي الشوارع والمرافق العامة إلى الساحات الإلكترونية حيث تتعرض المشاركات في المنتديات بأسمائهن الصريحة إلى مضايقات من خلال إرسال الصور الإباحية على بريدهن الإلكتروني, مما يسبب لهن حرجاً بالغاً خصوصاً إذا كن يكتبن في المنتديات بإسمائهن الصريحة .
وهذا الكلام ينطبق على معظم المجتمعات العربية أما في المجتمعات الغربية فهناك ماهو أدهى وأمر وتحت عنوان "تلميذات ضباط تعرضن لتحرشات جنسية" كشفت بعض التقارير التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية أن أكثر من 300 حالة تحرش جنسي ضد نساء بينها 64 حالة إغتصاب و34 حالة لواط، سجلت في ثلاث أكاديميات عسكرية أمريكية عام 2004م , وجاء في التقرير أن النساء يمثلن بين 15 و17% من تلميذات الضباط في أسلحة البر والبحر والجو وأن "عددا كبيرا" من حالات التحرش الجنسي لم يعلن عنها.
أما في جمهورية التشيك وتحت عنوان "ربع التشيك تعرضوا للتحرش الجنسي" أظهر أحدث استطلاع للرأي أجري في تشيكيا أن ربع عدد التشيك والتشيكيات قد تعرضوا في حياتهم للتحرش الجنسي أثناء ممارستهم أعمالهم المختلفة وان اغلب حالات التحرش طالت النساء , وأكد الاستطلاع الذي قام به المعهد الاجتماعي التابع لأكاديمية العلوم التشيكية بناء على طلب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن التصرفات ذات الإيحاء الجنسي تقع في تشيكيا بشكل كبير .
وفي نهاية مقالنا نود أن نوضح أن مثل تلك القضايا لاينبغي أن يسكت عنها في ثقافتنا الشعبية العربية لأنها تمس المجتمع بشكل مباشر وخصوصاً العنصر النسائي من هذا المجتمع , وينبغي أن نعترف بأن هناك نساء عربيات يتعرضن لتحرش جنسي في معظم المدن العربية , وأن معظمهن آثرن السكوت لأسباب مجتمعية يجب أن ننفض الغبار عنها وأن لايكون السكوت عنها علامة من علامات الرضا الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة حتى أصبح الكثير من النساء يحجمن عن أداء الكثير من الأعمال والخدمات تلقائياً ، بسبب ما يتعرضن له من تحرش ومعاكسات ومضايقات.
وهذا الأمر يؤصل في المجتمع العربي ما يسمى بالسيادة الذكورية حتى إنتقل هذا المفهوم للسياسة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تتجنب المرأة الناشطة في المجالات المختلفة الشارع ما أمكن، درءا لما أستوطن في أذهاننا من تجارب سلبية وممارسات شائنة بحق المرأة في أحيان كثيرة حتى بات الإعتقاد السائد عند البعض بأن المرأة لم تخلق إلا لإسعاد الرجل ولايحق لها كذا وكذا من الأنشطة .
وإذا كانت مؤسسات المجتمع المدني هي ملك للجميع فلماذا نجد السيادة للذكور ؟ بينما ينتقص حق المرأة في كل شيء حتى المشي في الشارع دون أن تتعرض لتحرش جنسي غير أخلاقي وماحدث مؤخراً في إحدى الدول العربية بحق بعض الصحفيات والناشطات من إنتهاكات وتحرشات غير أخلاقية بثت على جميع القنوات الفضائية دليل على مدى أزمة الأخلاق التي نعيشها في عالمنا العربي المعاصر.
التحرش الجنسي(6)
يعتبر التحرش الجنسي هو أي نوع من التحرش الذي يعتبر ضد إرادتك أو حقك في قول لا.يشمل المتحرشون الغرباء، الأصدقاء و أعضاء العائلة. إذا تم التحرش الجنسي عن طريق أعضاء العائلة فذلك يسمى سفاح الأقارب.
التحرش قد يشمل الإغتصاب، التدليل، الإنتهاكات اللفظية والإنتهاكات البصرية (عندما يجبرك شخص على النظر إلى صور أو أفلام جنسية لا ترغبين رؤيتها) أحياناً تريد أن تقول نعم بسبب الخوف أوالشعور بالتهديد. يمكنك قول نعم و لاتزالين ضحية للتحرش الجنسي.
ماذا ينبغي أن تفعلي إذا تعرضت للإغتصاب أو التحرش الجنسي؟
إذا تعرضت للتحرش الجنسي، اتصلي بالشرطة و عضو موثوق به من العائلة.
إذا تعرضت للإغتصاب ,اتصلي بالشرطة و اذهبي إلى المستشفى لا تأخذي دشًا سريعًا أو حمامًا ولا تغسلي أسنانك اكتبي تفاصيل الهجوم و المهاجم. سيكون ذلك صعب ولكنه دليل هام.
احصلي على الرعاية الطبية اطلبي اختبار الإغتصاب واختبري ضد الأمراض المنتقلة بالجنس والحمل. إذا كنت تعتقدين أنك تخدرت، فاطلبي من طبيبك أخذ عينة من البول.
جدي مكان أمن بعيدًا عن المهاجم أو المتحرش اطلبي من عضو في العائلة موثوق فيه أو صديق عن الدعم الأخلاقي ومكان أمن للبقاء فيه.
تذكري أنه ليس خطأك يأخذ الشفاء العاطفي والبدني وقتًا الإستشارة قد تفيد.
ماهي بعض أعراض النجاة من تجربة التحرش؟
الإضطراب
صعوبة في النوم
حالات الصداع
الخوف أو الألم
الأكل الزائد
الاكتئاب
الغضب
أحلام سيئة أوالذكريات السيئة
عدم المقدرة على الشعور بالسعادة أو الحب
الطلاّب والطالبات يعانون من التحرش الجنسي في الجامعات(7)
 ما زال من المرجح أن النساء يعانين من المضايقات الجسدية أكثر من الرجال. غير أن دراسة حديثة تشير إلى أنهن يعانين عموما بنفس القدر الذي يعانيه الرجال من الاهتمام الجنسي غير المرغوب مثل الغمز والإشاعات الجنسية المغرضة.
 في العديد من المقالات حول التحرش الجنسي، يتم تصوير الرجال عموما كمعتدين والنساء كضحايا.
غير أن تقريراً جديدا يحطم هذه الصورة النمطية.
فمن المرجح أن يعاني الطلاّب الجامعيون من التحرش الجنسي بنفس القدر الذي تتعرض له الطالبات، وفقا لاستطلاع قومي لأكثر من 2,000 طالب جامعي أُجري في شهر مايو الماضي. وقد صدر التقرير يوم الثلاثاء الماضي عن الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات وهي منظمة تدافع عن حقوق المرأة مقرها واشنطن العاصمة.
وقد بيّنت الدراسة أن حوالي ثلثي من شاركوا في الاستطلاع-- 61 في المائة رجال و62 في المائة نساء-- أشاروا إلى تعرضهم لشكل من أشكال التحرش الجنسي، وهو ما تعرفه الدراسة بأنه سلوك جنسي غير مرّحب به ويعتبر بمثابة تدخل في حياة الطالب.
وقد تراوحت أعمار المشاركين في الاستطلاع بين الـ18 والـ24. كما أنهم ينتسبون إلى كليات خدمة المجتمع وكليات جامعية وجامعات خاصة وعامة في أرجاء البلاد.
وقد وجد المحللون أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود
(جمهوري-أوريغون). ومع هذا كله، ما زال التحرش الجنسي ينتشر في الجامعات مترافقا مع النكات والتعليقات بوصفها جزءً من الحياة اليومية وجزءً من التحرش الجسدي-- التلّمس والمراقبة والتعقب أو النشاط الجنسي القسري. ويفيد التقرير أن هذه الأشكال جميعها باتت شائعة إلى حد كبير.
ويمثل الرجال غالبية المتحرشين-- 51 في المائة. بيد أن ثلث النساء المشاركات في الاستطلاع-- 31 في المائة-- اعترفن بالتحرش جنسيا بالآخرين: إطلاق النكات والتعليقات المشينة أو التلميحات الجسدية. ويقول معظم المشاركين إنهم قاموا بالتحرش بالآخرين لأنهم اعتقدوا أن الأمر مسلٍ، علما بأن المستهدفين لم يشاركوهم في هذا الرأي، كما يفيد التقرير. وتحطم استنتاجات هذا التقرير الصور النمطية حول الرجال والنساء في وقت تتغير فيه التوقعات من قبل الجنسين، كما تقول إيلينا سيلفا مديرة الأبحاث في الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات والمؤلفة المشاركة للتقرير. ويوافقها الرأي أنثوني رودريغز المؤسس والمدير الإكلينيكي لمركز الرجال، مقره دافنبورت في ولاية آيوا، الذي يقدم العلاج للرجال ضحايا الصدمات الجنسية. وفي مقابلة هاتفية أجريت معه، قال رودريغز: " ليست النساء سلبيات كما يعتقد البعض. كما أنه يمكن للرجال أن يتعرضوا للتحرش الجنسي."
التحولات الثقافية تؤدي إلى الشك والحيرة
إن اعتراف عد غير قليل من الطالبات بقيامهن بالتحرش بطلاّب آخرين يعكس تحولا ثقافيا ترك النساء في حيرة من أمرهن إزاء دورهن في المجتمع. وفيما دخلت النساء سوق العمل، فإنه تم تشجيعهن على أن يكنّ أكثر حزما وثقة، كما تقول إيلينا سيلفا. إنه نوع جديد من الضغط الاجتماعي الذي ينعكس في مقاربتهن الأكثر عدوانية تجاه العلاقات الاجتماعية والسلوك الجنسي.
وفي الوقت ذاته، ما زال يتم تشجيع النساء على إظهار خصائص " أنثوية" تقليدية ما يؤدي إلى تشوش رؤيتهن حول أدوار الجنسين، كما تقول سيلفا.
وتضيف سيلفا: " إننا نتحدث عن حوالي ثلث الطالبات الجامعيات اللواتي يقلن إنهن تحرشن بشخص ما. وهذا مؤشر على الصراعات الأكبر حجما بشأن كيفية التصرف وكيفية فرض وجودهن."
أما الرجال، من جهة أخرى، فلم يتم النظر إليهم تقليديا بوصفهم ضحايا للتحرش الجنسي لأنه يُفترض أن كل الملاحظات والتلميحات الجنسية هي انعكاس لتوجهات ثقافية تساوي بين الذكورة والاهتمام المكثف بالنشاط الجنسي.
تقول سيلفا: "لا يعتقد كل الرجال أنه أمر لطيف أن تأتي امرأة وتقرصهم أو تمسك بهم وتطرح عليهم ملاحظات جنسية أو أن تبعث إليهم بصورها عبر البريد الإلكتروني. يبدو وكأننا نريد أن نصدّق أن كل الرجال يريدون ذلك. ومع هذا فإن الكثير من الرجال لا يريدونه."
ويتحمل الرجال على وجه الخصوص أغلبية النكات والإهانات بشأن توجهاتهم الجنسية، كما تفيد الدراسة. ويقول 37 في المائة من الطلاّب المشاركين في الاستطلاع إنهم تعرضوا للإهانة إما لكونهم مثليين جنسيا أو لأنهم بدوا وكأنهم كذلك، مقارنة بـ13 في المائة من الطالبات.
وتلقى الرجال قدرا أكبر من الصور الجنسية غير المرغوب فيها، من النساء. كما أنهم كانوا موضوعا للرسائل الجنسية التي يتم تبادلها عبر رسائل البريد الإلكتروني أكثر من النساء. وكثيرا ما تم التجسس عليهم وهم يرتدون ملابسهم أو أثناء الاستحمام في الجامعة.
النساء أكثر تعرضا للتحرش الجسدي
في المقابل، من المرجح أن تعاني النساء من التحرش الجنسي الذي ينطوي على الاحتكاك الجسدي مثل اللمس والقرص أو من خلال الاحتكاك بهن جسديا بطريقة جنسية. وقد أفادت 35 في المائة من النساء المشاركات في الاستطلاع بتعرضهن للتحرش الجسدي مقابل 29 في المائة من الرجال.
كما أن النساء كنّ موضوعا للتعليقات الجنسية والنكات أكثر من الرجال وتلقين تلميحات أو نظرات أو سُدت عليهن المنافذ أو تم حشرهن في زاوية أو تم تعقبهن بطريقة تنم عن الرغبة الجنسية.
وتساوى الرجال والنساء تقريبا من حيث تعرضهم للغمس أو كشف الأعضاء الجنسية أو من حيث نشر الإشاعات الجنسية حولهم أو من حيث شدّ ملابسهم بطريقة جنسية أو من حيث إجبارهم على التقبيل أو على ممارسة الجنس.
ورغم أن الرجال والنساء أفادوا بتعرضهم للتحرش بنسب متشابهة، إلا أن التقرير يشير إلى أن النساء يتحملن القسط الأكبر من عمليات التعرض للتحرش.
وتقول أغلبية كبيرة من الطالبات اللواتي أفدن بتعرضهن للتحرش-- 68 في المائة--أن هذا السلوك أزعجهن، في حين عبر 35 في المائة من الرجال فقط عن مشاعر مشابهة. ومن المرجح أكثر أن تعبر النساء عن ردود فعل عاطفية سلبية وأن يغيّرن سلوكهن لتفادي التحرش، كما جاء في التقرير.
كما أن الطالبات أكثر شعورا بالخجل والغضب والخوف والتشوش وأقل ثقة وأكثر شعورا بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش الجنسي. وتقول الطالبات إنهن يتفادين المتحرش بهن أو أماكن معينة في الحرم الجامعي وأنهن يعانين من صعوبات في النوم أو التركيز. كما أن الطالبات أكثر لجوء للاستعانة بشخص يقدم لهن الحماية أو إلى تغيير مجموعات الأصدقاء أو الامتناع عن المشاركة في الفصل أو الانسحاب من المساق أو التغيب عن نشاط ما.
وفي مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء الماضي، قالت باربرا أوكونورر رئيسة الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات: " إن الطالبات على وجه التحديد منزعجات من التحرش الجنسي. إنهن منزعجات وغاضبات ومحرجات ويشعرن بالخوف جراء هذه التجارب علما بأنهن نادرا ما يبلغن المسؤولين الجامعيين عن تعرضهن للتحرش."
الرجال غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم
وقد شكك رودريغز في هذا الاستنتاج الذي توصل إليه التقرير، وأشار إلى أن لرجال يفتقرون إلى "رأس المال العاطفي" بما يكفي للتعبير عن مشاعرهم إزاء تعرضهم للتحرش الجنسي أو إساءة المعاملة.
يقول رودريغز: " النساء قادرات على قول ’هذا ما أشعر به. وهذا موقف بغيض.‘ أما الرجال فهم غير قادرين على ذلك، ولذا فإننا نميل إلى التعويض بأشكال سلوكية" مختلفة مثل العدوانية والعزلة أو الانغماس في العمل. ويضيف رودريغز: " إذا ما كنا نتحدث إلى طلاّب جامعيين، فإنهم سيقولون ’أنا ذاهب لألعب بجهاز أكس بوكس، أو ما شابه ذلك، ويهربون إلى هناك."
وقد وجد التقرير أن النساء يُحتمل أن يبلغن شخصا ما بتعرضهن للتحرش أكثر من الرجال. لكن لا الرجال ولا النساء يبلغون أحدا من خارج دائرة الأصدقاء المقرّبين والعائلة بحادثة تعرضهم للتحرش الجنسي. وقد أفادت 9 في المائة من النساء و4 في المائة من الرجال أنهم أبلغوا مسؤولا جامعيا عما تعرضوا له.
وستطلق الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات حملة للحد من التحرش الجنسي في الجامعات. وتدير الجمعية مشاريع في 11 جامعة عبر أرجاء البلاد لتقييم السياسات العامة والإجراءات ولتشجيع الحوار في الجامعات حول الموضوع وزيادة الوعي حوله من خلال الحملات الإعلامية والدعائية، ودراسة تجارب الطلاّب في هذا الصدد وتجريب وسائل إلكترونية في كشف حالات التحرش الجنسي والإبلاغ عنها.
آليسون ستيفنز هي مديرة مكتب وُمينز إي نيوز في واشنطن العاصمة.
النساء يتحرشن جنسيا بالرجال أيضا!(8)
رجال يتعرضون لمغازلات جنسية من رئيساتهم ويلزمون الصمت خشية أن تطردهم الرئيسة
شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة، شكوا  من أنه بسبب الإهمال في الرعاية الأسرية لهم وقعوا ضحايا لسيدات مطلقات أوعازبات
57% من التحرشات الجنسية التي يتعرض لها الرجال تتم عبر الكلام، الهاتف، الخطاب القصير، البريد؛ 34% عن طريق اللمس أو الاحتكاك باليد ؛ 7% بواسطة لمس أعضاء حساسة بالجسم
تشن شن شن
تلقيت رسالة من سيدة تقول إنها كانت تعمل  محاسبة في شركة ولأنها رفضت المعاكسات الجنسية من رئيسها في العمل نُقلت إلى قسم الخدمات المعاونة. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد تلوثت سمعتها بين الزملاء  بل إن زوجها أخذ يشك في سلوكها. لهذا طلبت مساعدتها قانونيا.
"التحرش الجنسي" مصطلح أجنبي ليس له أصول صينية ولم يتم تحديد معنى شامل جامع له، ولكن هناك اتفاق على أنه يعنى التصرفات التي تنتهك الحقوق الجنسية للمرأة، ومن ذلك الغزل الصريح، والقذف العلني بكلمات جارحة واللمس والاحتكاك البدني  وطلب المعاشرة الجنسية بشكل غير مباشر..
بعض الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أجروا دراسة على عينة عشوائية من النساء لمعرفة المضايقات الجنسية التي تعرضون لها من جانب زملائهن الرجال. قال  48% منهن إنهن تعرضن لكلام ونكات وشتائم  جنسية وقال 13% أنهن تلقين عروضا للمعاشرة الجنسية مقابل مصالح حقيقية؛ بينما تعرض 26% منهن للمس والعناق والتقبيل الساخن في أماكن العمل. وهناك عدد غير قليل من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة.
التحرش بالرجال
ليست النساء فقط اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي فمن الرجال ضحايا أيضا. هناك شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة، شكوا  من أنه بسبب الإهمال في الرعاية الأسرية لهم وقعوا ضحايا لسيدات مطلقات أو عازبات تتراوح أعمارهن بين 20 و 40 سنة. ويتعرض رجال لمغازلات جنسية من رئيساتهم ويلزمون الصمت خشية أن تطردهم الرئيسة..
القانون عاجز عن منع التحرش الجنسي من ناحية التشريع القانوني يختلف الخبراء في الرأي  فالبعض يرى أن مصطلح التحرش الجنسي ليس له إطار ملموس وظاهر، لذلك يستحيل تحديد عقوبة قانونية لتصرفات "التحرش الجنسي". يضاف إلى هذا أن الحصول على قرائن وأدلة في هذا الشأن أمر في غاية الصعوبة وتجربة الدول الأخرى في المعالجة غير الصحيحة لهذه الأمور سببت توترا أكثر بين الجنسين، وأوجدت قضايا خاطئة. البعض يحبذ اللجوء إلى اللوائح الإدارية بعيدا عن التشريع القانوني.
الوضع الحالي يستوجب سن تشريع قانوني لمنع تصرفات التحرش على أن يساعد التشريع في الحد من هذه التصرفات وتسيير التعاملات بين الجنسين، وحماية الفرد رجلا كان أو امرأة أو طفلا. .
في استطلاع للرأي أجرته شبكة إنترنت بالتعاون مع مجلة صينية عبر معظم الذين شملهم الاستطلاع عن اهتمامهم بتشريع قانون لمعاقبة المتحرشين جنسيا ولكنهم أعربوا عن قلقهم من التأثير السلبي إذا تجاوزت العقوبة الحد المعقول وأكدوا أنه  يجب تشريع قانون لحماية حق النساء المشروع، والرجال هم الآخرون ينبغي أن يعيشوا في حماية القانون، وإلا كيف توجه لهم اتهامات ليس لها أساس. وهذا ما يدعونا إلى القول بأن تشريع القانون قد يأتي بعناصر عدم استقرار اجتماعي. .
أكبر أذى من التحرشات الجنسية هو ما يقع بين  الفرد ورئيسه، ثم بين أفراد الأسر، وخاصة الأطفال. بالنسبة للمراهقين يجب أن تكون لديهم الجرأة والقدرة على حماية حقهم المشروع  في التصدي للتحرشات الجنسية ومعالجة المشاكل الناجمة عنها بشكل صحيح . وفي حال سن القانون المعني، ينبغي أن يشارك الرأي العام في استهجان التحرشات الجنسية، وتعميم الوعي بطرق التصدي للتحرش الجنسي. .
أرقام من الخط الساخن للمرأة: .
-    511 شكوى من التحرش الجنسي، بنسبة 89ر0% من عدد الاتصالات الهاتفية  بالخط الساخن خلال الفترة ما بين عامي 1992 و2001. ومن خلال القيام بتحليل  40 شكوى منها وُجد أن: .
1-  جميع مرتكبي التحرش الجنسي من الرجال 90% منهم في سن الثلاثين ، ومعظمهم متزوجون؛ 67% يشغلون مناصب قيادية؛ الآخرون لهم علاقات مع اللواتي تعرضن لتحرشاتهم بالصداقة أو التعارف أوالقرابة. .
2-  أعمار 77% من اللاتي تعرضن للتحرش من 22 إلى 25 سنة، ومعظمهن يشغلن مناصب مكتبية أو يعملن فنيات. .
3-  معظم حالات التحرش وقعت في مواقع العمل، بينما القليل منها في أماكن عامة أو البيت.
4-  25% من تصرفات التحرش عبارة عن  اللمس والاحتكاك عن عمد؛ النكتة الجنسية؛ الإغواء بالكلام، ثم طلب الاتصال الجنسي بشكل غير مباشر.
في هذه الدراسة تلقى الخط الساخن إجابات من 8379 فردا. 77% من النساء، و21% من الرجال تعرضوا لتحرشات جنسية. 74% من النساء، و47% من الرجال يطالبون بسن قانون لمنع التحرش الجنسي. وعن رد الفعل عند التعرض للتحرش، هناك ثلاثة اختيارات هي: 1- التزام الصمت ( 54% من الرجال؛ 54% من النساء) 2- المعالجة السرية بين الطرفين (12% من الرجال؛ 7% من النساء) 3- التصدي أو إبلاغ الجهات المعنية ( 33% من الرجال؛ 37% من النساء).
57% من التحرشات الجنسية التي يتعرض لها الرجال تتم عبر الكلام، الهاتف، الخطاب القصير، البريد؛ 34% عن طريق اللمس أو الاحتكاك باليد ؛ 7% بواسطة لمس أعضاء حساسة بالجسم ؛ بينما لدي النساء: 39%  عبر الكلام، الهاتف، الخطاب القصير، البريد؛ 50% عن طريق اللمس أو الاحتكاك باليد؛ 9% بواسطة لمس أعضاء حساسة بالجسم.
ويقع التحرش الجنسي لثلاثة عوامل:
 1- استغلال المنصب في العمل ( يتفق 37% من الرجال مع هذا الرأي؛ 25% من النساء)؛ 2- الأخلاق الرديئة( 33% من الرجال بينما 39 % من النساء)؛ 3- اعتقاد مقترفي التحرش بأن تصرفاتهم لا تنتهك القانون ( لا يعارض 29% من الرجال، بينما تتفق35% من النساء مع هذا الرأي).
قضايا تحرش جنسي أمام المحاكم
-    في يوليو عام 2001، رفعت السيدة دونغ، 30 سنة، الموظفة بمؤسسة حكومية دعوى بشأن تعرضها للتحرش الجنسي من رئيس قسمها أمام محكمة حي ليانهو، مدينة شيآن. وبعد نظر القضية تم رفض الدعوى لعدم كفاية الأدلة. كانت هذه أول قضية تحرش جنسي تنظرها المحاكم بالصين.
في التاسع من يونيو عام 2003، أصدرت محكمة حي شاوجيانغ، مدينة ووهان حكمها في الدعوى المرفوعة من السيدة خه لتعرضها للتحرش الجنسي من مدير المدرسة التي تعمل معلمة بها. الحكم كان الزام المدعى عليه المدير شنغ، بالاعتذار للمدعية مع دفع 200 يوان (الدولار يساوي 28ر8 يوان) تعويضا عن الخسارة الروحية. وكانت هذه أول دعوى تحرش جنسي بالصين يُحكم فيها لصالح المدعية.
لي مان، 25 سنة، وهي موظفة، تعرضت أكثر من مرة لمضايقات جنسية من رئيس القسم الذي تعمل به فتركت عملها وبدأت تبحث عن عمل آخر ولكنه حاول وضع العوائق في طريقها  فرفعت دعوى ضده أمام المحكمة وفي الثالث من يونيو عام 2003 نظرت محكمة حي هايديان جلسة في هذه القضية..
دراسة خطيرة: 30% من المصريات يتعرض للتحرش الجنسي يوميا(9)
التحرش لا يرتبط بسن المرأة ولا بجمالها ولا بملابسها المهم أنها امرأة فحسب هذا ما أثبتته الدراسة التي أعدها المركز المصري لحقوق المرأة الأسبوع الماضي عن التحرش كشكل من أشكال العنف ضد المرأة.
جاء في الدراسة أن التحرش لا يرتبط بسن معينة، إذ إن المتحرش لا ينظر للمرأة باعتبارها كبيرة أو صغيرة أو محجبة أو غير محجبة، لأن ما يهمه هو أن تكون أنثي.
وكشفت الدراسة عن أن نسبة المتحرشين تتفاوت حسب السن حيث تبلغ النسبة لمن في سن 18 حوالي 22%، ومن 18 إلي 24 حوالي 29%، ومن 25 إلي 40 حوالي 30% بينما تنخفض النسبة لمن فوق 41 سنة إلي 14%، حسبما ذكرت جريدة المصري اليوم.
وتعد طالبات المدارس الأكثر عرضة للتحرش رغم ارتدائهن الزي المدرسي، حيث أكدت 30 طالبة شاركن في الدراسة أنه تم التحرش بهن في أماكن مختلفة سواء في الشارع أو المواصلات العامة، أما النساء اللائي لا يعملن فيأتين في المرتبة الثانية حيث تصل نسبة التحرش بهن إلي 27%، وتنخفض النسبة لمن يعملن في الوظائف الإدارية إلي 20% و4% لمن يعملن في العمل العمالي، و2% لمن يعملن في العمل الخدمي.
وتعاني ربات البيوت من المشكلة نفسها، حيث وصلت نسبة التحرش بهن إلي 12%، وفي النهاية تصل نسبة المتعرضات للتحرش اليومي إلي 30% حسب أرقام الدراسة.
وعن أشكال التحرش كشفت الدراسة عن أن الشكل الأكثر شيوعا للتحرش بالمرأة هو اللمس، ويعود ارتفاع نسبته إلي 40% لسهولة حدوثه سواء في الشارع أو في المواصلات العامة أو في الأسواق.
وفيما يتعلق برد فعل المتحرش بها، نجد "السب" هو النسبة الأكبر، حيث تكتفي 55% من النساء بسب المتحرش ولعنه وإكمال اليوم بشكل عادي، وذلك في حالة اقتصار التحرش علي بعض الألفاظ كما أوضحت الدراسة أن 32% يطلبن مساعدة الغرباء، و11% يطلبن مساعدة أفراد العائلة أو الأصدقاء، بينما تلجأ 13% إلي الشرطة وتبلغ عن الحادثة.
الجدير بالذكر ان عدد كبير من المدونات المصرية على الانترنت تتناقل اخبار ومعلومات عن وقوع تحرشات جنسية بشوارع وسط القاهرة خلال أيام عيد الفطر، حيث قامت مجموعات كبيرة من الشباب يقدرون بالمئات من مختلف الأعمار بالتحرش بالفتيات وخاصة أمام سينما مترو وسينما ميامي بوسط البلد مستغلين حالة الزحام الشديد أمام السينمات خلال العيد.
وأكد شهود أن تلك الأحداث تكررت على مدار أيام العيد في ظل غياب لأي تواجد أمنى يذكر في الشارع. شاهد تعليقات شهود العيان على الأحداث.
وكان الموضوع قد أثير في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم حيث تحدثت إحدى السيدات بأسى شديد عما تعرضت له هي وعدد من أصدقائها في وسط البلد على يد هؤلاء الشباب من انتهاكات وتحرش جنسي.
إلا أن وزارة الداخلية قامت بإرسال بيان حول تلك الأحداث الى البرنامج ينفي وقوع هذه الأحداث ويؤكد عدم تلقي اقسام الشرطة لأي بلاغات عن تعرض فتيات للتحرش أو الانتهاك في الشارع.
وأكد البيان أن ما حدث هو فقط حالة من الزحام الشديد أمام إحدى دور السينما بوسط القاهرة بسبب حضور بعض الممثلين لإفتتاح فيلم سينمائي.
ورقة عمل حول(جريمة التحرش الجنسي في التشريعات المغربية)(10)
* مقدمة:
المغرب كما يصفه البعض مثل شجره ممتدة جذورها في افريقيا واغصانها في افريقيا ، وتقول ان كيانها لصيق بالوطن العربي وهذا ما جعل الطابع الجغرافي يجعل هذا البلد يتميز بمزيج حضاري وتقاليد واعراف يمكن النظر اليها كلوحة فسيفسائية .
التحرش الجنسي كان ولا يزال يفرض وجوده داخل كل مجتمع الا ان التعامل مع هذه الآفه هو الذي يختلف من مكان الى اخر وفي المغرب وكما سبقت الاشارة اليه فان الطابع الاسلامي ونتشار بعض التقاليد المحافظه لعبت دورا كبيرا في معالجة هذا التحرش قبل وقوعه ، الا ان قرب نفس البلد من اوروبا وتزايد الوافدين خصوصا منذ بدأ عهد الحماية الفرنسية في بداية القرن العشرين وخروج المراة للمشاركة في الحياة الاجتماعية عموما هو الذي سهل مسألة الاختلاط الجنسي ، نتج عنه نوع من التفتح الذي ادى بدوره الى حدوث جرائم واعتداءات سواء على المراة او الطفل بصفه عامة وننتطرق من خلال هذا العرض المتواضع الى التحرش الجنسي وعلاقته ببعض النصوص القانونية المتعلقة بالمراة والطفل، وفي القسم الثاني التحرش الجنسي وعلاقته ببعض الفئات الاخرى من المجتمع.
القسم الاول : التحرش الجنسي وعلاقته ببعض النصوص القانونية المتعلقة بالمراة والطفل
*المبحث الاول : نظره حول مسيرة المطالبة بتجريم التحرش الجنسي بالمغرب. بعد التعديل الذي شهده الدستور المغربي بتاريخ 13 يناير 1996 حيث نصت الفقرة الثالة من ديباجته على ما يلي :
" ..... وادراكا منها لضرورة ادراج عملها في اطار المنظمات الدولية، فان المملكة المغربية العضو العامل النشيط في هذه المنظمات، تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها من مباديء وحقوق وواجبات تؤكد تشبثها بحقوق الانسان كما هي مصادق عليها عالميا ".
وبما ان المغرب صادق على الاتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة مع بعض التحفظات المتعلقة بالمقتضيات الدستورية التي تضم قواعد توارث عرش المملكة المغربية، وكذلك الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل مع تحفظ بشأن المادة الرابعة عشره التي تعترف للطفل بالحق في حرية الدين ، وقد كانت المصادقة على كلتا الاتفاقيتين بتاريخ14/6/1993 .
ومن هذا المنطلق بدات جمعيات المجتمع المدني ومنها الجمعيات النسائية تناضل منذ بداية التسعينيات وبعضها في اواخر الثمانينات من اجل تجريم التحرش الجنسي، وفعلا استجاب البرلمان المغربي بغرفتيه ( مجلس النواب ومجلس المستشارين ) بموجب القانون رقم 04-03 الذي دخل حيز التنفيذ بعد صدوره بالجريدة الرسمية بتاريخ 19 فبرايير 2004 .
*المبحث الثاني : اطلالة على بعض النصوص القانونية المتعلقة بالتحرش والعنف الجنسي .
كان تعديل المادة 503 من مجموعة القانون الجنائي المغربي الذي تم بموجبه تجريم التحرش الجنسي بمثابه مكسب لكل فعاليات المجتمع المدني وهكذا نصت المادة 305 /1 على ما يلي : " يعاقب بالحبس من سنة الى سنتين وبالغرامة من خمسة آلاف ( حوالي خمسمائة دولار ) الى خمسين الف درهم ( حوالي خمسة آلاف دولار ) من اجل جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد الغير اوامر وتهديدات او وسائل للاكراه او ايه وسيلة اخرى مستغلا السلطة التي تخولها له مهامه لاغراض ذات طبيعة جنسية.
المادة : 503 / 2 : "يعاقب بالحبس من سنة الى خمس سنوات وغرامة من عشره الاف الى مليون درهم كل من حرض او شجع او سهل استغلال اطفال تقل سنهم عن ثماني عشره سنة في مواد اباحية، وذلك باظهار انشطة جنسية باية وسيلة كانت سواء اثناء الممارسة الفعلية او بالمحاكاة او المشاهدة او اي تصوير للاعضاء الجنسية للاطفال يتم لأغراض ذات طبيعة جنسية ........."
وهكذا يتضح ان الرئيس الذي يستغل منصبه في ممارسة التحرش الجنسي على من يرأسه يعرض نفسه للمسائلة الجنائية خصوصا بعد ان منح المشرع المغربي في ظل قانون المسطره الجنائية كما تم تعديله فإن الجمعيات المؤسسة بطريقة قانونية يمكنها تحريك الدعوى العمومية والتنصيب كمطالبه بالحق المدني ومتابعة المسطره الى مرحلة التنفيذ .
ويخصص القسم الثاني من مدونة الشغل الصادرة 2004 في المواد من :143 الى المادة 181 لحماية الحدث والمراة وخصوصا المواد المتعلقة بتشغيل النساء والاطفال ليلا الا في ظروف استثنائية عندما تستوجب ذلك طبيعة العمل وبعد اعلام العون المكلف بتفتيش الشغل ،وتجب الاشاره الى انه بعد تعديل مدونة الاسرة بتاريخ 3 فبرايير ( شباط) 2004 اصبح من حق المراة المطالبة بالحكم بتطليقها للشقاق وفقا للمواد من 94 الى 97 بعد اجل اقصاه سته اشهر ودون التاكيد على مسببات طلب التطليق لأن هناك اعتداءات جنسية فظيعة تكون على فراش الزوجية دون ان تستطيع الزوجة اثباتها، وتجدر الاشارة الى ان الزوجة تحصل على الطلاق بالاضافة الى المستحقات القانونية المادية من نفقة ومتعة واجرة حضانة عند وجود اطفال.
القسم الثاني : التحرش الجنسي وعلاقته ببعض فئات المجتمع .
*المبحث الاول: ككل دول المعمور فان هناك حالات حمل تحدث خارج اطار العلاقة الزوجية ، وبطبيعة التكوين البيولجي للمراة فان هذه الاخيره هي التي تكون مجبرة على تحمل الجنين وولادته بالاضافة الى الاعتناء به ببعض الاحيان وقد نبهت لذلك بعض فعاليات الجمعيات المغربية التي خصصت نشاطها لفئة الامهات العازبات التي تعنى بالفتاة الحامل حيث انها تأويها ضامنة لها المأكل والملبس والولادة في ظروف عادية مثل التي تلد وهي محاطة باسرتها وزوجها ثم تساعدها عل ايجاد سكن وعمل مع الاعتناء بالطفل داخل دار الحضانة بذات الجمعية ، وهناك حالات نجحت هذه الجمعيات في اقناع الاب على الاعتراف بولده وتم الزواج وتم اثبات النسب ، واغلب هذه الافئات من الفتيات هن من الاوساط الفقيرة ومنهن خادمات البيوت .
*المبحث الثاني: التحرش الجنسي وزنا المحارم
بكل اسف فان زنا المحارم يوجد في كل مجتمع من العالم ، الا ان درجة الافصاح والتحدث عنه يختلف من وسط لآخر، والمغرب من الدول الجريئة في هذا الموضوع، حيث ان الصحافة وبمساعدة عدة جمعيات من المجتمع المدني لم تعد تسكت على هذا النوع من الممارسات لتقدم الفاعلين الى العدالة حيث يتم تطبيق النصوص الجنائية مع ظروف تشديد دون اغفال مساعدة الاخصائين النفسانيين في هذا المجال.
** خاتمة:
من خلال هذا العرض الوجيز يتضح ان جهود المجتمع المدني في المغرب واستجابة الجهات الرسمية لمطالب نفس المجتمع اعطت لهذا البلد نوع من التميز في الانتقال بفئات المغاربة من تعايش داخل مناخ تحكمه الاعراف والتقاليد ويغلب عليه طابع التكتم والتستر (المسكوت عنها) الى مجتمع يتطلع الى المزيد من التفتح والشجاعة في حماية ومعالجة هذه الآفه. 
التحرش الجنسي في العمل.. على من يقع اللوم؟!(11)
كان ذلك رغماً عني، كنت أعاني، أتألم، أشعر بعذاب الضمير، أقلق وأخاف في كل مرة عزمت فيها على الذهاب إلى العمل..
كان ينتظرني كل صباح آملاً أن يكون بابه هو أول ما أدقه وآخر ما أخرج منه عند انتهاء وقت الدوام.
لا أعرف ماذا أقول أو بماذا أبرر فعلتي هذه.. أهو الخوف على مصدر رزقي الوحيد، أهي الخشية من مديري الذي جعله التسلسل الإداري يتحكم بي؟ كل ما أعرفه أني لست راضية عما أقوم به لكني أفعل...
كلمات قصّتها علينا صديقة صاحبة تلك المعاناة، تقول أم صالح: كثيراً ما نصحتها أن تترك عملها هذا، هي غير مضطرة أن تعمل في مكان فيه اختلاط وبلادنا الكريمة قد وفرت لنا الكثير من الوظائف التي تحفظ للمرأة خصوصيتها وكرامتها، أنا أعلم مدى حاجتها للوظيفة فهي أم لأيتام تعمل على النفقة عليهم، لكني ضد أن تعيش وتعمل بهذه الطريقة، إنها تتعرض لمضايقات في عملها.. ألا يكفيها ما هي فيه والظروف التي تعيشها.
** التحرش الجنسي في السعودية
عند الحديث عن مثل هذه الأمور، نجد شحاً في المعلومات وتكتماً على حقائق كثيرة، حيث لا يتم بحثها بشفافية، وقد نجد فرقاً بين مجتمع وآخر في طرح هذه القضية على الملأ وتناولها بالأرقام والإحصاءات.
من جهة أخرى فإن كثيراً من اللاتي مررن بهذه التجربة لا يتحدثن عنها، والقليلات جداً من يتجرأن بالكشف عنها لأسباب عدة كالخوف من الفضيحة، وحساسية وضع المرأة في المجتمع العربي، وعدم إمكانية إثبات حدوث التحرش.
ولا نعجب أن تصمت مجتمعاتنا العربية عن الحديث في مثل هذه القضية، إذا كانت نساء الغرب تعمد إلى ذلك ففي دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد تقول إن عدد اللاتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز الــ 25% من مجموع حالات التحرش.
وتأتي حوادث التحرش الجنسي في المرتبة الثالثة من حوادث الاعتداء الأخلاقي في السعودية من حيث العدد, حيث كشفت تقارير رسمية عن ضبطها 1012 متهما في 832 حادثة تحرش عام 1424هـ، بتهمة معاكسة النساء، 892 من المتهمين من البالغين و104 من الأحداث.
وتعد مواقف المدارس والشوارع المحيطة بها من أكثر المناطق التي تكثر فيها حوادث التحرش غير الأخلاقي بالفتيات، عن طريق إطلاق الكلمات الساقطة عليهن وتصويرهن بكاميرا الجوال لمحاولة استفزازهن من مجموعة من الشباب الذين يستقلون السيارات, وتتكرر هذه المواقف بشكل يومي، الأمر الذي يكسر في نفس الفتاة أو المرأة الإحساس بالأمان، حيث لا يستطعن ذكر ذلك لأهاليهن لئلا يتعرضن للملامة والشك في أخلاقهن, وكأنما الفتاة أو المرأة أصبحت المسؤولة الأولى والأخيرة عن أخطائها وأخطاء غيرها.. وفي ذلك ظلم لها.
** بين فكي كماشة
التحرش الجنسي في العمل مشكلة بدأت تتحول في مجتمعات كثيرة إلى ظاهرة تبعث على القلق، حيث تجد المرأة نفسها بين فكي كماشة؛ الحاجة إلى العمل من جهة ووجود رجال ضعاف النفوس في محيطها الوظيفي يقفون في طريق عملها وعفتها ويضغطون على أعصابها..
وتقف آنذاك حائرة، ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها لتتخلص من مثل هذه المشكلة؟.. هل تترك العمل؟ هل تشتكي المتحرش سواء كان مديراً أو زميلاً؟ وإلى من وكيف ستثبت صحة شكواها؟! أم تستمر وتتهرب قدر الإمكان؟ أم تستسلم وللأسف فإن هناك نماذج من الفتيات تستسلم للتحرش لتحافظ على وظيفتها وفي ذهنها مبررات غير معذورة بها حتى من قبل نفسها!!
موقع (لها أون لاين) أجرى تحقيقاً حول هذه القضية المهمة ملقياً الضوء على المشكلات الحاصلة والظروف المحيطة بها، والأسباب المؤدية لها وصولاً إلى الحلول التي نأمل أن تسهم في حل ولو جزء يسير من هذه المشكلة الآخذة بالاستفحال.
صداقة.. هكذا يسمونها!
هـ. أ. ع تقول: عالم المستشفيات مليء بمثل هذه القصص، عملت منذ مدة في أحد المستشفيات، دخلت عالماً مختلفاً عن ذلك الذي أعرفه أو كنت أعتقد أني أعرفه، لم يعجبني طريقة تعامل البعض أو الصداقة - كما يريدون أن يسموها- التي تنشأ بين الأطباء والطبيبات أو بين الممرضات والأطباء، حتى المريضات لم يسلمن من ذلك، كنت أسمع بأذني التعليقات التي كان يتبادلها الأطباء بعد خروج المريضات من عيادة أحدهم، ورغم أن تخصصي لا يمكن العمل فيه إلا بالمستشفيات التي يفرض العمل فيها جو الاختلاط إلا أني مؤخراً أفكر جدياً بالبحث عن عمل آخر وإن كان بعيداً عن تخصصي ولكن الأهم أن يوفر لي جواً من الراحة والشعور بالاطمئنان.
مها لها وجهة نظر أخرى تقول: "نعم يحدث مثل ذلك وقد رأيت حالات عدة، ولكن برأيي أن الحل في مثل هذه القضايا مرتبط بالمرأة، فإن كانت قوية واستطاعت وضع الرجل عند حده لا يمكن أن يتمادى معها". وهي ترفض أن تترك المرأة عملها وتضحي بوظيفتها من أجل رجل سيئ الخلق وإن كان مديرها فلا بد من وجود سلطة أعلى تردعه عن القيام بذلك، وهي تستشهد بنفسها وتقول إنها تعمل في مؤسسة فيها اختلاط لكنها أبداً لا تسمح بتجاوز الحد معها، ولا تسمح بأن يدور أي حديث بينها وبين زميلها الرجل خارج إطار العمل، بل إنها إن لم تكن مضطرة جداً فإنها تتجنب الحديث معه حتى في مجال العمل.
** هناك فرق
سناء جربت العمل في مؤسسة مختلطة وأخرى مخصصة للنساء، تقول: أي فرق ذلك بين العمل في مكان مخصص للنساء وبين العمل في مكان مختلط، لقد جربت الاثنين بحكم أني عملت في بلدي حيث أجواء العمل كلها مختلطة، تعرضت للتحرش الجنسي من قبل مديري في العمل.. كانت تلك تجربتي الأولى في العمل، تخرجت من الجامعة، تعبت حتى وجدت وظيفة في قطاع خاص، ذلك ما توفر لي.. كان مديري بعمر والدي ورغم ذلك فقد كنت أجد منه تصرفات غريبة، كان يحاول لمسي بأي شكل، يتعمد أن يجلسني إلى جانبه، يأخذ القلم أو الورقة من يدي وهو يضغط عليها، كنت في حيرة من أمري!! ماذا يريد هذا العجوز مني.. أتعبتني نظراته وحركاته.. عرفت فيما بعد من زميلاتي اللاتي يعملن في المكتب ذاته أنه كهل مراهق وأنه يفعل الأمر ذاته معهن، صدمني استمرارهن في العمل معه، وصدمني أكثر ترددي في ترك هذا العمل.. ربما كانت التبريرات واهية وربما مقنعة، لكنهن حتماً أخطأن باستمرارهن بهذا العمل، وأخطأت بترددي أيضاً، تركت العمل غير آسفة.. وعوضني الله بزوج تقي وخلوق، تزوجنا وسافرت معه السعودية حيث مقر عمله، وهنا توفرت لي فرصة العمل والحمد لله في إحدى المؤسسات النسائية، لا يمكن أن أصف الفرق بين عملي هذا وعملي ذاك..
وبعيداً عن وجود مثل هؤلاء الرجال فإن المكان المخصص للعمل النسائي فقط يشعرك بخصوصيتك وبراحتك لأنه بإمكانك أن تلبسي وتتزيني وتعملي التسريحة التي تريدين، بإمكانك أن تضحكي.. تأكلي وتتحركي دون أن تشعري بألف قيد وقيد يكبل تحركاتك، عكس حالك في المؤسسات التي يكون العمل فيها مختلطاً حيث إنك لن تتجملي وستبقين في حجابك، وتكونين حذرة من كل كلمة أو أي ضحكة أو تصرف.. ورغم كل هذا الحذر فإنك لا تسلمين.
** التحرش اللفظي
ر. ح تعمل في مؤسسة نسائية لكنها تضطر إلى التعامل مع الرجال، تقول: "أعمل في مؤسسة نسائية وهي مستقلة في المبنى عن الرجال ولكنها ليست مستقلة في العمل عنهم، عملي يفرض علي الاتصال الهاتفي المستمر مع موظفي الأقسام الرجالية، تعرضت لما يسمى بالتحرش اللفظي من مدير قسمي الذي أعمل فيه، بدأ الأمر بالاتصال بي خارج أوقات العمل وبحجج لا داعي لها ثم تطور ذلك إلى الأحاديث الخاصة، كنت حقيقة في البداية أجامله ولا أرده عن أسئلته وإن كانت لا علاقة لها بالعمل، لكن الأمر تطور وأصبحت اتصالاته على الجوال تزعجني، كلمات العمل تطورت إلى كلمات الحب والشكوى من زوجته الحالية بأنها تهمله وأن صوتها لا يحمل الرقة التي في صوتي وأن أفكارها ليست كأفكاري، وكلام كثير من هذا.. صرت في حيرة من أمري، كيف أستطيع التخلص من ملاحقته وبخاصة أنه مديري وأنا مضطرة للإجابة على اتصالاته لأسباب تتعلق بظروف عملي..
** الخادمات والتحرش
هـ.ي فتاة هندية التقيت بها في السجن النسائي في الرياض كانت حاملا في شهرها الرابع تقول: "كنت أكنس قرب باب المنزل عندما جاء رجل لا أعرفه وسأل عن صاحب المنزل، أخبرته أنه لا أحد في الداخل فدفعني إلى البيت وأغلق خلفي الباب واعتدى علي، ثم هرب، لم أتجرأ أن أخبر كفيلي بما حصل، وعندما اكتشفوا أني حامل أبلغوا الشرطة وأتوا بي إلى هنا ولا ذنب لي فيما حصل".
قصص الخادمات وما يتعرضن له من تحرشات أو اغتصاب كثيرة جداً.. ولعلها الأسوأ على مستوى التحرش الجنسي في العمل، حيث يلعب الدور الاقتصادي والاجتماعي بشكل يؤثر سلباً على تصدي ومقاومة الخادمة لما تتعرض له، إلا أن الواقع يأتي لنا بقصص أخرى استطاعت الخادمات رغم الفقر والحالة المادية والاجتماعية المذرية لهن أن يقاومن مثل هذه الاعتداءات ويحتفظن بعفتهن وشرفهن.
** في سوريا نساء وفتيات يتعرضن للتحرش الجنسي في عملهن في سوريا حيث بات عمل المرأة في كثير من الدوائر وبخاصة القطاع الخاص محفوف بالمخاطر.. تقف الفتاة حائرة بين طموح.. وربما حاجة مادية، تدفعها للاستمرار بالعمل، ومنغصات تجعلها تفكر وربما تقرر ترك هذا العمل دون أسف عليه.
تحكي بشرى قصتها: "بعد انتهاء سنوات الجامعة الأربع بدأت بالبحث عن وظيفة، وكان العمل في القطاع الحكومي صعباً للغاية يحتاج إلى واسطة ومعارك وكنت بحاجة ماسة إلى العمل فبدأت أطرق أبواب القطاع الخاص لعلّي أجد عملاً مناسباً لي.. وكانت فرحتي كبيرة حين وجدت عملاً يناسب تخصصي وباشرت العمل فعلاً.. بدأت الأمور على خير ما يرام.. دوامي كان عبارة عن فترتين صباحية ومسائية، بدأت معاناتي في الفترة الثانية حيث يتواجد مديري في المكتب، كنت أدخل مكتبه لأطلعه على ما تم إنجازه من أعمال.
الأمر بدأ بكلمات الإطراء على عملي ثم انتقل الموضوع لإطراء على شكلي وطريقة لبسي واختياري للألوان مع أني كنت حريصة على ألا آتي إلى الدوام إلا وأنا محتشمة في لباسي ومظهري
وفي أحد الأيام فوجئت به وقد حمل لي فستان سهرة قصيرا كهدية وطلب مني ارتداءه في المكتب ليطمئن بأنه مناسب ومقاسي حسب قوله، رفضت طلبه وأعدت له هديته.. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد إذ بدأ يلح علي بالخروج معه إلى العشاء بعد انتهاء الدوام؛ معللاً بأن هذا من ضمن مهامي حيث إنه عشاء عمل.. دخلت في مشاكل عدة معه بين صد ورد وبالنهاية فضلت تقديم استقالتي وترك العمل رغم الراتب المغري الذي حدده لي لأني لا يمكن أن أقبل بهذا الوضع، جربت بعدها عملاً آخر في شركة أخرى وتعرضت فيها لبعض المضايقات أيضاً ففضلت العودة إلى كنف أسرتي باحثة عن فرصة عمل تخلو من هذه المضايقات.
** فتاة في العمل.. مشروع جيد لعلاقة جديدة!
وئام فتاة تقول: شاب شعري من كثرة ما رأيت وشاهدت من استغلال للفتاة وحاجتها أو رغبتها في العمل..
وظائف كثيرة كانت تناسب طموحاتي لكن أجواءها جعلتني أفر هاربة منها تاركة طموحاتي خلفي..
فتاة في العمل يعني ذلك لدى الكثيرين أنها مشروع جيد لعلاقة جديدة؛ هذا يدعوها لشرب فنجان من القهوة والآخر للغداء وغيره للعشاء، ناهيك عن كلمات الغزل والنظرات التي لا تعرف كيف تهرب منها.
حصلت مؤخراً على وظيفة في قطاع حكومي، الحال غدا أفضل بكثير، لكن لا يخلو الأمر من بعض المضايقات والتلميحات.. لكن رئيسي في القطاع الحكومي لا يستطيع التحكم بمرؤوسيه كما هو الحال في القطاع الخاص حيث إن الجميع في القطاع الحكومي موظفون عند الدولة.
تتابع وئام: "لا أعرف كيف تستطيع الفتاة أن توازن بين رغبتها في الاستمرار في العمل الذي تطمح أن تحقق من خلاله مستقبلها العلمي والمهني وكيف تتجنب هذه التحرشات التي تدفع بها في كثير من الأحيان إلى الاستقالة.
** كان يصرّ على أنه بمثابة أبينا
تروى رنا قصتها وقصة صديقاتها اللاتي عملن في إحدى المؤسسات، تقول: كنا سعيدات عندما تم قبولنا في العمل وباشرنا وكلنا نشاط وحيوية، أردنا أن نحقق جزءا من طموحاتنا واندفاع الشباب يسبقنا.
مديرنا رجل كبير في العمل.. كنا ندرك ذلك إلا أنه كان يصر على تقبيل الموظفات وضمهن عند دخوله وقبل خروجه من المكتب أو في المناسبات والأعياد الرسمية وغير الرسمية.
كان يتحين الفرصة ليعانق هذه ويقبل تلك وهو يردد أنا مثل أبيكم.. هذه الكلمة كانت تجعلنا نحرج منه، إلا أننا ضقنا ذرعاً بفعله لأن إحدانا لم تشعر أبداً بأن القبلة كانت أبوية.. كنت شخصياً أتهرب منها فاختبئ أحياناً كثيرة في الحمام عندما أعلم بأنه يهم بالخروج حتى لا تنالني قبلاته!!
المشكلة أننا لم نأخذ قرارنا بترك العمل نتيجة تصرفاته لأنه لم يكن كثير التردد على العمل، ولكن في الأيام التي يأتي بها أعاني وصديقاتي الكثير، وللأسف فإنه لم تتجرأ أي منا على مصارحته بمشاعرنا، وإن كان قد شعر بها من خلال تعاملنا معه.
** التدرج أسلوبهم
تقول ريما انتقلت من مؤسسة لأخرى... والأسلوب واحد، بمجرد أن يروا فتاة يبدءون بالملاطفات الكلامية معها والتي تتدرج إلى دعوات للغداء ومن ثم العشاء أو السهرة، ثم يتطور الحال من دعوة عامة إلى دعوة خاصة.. كل هذه الأمور وما مررت به من تجارب شجعتني على ترك العمل سواء الخاص أو الحكومي وأنا أستعد حالياً للبدء في مشروع خاص بي أكون أنا مالكة أمر نفسي، أحقق طموحي من خلاله، ويكون مصدر رزق مناسبا لي، وفي الوقت ذاته أكون بعيداً عن التعرض لمثل ذلك النوع من المضايقات.
** على من يقع اللوم في قضية التحرش الجنسي في العمل؟
تقول الأستاذة هدى الجاسم "الأخصائية الاجتماعية والتربوية: "إن الكثير من حالات التحرش الجنسي ضد المرأة في العمل تنتج من رؤسائها الرجال لما يتمتعون به من سلطة ونفوذ وانعدام الرقابة.
والتحرش لا يكون فقط بالاعتداء المباشر ولكنه يمكن أن يكون عن طريق اللفظ أو النظرة أو الحركة وحتى عن طريق الإغواء.. فالتحرش الجنسي تتلون مظاهره بين التحرش الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة، والتلميحات الجسدية، والإلحاح في طلب لقاء، وطرح أسئلة جنسية، ونظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص، بل يكون حتى بوضع الشروط على المرأة في العمل بأن تكون صغيرة وأحياناً جميلة وغير محجبة إذا كانت ستعمل في وظائف بها تعامل مع الجمهور؛ مثل هذه الرسائل المسبقة، يجب على المرأة أن تحذرها لأن المكتوب ظاهر من عنوانه ولا داعي للخوض في تجربة نتائجها واضحة.
** أسباب انتشار مشكلة التحرش الجنسي بالعمل
عزت الأستاذة الجاسم أسباب انتشار هذه المشكلة إلى عدة عوامل منها:
1- المشكلة عند الرجل: ويتعلق الأمر بعوامل التنشئة الاجتماعية للرجال في علاقاتهم بالنساء، ونظرتهم إلى المرأة على أنها مصدر للمتعة فقط وليست كيانا وفكرا، ما يجعلهم يتعاملون معها في مكان العمل بشكل مختلف عما يتعاملون به معها في البيت، هذا بالإضافة إلى نقص في الوازع الديني.
2- الأسرة: وما تزرعه من عادات ثقافية واجتماعية منذ الصغر حيث إن الأسرة لا تقوم بتعليم وتربية أبنائها كيفية التعامل مع المرأة أو كيفية تعامل المرأة مع الرجل.
3- ثقافة المجتمع: للأسف في عالمنا العربي هناك أزمة في تصديق المرأة، المجتمع دائماً يلقي اللوم عليها، ويعتبرها هي المذنبة وأنها هي التي دفعت الرجل للتحرش بها نظراً لسلوكها ولذلك فإن المرأة تجنح إلى الصمت عندما تتعرض لمثل هذه التحرشات، خشية أن تصبح منبوذة اجتماعياً.
4- الإعلام: يعد الإعلام العربي من العوامل المهمة لتفشي ظاهرة التحرش الجنسي عموماً سواء بالنساء أو الأطفال، حيث إنه يستغل جسد المرأة بصورة مثيرة للاشمئزاز.
وكيف يمكن أن ندعو إلى الاحتشام في الوقت الذي ينتشر عبر الأثير ومن خلال الفضائيات الكثير من الصور الإباحية وغير الأخلاقية، وللأسف - وحتى اليوم- لا نجد في البرامج التي تبثها قنوات عربية التحذيرات التي يتبعها الغرب عند نشر مواد لفئة البالغين.
5- المرأة: أحياناً يكون للمرأة دور؛ حيث تسهم في التحرش ضدها بسبب ارتدائها للملابس الفاضحة أو طريقة كلامها التي تفسح المجال لضعاف النفوس للتمادي معها.
** أبرز الآثار التي يتركها التحرش بالمرأة:
الترهيب النفسي.
القلق والتوتر.
الشعور بالذنب.
السهر وصعوبات في النوم.
تكرار الكوابيس الليلية.
اللامبالاة.
عدم التركيز.
الخوف.
ترك العمل رغم الحاجة إلى المال.
ترك العمل رغم أنه في مجال التخصص.
العصبية التي تنعكس على العمل والبيت.
قلة الإنتاج في العمل.
الانهيار العصبي.
** آثار نفسية سلبية على صحة المتحرش.
تأثير سلبي على حياتهن العاطفية والاجتماعية والعائلية والجسمية.
الطلاق إن كانت متزوجة.
تكوين صورة سلبية عن الرجل ورفض الارتباط والزواج إن كانت فتاة.
** كيف نتجنب هذه المشكلة؟
ترى هدى الجاسم أنه بالإمكان تجنب ذلك عن طريق التوعية الجيدة والتنشئة السليمة منذ الطفولة هذا من جهة، ومن ناحية أخرى يجب الرجوع إلى تراثنا الثقافي والقيمي والديني لنستخرج منه الضوابط ونحسن توظيفها.
وتشدد الجاسم أن على المرأة أو الفتاة أن تكون صريحة مع أهلها أو زوجها فيما يتعلق بهذه الأمور وألا تسكت عما تتعرض له من تحرش وأن تفصح بمشكلتها لمن ترى رجاحة عقله وحسن تصرفه من عائلتها.
ومن جهة أخرى يجب على الأهل أن يتفهموا مشكلة ابنتهم وألا يأخذوا الموضوع على أنها المسببة أو المدانة ويتصرفوا بحكمة.
وتتابع: "نحتاج لأن تقوم المؤسسات والهيئات التي تعنى بهذا الأمر بإطلاق حملات للحد من التحرش الجنسي بمختلف أشكاله وبكل الأماكن التي يمارس بها سواء في العمل أو الجامعات أو الشوارع وأن تعمل على تشجيع الحوار حول الموضوع لزيادة الوعي من خلال هذه الحملات الإعلامية والدعائية، ودراسة تجارب من مررن بهذه المشكلة".
وترى الجاسم أنه يجب أن تتولى مؤسسات معينة محاربة التحرش الجنسي وأن تقوم بالدراسات وتبني الدفاع عن المتحرشات بهن وتأمين الحماية القانونية لهن، لتمنحهن الجرأة في تقديم شكوى ضد من يتحرش بهن، لأن ذلك من شأنه أن يردع الطرف الآخر الذي يستمد قوته وجرأته في التمادي في ظل غياب مؤسسة أو جهة رادعة له.
** ماذا تفعل المرأة إذا تعرضت للتحرش الجنسي في مكان عملها؟
تقول الجاسم: قصص التحرش الجنسي في العمل كثيرة، والخوف من الفضائح يجعل الصمت أكثر ما تلجأ له المرأة في تعاملها مع هذه المشكلة فإذا كانت متزوجة خشية أن يصل هذا الأمر إلى زوجها، وإن كانت فتاة تصمت خشية على سمعتها وما يمكن أن يؤثر ذلك على فرص الزواج لديها، الأمر الذي يجعل المتحرش يتمادى في فعلته وتجرئه عليها.. ومن النساء من تفضل ترك العمل بعد تعرضها للتحرش.
بعض الرجال يرتدع بالتهديد بإخبار الأهل أو رئيسه بالعمل أو زوجته مثلاً بتصرفه، وعادة يتطلب هذا الموضوع جرأة من الفتاة قد لا تمتلكها، هنا على المرأة أن تشعر الرجل بنديتها له في العمل، وكلما كان التهديد جدياً كلما وقع في نفسه أكثر.
وبعضهم الآخر قد يفيد معه الحوار والصراحة بأن الأسلوب الذي يتبعه يسبب لها الأذى، تحاول إظهار نخوته فكل منا فيه جانب من الخير بحاجة إلى من يمسح عنه الغبار، يمكن أيضاً أن تقدم له هدية، شريطا أو مطوية فيها من الخير والهداية ما يمكن أن يضعه على الطريق القويم، فمن تبتغي الخير يساعدها الله على الوصول إليه.
وتشدد الجاسم أن على المرأة أو الفتاة إذا لم يرتدع بالطرق السابقة أن تكون صريحة مع أهلها أو زوجها فيما يتعلق بهذه الأمور وألا تسكت عما تتعرض له من تحرش وأن تفصح بمشكلتها لمن ترى رجاحة عقله وحسن تصرفه من عائلتها.
ومن جهة أخرى يجب على الأهل أن يتفهموا مشكلة ابنتهم وألا يأخذوا الموضوع على أنها المسببة أو المدانة ويتصرفوا بحكمة. 
التحرش الجنسي.. تمييز ضد المرأة العربية العاملة(12)
 التحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء العاملات، ظاهرة عالمية تكشف أحد جوانب التمييز ضد المرأة، لاسيما المرأة العربية؛ حيث تغض المجتمعات العربية أبصارها عن مثل هذه الانتهاكات، بسبب ثقافة المجتمع، والعادات والتقاليد السائدة.
تمييز له أسبابه
يقول مدير منظمة العمل العربية "إبراهيم قويدر": إن مظاهر التمييز ضد المرأة هي مظاهر واحدة ومشتركة في العالم كله، وتنتج لعدة أسباب، منها النظرة إلى طبيعة المرأة، وهذا الأمر يحدث في العالم كله، إلا أن المرأة العربية لديها خصوصية في بعض أشكال التمييز الواقعة عليها في المجتمع ككل، وفي ميدان العمل بوجه خاص.
وعزى الدكتور "قويدر" هذا التمييز إلى عادات ثقافية واجتماعية منذ النشأة؛ حيث إن الأسرة لا تقوم بتعليم وتربية أبنائها كيفية التعامل مع المرأة، أو كيفية تعامل المرأة مع الرجل،  كما حًمل الإعلام العربي مسئولية تفشي ظاهرة العنف والتمييز ضد المرأة؛ حيث إنه يستغل جسد المرأة بصورة مثيرة للاشمئزاز.
يضاف إلى ذلك أيضا، غياب الالتزام التشريعي المتمثل في عدم احترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها معظم الدول العربية دون أن تطبقها فعليا على أرض الواقع. فضلا عن الخطاب الديني المتشدد الذي يتصاعد في العالم العربي حيث إنه يسيء للإسلام أكثر من أن يخدمه في توظيفه لرسالة قد تكون ضد المرأة والرجل على السواء؛ وذلك لأن المرأة تؤثر على باقي المجتمع، فممارسة العنف والتمييز ضدها سيؤثر على الأسرة بأكملها والأجيال القادمة.
ومن ناحية أخرى، فالتحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة العربية في ميدان العمل يجب طرحه بصورة مختلفة عن صورته النمطية، فالتحرش لا يكون فقط بالاعتداء المباشر، ولكن يمكن أن يكون عن طريق اللفظ أو النظرة أو الحركة وحتى عن طريق الإغواء للموظفات الصغيرات أو عبر وضع الشروط على المرأة في العمل، بأن تكون صغيرة وأحيانا جميلة ومثيرة إذا كانت ستعمل في وظائف بها تعامل مع الجمهور.
ويرى البعض أن هذا السلوك قد تفسره نظرة العالم العربي إلى المرأة بحكم التقاليد والعادات الرجعية والفهم المغلوط للدين، على أنها جسد للمتعة فقط، بالإضافة إلى أسباب، إما سيكولوجية محضة وبالتالي مرضية، أو سوسيولوجية نابعة من نظرة الرجل للمرأة كأنثى فقط، دون اهتمام بمهاراتها وكفايتها المهنية.
من جهة أخرى يمكن الربط بين التحرش الجنسي بانتشار الفساد، وغياب الرقابة في العالم العربي، فالفساد المالي والإداري في المؤسسات العربية يؤدي بصورة ما إلى الفساد الأخلاقي؛ خاصة وأن الكثير من حالات التحرش الجنسي ضد المرأة في العمل تنتج من رؤسائها الرجال؛ لما يتمتعون به من سلطة ونفوذ وانعدام الرقابة.
هذا التوجه تعبر عنه القاضية الجزائرية "رفيقة حجايلية" حيث ترى أن ظاهرة التحرش الجنسي في أوساط العمل تعود بالدرجة الأولى إلى  كون الطرف الذي يملك سلطة التسيير وسلطة اتخاذ القرار هو الرجل في معظم الأحوال.
من جانبها تتهم المحامية المصرية "ميرفت أبو تيج" القوانين العربية بعدم توصيف التحرش الجنسي بشكل صحيح، رغم تصديق الحكومات العربية على الاتفاقية الدولية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، لافتة إلى بند صريح بالمادة الحادية عشر يطالب باتخاذ الدول التدابير والإجراءات القانونية لمنع التحرش الجنسي في العمل.
وعن صور التمييز ضد المرأة، انتقدت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي الصادر في الثاني من الشهر الجاري كافة صور التمييز بين الرجال والنساء في تقلد الوظائف والراتب والعلاوات والمميزات المرتبطة بالوظيفة، لافتة إلى انتهاكات بحق العاملات في المنازل.
ووفقا لتحقيق أجرته مؤخرا صحيفة "اليوم" السعودية، تتعرض بعض الموظفات في مؤسسات الأعمال السعودية، التي يحدث فيها اختلاط وظيفي، إلى تحرش جنسي يرتكبه زملاء في العمل وتشير الصحيفة إلى التزام هؤلاء الموظفات الصمت خشية من الفضائح.
ظاهرة عالمية
وفيما يدعم الرأي القائل بان التحرش ظاهرة عالمية غير مقصورة على المرأة العربية كشفت دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الإسبانية مدريد، عن تعرض مليون و310 آلاف عاملة لنوع من أنواع التحرش الجنسي عام 2005 وهو ما يمثل 15% من مجموع عدد العاملات في إسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين و425 ألف عاملة.
وأشارت الدراسة إلى اعتزام نحو 40 ألف عاملة تغيير محل عملها لهذا السبب، وتقول مسئولة المساواة بين الرجل والمرأة في المعهد، "سوليداد موريو"، أن رد فعل العاملات تجاه التحرش هو عدم التقدم بشكوى، بصورة عامة، عندما يكون التحرش بسيطا، وتزداد احتمالات رفع شكوى وفقا لطبيعة التحرش اللاتي تعرضن له.
وتتراوح حالات التحرش بصورة عامة، بين التحرش الشفاهي والإلحاح في طلب لقاء وطرح أسئلة جنسية أو نظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس وغيرها من السلوكيات.
وتكشف دراسات المعهد المعتمدة على زيارات ميدانية واستطلاعية، ضعف نسبة اللاتي تجرأن على التقدم بشكوى؛ حيث لم يتجاوز الـ25% من مجموع حالات التحرش.
وأرجعت الدراسات أسباب ذلك إلى أن 56% من المؤسسات التي تقع فيها مثل هذه الحالات لا تتصرف بجدية مع المشكلة. كما لم تصدر أحكام رادعة ضد المعتدي بشكل مرض إلا في 8% من مجموع الدعاوى المقدمة.
وحسب استطلاعات المعهد بين اللواتي تعرضن للتحرش، فان 38% منهن يخشين التقدم بشكوى؛ لظنهن أنها ستعود ضدهن، فيتهمون العاملة بأنها هي التي تحرشت، وقالت 43% منهن أنهن يضطررن إلى التحمل والسكوت خشية فقدانهن لأعمالهن.
ولفتت الدراسة إلى أن حوالي نصف الذين يقومون بالتحرش، هم من زملاء العمل، و27% منهم من رؤساء العمل و23% من الزبائن، كما لم تغفل الإشارة إلى الأمراض النفسية التي تصيب غالبية هؤلاء العاملات مثل القلق والسهر واللامبالاة والخوف والتعرض للكوابيس.
ماهي التصرفات والأفعال التي يعتبرها القانون شكلا من أشكال التحرش الجنسي ؟(13)
يعتبر التحرش الجنسي انتهاكا لحرمة المرأة الجسدية والمعنوية. ولذلك جرّمه القانون التونسي.
ويعرّف الفصل 226 ثالثا من المجلة الجزائية مفهوم التحرش الجنسي بـ "الإمعان في مضايقة الغير بتكرار أفعال أو أقوال أو إشارات من شانها أن تنال من كرامته وأن تخدش حياءه وذلك بغاية حمله على الاستجابة لرغباته أو رغبات غيره الجنسية أو ممارسة ضغوط عليه من شأنها إضعاف إرادته على التصدي لتلك الرغبات".
إن التعريف القانوني للتحرش الجنسي واسع النطاق ولكنه في نفس الوقت يحدد المعايير الضرورية لإثبات الجريمة وهي :
- التكرار في المضايقة.
- التصرف بالأفعال والأقوال وحتى الإشارات.
- الغاية الجنسية لإشباع رغبة الشخص المتعمّد التحرّش أو رغبة الغير.
ويعتبر التحرش الجنسي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن بعام أو بخطية قدرها ثلاثة آلاف دينار.
ويمارس التحرش الجنسي عادة في أماكن العمل والتدريس.
كيف يمكن إثبات التحرش الجنسي؟ 
 إن إثبات التحرش الجنسي يمكن بكل وسائل الإثبات إذ يتمّ عادة بالرجوع إلى وسائل الإثبات العادية المقبولة في المادة الجزائية من شهادة شهود واعتراف وغيره، إلا أن هذه المسالة تطرح إشكالية على مستوى صعوبة الإثبات وذلك في صورة وقوع التحرش الجنسي والمضايقات في مكان خاص وغير مفتوح للعموم وكذلك عند وقوع التحرش الجنسي بالأقوال. ففي هذه الحالات يمكن الاستناد إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة من تصوير وتسجيل صوتي. ويبقى الأمر خاضعا لاقتناع وجدان المحكمة في كل الأحوال.
..............................................................................
المصادر/
1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
 2- منتديات الفاخرية
 3- برنامج الثقافة الانجابية والايدز    
 4- مها فهد الحجيلان/  جريدة "الوطن" السعودية
 5- مصطفى الغريب/ فضائية العربية
 6- خلية المعرفة
 7- آليسون ستيفنز/ وُمينز إي نيوز
 8- موقع الصين اليوم
 9- موقع مصراوي
 10- فاطمة الزهراء/  مركز عفت الهندي  
 11- أ. سلام نجم الدين الشرابي / لها أون لاين
 12- إعداد / محمد مصطفى عبد العزيز/ بوابة المراة
 13- منظومة حقوق المراة التونسية
14- النسوية ومابعد النسوية/سارة جامبل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق