الاثنين، 29 أكتوبر 2012

الشيعة السعوديون هم الوحيدون الذين تظاهروا دعماً لحماس وللانتفاضة، وقد هاجمتنا الشرطة عندما تظاهرنا دعماً لحزب الله


الدكتور حمزة الحسن معارض سعودي اضطرته ظروف المعاناة والقهر والتفرقة في المملكة، الى الهجرة الى لندن للاقامة فيها هو وأسرته، ضمن شريحة من السعوديين وإن كانت قليلة، بسبب إجراءات التشدّد البريطاني في منح المعارضين السعوديين حق اللجوء السياسي، أو الاقامة الدائمة، خوفاً على مشاريع عسكرية بمليارات الدولارات والجنيهات الأسترلينية، وهي مشاريع تصفها المعارضة السعودية بأنها نوع من الرشوة من آل سعود، لإسكات الحكومات البريطانية عن توجيه الانتقاد للحكم في الرياض.

الحسن معارض من نوع يختلف الى حد ما عن المعارضة الإسلامية السعودية في الخارج، فهو من غير إمكانات ومن غير دعم، طالما أنه شيعي، ولا تفتح له الأبواب التي تفتح لسواه، ولا يتلقّى دعماً سخيّاً من الداخل. وفي حديثه مع «المشاهد السياسي» حاول تلخيص أمر الشيعة في السعودية على نحو مبسّط ومن دون تعقيد:

• كم يشكّل الشيعة من إجمالي سكان المملكة؟ - ما بين ٢٣ و٢٥ في المئة من السكان، وإن كانت الحكومة تقدّرهم ما بين ١٠ و٢٠ في المئة، وهم وإن كانوا يتركّزون في المنطقة الشرقية الغنيّة بالنفط، إلا أنهم موجودون في المدينة المنوّرة وفي مكّة المكرّمة وفي جدّة وفي الرياض وفي مناطق أخرى.
• طالما أنكم تشكّلون ربع السكان، فكم وزيراً منكم وكم سفيراً وكم حاكماً أو محافظاً؟
- ولا واحد. لا وزير شيعي ولا سفير ولا حاكم ولا محافظ. إنهم لا يعترفون بنا حتى كمواطنين.
• يمكن أنهم يعاملونكم بالمثل! يعني قد يكون ولاؤكم الى إيران وليس الى بلادكم، مثل الكثير من الشيعة الآخرين في الخليج، ألا يشكّل ذلك مبرّراً للخوف منكم؟
- ادّعاء الحكومة في هذا المجال غير صحيح، وليست هناك أية نسبة على الاطلاق من الصحّة في مثل هذه المزاعم والمبرّرات، التي تسوقها في بيان أسباب جفائها أو مغالطتها أو عدم إنصافها، بل وإصرارها على ظلم واضطهاد الشيعة. السعوديون عرب وهم سكان الأرض ولم يأتوا إليها من أي مكان آخر، كما هو حال الكثير من غير الشيعة الذين يحتلّون مناصب ويتبوأون مراكز القرار. لا ولاء لشيعة المملكة لغير بلادهم، ولا بأي قدر أو نسبة، وأي ادّعاء غير ذلك غير صحيح على الاطلاق.

نحن مواطنون سعوديون لا نقبل بغير بلدنا، ولا نرضى عنه بديلاً، ونحن كشيعة لم نتآمر على بلادنا مع أي طرف، ولن نقبل بأي دور أجنبي، ولا نوالي غير أرضنا، ولا ننادي بقلب النظام أو إسقاطه، ولم نرتكب أية أعمال فيها نسمة أو شبهة إرهاب، فلم نهاجم أحداً، ولم نقتل ولم نهدر دم أحد، ولم نعتد على أملاك عامّة أو خاصّة.
• فلماذا يعاملكم الحكم بهذه الطريقة إذن؟
- نقول بصراحة لأن الحكم يخلط بين الدين والسياسة. نحن نطالب بالاصلاح وبالعدالة وبالمساواة، ولا دخل لنا في أي أمور أخرى لا مصلحة للوطن والمواطن فيها. أما مشكلة الحكم، فينطبق عليها المثل العامّي الذي يقول (مشتهيّة ومستحيّة)، فالحكم يتوجّس من انعكاسات الصراع الطائفي في العراق، كما يتخوّف من آثار وإيجابيات انتصار حزب الله اللبناني في ردّ العدوان الإسرائيلي.

كما يخاف الحكم من تغيّر مواقف الولايات المتحدة في المنطقة، وهو قلق من احتمال تخلّي واشنطن عنه، وتوقّفها عن حمايته، وتحالفها، في حال يئست من إمكانية إصلاحه أو استجابته لأبسط المطالب، مع سواه. أعتقد، وأنا لست وحدي من يرى مثل هذا الاعتقاد، أن الحكم يسعى الى تحصين نفسه بأي طريقة ممكنة، وهذا يجعله يتخبّط بإثارة النعرة الطائفية تارة، وبافتعال المواقف غير المشرّفة في القضايا القومية تارة أخرى، كما فعل في موقفه من حزب الله، عندما حرّك بعض رموزه الدينية لإصدار فتاوى تحرّض على حزب الله، بدلاً من أن تدعمه وتنصره وتتعاطف معه في مقاومته العدوان الإسرائيلي.
• تقول أن الحكم يتخبّط في طريقة تعامله مع الشيعة! السؤال: لماذا لا يكون السبب منكم؟
- الحكم لن يتوقّف عن تشجيع المتطرّفين عن اتّهام الشيعة بأنهم رافضة وكفرة، ومسمّيات أخرى لا تتفق مع الدين الحنيف. كنا نتصوّر أنهم ربما يستفيدون من التجربة الصعبة التي تمرّ بها المنطقة منذ التدخّل الأميركي في العراق وحتى الآن، لكن أي أمر إيجابي لم يتحقّق. النظام يختنق، غير أن خوفه من انتصار حزب الله، وتعاطف العرب والمسلمين مع لبنان ومع حزب الله، قد أعاد شيعة السعودية الى أجواء الثمانينيات في النظرة الدينية السوداوية لهم، التي يغذّيها الحكم أو يغضّ النظر عنها.. هذه النظرة التي لا تساوي بين الشيعي السعودي وأي مخلوق آخر، حتى اليهودي.

إن ذلك واضح من محاولة الحكم تحصين نفسه ضد أي تعاطف مع الشيعة، بتحريض وكلائه في المؤسّسة الدينية المتطرّفة عليهم، بإصدار فتاوى تكفيرية بدلاً من فتاوى التسامح والتودد والمحبّة والاتحاد والانطواء تحت راية وطن واحد. يعني أنه من جهة يخاف من استشراء العامل الطائفي، وهي فتنة لا يتمنّى أي غيور شريف أن تتحرّك أو أن يوقظها أحد، كما أنه يحصّن نفسه من الطائفية بزيادة اضطهاد بقيّة المواطنين، من غير الذين اصطفاهم للحكم والمناصب، وأولاهم ثقته وأغدق عليهم دون سواهم بكل شيء، وحرم الآخرين من كل شيء.
• ليس هناك على السطح لا من خلال وسائل الاعلام، وهي الاذاعة والتلفزيون والصحافة، ولا من خلال مؤسسات الحكم، أي إشارات أو مواقف أو قرارات تدعم صحّة ما تقول من تحريض الحكم للآخرين على الشيعة؟
- ماذا بقي من أعمال أو أفعال أو تصرّفات تتّفق مع ما أقول، وتتعارض مع ما تقول، ولم تقدم عليها الأسرة الحاكمة حتى الآن؟ أنت كصحفي أو إعلامي، أعطني مثالاً واحداً يكذّب أو يشكّك في صدقية شكاوانا وتظلّماتنا من الحكم. بالتأكيد ليست هناك قرارات حكومية رسمية تجرّم أو تكفّر، أو تدعو الى التقليل من شأن المواطنين الشيعة، أو تدعو الى عدم مساواتهم مع الآخرين، لكن أعطني قراراً واحداً، أو موقفاً حكومياً واحداً، يدافع عن حقوق المواطن الشيعي، ويؤكّد حقّه في أن ينال فرصاً متساوية مثل سواه.

من الذي يختار الوزراء والسفراء والحكّام والمديرين العامّين وكبار المسؤولين في الدولة ومؤسّساتها، هل نحن شيعة المملكة الذين نختارهم، أم الحكم الذي يختارهم؟ أعطني اسم وزير واحد أو سفير واحد أو حاكم أو محافظ واحد شيعي؟

عندما يلتزم الحكم الصمت أمام فتاوى لم ينزل الله بها من سلطان، تعتبر الشيعة رافضة وكفرة وخوارج، وما شابه ذلك من مسمّيات تحرّض على هدر دمهم وعدم التعامل معهم، ألا يعني ذلك أنه يبارك هذه المواقف أو يؤيّدها أو يدعمها؟!
• شيعة الخليج يشكّلون نسباً متفاوتة من السكان، كما هو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا في البحرين والعراق وإيران، لكن هل أن شيعة بقيّة دول المجلس أفضل حالاً؟
- بالتأكيد وإلى حد ما. بالطبع هناك فوارق وهناك نوع من الاضطهاد السياسي في بعض الدول، وهناك عدم اعتراف كلّي، لكن غير معلن، من قبل بعض أنظمة الحكم بالشيعة.

لكن هذه الدول لديها سفراء ووزراء وشخصيات نافذة في المجتمع، وهي تمارس شعائرها بنوع من الحرّية، وتتمتّع بأوضاع أفضل بكثير مما يتمتّع به الشيعة في السعودية.

عند سقوط نظام صدّام حسين واستلام الشعب للحكم تصوّرنا أن المملكة قد تستفيد من التجربة وتسارع الى إصلاح الخلل في طريقة تعاملها مع مواطنيها
• طالما أن الوضع في الخليج أفضل، فهل معنى ذلك أن احتمال تغيّر الوضع في المملكة من جهة طريقة التعامل مع المواطنين الشيعة، قد يتطوّر نحو الأحسن؟
- هذا ما توقّعناه عند سقوط نظام صدّام حسين في العراق، وتغيّر الأوضاع واستلام الشعب للحكم، وإجراء أكثر من انتخابات عامّة. وقتها تصوّرنا أن المملكة قد تستفيد من التجربة وتتّعظ، وتسارع الى إصلاح الخلل في طريقة تعاملها مع مواطنيها، لقطع الطريق على التدخّل الأجنبي.

لكن ذلك لم يحصل بكل أسف. أما بالنسبة لوضع الشيعة في الخليج، فهم مواطنون أصليون في دولهم، مثل ما نحن شيعة السعودية مواطنون وسكان أصليون. لكن وللأمانة، فإن حكومات الخليج بشكل أو آخر، تسعى الى تعديل أي اعوجاج في طريقة تعامل الدولة أو المجتمع مع المواطنين الشيعة، إلا أنها تتعرّض الى ضغوط من السعودية، سواء من قبل الحكم، أو من قبل المؤسّسة الدينية الوهّابية، للحيلولة دون إصلاح هذا الخلل وإلغاء التفرقة بين المواطنين.
• هل بلغ موضوع معاداة الشيعة الى حدّ التورّط في دعم الارهاب ضد الشيعة في العراق؟
- يعني إذا لم يكن هناك تورّط حكومي، فإنه تورّط موجود بشكل أو بآخر، ربما من باب رفض تولّي الأغلبية الشيعية الحكم في العراق، أو من باب حماية النظام لنفسه، بمحاولة إفشال التجربة في العراق، أو من باب غضّ النظر عن المتطرّفين التكفيريين، الذين يعتقدون أنهم ولدوا أو خلقوا لقتل الشيعة، من أجل دخول الجنّة.

لكن ليس بإمكان أحد أن ينكر أن للحكم موقفاً سلبيّاً تجاه الوضع الجديد في العراق، وتجاه الحكومات العراقية التي تعاقبت عقب سقوط النظام السابق. الموقف الرسمي الحكومي ينتقد ويهاجم الحكومة العراقية ويتّهمها بالطائفية. لذلك، فإنه يسعى الى استمالة الوهّابيين بكل الطرق الممكنة لحماية نفسه بهم، خشية تفشّي ظاهرة العراق، أو امتداد التجربة والتغيير الى السعودية.
• أنتم شيعة السعودية، هل أنتم مسرورون ومبسوطون لأوضاع العراق؟
- للتغيير نعم ومن دون تحفّظ، ليس لأننا ضد صدّام أو نظام حكمه فحسب، وإنما لأننا نرفض كل أنواع الديكتاتورية والاستبداد والتفرقة بين المواطنين. لكننا لا يمكن أن نكون مسرورين لما يجري في العراق من عنف متبادل، ومن قتل غير مبرّر، ومن إجرام وإرهاب من الجانبين. لا يمكن أن نقبل أن يمارس الشيعة أخطاء سواهم.

ليس هناك مبرّر، ولا أعتقد أساساً أن هناك أي مبرّر يجيز قتل وإبادة وتصفية البشر. هناك قوانين وأنظمة وهناك دساتير، وهناك انتخابات، وهناك أهليّة للحكم، وهناك أعمال يحاسب عليها من قبل الناخبين.
• هل تعترف أن بعض الشيعة في العراق ضالعون في جرائم خطف وقتل وإرهاب؟
- نعم. هذا موجود من قبل بعض الفئات التي تعتقد أنها تدافع عن نفسها، أو أنها تردع بهذا الأسلوب الطرف الآخر المسيّر أو المموّل من قبل جماعات إسلامية طائفية، أو من قبل حكومات تعتقد أنها بهذه الطريقة تحارب الولايات المتحدة، وتعجّل بخروج الجيش الأميركي من العراق أو من المنطقة. وهذه الفئات التي تساير أو تردّ على القتل بالقتل، أو الابادة أو الارهاب، ليست مقبولة وليست محلّ رضا أو استحسان من أحد.
• هل هناك أدلّة على أن علماء الشيعة لا يؤيّدون القتل والارهاب وسيلة للدفاع عن النفس، أو معاقبة الآخرين، أو الاعتداء عليهم؟
- نعم. لم تصدر أي فتوى من أي عالم شيعي بتكفير الغير، أو إباحة دمهم، أو إقصائهم. وإذا كان كلامي غير صحيح، أعطني أنت أو أي طرف آخر ما يعكس كلامي.

أما علماء غير الشيعة أو حكوماتهم، فإنهم لم يمنعوا ولم يحرّموا ولم يتصدّوا لعشرات الفتاوى التي تصدر حتى الآن، والتي تكفّر الشيعة وتلصق بهم مختلف المسمّيات، التي تدعو الى رفضهم أو قتلهم أو التقليل من شأنهم أو الاعتداء عليهم.
• هناك من يختلف معك في الرأي عن أوضاع الشيعة السعوديين، ويرى أن الأمر تغيّر بشكل إيجابي منذ وصول الملك عبد الله الى الحكم، بل حتى وهو ولي للعهد، بعد أن تولّى المسؤولية في أعقاب مرض الملك فهد، أليس هذا صحيحاً؟
- لا. غير صحيح لمن يعرفون الحقيقة، أو يعرفون الأوضاع في المملكة عن قرب. لم يحصل أي شيء ولم يتغيّر أي شيء، بل إن الفتاوى ضد الشيعة بحجّة انتقاد حزب الله مثلاً لم تصدر مثلها من قبل، ولم يسمح بصدورها من قبل، مع أن الموقف الديني في حقيقته ما زال كما هو، ما لم يكن قد ازداد حدّة وتطرفاً، خوفاً من تبعات انتصار حزب الله، ووصول الشيعة الى الحكم في العراق، وأيضاً بسبب السلاح النووي الإيراني.

لكن ما ذنب شيعة السعودية، وهم مواطنون سعوديون، بالنشاط النووي الإيراني مثلاً، أو بما يحدث في العراق؟ لقد اتّهموا السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، وهو عربي ولبناني أباً عن جد، بأنه يخضع للارادة الإيرانية والسورية، لأنه لم يجد الظرف مناسباً لتلبية الدعوة السعودية له للحج! واتّهموا حزب الله بأنه صنيعة إيرانية أو بالعمالة لإيران، واتّهموا كذلك حماس وسورية بمثل هذا الأمر، بينما حماس منظّمة إسلامية سنّية لا علاقة لها بالشيعة، كما أن عدد الشيعة في سورية ليس كبيراً.
• كيف لم تتغيّر الأمور نحو الأحسن، وأنتم ممثّلون الآن في مجالس الحكم بالمناطق؟
- أي تمثيل وأي مجالس!! هذه المجالس التي تتكّون من ١٥ عضواً، نحن غير ممثّلين إلا بعضو واحد في المناطق التي نشكّل فيها أغلبية. فهل تسمّي هذا تطوّراً. الشيعة مضطهدون ولا زالت مناطقهم مهملة، ولا تحوز الحد الأدنى مما هو موجود في مناطق سواهم، بل إن أغلب أعضاء مجالس الحكم في المنطقة الشرقية، من النجادة.

لكن من باب الانصاف، لا بد من أن أقول أن الإسماعيلية مضطهدون وكذلك المتصوّفة، بل كل السعوديين غير النجادة، مظلومون ومضطهدون ولا يتمتّعون بحقوق كاملة.
• بعيداً عن أكذوبة عمالة الشيعة العرب لإيران، لكن هل للشيعة موقف قومي واضح، وهل يقفون مع دولهم، أم لهم موقف عام يلخّصه علماؤهم، وهم ملزمون بتتبّعه وطاعته؟
- الشيعة مواطنون أصيلون في دولهم، وهم يتبعون مصالح دولهم، ولا ولاءات أو مصالح أخرى لهم خارج أوطانهم، لكن شيعة السعودية تعرّضوا للابتزاز هذا العام، عندما طالبهم كتّاب وصحفيون محسوبون على النظام، بإعلان موقف مساند للموقف الرسمي الحكومي، وإلا فإن الاتهامات لهم بالولاء لغير دولهم تصبح حقيقة.

اعتبرنا مثل هذا الكلام ابتزازاً رخيصاً ومحاولة غير موفّقة، لإضفاء الشرعية على الموقف الحكومي الذي طعن بما حقّقته المقاومة اللبنانية. لقد شكّكوا بوطنيتنا وانتمائنا، عندما رفضنا دعم وتأييد الموقف الحكومي من الحرب في لبنان، الذي يعادي ويدين حزب الله ويحمّله مسؤولية الحرب. وقال بعض كتّابهم أن على الشيعة أن يثبتوا ولاءهم لبلدهم بتبنّيهم الموقف الحكومي، إذا أرادوا حقاً إسوة بالآخرين!، لكنهم لم يدينوا ولن يشكّكوا بانتماء وولاء التكفيريّين الذين يهاجمون الأفراد والممتلكات العامّة والخاصة، ويهاجمون المواقع الحسّاسة في البلاد.

لقد أيّد الشيعة الانتفاضة، وتظاهروا دعماً لحماس لمدة أسبوعين. وللعلم، فإنهم وحدهم من فعل ذلك دعماً للانتفاضة، وجمعوا التبرّعات لها. وقد هاجمتنا قوّات الشرطة يوم تظاهرنا دعماً للبنان والمقاومة، لكن لشيعة السعودية مواقف عربية مشرّفة لا تشوبها أية شائبة.
• أخيراً، بصراحة، هل العيب في الحكم السعودي أم في الشيعة السعوديين؟
- بكل صراحة العيب في الحكم، لأنه غير عادل وغير واع وغير منصف، ولأنه لا يدرك خطورة أوضاع المنطقة، وهم الذين أشاعوا عبر الأردن وعبر مصر المخاوف مما أسموه بالهلال الشيعي، ونسوا أو غالطوا أنفسهم عندما اعتبروا أن لبنان وسورية وفلسطين يمكن أن تكون دولاً شيعية، بينما هي دول بأغلبية غير شيعية. ونسوا أيضاً أن من دافع عنهم وحارب بضراوة في حرب الخليج التي غدر بها النظام العراقي السابق، إيران، هم شيعة العراق العرب الذين وقع أغلب عبء الحرب عليهم وفي مناطقهم.

ختاماً أنا متخوّف من احتمال أن تكون السعودية مقبلة على فتنة طائفية ليست بين الشيعة والسُنّة، وإنما تشمل الإسماعيلية والصوفية وكل الفئات الأخرى غير النجديّة، لأنها مضطهدة ومسلوبة الارادة. وهناك الآن هجرة غير معلنة من المملكة الى الخارج. ومثل هذه المخاوف مبرّرة، طالما أن الحكم يعتبر أنه مهدّد، وأن لا أحد يمكن أن يحميه غير الوهّابية التي يعتبرها درعه الواقية. إن عقلية الحكم في المملكة عقليّة إقصائيّة.
• لماذا لا تتعاون الأطراف التي تقول أنها مضطهدة ومهملة للضغط على النظام لإصلاح الأوضاع؟
- كلما ظهر من يطالب بالاصلاح تتّهمه الحكومة بالعمالة للأجنبي، ومن سخرية القدر أن النظام السعودي قائم على اتّهام معارضيه بالعمالة، بينما هو أكثر نظام متحالف مع الأجانب ومعتمد في بقائه على رضاهم عليه.

المرجع. 
 
مجلة المشاهد السياسي - « لندن » - 25 / 9 / 2006م -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق