الجمعة، 19 أكتوبر 2012

رسالة من مرسي لبيريس اعتبرته 'عزيزا وعظيما' ووقعها كـ 'صديق وفي'


اثار نشر رسالة رسمية وجهها الرئيس المصري محمد مرسي الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس جدلا في مصر لما احتوته من عبارات الود.
وحسب رسالة اعتماد السفير المصري الجديد لدى اسرائيل، التي نشرت صورة عنها صحيفة اسرائيلية مساء الاربعاء ونقلتها عنها صحيفة 'الاهرام' الحكومية امس، يخاطب مرسي الرئيس الاسرائيلي بقوله (صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دوله اسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم)، ويؤكد فيها انه (شديد الرغبة في ان اطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا)، ويختتمها بالتوقيع (صديقكم الوفي). ولم يصدر اي نفي من رئاسة الجمهورية او وزارة الخارجية حتى مساء الخميس في مصر للرسالة. وفي ما يلي النص الكامل للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد مرسي
رئيس الجمهورية
صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة اسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبه في ان اطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الاهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدى فخامتكم، وان ما خبرته من اخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في ان يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت اليه فيها.
ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون اهلا لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، ارجو من فخامتكم ان تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه اليكم من جانبي، ولا سيما ان كان لي الشرف بان اعرب لفخامتكم عما اتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.
صديقكم الوفي
محمد مرسي
ونقلت بوابة 'الأهرام' عن القيادي الاخواني جمال حشمت تشكيكه في صحة الرسالة واشارته الى انها قد تكون ملفقة من قبل الصحيفة الاسرائيلية، الا ان السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق اكد 'ان الصيغة التي كتب بها الخطاب ليست خاصة بإسرائيل، وإن صيغة كتابة مثل هذه الخطابات موحدة، ولا تتغير بتغير المسؤولين أو الإدارة أو المكان الذي يتم توجيه الخطاب إليه'.

وحول العبارات الودية في الخطاب، أكد أنها نمط تقليدي وصيغة موحدة لا يتم تغييرها، ولا ينبغي تحميل مثل هذه العبارات معاني أكبر من حجمها، أو اعتبارها تغيراً في شكل العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وفي إشارة إلى الصورة التي تم نشرها ويظهر فيها السفير المصري بجوار الرئيس الإسرائيلي بيريس، وخلفهما علمان لإسرائيل، ولا يوجد علم مصر، إلا على الطاولة بحجم صغير جداً، أوضح خلاف أن علم الدولة الموفدة للسفير ـ حسب البروتوكولات الدبلوماسية ـ لا يتم وضعه داخل قاعة أو مكتب الاجتماعات، لكن يتم رفعه على مدخل القصر الجمهوري فقط.
واعرب ناشطون في مصر عن استغرابهم وخيبة املهم من الرسالة وما تحمله من عبارات حميمة تجاه اسرائيل ورئيسها، وتساءلوا ان كان مرسي مضطرا الى استخدامها.
وقال مراقبون ان مرسي كان يستطيع ان يطلب صياغة الرسالة بشكل مهني يؤدي الغرض منها، وهو اعتماد السفير الجديد عاطف سالم سيد الاهل، دون الحاجة الى كل هذا الاطراء لرئيس دولة مازال اغلب المصريين يعتبرونها عدوا وتهديدا اساسيا لامنهم القومي.
وقال مصدر دبلوماسي لـ'القدس العربي' ان الرسالة تأتي في اطار سياسة واضحة للرئيس مرسي تقوم على المبالغة في طمأنة الاسرائيليين والامريكيين تجاه عواقب وصول 'الاخوان' الى الحكم، مشيرا الى ان خطاب الرئيس امام الجمعية العامة للامم المتحدة خلا من اي انتقادات مباشرة لاسرائيل، بالمقارنة مع الخطاب التقليدي للدبلوماسية المصرية حتى اثناء نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق