الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

اليهود قوم انتهازيون وصوليون

قال تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران:112) .

وهذا ما يصدقه الواقع والتاريخ فاليهود قوم انتهازيون وصوليون، يتملقون الأقوياء ويتحالفون معهم من أجل خدمة أهدافهم.
فحين ظهر قورش الفارسي في بلاد فارس، وأصبح قوة جبارة، ساعده اليهود واعتبروه مخلصاً ربانياً لهم، بل وصفوه بالمسيح المنتظر، وجاء في سفر أشعيا
(هكذا يقول الرب لمسيحه، لقورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً ، وأحل أحزمة ملوك ، لأفتح أمامه المصراعين، فلا تغلق الأبواب، إنني أمشي أمامك، وأمهد الهضاب، وأحطم مصراعي النحاس ، وأكسر مزاليج الحديد ، وأعطيك مكنونات الكنوز وذخائر المخابئ، حتى تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك ، لقبتك وأنت لا تعرفني).
وقد قدم قورش هذا وعداً لليهود بالعودة إلى فلسطين، على نفس الطريقة التي صدر بها وعد بلفور. وعندما كانت العلاقات بين الكلدانيين والمصريين متوترة، ومرشحة للاصطدام، قدر اليهود أن النصر سيكون حليف المصريين، لذلك سارعوا للتحالف معهم، وخالفهم في ذلك النبي "أرميا الكاهن" فقد كان اعتقاده أن النصر سيكون من نصيب بختنصر وجيشه. ولما انتصر جيش بختنصر، اقتحم بختنصر القدس وساق اليهود أسرى إلى بابل، وقَدَر للنبي "أرميا" موقفه فترك له الحرية في البقاء أو الهجرة.
وحين برز المسلمون كقوة عالمية سارع اليهود للتحالف معهم وكسب ودهم، بل راحوا يتجسسون لهم على الروم وغيرهم.
وفي الأندلس استقبلوا المسلمين، فلما خرجوا منها كانوا معهم، واستقروا في أقطار المغرب وتركيا ، فلما أفل نجم المسلمين، راحوا يتجسسون عليهم لمصلحة الاستعمار الغربي، بل راحوا يغرونه بالغزو.
وحين سطع نجم هولاكو في المشرق كاتبه يهود بغداد وحالفوه وقدموا له المال والمشورة، قبل أن يصل إلى بغداد، فلما دخلها وقتل الخليفة ومليوناً من المسلمين سلم اليهود، فلم يقتل منهم أحد، كما سلمت أموالهم من النهب والسلب وفي العصر الحديث ابتدأ رهانهم على فرنسا فحالفوها، وراحوا يتعلمون الفرنسية، ويعملون في خدمة النفوذ الفرنسي، فلما برزت إنكلترا قوة جديدة، تحولوا إليها وربطوا مصيرهم بها، وراحوا يغرون الإنكليز باستعمار فلسطين وغيرها، واتخذوا من "لندن" مقراً لحركتهم ونشاطهم، فلما توحدت ألمانيا وبرزت قوة سياسية، تركوا لندن، توجهوا إلى برلين، وقام بعضهم بترجمة التوراة للألمانية، كما راحوا يتعلمون الألمانية، ويعقدون المؤتمرات هناك، ويكتبون بالألمانية كافة القرارات، وبقي الحال هكذا حتى بعد ظهور هتلر، حيث ظلوا على صلة به، يحاولون استثمار كرهه للمساعدة في الهجرة إلى فلسطين.
في كتاب الصهيونية في زمن الدكتاتورية لكاتبه اليهودي ليني برينر والذي قام بترجمته والتقديم له د. محجوب عمر وأصدرته مؤسسة البحوث العربية قد كشف المؤلف عن وثيقة باسم "أنقرة" وفيها أدلة على اتصال الإرهابي "شتيرن" صاحب العصابة التي حملت اسمه، وقد قام بالاتصال أولاً بالفاشيين الإيطاليين ثم جانبهم، بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل، وكان هذا عام 1940 حين كان نجم "المحور" في صعود وانتصاراتهم تدوي في العالم، وخسارتهم للحرب تبدوا بعيدة جداً. ففي عام 1940 م جرى اتصال بيهودي يعمل مع الشرطة البريطانية في القدس وكان عميلاً "لموسليني"، وكان الاتفاق يقضي بأن يعترف (موسليني) بدولة عبرية في فلسطين، وفي مقابل ذلك يحارب اليهود إلي جانب المحور.
ولم يكتف "شتيرن" بهذا الاتصال، فأراد أن يكون مع الألمان وبشكل مباشر، لذا أرسل "نفتالي لونستيك" إلى بيروت (وكانت بحكم حكومة "فيش" التي أقامها المحور في فرنسا). وفي كانون الثاني 1941 م قابل "لونستيك" الألماني "رودلف روزين وأوتوفرن" الذي كان مسؤلاً عن الإدارة الشرقية في الخارجية الألمانية. إن تاريخ الوثيقة هو 11كانون الثاني 1941 م، وكانت جماعة "شتيرن" لا يزالون يعتبرون أنفسهم "الأرجون الحقيقي".
ولم يتبنوا اسم "المقاتلين من أجل الحرية" إلا فيما بعد، (حيث حصل الانشقاق) وفي الوثيقة قالت مجموعة "شتيرن" للنازيين: (إن جلاء اليهود عن أوروبا هو شرط مسبق لحل المسألة اليهودية، وهذا لا يمكن إلا من خلال إقامة الدولة اليهودية وفي حدودها التاريخية، وإن المصالح المشتركة يمكن أن تكون في إقامة نظام جديد في أوروبا، متسق مع المفهوم الألماني والطموحات القومية للشعب اليهودي، كما تجسدها المنظمة العسكرية القومية، وإن التعاون بين ألمانيا الجديدة وبين عبرانية شعبية متجددة ممكن، كما أن إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية شمولية، ومرتبط بمعادة مع الريخ الألمانية، ستكون في مصلحة الحفاظ على موقع نفوذ ألماني مستقبلي في الشرق الأوسط وتقويته. وانطلاقاً من هذه الطموحات القومية المذكورة والخاصة بحركة الحرية الإسرائيلية من جانب الرايخ الثالث (هتلر)، تعرض أن تشارك بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا).
والغريب أن "شتيرن" ويشاركه آخرون يشعرون بأن الصهاينة هم الذي خانوا المحور وليس العكس.
و يوم أن قام هتلر بإغلاق النوادي اليهودية، ومصادرة صحفها، استثنى الصحف الصهيونية، حيث استمرت على الكتابة والنشر، وهذه الصلة صارت البحث فيها، من المحرمات ومن يبحث فلن يجد داراً تنشر له، لأن سيف الإرهاب الصهيوني مسلط فوق الرؤوس في الغرب.

ثم تحولوا بعد ذلك إلى لندن وحالفوا الإنكليز. وبعد الحرب العالمية الثانية أدركوا أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا، فتوجهوا إلى هناك، رامين بثقلهم المالي والإعلامي والتنظيمي.

وغداً إذا ما شعروا بان روسيا أو الصين مرشحة للصعود سيتحالفون معها أيضا .... وهذا وامة العرب نائمة لا بل لاهية بأمور صغيرة وبخلافات داخلية !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق