(1) اذكّر العرب والغرب والعجم بما فعلوا بالعراق الشقيق من عام 1991 الى عام 2011، عام ما سمي بعام انسحاب الغزاة الامريكان من العراق، حاصرتموه لاكثر من 13 عاما. اعلنتم عليه الحرب تحت شعار ‘الصدمة والترويع′ واستخدمتم كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا ضد شعب لم يعد يملك حق الدفاع عن النفس لتجريده من سلاحه واضعاف جيشه بحرمانه من السلاح الذي يدافع به عن وطنه. استخدمتم كل الذرائع الكاذبة التي تجيز لكم حق استخدام القوة القاهرة ضد شعب العراق الشقيق.
اتت جيوشكم الجرارة من كل فج عميق لمحاربة دولة من دول العالم الثالث، العراق، بعد ان جردت من سلاحها، وكان هدفكم كما أعلنتم تحرير العراق من حكمه الوطني (صدام حسين) واقامة الديمقراطية وتعميم الرفاه للشعب العراقي، وكل ما فعلتموه انكم دمرتم الدولة العراقية والمجتمع، واقمتم نظاما طائفيا شعوبيا يقوده نوري المالكي ومن معه بالتوافق مع الحكومة الايرانية. النظام العراقي القائم في بغداد اليوم (نوري المالكي) يمارس اشد واخطر وابشع الجرائم ضد الشعب العراقي الشقيق، عمق جذور الطائفية التي لم يعرفها العراق في زمن الانظمة السياسية السابقة، نهبت اموال العراق ومخزونه من العملات الاجنبية، واثاره التاريخية، وعائدات بتروله ويعيش اليوم تحت تقنين استهلاك الكهرباء، ويشرب من مياه ملوثة الا سكان المنطقة الخضراء، فاين انتم عن شعب العراق اليوم؟

( 2 )

المالكي اليوم في بغداد يقول : ‘الفتنة الطائفية تدق طبولها ابواب الجميع لا احد ينجو منها اذا اشتعلت’ والسؤال أليس المالكي هو مشعل نيران الفتنة في العراق؟ أليس الاسلم والافضل والاعظم لحكومة المالكي ان تستجيب لمطالب الشعب المشروعة وتطلق سراح المعتقلين وتلغي قانون المخبر السري، وتلغي نظام الاجتثاث وتحقق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطن عراقي، ايا كانت طائفته او ملته. المالكي يصف المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة بين جميع فئات الشعب العراقي بانها مظاهرات ‘نتنة وفقاعة’ ويتهم المتظاهرين في الساحات العامة بانهم يقبضون بالدولار. ان المالكي ورهطه هم موقظي الفتن الطائفية في العراق وليس قوى خارجية كما يزعم، وان اراد وأد الفتن الطائفية فعليه ان يستجيب لمطالب الشعب العراقي عامة، خاصة الطائفة السنية المستهدفة باعلان الحرب عليها من زمرة المالكي وجيشه وميليشياته الطائفية.

( 3 )

ان الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي عليها دور يجب ان تؤديه تجاه اهل العراق الثائرين على حكم الطائفية الحاقدة. انها فرصتكم الاخيرة لاسترداد العراق واخراجه من براثن الشعوبية والطائفية، قبل ان يستفحل الامر ويضيع منا كل امل لاسترداد العراق شعبا وموارد وحضارة ومواقف وطنية لا ينساها تاريخنا العربي المعاصر، لقد كان لكم يا عرب يد في ما آل اليه العراق اليوم وعليكم استعادة العراق بنصرة المطالبين بعودة العروبة والحرية والسيادة للعراق. انه امانتكم فلا تتساهلوا ولا تجادلوا ولا تتباطؤا فان العراق يدعوكم لنصرته فهل انتم فاعلون؟!

(4 )

ان اشعال الفتنة الطائفية في بغداد قد تقود الى حرب اهلية، ان المالكي يهدف الى تخفيف وصرف انظار العالم عما يفعل بشار الاسد بالشعب السوري الشجاع من تدمير وقتل. اما حزب الله في لبنان فقد زج بكل قواه الى جانب شبيحة بشار الاسد، وهو يقاتل الشعب السوري المنتفض على حكومته الظالمة، كنا نثمن ونمجد حزب الله لمواقفه النضالية ضد العدو الصهيوني، لكننا اليوم نراه يخرج من خنادقة في مواجهة اسرائيل جنوبا ليتجه نحو الشمال تأييدا لبشار الاسد وما اقساها من مفارقة! كنا نتمنى من السيد حسن نصرالله ان يقنع بشار الاسد بالتنحي لصالح الشعب والمقاومة ضد اسرائيل وان يراهن السيد على تأييد الشعب السوري في قادم الايام. القيادات يا ابا هاشم الشيخ حسن زائلة وزمنها محدود لكن الشعب باق عبر التاريخ، والشعوب لا تنسى من يسيء اليها، والمراهنة على الشعب خير من تأييد الانظمة.
ان مشاركة حزب الله في المعارك في القصير وحول حمص واماكن اخرى في سورية امور تبعث بالقلق على لبنان خاصة والمنطقة عامة ان بغداد والضاحية الجنوبية يرتكبان خطأ كبيرا، بل جريمة عظيمة في فتح جبهات قتالية جديد ضد الشعب السوري.
واخيرا يا عرب حماية الاردن الشقيق من التهديدات التي يوجهها بشار الاسد ضد الاردن وسيادته واستقراره امانتكم ان اردتم حماية الشعب السوري ونصرته وحماية اوطانكم من العابثين.