الثلاثاء، 30 أبريل 2013

مصر السيسى عميل للنظام يكره الاخوان لماذا


أبرز ما في صحف أمس الاثنين 29 نيسان /أبريل كان اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رؤساء الهيئات القضائية وإبلاغهم انه ضد مشروع خفض سن الإحالة للمعاش المقدم في مجلس الشورى، وموافقته على ما يتفقون عليه في مؤتمر العدالة الذي سيعقدونه.
والكشف عن تصريحات مسجلة للنائب العام الإخواني المستشار طلعت إبراهيم عبدالله، يعترف فيها بأن قرار عزل النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود باطل، والإعلان عن بدعة لا مثيل لها، بأن الرئيس سوف يحتفل بعيد العمال في القصر الجمهوري بدعوة عدد من القيادات العمالية، وسيقوم بجولات على المصانع لدعوتهم لزيادة الانتاج.
وكان خالد الذكر يحتفل بهذا اليوم في الميادين العامة ويلقي خطابه أمام الجماهير مباشرة، وكذلك السادات. أما مبارك فكان يحتفل به في مبنى الجامعة العمالية بحي مدينة نصر أو قاعة المؤتمرات، والآن يأتي الإخوان بأول بدعة ليهربوا من مواجهة الجماهير بأن يحتفل الرئيس بالعيد داخل القصر الجمهوري، رغم عبارته الساخرة ـ الستينيات وما أدراك ما الستينيات.
وواصلت محكمة استئناف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب نظر قضية الهروب من سجن وادي النطرون المتهم فيها الرئيس مرسي، ومطالبة الدفاع بإحضاره لسماع شهادته، وحضور رئيس الوزراء حفل التوقيع مع شركة إسبانية لعمل دراسات عن ثلاثة أنفاق أسفل قناة السويس. ونذكر أن هذه مشروعات كان معلناً عنها أيام مبارك، أما الضجة التي يقيمها الإخوان للبحث لهم عن أي إنجاز، وهو زيادة إنتاج القمح وتحقيق سبعين في المئة من الاحتياجات، فإنه أيضاً لا جديد فيه لأنه كان اتجاها قبل عامين من ثورة يناير، وهو تشجيع الفلاحين على زراعة القمح بشرائه منهم بأسعار تشجيعية، أي لا توجد أي مساحات تم استصلاحها وزراعتها بالقمح، أي ما حدث هو التخلي عن زراعة محاصيل وزراعة القمح بدلا منها.
وإلى قليل من كثير عندنا:

الجيش والإخوان

ونبدأ تقريرنا اليوم بقضية الجيش والإخوان وتزايد المطالبات من الجيش بالتدخل ضدهم قبل أن تنهار الدولة نهائياً على أيديهم، ويوم الثلاثاء قال الكاتب والباحث والمفكر الدكتور نادر فرجاني في الوطن مقترحاً على الجيش ما هو آت:
‘نطلب أن تضرب القوات المسلحة لشعب مصر المثل في النزاهة والعدالة بإجراء تحقيق حاسم في جميع الاتهامات المثارة بارتكاب بعض أفراد القوات المسلحة، أياً كانت رتبهم العسكرية، لأخطاء أثناء حكم المرحلة الانتقالية، خاصة في ما يتصل بقتل وإصابة البسطاء والإساءة لهم، وتقديم من يثبت في حقه جرائم لا تستقيم والشرف العسكري، إلى محاكمات عسكرية نزيهة وعاجلة تعلن نتائجها على الملأ ويلقى من أجرم الجزاء العادل قصاصاً وفاقاً، فقد جرت انتهاكات بعضها صارخ لحقوق الشعب في ظل حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولن تجدي تجاه هذه الأخطاء مجرد إعلانات تبرئة الذمة، وعندما نطلب ثانياً، عملية جراحية دقيقة تُجرى بكفاءة قتالية بارعة وحاسمة لإصلاح الحياة السياسية في مصر تتكون من العناصر التالية، أولاً: أن ترعى القوات المسلحة تحقيقات نزيهة وعاجلة في مجمل هذه الاتهامات التي تحيط بها شبهة الخيانة وتعلن نتائجها على الملأ في أقرب فرصة، ويحسن أن يكون ذلك من خلال لجنة تحقيق خاصة يرأسها قاضي القضاة ‘رئيس محكمة النقض’. وتضم عدداً من كبار القضاة المشهود لهم بالحيدة والنزاهة وتتاح لهم جميع وثائق أجهزة الأمن المدنية والعسكرية.
ثانياً: أن تحيل من يثبت عليهم اتهام جرائم تلحق بها شبهة الخيانة إلى المحاكمة العاجلة أمام قاضيهم الطبيعي مترفعة عن إحالة مدنيين إلى القضاء العسكري.
ثالثاً: أن تدك مكامن أي ضالين من داخل مصر أو خارجها شاركوا في هذه الجرائم أياً من كانوا، من دون الإخلال بالتزام مصر الاستراتيجي بنصرة القضية الفلسطينية ومكافحة المشروع الصهيوني، تشكيل حكومة إنقاذ وطني بحق، تعبر عن كامل طيف التنوع في المجتمع المصري تشرف على المحاكمات وعلى تنقيح الدستور القائم ليكتسب التوافق المجتمعي الواسع والضروري لكي يدوم ويُحترم وتقوم على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرة، نزيهة وشريفة’.

زهران يطالب السيسي بتنفيذ وعده له

وفي اليوم التالي ـ الأربعاء ـ طالب زميلنا وصديقنا وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال زهران، الفريق أول عبدالفتاح السيسي بتنفيذ وعده له بالتدخل ضد الإخوان قائلاً في ‘المصري اليوم’:
‘يوم الأربعاء الموافق 15 حزيران/ يونيو 2011، وفي تمام الساعة السادسة مساء، وفي فندق تريمف بمصر الجديدة شارع الخليفة المأمون وبدعوة كريمة من اللواء محمد العصار بمكالمة تليفونية التقيت أربع قيادات عسكرية، من بينهم اللواء محمد العصار واللواء عبدالفتاح السيسي على وجه الخصوص، واستمر اللقاء حتى الواحدة صباح اليوم التالي، أي سبع ساعات في حوار مستمر ومتصل ومن دون انقطاع، قلت له في ختام الحديث بعد دراسة كل الاحتمالات، ان هناك انحيازاً من جانب المجلس العسكري لجماعة الإخوان ورموز مبارك تحديداً على حساب الثورة.
ثم كان الحديث الفاصل من جانبي موجهاً إياه لخطر الشخصيات في الجلسة حسب تقديري واستشعاري وما كتبته في يومياتي عن هذا اللقاء للواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات العسكرية، الذي كان شديد الوضوح في طروحاته وآرائه وغير متحفظ على أي شيء وشفافاً إلى أبعد غاية وكان شديد الشغف بالاستماع لآرائي وانتقاداتي، من دون ضيق أو ضجر، انتحى بي اللواء السيسي جانباً وأمسك بيدي بقوة وقال، إنه لا يمكن أن يسلم البلد ولا السلطة لجماعة الإخوان مهما حدث ودعاني للتريث في هذا التحليل، أخيراً يا سيادة الفريق أطالبك بالوفاء بالوعد وتخليص الشعب من هؤلاء بعد انكشافهم، فهم يخربون الوطن ويديرونه علانية فلا تسكتوا على إهانتكم وهي من إهانة الوطن والشعب، الثورة مستمرة’.

صهر خيرت الشاطر يهدد الجيش

لكن عضو مكتب الإرشاد وزوج شقيقة خيرت الشاطر، الدكتور محمود غزلان رد على هذه المطالبات يوم الأحد في جريدة ‘الحرية والعدالة’، قائلاً على كل الذين يطالبون بتدخل الجيش، ومهدداً الجيش في نفس الوقت:
‘انطلقوا إلى الاحتمال الأسوأ وهو إحداث الوقيعة بين مؤسسات الدولة وأخطرها هو الوقيعة بين مؤسسة الرئاسة وجيش مصر الذي حافظ على الثورة من أول يوم فراحوا يحرضون الجيش على نظام الحكم وعلى الرئيس المدني المنتخب لأول مرة، يحرضون الجيش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فتارة يكتبون مقالات كبيرة في صحفهم يتساءلون فيها: متى يتحرك الجيش؟ وتارة يطالبون بلا حياء أن ينقلب على النظام ويتسلم السلطة وتارة يجمعون له عشرات التوكيلات كي يتولى إدارة الدولة وتارة ينقلون عن كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق أنه يتوقع صداما بين الإخوان والجيش، وتارة يكتب أستاذ في الجامعة الأمريكية في مصر يعمل لحساب أجهزة أمريكية، أن أمريكا تراهن على الجيش، وتارة يكتبون بأن العلاقة بين الرئيس ووزير الدفاع متوترة، وتارة يحرضون الجيش على حماس بدعوى انها امتداد لحركة الإخوان في مصر، وتناسى هؤلاء جميعاً أن الجيش رفض في بداية الثورة أن ينقلب على الشعب مستحضراً ما جاء بشأنه في الدستور من أن ‘القوات المسلحة ملك للشعب مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها’ ومستحضراً أيضاً أنه لو استجاب للطاغية وحاول قمع الثورة لقتل في سبيل ذلك مئات الآلاف من إخوانه المصريين ـ وهذا ما لم ولن يكون بإذن الله ـ وتناسوا، أن الجيش سبق أن تولى إدارة البلاد لمدة سنة ونصف السنة وأن إدارته لم تكن محل رضا من الناس لأن هذه ليست مهمته، وقد صرح قادته بذلك وقتها، وأن هؤلاء المحرضين على نزوله اليوم كانوا أول المعترضين على بقائه في إدارة البلاد، كما أنهم يتغافلون أنهم كانوا يدعون على الدوام إلى دولة مدنية واليوم يريدون عسكرة الدولة كراهية في الرئيس ونظامه، ولو انقلبوا هم على مبادئهم وشعاراتهم القديمة، إن السيناريو الذي يدعون إليه هو السيناريو الأسود الذي لا نحذر منه على سبيل الافتراض ولكننا نراه رأي العين في سورية، ورأيناه من قبل في ليبيا والشعب المصري لن يسمح بحدوثه في مصر ـ لا قدر الله ـ وهناك مئات الآلاف مستعدون لحماية الشرعية بكل الوسائل المشروعة، كما ان حكمة قادة الجيش ووطنيتهم وضمائرهم أرقى وأنقى من أولئك السياسيين الذين يدفعون البلاد إلى الدم والخراب من أجل تحقيق مطامعهم الشخصية: ‘وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون’ ‘البقرة: 11-12′.
وهكذا يهدد الإخوان الجيش بأنهم سوف يتصدون له لو نزل، إذ سينزل إليه مئات الألوف لحماية الشرعية وتحويل مصر إلى سورية وليبيا ثانية، وهذا معناه أن لديهم ميليشيات مسلحة وجيش حر، وإن كان رأيي أن تهديداته للجيش تعكس رعباً ينتابهم من حدوث هذا الاحتمال، بل ومعرفتهم ان الآخرين الذين تصادموا معهم عدة مرات لن يتركوهم لا هم ولا من يتخيلون انهم سيساندونهم مثل الجماعة الإسلامية ومجموعة صديقنا حازم صلاح أبو إسماعيل، ولوحظ أيضاً أنه قال ان من وقعوا للسيسي عشرات، بينما هم مئات الألوف.

تسجيلات

وإلى القضية الخطيرة الأخرى التي فجرتها جريدة ‘المصري اليوم’، وأعادت من جديد الاتهامات الموجهة للإخوان المسلمين بالخيانة والاستعانة بحركة حماس، في ثورة يناير وقتل المتظاهرين في ‘موقعة الجمل’ واقتحام السجون:
وأشارت الجريدة في تحقيق لزميلنا يسري البدري رئيس قسم الحوادث يوم الجمعة الى ان الأمن الوطني ـ مباحث أمن الدولة، سلمت خيرت الشاطر، تفريغا لما سجله الجهاز قبل وأثناء الثورة وتنحي مبارك، لمحادثات هاتفية بين إخوان مسلمين ومسؤولين من حماس، وأن من سلمه ذلك هو رئيس الجهاز اللواء ثروت خالد، وردت وزارة الداخلية بالنفي وأنها ستلاحق من نشر ذلك، فقامت الجريدة في اليوم التالي ـ السبت ـ بنشر تحقيق آخر ليسري البدري تحدى فيه الوزارة واعتبر المعلومات بلاغا للنيابة، ونشر تفاصيل أكد انه حصل عليها من داخل الجهاز، وقال بالنص:
‘كانت المحادثة الاولى في 21 يناير 2011 بين القياديين الإخوانيين م. م، وم. ب.
م م السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
م ب وعليكم السلاح ورحمة الله وبركاته.
م م إيه الأخبار.
م ب تمام
م م: عملنا حسابكم على الأيام اللي جاية خاصة 25 و28 يناير
م ب: إيوه هنستعين بالجيران ولا داعي للقلق
م م: تمام السلام عليكم
م ب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجاءت المحادثة الثانية يوم 22 يناير 2011 بين نفس القياديين م م ـ وم ب ولم تستغرق سوى ثوان معدودة.
م ب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
م م: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
م ب: الأمور تمام
م م: كله تمام فضيلتك
م ب: والجيران جاهزين
م م: كويس
م ب: كويس وبالتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتمت المحادثة الثالثة يوم 24 يناير 2011 بين القيادي م م وقيادي من حماس.
م م: السلام عليكم
قيادي حماس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
م م: انتم مدركين اللي هتعملوه إيه بالضبط
قيادي حماس: طبعاً وأنتم عارفين الوضع لو فشلنا
م م: أيوه، بس احنا عارفين اللي موجود على أرض الواقع.
كانت المحادثة الرابعة يوم 2 فبراير 2011، الساعة 2 ظهراً بين قيادي إخواني، م أ وشخص فلسطيني وكان الإخواني يتحدث بانفعال شديد.
م أ ـ السلام علكيم
الفلسطيني: وعليكم السلام
م أ أنتم فين، مش شايف حد منكم؟
الفلسطيني: احنا موجودين وعلى اتفاقنا ولا داعي للقلق
م أ تمام أرجوك قولي انتم فين
الفلسطيني: احنا وراء المتحف وبنجهز المقلاع
م أ ـ تمام بس بسرعة
الفلسطيني: تمام، رجاء الهدوء والأمور تحت السيطرة.
م أ ـ سلام
الفلسطيني ـ سلام
وتمت المحادثة الخامسة يوم 11 فبراير 2011 مساء بين قيادي إخواني، م ب وقيادي من حماس خ م.
خ م: السلام عليكم
م ب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خ م: ألف مبروك
م ب: الله يبارك فيك
خ م: ده نصر لينا
م ب: طبعا وأنتم ساعدتونا كتير وأفضالكم علينا
خ م: واحنا جاهزين في أي وقت
م ب: شكراً، شكراً لخدماتكم
خ م: العفو، على لقاء قريباً والسلام عليكم
م ب: في انتظار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته’.
وقال يسري ان قيادات داخل الجهاز أكدت له أن رئيس قطع أمن الدولة اللواء ثروت سلم خيرت الشاطر نص تفريغ المكالمات، وفي مداخلات مع عدد من القنوات الفضائية، مساء السبت أكد يسري أن الأسماء الكاملة لديهم، وسوف يسلمونها للنيابة، وأن بيان الداخلية لم ينف التسجيلات ومحتواها، وإنما نفي العلاقة بين خيرت الشاطر واللواء خالد ثروت، وأن كل المعلومات بتفاصيلها حصل عليها من داخل الجهاز.
ويوم الأحد نشرت ‘الوفد’ تحقيقاً لزميلنا محمد شعبان جاء فيه:
‘قال الدكتور شوقي السيد الفقيه الدستوري إن نص المكالمات التي تم تسريبها هو دليل إدانة لا يقبل الشك على أن جماعة الإخوان ليست وطنية ولا تهتم بصالح الوطن وتنظر الى مصالحها فقط، ويجب محاكمة أعضائها بتهمة الخيانة العظمى، وتلك التهمة محددة في جرائم أمن الدول، والحوار الذي دار بين أحد قيادات الإخوان وعضو حركة حماس يؤكد أن الجماعة استخدمت الحركة لإحداث فوضى أمنية متعمدة في البلاد وعنف وانفلات أمني مدبر للسيطرة على البلاد والتمكين من مؤسسات الدولة، وقال حمدي الفخراني المحامي البرلماني السابق، إن التهمة التي يجب أن توجه الى قيادات الإخوان هي التخابر مع دولة أجنبية وهي من جرائم الخيانة العظمى وتلك التسريبات عن الاتصالات بين الإخوان وحماس تؤكد ما سبق أن صرح به لهيئة المحكمة في قضية اختطاف الضباط الثلاثة، أن حماس وراء عملية الاختطاف وأن الحركة متورطة في أحداث رفح وقتل الشهداء أثناء الثورة، وان حماس هي المتورط في فتح السجون واقتحام أقسام الشرطة. ان تلك المكالمات تدعمها تصريحات صبحي صالح الإخواني التي قال فيها إن الجماعة موجودة في ثماني دول وتدير ثماني دول، أي أن التنظيم العالمي للإخوان هو الذي يدير مصر الآن، وهي تصريحات تخالف القانون والدستور، وتؤكد أن الجماعة خطر على الأمن القومي المصري، المشكلة في وجود النائب العام الحالي الذي لن يحرك أي دعوى قضائية ضد الإخوان، فالرجل منذ اليوم الأول لتوليه منصبه وهو يعمل على حماية الجماعة من العقوبات على الجرائم التي ترتكبها، والنيابة قالت في معظم البلاغات التي قدمت ضد الجماعة إنه لا يوجد شواهد على ارتكابها جرائم. والنائب العام الحالي يجمد البلاغات ضد الجماعة، وأكد مختار نوح القيادي الإخواني المنشق أن قضية الاتصالات بين الإخوان وحماس منظورة والمحكمة إذا رأت أن توجه الاتهام إلى الإخوان فهي صاحبة الحق، خاصة ان هناك شهادات مطلوبة ومستندات قدمت، ليس لدي معلومات عن علاقة الإخوان وحماس ولكن بشكل عام لو ثبتت الاتهامات فإن جرائم إفشاء معلومات من الجرائم الكبرى الخاصة بأمن الدولة’.
هذا، وقد نشرت الصحف نفياً من مسؤولين فـــــي حركة حماس لما نشــر، كما ان بعض مسؤولي الإخوان نفوا في مداخلات تلفــــزيونية الاتهام.

معارك الرئيس

وإلى معارك الرئيس المشتعلة ضده، ويتزايد عددها وعنفها وامتدادها إلى مناطق شديدة الخطورة لاقترابها من المطالبة بمحاكمته في قضايا أمنية، وقد أخبرنا يوم الأحد زميلنا الرسام الكبير والنابه بـ’الوفد’، عمرو عكاشة انه كان في جولة تفقدية في مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، وشاهد مريضاً يضع على رأسه حلة، والممرض يمسكه بشدة والطبيب يقول له:
حد يعمل في نفسه كده، ليه تتفرج على حوار مرسي:
والغريب انه في نفس اليوم نشر زميلنا وصديقنا في ‘الأهرام’ عبدالعظيم درويش مقاله في الوطن ويتكون من عشر فقرات، السابعة منها كانت عن الحديث الذي أدى الى جنون هذا المسكين، وهي قوله:
‘كان الرئيس مرسي واضحاً وصادقاً في إجاباته عن أسئلة اللامعة خديجة بن قنة خلال حوارها التلفزيوني معه، خصوصاً إجابته عن سؤال يتعلق بشعبيته، إذ أكد مرسي انه يتمتع بحب وتأييد المواطنين له وأن شعبيته في زيادة واضحة، قبل الحوار بنحو اسبوع واحد كانت الصحف ووكالات الأنباء نشرت خبرا يؤكد ان استطلاعات الرأي كشفت عن أن شعبية مرسي قد انخفضت الى نحو سبعة وثلاثين في المئة، شوف الكدب، طبعاً كدب الإعلام مش الرئيس′.
أما زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير ‘صوت الأمة’ فقد واصل الكشف عن المزيد والمزيد من انحيازه لمرسي، وهو الناصري العتيد، وقال عن استقالة مستشاره القانوني محمد فؤاد جاد الله وما سبقه من استقالات:
‘لم يبق حول مرسي غير رجال ونساء خيرت الشاطر، ومن عينة عصام الحداد وأيمن علي وأسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطي والأخ الطهطاوي رئيس الديوان، وهكذا صارت مؤسسة الرئاسة، مجرد فرع تابع لمكتب إرشاد حزب الإخوان وصار محمد مرسي بالمعنى الحرفي مجرد مندوب مبيعات لخيرت الشاطر في قصر الرئاسة، انه الانكشاف الكامل لدور مرسي، الذي زعم انه رئيس لكل المصريين فلم يعد رئيساً حتى لحزب الإخوان، فقد فر منه المتأخونون كافة، بعد أن حاولوا تلفيق غطاء وطني لمندوبهم المعتمد في قصر الرئاسة ولم يعد عندهم من فرصة سوى اللعب على المكشوف واصطناع خدم جدد من أحزاب الوسط والحضارة والجماعة الإسلامية، وهي أحزاب صغيرة بلا قيمة شعبية تذكر وأشبه بطحالب طافية على سطح بحيرة الإخوان الآسنة’.

مرسي ومستشاروه

لكن زميلنا بـ’الأخبار’ ورئيس تحرير ‘أخبار اليوم’ الأسبق، ممتاز القط، بكى في نفس اليوم، الأحد، عطفاً على الرئيس بسبب تخلي مستشاره القانوني عنه.
وقال بعد أن جفف دموعاً لا أعرف كيف ذرفها من عينيه:
‘أثق في أن الرئيس الدكتور محمد مرسي يشعر بالألم والمرارة، التي يتزايد تأثيرها مع الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها، شعور الرئيس بالمرارة ليس نتاجاً لعملية الاستقالة في حد ذاتها، أو اتساعها لتشمل معظم مستشاريه، ولكن شعــــوره بالمــــــرارة يتعلق بجانب أخلاقي كشفت عنه لاستقالة الأخيرة لمستشاره القانوني جاد الله، الذي كتب خطاب استقالته في صورة ملحمة وطنية، إذا كان هو بطلها الأوحد فيم واجه ما وصفه بعناد الرئيس وإصراره، بل وتبعية قراراته لجماعة الإخوان، نعم لقد كشفت الاستقالة عن حالة من الفوضى والارتباط كشفتها السطور التي لا أجد حرجاً عندما أقول انها كانت غير أخلاقــــية بالمــــرة، وكلنا نتذكر مواقف المستشار القانوني، الذي اتجهت إليه أصابع الاتهام في العديد من المواقف التي أوقعت الرئيس في حـــرج بالغ، سطور الاستقالة التي يمكن للأسف الشديد ان تتحــــول لنــــيران قاتلـــة تجعلنـــي أطالب الرئــــيس بضــــرورة التأني في اختــــيار مساعديه ومستشاريه وأن يتسع الاختــــيار ليشمل كل الوطنيين الشرفاء بغض النظر عن انتــــماءات سابقة أو حالية’.
أي باختصار، يريد نظرة إليه من الرئيس ليضمه الى فريقه الاستشاري ليخدمه كل خدم مبارك، عندما بكي عليه وهو رئيس تحرير ‘أخبار اليوم’ بسبب العذاب الذي يواجهه لأنه لا يجد وقتاً ليجلس في المطبخ ويشم طشة الملوخية التي يحبها، ومثلما أكد أن جمارك مطار القاهرة أصرت على أن يدفع جمارك علبة بلح مهداة إليه من السعودية، لكن المشكلة ان مرسي لا يحب أن يشم طشة الملوخية مثل مبارك، فليبحث القط عن أكلة يحبها الرئيس وحرمته المسؤوليات من شم رائحتها، ما هذا المستوى؟ غير المفهوم من النفاق؟ الذي انتشر في صحف ومجلات مؤسسة أخبار اليوم كالوباء، في أخبار اليوم والأخبار واللواء الإسلامي ومجلة آخر ساعة، ومن رجال نظام مبارك وسوزان، بطريقة لم تحدث في مؤسسة قومية أخرى، والغريب ان من يحاولون تسول مناصب مستشارين أو منافقين يعلمون ان الإخوان في غنى عن خدماتهم، لأن لديهم عناصر كثيرة تريد أن تأخذ فرصتها في تولي المناصب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق