السبت، 27 أبريل 2013

الوهابية نشأة مشبوهة. رضوان علي 01

 

ظهرت الحركة البروتستانتية في القرن السادس عشر على يد مارتن لوثر في ألمانيا، وجمع صاحبها حوله العديد من الرافضين لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية . وحاولت الكنيسة البابوية دفع لوثر إلى التراجع عن محاربة الكاثوليكية . لكنها فشلت وراح مذهبه ينتشر في ألمانيا ثم إلى بلدان أوروبا الغربية . ورافق هذا المذهب طلائع الغزاة الجدد لأمريكا .حتى استقر الأمر له وأصبح مذهباً كبيراً في أعداد معتنقيه وكثرة ما فرخ من كنائس إنجيلية اختلفت في تفاصيل العقيدة والتشريع . إضافة لذلك ، فقد كانت الحركة البروتستانتية الخطوة الحاسمة في تدمير الكاثوليكية الرافضة لعنصرية اليهود آنذاك . وهذا من المخطط اليهودي الصهيوني الذي يريد تدمير المسيحية ,ومازالت آثار البروتسانتية تفعل فعلها في الأوساط السياسية الأمريكية وغيرها ، حيث ان البروتستانتية أفرزت المحافظين الجدد الذين يتحالفون مع الصهيونية وإسرائيل ويعادون العرب والمسلمين . قد يندهش القارئ حين أتقدم بهذه المقدمة التي ليس لها علاقة من بعيد أو من قريب ببحثنا .
الوهابية نشأة مشبوهة ؟
ظهرت الحركة الوهابية كحركة تقريبا خلال أوائل القرن الثامن عشر واشتهر صاحبها بعد الخمسين من عمره ، ولعل جميع الدراسات الاستشراقية تصف حركة ابن عبد الوهاب بالحركة الهدامية لما كان يظهر عليها من محاربة الناس ، وتناسى الناس الكثير من الوجه الآخر لهذه الحركة،كما حدث تماماً مع البروتستانتية .
وللحقيقة يطرح السؤال نفسه ، هل من تشابه بين الحركة البروتستانتية والحركة الوهابية ؟
هل هناك تشابه بين مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب ؟ وهل هناك تشابه في النتائج جراء ظهور هاتين الحركتين في الغرب الكاثوليكي والشرق الإسلامي ؟
إذا أردنا التحقيق الدقيق فيما أتت به الحركتان نجد أنهما حركتان تخريبيتان على المدى المنظور آنذاك وعلى المدى الاستراتيجي ، أي في وقتنا الحاضر .
ما مدى التشابه الحقيقي بين الحركتين ؟
* البروتستانتية رفضت الكثير من تعاليم العقيدة النصرانية بغض النظر عن موقفنا العقائدي الديني تجاهها . فالبروتستانتية لا تقر البابوية. الرئاسة العامة في شؤون الدين ولذلك ليس لكنائسهم رئيس عام كما هو الشأن في الكنائس الأخرى .
* تنكر البروتستانتية إنكاراً باتاً جميع ما تقيمه الكنائس .
* تبرئ البروتستانتية اليهود من دم المسيح ، بل تعتبر كما قال لوثر اليهودية هي السيدة وكلنا حسب قوله عبيد على موائد اليهود .
والوهابية لا تقر إلا بالمذهب الخاص بها فتتهم ما عداها من أصحاب المذاهب الإسلامية بمخالفتهم للشرع .
لا تعترف الوهابية بمرجعية دينية اليوم إلا بمرجعية أصحاب المذهب الوهابي . وهم آل الشيخ حفدة ابن عبد الوهاب . يتوارثون زعامة المذهب ويتلمذون الأتباع والدعاة على أيديهم وحسب رؤيتهم ومنهجهم .
موقف الحركة الوهابية من الكيان الإسرائيلي هو عبيد على موائد اليهود .
أقوى التحالفات بين السلطة السياسية السعودية الوهابية هي مع الولايات المتحدة الأميركية تماماً كما هو التحالف بين الكيان الإسرائيلي والمحافظين البروتستانتيين الجدد في أميركا . وإذا نظرنا نظرة معاصرة للحركة البروتستانتية والحركة الوهابية . نجد تشابهاً كبيراً في أسلوب الدعوة ، في تكفير الخصوم ، في الانقسامات الداخلية داخل كل حركة من الحركتين .
على أية حال ، فإن العالم الغربي في أوروبا اليوم ، وفي الولايات المتحدة يعاني من تسلط دعاة البروتستانتية المتحالفة مع الصهيونية حتى العظم . ويعاني العالم العربي والإسلامي من الحركة الوهابية ما يعاني بسبب أساليبها الدعوية التي تزرع الفتن بين المسلمين ، وتبعدهم عن الصراع الحقيقي مع المحتلين الصهاينة لفلسطين ومسجدها الأقصى المبارك . وهذا يستنتج بتحالفهم مع الصهيونية حتى العظم أيضا. لقد أثاروا في المجتمعات العربية كثيراً من الإشكالات، وباتوا يناقشون في الشكليات على حساب الأساسيات من الأمور . وغالوا في الدين حتى أهدر الوقت في نقاش حول طول الثوب وقصره ، وحول حجم اللحية وطولها وكثافتها . وحول زيارة القبور وجوازها أو عدمه , وما من نقاش يثيرونه إلا وفيه تكفير وإخراج من دائرة الإسلام .
ولعل الأخطر من ذلك كله ، أنهم بفكرهم المضلل دفعوا الشباب المسلم لمحاربة الشيوعية و الإلحاد في أفغانستان وبأوامر من أميركا ، ثم ما لبثوا أن انقلبوا على هؤلاء الشباب وراحوا يعتقلونهم مما أدى إلى انبعاث جيل من الشباب المتشددين لا يؤمنون إلا بالعنف ويرفضون أي نوع من أنواع الحوار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق