الاثنين، 29 أبريل 2013

هل باتت خيانة الاوطان وجهة نظر؟!


إن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر ابد فكلنا نعرف ان الخيانة ليست لها درجات بل هي انحدار وانحطاط دون الخط الأدنى للإخلاص. والعقاب على من يخون الوطن قديم قدم البشرية في كل الشرائع السماوية والشرائع الوضعية القديمة والحديثة، فالخونة لا ينظر لهم بعين من الاحترام والتقدير بل ينظر إليهم بعين من الاستهجان والاستخفاف وبسوء الأخلاق وانحطاطها حتى من قبل الذين يعملون لصالحهم ويأتمرون بأوامرهم. حتى من تخون وطنك لصالحهم، ينظرون إليك كشخص موتور، هم لا يثقون بكم ولا يحترمونكم مهما فعلتم ومهما قدمتم لهم، فأنهم يبطنون الكره والمقت والإزدراء لكم فهم موقنون أنه لايمكنهم أن يأمنوا للخائن فمن يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة. ومن هان عليه وطنه، تهون عليه أوطان الآخرين وما يجعلني اكتب ذلك لان ما اراه في ارض الوطن وهذا الكم من التساؤلات التى تحاصرني وتحاصر عقول الكثيرين في وطني عن ما حدث ويحدث في مدننا وشوارعنا فهل بعد مرور العامين على ثورتكم الفبرايرية ودخولها فى العام الثالث وبعد كل التهم والادعاءات التي اتهمتم بها نظام الراحل معمر القذافي فهل ياأهل فبراير في سرقة النفط وتهريبه في بواخر لدول عربية واوروبية شيء من الحرية للشعب الليبي، وهل في القرصنة على شواطئنا الليبية من قبل صيادين عرب وغرب أيضاً انفتاح على العالم؟ وهل تهريب الآثار الليبية وبيعها من قبل مهربي آثار وسرقة الكثير منها من قبل بعض الدول العربية والدول المجاورة؟ لمشروع التكامل العربي؟ وهل تهريب ملايين بل مليارات من الأموال الليبية وإنعاش البنوك الأوروبية المفلسة والعربية من قبل ليبيين خانوا الله قبل الوطن حياة افضل؟ وهنا اقف في دهشة يلفها استهجان ومرارة على ما وصل بنا الحال في ليبيا الوطن السليب فهل الاموال الليبية التي تدفع بالمليارات هنا وهناك يااهل فبراير من اجل استرجاع بعض من عمل في عهد الراحل معمر القذافي فيه انتصار لثورتكم التي قلتم انها من اجل المواطن الانسان في ليبيا، على حد زعمكم الذي خرقتم مسامعه بعبارة ‘الخير جاي’ وهل تغير المناهج وتشويه التاريخ الليبي القريب الذي عاشته الاجيال الحاضرة ناهيك عن التاريخ البعيد ومناصرة مدن اعتبرت منتصرة ضد مدن مهزومة من المنظور الفبرايري، رغم تاريخها الحافل في الجهاد الليبي يخدم الوطن ويجعل ليبيا في مصاف الدول يا أهل فبراير؟ وهل في تغييركم لأسماء الشوارع الليبية التي كانت تحمل أسماء لعظماء الأمة وهل فى تدمير للنصب التذكاري لجمال عبد الناصر فيه انتصار للدين والحرية وإطلاق العديد من أسماء من ساهموا في حرب الغرب على ليبيا مثل ساركوزي وغيره على شوارعكم ومؤسساتكم ومطاعمكم من العروبة والحرية في شيء؟ الصحراء الليبية الرائعة والساحرة والمترامية الأطراف التي يدخل إليها ‘كل من هب ودب’ من الغرب وغيرهم على انهم برامج توثيقية وإعلامية للقنوات عالمية كانت اشد هجوما وتشويها للحقائق ابان الربيع الفبرايري، ولعلمكم أننا نعلم ما يحدث في الجنوب الليبي! وهل في دخول قوات أجنبية الى الأراضي ضمن بندكم السابع السافر أيضاً في حماية المدنيين الذين قتلوا وهجروا وأسروا الآن من الحرية في شيء؟ وأتساءل أيضاً هل المعتقلات التي تعج بها ليبيا وتسيطر عليها مليشيات تعذب وتتفنن في التعذيب للأسرى الذي يصل الى حد الموت من الديمقراطية والحرية والأمن في شيء؟ وهل الخطف والاغتصاب الذي صار سيناريو طبيعيا ويوميا في الشارع الليبي يمت للحرية ايضا في شيء بطرقكم الانتقامية؟
لما وبعد مضي عامين ويزيد لازال الاعلام الفبرايري يكيل السباب والشتائم على رجل رحل غير آسف على البقاء؟ والكثير الكثير من الأسئلة العالقة ليس في ذهني فحسب، بل في عقول الكثيرين من أبناء وطني..
كل هذا يؤكد ما يضمره هؤلاء للوطن الذين قدموا لنا باجندات وما هم الا مجرد بيادق فيها لا يفقهون قولا ولا يحسنون صنعا وان كل ما قاموا به أو ادعوه إرضاء للغرب الظالم ولنفوسهم الضعيفة.
يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السموات والأرض، ومهما كانت اعذاركم للخيانة، فلا عذر لك يا من يهون عليك الاهل والوطن. والوطن لا ينسى من غدر به وخان ترابه (سراً أو علناً) فالخيانة تبقى خيانة، وجه قبيح لا يُجمله شيء ـ فالوطن والتاريخ لا يصفحا أبدا ويذكرا الخائن حتى بعد موته… فكنتم يا اهل فبراير مستوردين دخلاء مع أعداء الله في تنفيذ مخططاتهم ودمرتم ليبيا ومزقتم نسيجنا الاجتماعي. وليبيا الان يعمها الفساد والعبث والانحلال والقتل والخطف وهذا دليل على عورة ثورتكم الغربية.
والعار أطول من العمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق