السبت، 1 ديسمبر 2012

العراق القنابل الكميائية لا علاج لااثارها على الجنييات

المحاولات "الطبية" الأميركية تفشل في محو ذاكرة العراقيين
فلوجة العراق.. جرح لن يندمل



 لجأت مستشفى مدينة الفلوجة العراقية، التي كانت مسرحا لعملية عسكرية أميركية مدمرة عام 2004، إلى أطباء اميركيين لمعالجة أطفال يعانون من مشاكل في القلب، يرى سكان أن الهجوم الاميركي تسبب بها.

ولم يكن القرار سهلا ابدا على المدينة الواقعة غرب بغداد والتي لا تزال شوارعها وأبنيتها تحمل اثار المعارك، فيما يحمل سكانها مرارة تجاه  احتلال الولايات المتحدة.

ورغم ذلك، استعان مستشفى الفلوجة العام لدى افتتاحه قسما جديدا لقسطرة القلب في تموز "يوليو"، بأطباء اميركيين للمساعدة على اطلاق مسار العمل واختبار المعدات.

ويقول الطبيب المختص بأمراض القلب لدى الأطفال فراس الكبيسي لوكالة فرانس برس،:"أنا رجل مثقف، لذا اعلم ان الشعب الاميركي هو غير سياسييه".

ويضيف "إلا أن السكان هنا يحملون جروحهم في قلوبهم لم تندمل بعد. هم لا يدرون ماذا يجري، وعندما يسمعون ان اطباء اميركيين موجودون في المدينة يشعرون بالصدمة جراء مساعدتهم لنا".

وامضى الفريق الاميركي المؤلف من ستة أفراد هم طبيبان وأربع ممرضات، عدة أيام في المستشفى الشهر الماضي من دون ان يغادروها، في وقت شددت الشرطة حراستها للمستشفى، وفقا لمديرها عبد الستار كاظم لوس.

ويقول رئيس الفريق الاميركي ، وهو طبيب في سلاح الجو خدم في العراق مرتين في عامي 2005 و2007، انه كان صريحا مع زملائه العراقيين.

ويوضح انه قال لهم "كم من اصدقائكم وأقربائكم تأثروا بوجود القوات الاميركية وقوات التحالف الدولي، وكم من ليلة لم تناموها بسببنا؟".

وخاضت القوات الاميركية مع المجاهدين الاباسل  السنة عام 2004 حربين في الفلوجة، تسببتا بسقوط آلاف القتلى.من العراقيين.وقتل اكثر من 959 امريكا صليبي من طرف المجاهدين.عن طريق تفجير مركباتهم ..مما ادىبامريما الى الهروب من العراق ..

ورغم مرور أكثر من سبع سنوات على الحربين، ما زالت المدينة التي يسكنها حوالي نصف مليون نسمة وتبعد حوالي 60 كلم عن غرب بغداد، تحمل آثار الهجوم المزدوج في نيسان "أبريل" وتشرين الثاني "نوفمبر" 2004.

وكان الهجوم الأميركي الأول، الذي هدف إلى اخضاع الجماعات السنية في المدينة، شهد فشلا ذريعا ما حول الفلوجة سريعا إلى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذي تمكنوا من السيطرة وفرض أمر واقع فيها.

وقتل في المعركة الثانية حوالي ألفي مدني، إضافة إلى 841 جنديا أميركيا. وقد وصفت فيما بعد بأنها المعركة الأقسى التي خاضتها القوات الأميركية منذ حرب فيتنام.

وعرفت الفلوجة بالتظاهرات المناهضة للوجود الأميركي في العراق منذ عام 2003، حيث كانت ترمى الأحذية على الجنود الأميركيين، في وقت كانت باقي انحاء البلاد لا تزال مأخوذة بالاجتياح.

وفي 2004، قتل تسعة أميركيين يعلمون لدى شركة "بلاكووتر" للخدمات الأمنية في الفلوجة. وتسبب نشر صورهم وقد علقوا على أحد الجسور، بإطلاق الحملة العسكرية الأولى.

ويقول الكبيسي "36 عاما"، إنه خلال هذه المعارك غادر المدينة إلى بغداد مع عائلته، وحين يسأل عن منزله يجيب "لقد تدمر"، اما عن أرضه "فهجرتها"، معتبرا أن "المعارك لم تكن ضرورية".

وأظهرت دراسة نشرتها المجلة الدولية للبحث البيئي والصحة العامة في كانون الأول عام 2010، أن "التشوهات في الولادات واحتمالات الإصابة بأمراض القلب منذ الصغر بلغت معدلات غير مسبوقة" في الفلوجة، حيث انه في شهر ايار "مايو" وحده من ذلك العام بلغ معدل التشوهات لدى الولادة 15% في مستشفى الفلوجة العام.

ويتهم أطباء ومسؤولون في الفلوجة، القوات الأميركية باستخدام اليورانيوم خلال معارك العام 2004، ويرون أن هذا الأمر تسبب في حدوث تشوهات لدى الولادات.

ويوضح لوس أن "الفلوجة شهدت حروبا كثيرة، وهوجمت مرتين من قبل الأميركيين، وتعرضت لأنواع عدة من الأسلحة. نعتقد أن هناك رابطا بين هذه الهجمات والأمراض هنا".

من جهته، يقول جيريمي كورتني، الذي يدير مؤسسة خيرية أميركية في السليمانية في إقليم كردستان العراق، وساعد في تنظيم زيارة الاطباء: "لا احد اراد رؤية اميركي في الشارع، وحتى وان كان آتيا للمساعدة".

وقد زار الفريق الاميركي الفلوجة بشكل سري وتحت حماية مشددة، واثار سخط سكان علموا فيما بعد بهذه الزيارة.

ويقول المهندس المدني عمر ابو عودة "28 عاما" "الاميركيون لم يجلبوا المساعدة الانسانية أو الديمقراطية، هم لم يفعلوا شيئا لنا. حتى وان اتوا بكل اميركا الى الفلوجة لمساعدتنا، فان ما فعلوه هنا اكثر قسوة من اي شيء رايناه في حياتنا".

وقتل والد أبو عودة وشقيقه خلال معارك الفلوجة، فيما انجبت زوجته مؤخرا طفلا يعاني من مشاكل في القلب.

ويؤكد أبو عودة "أفضل أن أرى ابني يموت على أن أذهب الى الاميركيين المتوحشين". "أ ف ب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق