السبت، 1 ديسمبر 2012

هذه اسرائيل وأنتم عملاؤها.. ومن حقّها أن تقتلكم!/بقلم : وسام سعادة

 
كتبب وسام سعادة : - لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت لحظة ارهابية دموية أراد أشرار الممانعة من خلالها الغاء شخصية قيادية استثنائية،
 ومشروع سياسي حيوي، وحركة استقلالية تعدّدية آخذ في النمو، انما كان الهدف المركزي وراء كل هذا هو ابقاء الوضع على ما هو عليه: وصاية عسكرية وأمنية سورية على لبنان. هذا بالتحديد الهدف الذي استطاع اللبنانيّون اسقاطه من خلال "انتفاضة الاستقلال".
لحظة اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن تتشابه مع لحظة اغتيال الرئيس الشهيد، في أنها منعطف دمويّ حاسم، ليس ما قبله مثل ما بعده أبداً. لكن السياق مختلف: الهدف الأساسي ليس أبداً ابقاء الوضع على ما هو عليه في لبنان، بل تدشين وضع جديد. محلياً، تسليم البلد لمنظمة "حزب الله" والمجموعات العميلة الأخرى للنظام البعثي، بالمجاورة، أو للنظام الخميني، بالتكليف "الشرعي" والمراسلة المالية والأمنية. الاغتيال بهذا المعنى عدوان على العناصر الوطنية العديدة، الموضوعية والذاتية التي ما زالت تحول دون استتباب الأمر لمنظمة "حزب الله". لكن الاغتيال هو أيضاً لفرض واقع جديد: النظام البعثي نفسه الذي "يقتطع" شمال شرق سوريا هدية لـ "حزب العمال الكردستاني"، يعطي لبنان هدية لـ "حزب الله" الآن في سياق الحرب التدميرية التي يخوضها ضد الشعب السوري وثورته. العطاء يعني هنا: اطلاق العنان للنزوة الفاشية، واللعب بالفتن العرقية والمذهبية.
لكنها أيضاً لحظة تعود فتقترب من لحظة شباط . نظر نظام الرجس في سوريا الى عملية اغتيال الرئيس الحريري ليس فقط كضرورة لابقاء الوضع على ما هو عليه من وصاية أمنية في لبنان، وانما ضرورة لابعاد أي منامات مقلقة تتعلّق بمستقبل النظام البعثي في سوريا.
واليوم، كذلك يفكّر هذا النظام ويفعل: انه يجد في اغتيال اللواء وسام الحسن ضرورة قصوى لاستمراره كنظام قاتل لعشرات آلاف السوريين. هذا النظام لم ينس يوماً وحتى يومه الأخير أن قبضته المفروضة على لبنان من خلال الميليشيات الارهابية العميلة له، هي التي تمنحه عنصر حيوية الى الآن.
لأجل ذلك، وحده الادراك بأننا دخلنا في مرحلة بايقاع جديد هو الذي يمكن أحرار هذا البلد من صدّ العدوان الأسديّ الراهن. وأوّل هذا الادراك هو أن مصير النظام البعثي يتقرّر أيضاً في لبنان. أحرار سوريا يناضلون اليوم من اجل حريتهم وحرية اللبنانيين. أحرار لبنان أيضاً. ما ندّعيه ان هذا، رغم "شعاراتيته" هو كلام .. سياسيّ.
الا ان المعركة ليست سياسية فقط. منذ العام نحن في معركة اخلاقية. ثمة من يحارب حرية اللبنانيين بمزيج من الغيب الظلاميّ من ناحية، والنفاق المنهجي من ناحية ثانية، ليقول في كل مرة يحرّض فيها على شخص سياسي او ثقافي او امني ثم يقتل بأن اسرائيل هي التي قتلته، ثم يعود فيخوّن هذا الشخص مجدّداً، ويكرّر النفاق اياه من دون تعب. فقط، عندما قامت اسرائيل بدكّ الضاحية الجنوبية من الجو في حرب تموز، لعلعت هذه الاصوات المنافقة لتقول: ليست اسرائيل من يقتلنا، بل هي آذار، وتحديداً مروان حمادة ووسام الحسن يعطون الاحداثيات.
لقد نمّت منظومة الشرّ، منظومة الممانعة والمقاومة وأشرف الناس وطائرة "ايوب"، عادات ليست فقط "غير اخلاقية" بل "معادية للاخلاق"، الى درجة تضطرّنا لتعلّم الاخلاق من بنيتو موسوليني.
بعد ان اغتال الفاشيون الطليان النائب الاشتراكي جياكومو ماتيوتي عام ، فيما اعتبر توطئة لارساء النظام "الجديد" ذي الطبيعة الاجرامية، وقف بنيتو موسوليني في مجلس النواب، وتوجه للاخصام باعلانه تحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية والتاريخية لما حصل، وأضاف "لو كانت الفاشية جمعية مجرمين، فأنا زعيم على حماية مجرمين". كل هذا، ولم يثبت الى اليوم ان "الدوتشيه" أعطى الأمر باغتيال ماتيوتي.
ما هو مثبت، ان عقيدة "أشرف الناس" أكثر عدوانية من الفاشية الأولى. بدلاً من اقرار مسؤولية ولو أدبية عمّا يحدث من اغتيالات ومحاولات اغتيال لاخصامهم، تقول الممانعة: بل هذه اسرائيل، وانتم عملاؤها، ومن حقها ان تقتلكم!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق