الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

مصر: مليونية تحاصر مقر الرئاسة وتطالب برحيل مرسي 'الاخوان' يتهمون المعارضة بالسعي الى اغتصاب السلطة.. وواشنطن تلتزم الحياد

وسط اجواء حماسية وشعارات اعادت للأذهان ثورة الخامس والعشرين من يناير التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، تدفق عشرات الالاف على قصر 'الاتحادية' المقر الرسمي للرئاسة المصرية في ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، ضمن ماعرف بـ'مليونية الانذار الاخير' التي شملت مظاهرات حاشدة في ميدان التحرير وامام مبنى التلفزيون، الى جانب مسيرات واحتجاجات في عدد من المحافظات.
وبالرغم من ان الهدف الرسمي للمليونية كان الغاء الاعلان الدستوري والاستفتاء المقرر على الدستور في الخامس عشر من كانون الاول/ ديسمبر الحالي، الا ان مطالب المتظاهرين تركزت على اسقاط النظام ورحيل الرئيس محمد مرسي.
وتمكن المتظاهرون الذين تدفقوا على القصر من كافة الاتجاهات من ازالة الاسلاك الشائكة التي قطعت الطرق الرئيسية المحيطة بالقصر، ما اضطر قوات الشرطة الى القاء قنابل مسيلة للغاز عليهم، كما حدثت اشتباكات بين الجانبين اوقعت 18 مصابا من المتظاهرين.
ونفت وزارة الداخلية المصرية، مساء امس الثلاثاء، أن تكون قوات الأمن انسحبت من محيط الرئاسة المصرية بسبب المظاهرات حولها، أو أن يكون الرئيس محمد مرسي قد غادر القصر بسبب تلك المظاهرات.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مساء امس، إن 'أعداد المتظاهرين تزايدت مساء اليوم بمحيط قصر الإتحادية (مقر الرئاسة المصرية)، وتمكنت من رفع الأسلاك المحيطة بشارع الميرغني، والتزمت القوات بضبط النفس'.
كما أكدت وزارة الداخلية المصرية أن 'السيّد رئيس الجمهورية قد غادر قصر الإتحادية في موعده عقب انتهاء عدد من المقابلات الرسمية'.
وكانت مصادر متطابقة اكدت ان مرسي غادر قصر الرئاسة بعد اندلاع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وانه خرج من الباب الخلفي رقم (2) مصحوبا بحراسة مشدة، وانه توجه الى منزله في منطقة 'التجمع الخامس' وهي حي فخم يقع شرق القاهرة على طريق السويس الصحراوي.
واكد صرح مصدر امني رفيع في وقت لاحق ان مرسي، غادر قصر الاتحادية منذ نصف ساعة او اكثر، بناء على طلب الحرس الجمهوري، والاجهزة الامنية بعد وصول المتظاهرين الى القصر ومحاصرتهم له.
واكد المصدر ان قرار اخلاء الرئيس من قصر الرئاسه جاء تحسبا لاي مخاطر او تطورات قد تحدث، وايضا رغبة في تهدئة المتظاهرين، بعد ان يعلموا ان الرئيس ليس بالقصر، وقد خرج الرئيس من باب (2) الخلفي.
وكتب المتظاهرون عبارات معارضة للرئيس المصري محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها، على جدران المقر، وهتفوا (ارحل يعني امشي ياللي مابتفهمشي) وهو الشعار الذي رفع خلال الايام الاخيرة لحكم مبارك. وهتف اخرون (يسقط يسقط حكم المرشد)، و (احلق دقنك بين عارك، يطلع وشك وش مبارك).(ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر).(يا حرية فينك فينك فينك الاخوان بينا وبينك).
وقام عناصر الأمن أمام قصر الرئاسة وداخله برفع علم مصر فوق آليات عسكرية خفيفة، وطالبوا المتظاهرين بعدم اقتحام القصر، فيما اندلعت اشتباكات بين أعداد كبيرة من المتظاهرين وبين عناصر الأمن بالشوارع الفرعية المجاورة لمقر رئاسة الجمهورية وتقوم سيارات الإسعاف بإجلاء المصابين من موقع الاشتباكات.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر محلية في محافظات الاسكندرية والبحيرة والغربية والقليوبية والدقهلية (شمال القاهرة)، ومحافظتي أسيوط والمنيا بجنوب القاهرة، بتظاهر أعداد كبيرة من المواطنين ضد النظام مطالبين برحيل الرئيس المصري عن السلطة.
ومن جهتها اتهمت جماعة 'الاخوان' المعارضة بالسعي لاغتصاب السلطة.
وقال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: 'الذين يحشدون للمظاهرات ويطالبون باسقاط الدستور والرئيس هم الذين سعوا لاغتصاب السلطة واسقاط المجلس العسكري وتشكيل مجلس رئاسي مدني'، موضحا ان المطالبين باسقاط الرئيس هم الذين رفضوا نتائج استفتاء مارس ويدعون لاسقاط الشرعيه المنتخبة والممثلة في رئيس الجمهورية.
واختتم العريان بالقول: 'لكنها آفة النخبة البعيدة عن الشارع تطالب بأمور لا تتسق مع المنطق'، مشددا على ان الكلمة الاخيرة للمواطن المصري مصدر السلطات وحاميها.
ودعت الخارجية الامريكية الثلاثاء القوى المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي الى الحفاظ على 'سلمية' التظاهر. وردا على سؤال بشأن رسالة يمكن ان توجهها واشنطن للرئيس المصري وقال المتحدث باسم البيت الابيض'من المهم ان تحظى عملية اقرار الدستور بثقة الشعب المصري'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق