الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

اسرائيل نتنياهو يتحدى قطر ويعلن عن البدء بإقامة حي استيطاني إضافي لليهود المتزمتين بالقرب من شعفاط


أوضح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن حملة التنديد والاحتجاجات الأوروبية والأمريكية أيضا، لن تؤثر على قراراته بتوسيع الاستيطان، لا بل أكثر من ذلك، أكد لكل زعماء العالم على أنه ماض في تحديهم وخاصة الامير حمد القطري الضعيف جدا امام اسرائيل و الخادم المطيع لامريكا ضد اخوته العرب ، وفرض الوقائع على الأرض، وفي هذا السياق كشفت أمس الثلاثاء صحيفة 'هآرتس' العبرية النقاب عن أن توسيع الاستيطان من قبل حكومة تل أبيب لا يقتصر فقط على المنطقة المسماة E1 الواصلة بين مستوطنة (معاليه أدوميم) والقدس المحتلة، إنما تعمل الحكومة على تسريع البناء في المستوطنات الإسرائيلية الكولونيالية بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت مديرة جمعية (عير عميم)، ومعناها بالعربية مدينة الشعوب، يهوديت أوفنهايمر، التي زارت المنطقة E1، قالت للصحيفة إن مشاريع البناء هذه هي التي ستُكمل بناء القدس الكبرى، لتصبح القدس حاضرة (متروبولين) كبيرة تخضع لها المنطقة الممتدة من جفعات زئيف ولغاية البحر الميت، ومن مداخل الخليل وحتى مشارف رام الله، لافتة إلى أنه بهذه الطريقة تدفن حل الدولتين نهائيا وإلى الأبد، على حد تعبيرها.
وأضافت الصحيفة العبرية قائلة إن الدولة العبرية، وبالإضافة إلى إعلانها عن تسريع البناء في المنطقة المذكورة نهاية الأسبوع المنصرم، فقد اتخذت حكومة نتنياهو - ليبرمان، خطوات إضافية يمكن تفسيرها كجزء من رزمة العقوبات المفروضة على السلطة الفلسطينية بسبب توجهها للأمم المتحدة، ولفتت إلى أنه من المقرر أنْ تناقش لجنة التنظيم والبناء اللوائية للقدس، بعد أسبوعين قضية المصادقة على خطط لبناء مئات الوحدات السكنية في (جفعات همطوس)، الواقعة جنوبي القدس، وراء ما يُسمى بالخط الأخضر، وبالمقابل، وبعد توقف لفترة طويلة، بدأت وحدات مراقبة البناء والتنظيم التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، تنشط مؤخرا في أحياء القدس الشرقية المحتلة لمراقبة أعمال البناء الفلسطينية وتوزيع أوامر هدم وإزالة. وبحسب منظمة بتسيلم، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، فقد قامت السلطات الإسرائيلية حتى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) من العام الجاري بهدم 412 منزلا للفلسطينيين في القدس، الأمر الذي أدى إلى فقدان أكثر من ألفي فلسطيني بين بالغ وقاصر، مكان سكناهم، وتركزت عمليات الهدم في الأحياء التالية، بحسب منظمة (بتسيلم): العيسوية، البلدة القديمة، بيت حنينا، أبو ثور، جبل المكبر، رأس العامود، الطور، شعفاط، الشيخ جراح، سلوان وصور باهر.
في السياق ذاته، نوهت صحيفة 'هآرتس' في سياق تقريرها إلى أن اللجنة اللوائية التابعة للقدس، باشرت بتحريك ملف إقامة حي استيطاني جديد قرب شعفاط مخصص لسكن الحريديم، وهم جماعة من اليهود المتزمتين دينيا، وسيكون اسم الحي رمات شلومو، وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه بالرغم من أن البناء والتخطيط للحي المذكور كان قد بدأ في العام 2010 وأدى حينها، في التاسع من شهر آذار (مارس) من العام نفسه، لما أسمته الصحيفة لأزمة دبلوماسية بين تل أبيب وواشنطن، تم عقبها تجميد الأعمال في مخططاته، إلا أن ممثلي اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، أبلغوا المحامي الفلسطيني سامي ارشيد، الذي يُمثل السكان الفلسطينيين ضد إقامة هذا الحي الاستيطاني، بأن اللجنة ستستمع للاعتراضات بعد أسبوعين، وهو الحد الأدنى من المدة الزمنية التي يحددها القانون لسماع الاعتراضات، أيْ في السابع عشر من لشهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي.
وبحسب المحامي ارشيد فإن هذا الإجراء والبلاغ يشير إلى وجود إلى أمر خاص، لأن النقاش سيكون بموجب بند يمكن تسريع إجراءات التخطيط والبناء لمخططات عالقة في دوائر التخطيط، كما تعتزم اللجنة الخاصة لاستكمال خطط البناء غداة السابع عشر من الشهر الجاري عقد جلسة خاصة للبت في اعتراضات الفلسطينيين على بناء عشرات الوحدات السكنية في الحي الاستيطاني، (جفعات همطوس) القريب من الحي الاستيطاني (هار حوماه)، جبل أبو غنيم، جنوبي القدس المحتلة، وهي جزء من إعلان الحكومة الإسرائيلية، نهاية الأسبوع الفائت، بإقامة 3000 وحدة سكنية في المستوطنات، كعقاب على توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو في المنظمة الأممية.
علاوة على ذلك، كشفت الصحيفة النقاب عن أنه أنه تم في الأيام الأخيرة، تعليق يافطة في المنطقة E1 تُعلن عن بناء مدينة معاليه أدوميم، وقد تم إضافة مجموعة خرائط توضح خطط البناء المقترحة في المكان، أعدها المحامي داني زايدمان. وتوضح هذه الخرائط وفق المحامي المذكور حقيقة المخططات الاستيطانية في المكان الرامية إلى إحاطة القدس بحلقتين من المستوطنات، حلقة داخلية وأخرى خارجية، فالحلقة الداخلية هي حلقة استيطان صغيرة، لكنها أيديولوجية تحيط البلدة القديمة في القدس، أما الحلقة الأوسع فهي لمستوطنات كبيرة وحكومية تحيط بالقدس كلها، بحيث تكون مخططات E1 الجزء الأخير الذي يكمل ما أسمته الصحيفة بالبازل الاستيطاني الصهيوني حول القدس ويغلق الحلقة الخارجية.
إلى ذلك، رأت الصحيفة في افتتاحيتها أن قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء 3 آلاف وحدة سكنية وقطع الأموال عن السلطة الفلسطينية هو قرار ينم عن عدم مسؤولية، كما أن القرار يعني التناحر مع المجتمع الدولي الذي صوت إلى جانب الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وشددت الصحيفة على أن القرار يُشكل خطرا كبيرا على الدولة العبرية، وتابعت الصحيفة قائلة إن خطوات من هذا القبيل لن يُغيروا قرار الأمم المتحدة، بلْ ستؤكد على أن إسرائيل تقوم بشكل مدروس ومنهجي بالعمل ضد العملية السلمية، مشيرة إلى أن نتنياهو ووزراء حكومته لا يملكون الحق في إدخال الدولة العبرية إلى عزلة عالمية، على حد تعبير الصحيفة.
من ناحيته قال المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، د. ألون ليئيل، لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إن إسرائيل تعلب بنار الدبلوماسية، وكل خطوة أحادية الجانب من قبلها، هي بمثابة إثارة الفتن وتحدي المجتمع الدولي، لافتا إلى أنه خلافا للماضي، أي قبل الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، فإنه في نظر العالم، تقوم الدولة العبرية لأول مرة بالبناء في دولة معترف بها وتقع تحت الاحتلال، وهذا التصرف يُغضب الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء، بحسب ليئيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق