الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

امربكا .رئيس بلدية شيكاغو يصف نتنياهو بالخائن ومسؤول أوروبي رفيع يقول إنه بعد الاعتراف بفلسطين بات يتصرف مثل رئيس عصابة إجرام وليس كرئيس دولة

رأى المحلل البارز في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، شيمعون شيفر، أمس الثلاثاء أن قواعد اللعبة بعد الاعتراف الأممي بفلسطين قد تغيرت، وأن رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين كانوا ينظرون بازدراء واحتقار إلى تصرف دول الاتحاد الأوروبي في الماضي غير البعيد لن يتمكنوا بعد اليوم من الاستهتار بالقارة العجوز، لأنها قررت الآن أنْ تقوم بعملية جباية الثمن من إسرائيل نتيجة تصرفاتها في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ونقل شيفر عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى قوله للصحيفة إننا ما زلنا في بداية الفترة الجديدة، مشيرًا إلى أن أوروبا لن تكتفي بعد الآن بشجب القرارات الإسرائيلية حول البناء في المستوطنات والمطالبة بالعدول عنها، بلْ أكثر من ذلك، أضاف الدبلوماسي، من اليوم فصاعدًا سيشعر المواطنون في إسرائيل ما هو ثمن قرارات قياداتهم في الحكومة، على حد تعبيره.
وتابع قائلاً إن الدول الأوروبية بصدد فرض عقوبات مؤلمة ضد الدولة العبرية مثل تجميد اتفاقيات، وضع علامات مميزة على المنتجات التي تُصنع في المستوطنات وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية، ونقل المحلل الإسرائيلي عن المسؤول الأوروبي الرفيع قوله إنه بعد قرار الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يتصرف كرئيس عصابة للإجرام، وليس كرئيس دولة عضو في الأمم المتحدة، مضيفًا أن الأوروبيين أُصيبوا بحالة من الصدمة بعد إعلان نتنياهو عن قرار البناء، الذي يُفرغ حل الدولتين من أي مضمون، على حد تعبيره.
وزاد شيفر قائلاً إن أوروبا حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية للهجوم الدبلوماسي على إسرائيل ومعاقبتها، وأن الخطوة كانت منسقة حتى النهاية بين قادة الدول الأوروبية وبين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤكدًا على أن مرد ذلك لا يعود إلى تصرفات نتنياهو ولا إلى العلاقات الشخصية المتردية بينه وبين أوباما، إنما بسبب توصل البيت الأبيض إلى قناعة تامة بأنه آن الأوان لإيجاد الطريقة التي يجب أنْ تُكمل المسيرة والتوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد قوله.
ولفت المحلل شيفر إلى أنه يجب الانتباه إلى تصرفات نتنياهو غير المسؤولة والتي تؤدي إلى حالة من الغليان، فخلال العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة (عامود السحاب) أعلن عن تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط مهددًا باجتياح قطاع غزة، مع أنه لم يكن ينوي فعل ذلك، وهذا الأمر ينسحب على قرار البناء في المنقطة الحساسة E1، فرئيس الوزراء الحالي، أكد شيفر، لن يجرؤ على تغيير قرارات من سبقوه، وهم الذين تعهدوا أمام الأمريكيين بعدم بناء حتى بيت واحد في المنطقة المذكورة، ولكنه خلص إلى القول إن هذه المرة لن تمر الأمور بسهولة، ذلك أن سكان الدولة العبرية سيدفعون الثمن، الذي سيُقدمه لهم الزعماء، على حد وصفه.
في السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي وصفته بأنه رفيع المستوى قوله إنه لا يؤمن بأنْ تقوم الدول الأوروبية بتطبيق تهديداتها، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل، لأن تطبيق العقوبات يعني تحطيم الأواني بين تل أبيب ودول الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن حكومة نتنياهو لم تتوقع ردًا غاضبا من هذا القبيل عندما اتخذت القرار، وأضاف قائلاً ما هو أكيد أن أوروبا خلعت القفازات في مواجهة إسرائيل، مشيرا إلى أن صناع القرار في تل أبيب لم يشهدوا ردود أفعال صعبة كالتي يشهدوها الآن في السنوات الأخيرة من قبل الدول الأوروبية، على حد قوله.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الخارجية الإسرائيلية قولهم إن التصرفات الأوروبية في قضية البناء هي بمثابة تدخل سافر من قبلهم في الانتخابات الإسرائيلية العامة، وأضافوا أن الدول الأوروبية تريد من وراء هذا التصرف أنْ توجه رسالة للإسرائيليين مفادها أن من سيُصوت لنتنياهو فإنه عمليًا يُصوت من أجل تحويل الدولة العبرية إلى دولة منبوذة، على حد قولهم. واقتبست الصحيفة مرة أخرى الأقوال التي أدلى بها رام عمانؤيئل، رئيس بلدية شيكاغو، والذي كان رئيس الطاقم في البيت الأبيض، والذي قال في منتدى (سابان) في واشنطن إن نتنياهو بقراره البناء في المنطقة E1 قام عمليًا بخيانة الرئيس أوباما، على حد تعبيره. في غضون ذلك أعلنت أستراليا هي الأخرى، صباح الثلاثاء عن استدعائها للسفير الإسرائيلي لديها لطلب إيضاحات حول موضوع البناء. وأشار المصادر الإسرائيلية إلى أن هناك قلقًا من أن تقع خلال زيارة نتنياهو المقررة لألمانيا مواجهة بينه وبين المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فعلى الرغم من أن الأخيرة لم تعلن عن إلغاء الزيارة ، إلا أن ديوان نتنياهو يتخوف من مناورة ومواجهة على الملأ وتحت سمع وبصر الكاميرات، خصوصًا وأن ميركيل كانت قد أعلنت قبل عدة أشهر أنها لا تثق ولو بكلمة واحدة يُسمعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعبرت المصادر الإسرائيلية عينها عن خشيتها من احتمال تشديد الخطوات وردود الفعل الأوروبية في حال إقرار إسرائيل لمزيد من مشاريع البناء في المستوطنات.
وتتخوف إسرائيل من قيام أوروبا بمقاطعة منتجات إسرائيلية، تقليص حجم التبادل التجاري معها وفرض قيود على التعاون العلمي معها، أما وزارة الخارجية بقيادة أفيغدور ليبرمان فإنها قلقة للغاية من تنامي حملة نزع الشرعية عن الدولة العبرية، على حد قول المصادر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق