الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

خطوة اوروبية صغيرة جدا


استدعت عدة دول اوروبية السفراء الاسرائيليين لديها للاحتجاج على خطة استيطانية جديدة لبناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية جرى الاعلان عنها قبل يومين تربط مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية بالقدس المحتلة.
الحكومة الاسرائيلية اكدت في تصريحات على لسان مسؤولين فيها عدم تراجعها عن هذه الخطة، وقالت انها ستسير فيها قدما، دون ابطاء، في تحد سافر لاحتجاجات هذه الدول وبينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد التي يصنف معظمها في خانة الدول الصديقة لها.
وهذا التراجع الاسرائيلي غير متوقع لان الحكومة الاسرائيلية واثقة كل الثقة، بان الاوروبيين، مثل العرب، يشكلون 'ظاهرة صوتية' عندما يتعلق الامر بها ومستوطناتها وارهابها، وحروبها سواء ضد لبنان او قطاع غزة.
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند انتقد بالامس خطة الاستيطان الاسرائيلية، ووصفها بانها تتعارض مع صنع السلام مع الفلسطينيين، لكنه قال، بعد هذه المقدمة، ان بلاده ليست مستعدة لفرض اي عقوبات على اسرائيل.
الحكومات الغربية تفرض عقوبات صارمة على السودان والعراق وليبيا وسورية وايران، وتطيح بانظمة بالقوة العسكرية تحت عناوين انتهاك حقوق الانسان والديكتاتورية، ولكنها غير مستعدة على الاطلاق، فعل الشيء نفسه، او ربعه، عندما يتعلق الامر باسرائيل التي تقدم على انتهاكات اشرس لحقوق الانسان مثل الاستيطان في اراضي شعب محتل، وانتهاك قرارات الشرعية الدولية، وقتل عملية سلام تبناها الغرب نفسه.
انتقادنا للدول الغربية لا يعني ان الدول العربية افضل حالا، فحكومات دول اقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، ووقعت معاهدات سلام مثل مصر والاردن لم تستدع السفراء الاسرائيليين ولم تغلق سفارات، ولم تقدم على اي خطوة احتجاجية، قوية او ضعيفة، على هذه الهجمة الاستيطانية.
كنا نتمنى لو ان حكومة الرئيس محمد مرسي قد طردت السفير الاسرائيلي واغلقت سفارته في القاهرة، وفي مثل هذا التوقيت على وجه الخصوص، ولو فعلت لاحرجت المعارضة وزادت من التفاف الشعب المصري حولها، ولكن الرئيس مرسي لم يلتقط هذه اللحظة التاريخية الهامة للاقدام على مثل هذه الخطوة التي تحظى باجماع كامل في اوساط المصريين.
الاستيطان الاسرائيلي تضاعف مرتين في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ توقيع اتفاق اوسلو قبل عشر سنوات، وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي، وبتشجيع من الحكومات الغربية ودعمها المالي والاقتصادي، ولا نعتقد ان هذا الواقع المرير والمهين سيتغير.
استدعاء السفراء والاحتجاج هو اجراء دون انياب او مخالب، ولذر الرماد في العيون فقط، ما يمكن ان يردع اسرائيل ويوقف استخفافها بالقوانين الدولية هو العقوبات الاقتصادية والسياسية، وحتى يفكر الغرب بهذه العقوبات تكون الضفة الغربية كلها قد تحولت الى مستوطنة اسرائيلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق