الخميس، 6 ديسمبر 2012

مصر تنزلق سريعاً نحو الفوضى مواجهات دامية بين أنصار مرسي والمعارضة

بدا أمس أن مصر تنزلق سريعاً نحو الفوضى، وسط الازمة الحادة التي فجرها  الاعلان الدستوري الذي فوض الرئيس المصري محمد مرسي بموجبه الى نفسه صلاحيات تكاد تكون مطلقة، وزادها الاقرار السريع لمسودة الدستور المثير للجدل تفاقماً، الامر الذي أثار غضب المعارضة الليبرالية والمدنية التي شكلت عصب "ثورة 25 يناير" التي أطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك وأوصلت الرئيس المتحدر من "الاخوان المسلمين" الى السلطة.
وتحول محيط قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة مسرحا لحرب شوارع بين مناصري المعارضة الذين اعتصموا في المكان منذ مساء الاربعاء، ومناصري "الاخوان" الذين طردوهم من مواقعهم ومزقوا خيمهم، في مواجهات واسعة استخدمت فيها العصي والزجاجات الحارقة  واعتبرت الاكثر عنفا في الأزمة السياسية التي قسمت البلاد معسكرين منذ 22 تشرين الثاني الماضي.ولم تصل تعزيزات أمنية الى المنطقة للفصل بين الجانبين الا بعد مرور ساعات على بدء الاشتباكات التي امتدت ليلا وسقط فيها 126 جريحاً استنادا الى وزارة الصحة.وتحدثت قنوات فضائية عن سقوط أربعة قتلى.
وروى شاهد أن معارضين لمرسي أضرموا النار في مقر حزب الحرية والعدالة التابع لـ"لاخوان"  في مدينة الاسماعيلية بشمال شرق مصر.

استقالات
ووسط البلبلة الواسعة التي سادت الشارع المصري، أعلن ثلاثة من مستشاري الرئيس استقالاتهم من مناصبهم، ليرتفع الى خمسة عدد المستقيلين من الهيئة الاستشارية الرئاسية التي تعد 17 شخصاً، بعد المسيحي سمير مرقص والكاتبة الصحافية سكينة فؤاد.
وعلت أصوات في المعارضة التي طالبت مجددا بسحب الاعلان الدستوري  والغاء استفتاء 15 كانون الاول على مشروع الدستور، لتؤكد ان النظام "يفقد شرعيته يوما بعد يوم".
وفي مؤتمر صحافي، صرّح المشرف العام لجبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي بأن حكم مرسي "لا يختلف" عن حكم مبارك، و"ربما هو أسوأ".وحمل مناصري الرئيس مسؤولية الهجوم "المتعمد والوحشي" على المتظاهرين سلمياً.
ورأى المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي ان اي سفك للدماء امام قصر الرئاسة "يعني فقدان مرسي شرعيته"، مضيفا "ان جبهتنا هدفها النضال ضد تحكم شخص او حزب في البلد".
وفي المقابل، تمسك الرئيس المصري، الذي لم يظهر علنا أمس، بموقفه.
وقال نائبه  محمود مكي ان الاستفتاء سيتم في موعده المقرر على مشروع الدستور. واقترح مع ذلك  فكرة "شخصية" للخروج من الازمة.
ودعا رئيس الوزراء هشام قنديل الى الهدوء لاتاحة الفرصة لنجاح جهود  حوار وطني.
وناشد شيخ الازهر احمد الطيب  المصريين ضبط النفس والحوار لحل المشكلة القائمة بين السلطة والمعارضة.
وفي لندن، أبدت وزارة الخارجية البريطانية قلقها من  تصاعد وتيرة العنف في مصر، مطالبة الأطراف كافة بضبط النفس

متظاهر ضد الرئيس المصري محمد مرسي امام مدخل القصر الجمهوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق