السبت، 8 ديسمبر 2012

الملوك المستبدون قد زنوا بالأمة كلها نساء ورجالا .ظن مشايخ المنابر أنهم ينافحون عن الفضيلة بالدعوة إلى حظر الاختلاط , وتوعُّد من تتطيب بالعطر , إذ انحصر فهمهم للشرف على دائرة الجنس واشتهاء المرأة , ولم يعْنِهم في كثير أو قليل شرف الأمة بأسرها وقد أهدره الفرعون وجنوده على مرأى ومسمع من الكهنة .

المفهوم القبلي هو السائد حتى الآن , إذ انتكس مفهوم الدولة - الجامعة لكل الأعراق والأجناس والألوان - التي جاء الإسلام ليضعها دون تمايز في إطار إنساني واحد , وحال المفهوم القبلي دون عالمية الإسلام الذي يحصل غير المسلم بمقتضاها على حقوق لا "يفرضها " له غير الإسلام . ويقوم النظام النيابي على مسؤولية الحاكم وسلطة الأمة , وطوال تاريخنا الإسلامي- حُكم الخلافة - لم يكن الحاكم مسؤولا قط أمام شعبه "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون" , ولم يكن للأمة أي سلطة إذ يفعل بها السلطان ما يشاء . وإذا كان الزنا بمعنى من المعاني هو استحلال الحرام والتمتع بدون وجه حق بما للغير مما لا يجوز حيازته والاستمتاع به , بهذا المعنى يكون الملوك المستبدون قد زنوا بالأمة كلها نساء ورجالا , وإذا كان اقتراف الفاحشة يثبت بشهادة أربعة شهود عدول فإن عبث المستبد بشرف الأمة لا تثبته شهادة الأمة بأسرها إذ سقط حقها في الدفاع عن عرضها وشرفها , ومشايخ السلطان جاهزون بفتاواهم لدرء الحدود عن ولى النعم .
 وظن مشايخ المنابر أنهم ينافحون عن الفضيلة بالدعوة إلى حظر الاختلاط , وتوعُّد من تتطيب بالعطر , إذ انحصر فهمهم للشرف على دائرة الجنس واشتهاء المرأة , ولم يعْنِهم في كثير أو قليل شرف الأمة بأسرها وقد أهدره الفرعون وجنوده على مرأى ومسمع من الكهنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق