الاثنين، 3 ديسمبر 2012

لبنانجدل في لبنان حول تسجيلات تظهر ضلوع النائب عقاب صقر المقرب من الحريري بتزويدالمجاهدين والمعارضين السوريين بالسلاح

تثير تسجيلات صوتية تظهر ضلوع نائب لبناني مقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح، جدلا في لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له.
وكانت صحيفة "الاخبار" وقناة "او تي في" التلفزيونية اللبنانيتين المؤيدتين لنظام الرئيس بشار الاسد، نشرتا منذ الخميس اربع تسجيلات صوتية لاتصالات بين مقاتلين سوريين، وعقاب صقر النائب اللبناني الذي اكد الاثنين في حديث صحافي صحة هذه التسجيلات.

وصقر نائب شيعي ينتمي الى كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها الحريري السني، احد ابرز قادة المعارضة اللبنانية المناوئة لدمشق. ويتواجد الاثنان خارج لبنان منذ اسقاط حكومة الاخير مطلع العام 2011.


وقال صقر لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي توزع في بيروت "نعم هذا صوتي، وهذه كلماتي (...) انا لم اعتد ان انكر او اتنكر لصوتي او كلامي، ولست خجلا من شيء مما فعلته وافعله".


ويشدد صقر على ان ما يقوم به مبادرة شخصية. وقال "ما افعله في سوريا يجسد قناعتي المطلقة وهو من مصلحة لبنان اولا. اتحمل شخصيا وشخصيا فقط، جميع المسؤوليات عما اقوم به"، مشيرا الى ان الحريري "كلفني بالمساعدة الانسانية والسياسية والاعلامية للشعب السوري، لا اكثر ولا اقل".


لكن في تسجيل نشرته "الاخبار" السبت على موقعها الالكتروني، يؤكد صقر لمحدثه الذي عرفت عنه الصحيفة بكونه "صديقا شخصيا" لصقر وناطقا باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر، ان "الرئيس الحريري جانن جانن (جن جنونه)، وبدو (يريد) ان يحسمها باي طريقة".


اضاف "ما عم ينام، ساعة بساعة لحظة بلحظة وثانية بثانية، يتابع الموضوع وبدو يحسمها (...) ويقول لي ما في اي مجال للفشل في الموضوع".


الى ذلك، يعتقد معارضون للحريري انه لا يمكن ان يكون بعيدا عما يقوم به النائب الشاب البالغ من العمر 38 عاما.


وفي حين لم يعلق حزب الله أبرز حلفاء دمشق، مباشرة على الموضوع، قالت قناة المنار التلفزيونية التابعة له الخميس ان التسجيلات "تؤكد وبالجرم المشهود تورط حزب المستقبل عبر اقرب المقربين من رئيسه"، وان صقر "يعتبر الذراع اليمنى للحريري".


من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ان التسجيلات تظهر "تفاصيل الدور الذي يؤديه احد وكلاء تمويل الارهاب في سوريا (...) بتكليف من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري".


ويؤكد زملاء صقر في الكتلة نفسها انه يتصرف من منطلق شخصي.


وقال عضو الكتلة النائب احمد فتفت في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان موقف الكتلة ثابت "لجهة رفض اي تدخل ميداني في سوريا، انطلاقا من اننا نرفض اي تدخل سوري في لبنان ايا يكن الحاكم في دمشق" التي حظيت بنفوذ سياسي ووجود عسكري طوال 29 عاما في لبنان، قبل انسحابها منه عام 2005.


واكد فتفت ان "توجيهات الرئيس الحريري واضحة في هذا المجال، وهي ضد اي تدخل في الداخل السوري"، مؤكدا ان الرئيس السابق للحكومة "لا يتدخل في كل الامور، واذا حصل تجاوز فعلا فالأمر يعود اليه لاتخاذ القرار المناسب".


وفي تسجيل من الاربعة التي نشرتها "الاخبار" على موقعها الالكتروني، يطلب صقر من شخص مجهول "رشاشات ورصاص رشاشات، رصاصات بي كي سي (وهو سلاح رشاش)، قنابل ار بي جي وقذائف وسلاح نوعي لحلب وريف حلب ومنطقة ادلب" في شمال وشمال غرب سوريا. ويشدد على وجوب "تامين هذه الطلبية" في اسرع وقت.


وفي تسجيل آخر، يسمع من قالت الصحيفة انه قائد احدى المجموعات المقاتلة في ريف حلب، يطلب السلاح من صقر قائلا "دبرونا باي طريقة من الطرق الله يخليك، ما بعرف شو بدي قلك، ما في من بعد الله النا غيركن".


واشارت "الاخبار" الى انها حصلت على التسجيلات من مصدر "زعم ان في حوزته +تسجيلات صوتية تفضح حقيقة النائب عقاب صقر ودوره في تدمير الثورة السورية+".


وقال المصدر الذي عمل مع صقر "كنا نعترض، مثلا، على قراره إرسال السلاح (الى مناطق) لتركها ملجأ للمدنيين الهاربين من جحيم القتال، لكنه كان يصر غير عابىء بأرواح الناس".


واشارت الصحيفة الى ان المصدر تحدث عن "ثلاث غرف عمليات عسكرية موجودة في انطاكيا واضنة واسطنبول (...) ومبنى خاص لصقر في منطقة فلوريا في إسطنبول"، وان العمليات تتم "تحت اشراف ضباط استخبارات اتراك وقطريين".


ويتهم النظام السوري دولا عربية وغربية بينها قطر وتركيا بدعم المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.


كذلك، يتهم اطرافا لبنانيين بدعم الاحتجاجات المطالبة بسقوطه التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وتوفير ملجأ للمقاتلين في مناطق لبنانية حدودية لا سيما ذات الغالبية السنية منها.


وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حوار مع "المنار" الخميس ان ما كشفته التسجيلات "ليس خافيا" بالنسبة السوريين الذين "يدركون ان فريقا في لبنان حرض ومول ودعم واحتضن مسلحين من جهات عربية ودولية".


ودعا علي الحكومة اللبنانية الى "مراجعة مسؤولة من اجل لبنان وليس فقط من اجل سوريا".


وتشدد حكومة نجيب ميقاتي انها تعتمد سياسة "النأي بالنفس" حيال النزاع السوري، في بلد ذي تركيبة سياسية وطائفية هشة. وكان ميقاتي قال السبت ردا على سؤال عن التسجيلات "سياستنا في الحكومة هي النأي بالنفس، ولا نفرض على اي شخص اتخاذ اي موقف معين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق