الاثنين، 3 ديسمبر 2012

سوريا المحتلة استمرار المعارك في دمشق و'الوطن' تؤكد 'فتح ابواب جهنم' على من يهاجمها


قال ائتلاف المعارضة السورية الذي تشكل حديثا إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سورية إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة، فيما قال نشطاء إن قوات الجيش السوري قصفت أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول دمشق بالطائرات والصواريخ الأحد في هجوم يرمي إلى الحيلولة دون اقتراب المعارضين من العاصمة.
قصفت القوات النظامية الاحد بالطيران الحربي والمدفعية مناطق في ريف دمشق يتواجد فيها المقاتلون المعارضون، في حين قالت صحيفة سورية قريبة من النظام ان الاخير 'فتح ابواب جهنم' ضد كل من يخطط للهجوم على العاصمة.
وقتل الاحد 56 شخصا على الاقل بينهم 29 مدنيا و27 معارضا مسلحا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعتبرت المعارك الجارية في دمشق وريفها الاعنف في النزاع المستمر منذ 20 شهرا، وطاولت للمرة الاولى محيط مطار دمشق الدولي منتصف ليل الخميس الجمعة، بحسب ما افاد ناشطون.
وقالت صحيفة 'الوطن' السورية الصادرة امس ان 'الجيش العربي السوري فتح منذ صباح الخميس أبواب جهنم على مصراعيها أمام كل من سولت له نفسه الاقتراب من دمشق أو التخطيط للهجوم عليها'، في اشارة الى المعارك في محيط دمشق وطريق مطارها الدولي.
واشارت الى ان هذا الهجوم هو 'الاول من نوعه باتجاه تمركز الارهابيين' الذين حاولوا 'التسلل الى حرم الطريق لقطعه، في حين تقدمت مجموعات ارهابية مسلحة باتجاه العاصمة في ما سمي +الزحف على دمشق+'، ما دفع الجيش النظامي الى 'الدفاع عن عاصمته'.
وقال مصدر امني سوري لفرانس برس الجمعة ان القوات النظامية تمكنت من 'اعادة الامن' الى الجانب الغربي من الطريق، وان السيطرة الكاملة على الجزء الشرقي ستستغرق 'بضعة ايام'، علما انه 'الجزء الصعب' بسبب وجود 'الاف الارهابيين'.
وتؤكد السلطات السورية ان الطريق باتت 'آمنة'، وان العمليات العسكرية لم تؤثر على حركة الملاحة في المطار.
وتسود العاصمة السورية دمشق اجواء من الترقب الحذر من قرب عملية كبيرة بين المقاتلين والجيش النظامي فيما يتواصل تدفق السلاح للنظام السوري عبر العراق لان بغداد مترددة بتفتيش الطائرات المحملة بشحنات من السلاح المارة عبر الاجواء العراقية. اما جبهة النصرة لاهل الشام - الجماعة السلفية الجهادية، فتقول انها تلجأ الى العمليات الانتحارية عندما تستهدف اهدافا مهمة.
وفي سياق استمرار وصول السلاح لنظام الرئيس بشار الاسد، اشارت صحيفة 'نيويورك تايمز' الى الاحباط الامريكي من الحكومة العراقية، حيث قالت ان وصول الشحنات يتزايد في وقت يواجه فيه النظام السوري وضعا حرجا حيث اصبح يقاتل معارضة قوية ومسلحة بأسلحة حديثة وتقدمت في اكثر من منطقة قرب العاصمة. ولهذا السبب فالخط الجوي فوق العراق اصبح اهم خط لنقل الاسلحة القادمة من ايران التي تعول الكثير على نجاة النظام، لدور الاخير في دعم حزب الله وتسهيل مرور الاسلحة له.
وتقول الصحيفة انه بالاضافة للقلق الامريكي من وصول الاسلحة، فوكالات الاستخبارات الغربية التقطت عددا من الاشارات عن وجود تحركات قرب مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يملكها النظام السوري.
وردا على سؤال بشأن تصريحات الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي بأن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن المعارضة قد تقبل نشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولا.
وتتسم قضية قوات حفظ السلام بحساسية بالغة. ويخشى الكثيرون في المعارضة من أن يؤدي ذلك إلى انقسام البلاد على أساس العرق والدين ويوفر ملاذا آمنا لأنصار الأسد في منطقة قريبة من البحر المتوسط حيث يعيش الكثير من أبناء طائفته العلوية التي تمثل أقلية.
وقال البني إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن.
وأضاف البني أنه إذا تحقق هذا الشرط أولا فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام.
وقال إنه يجب على كل من يطرح خطة سياسية أن يعلم أنه بعد مقتل 50 ألف شخص وإصابة 200 ألف آخرين ونزوح خمسة ملايين عن ديارهم لن يقبل السوريون ببقاء من قمعوهم وقتلوهم طوال الأعوام الخمسين الماضية في أماكنهم.
جاءت تصريحات البني - وهو طبيب احتجز معظم الفترة التي أعقبت خلافة الأسد لوالده في السلطة عام 2000 باعتباره سجينا سياسيا - في مؤتمر صحافي عقد في ختام أول اجتماع لائتلاف المعارضة بكامل أعضائه الستين في القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق