الجمعة، 14 ديسمبر 2012

قرارات البشر يقودها المنطق أم الطمع

علماء يشيرون الى أن العقل البشري يميل بالفطرة إلى الاتجاه نحو الخيارات الممكنة التحقيق لا الصعبة المنال والأكثر منفعة.

– حين يتعلق الأمر بالشروع في تحقيق رغبة ما فإن العقل البشري يحاول بناء صورة متكاملة حولها تتضمن احتمالية بلوغ الهدف وأهميته والمكاسب التي سيجنيها الشخص بعد تحقيقه، واعتماداً على موازنة هذه العناصر يتم اتخاذ القرار بالمتابعة أو الانسحاب، لكن دراسة جديدة نشرتها "بلوس وان" أظهرت أنه في حال وجود عواقب قد يخلفها القرار فإن العقل البشري يميل بالفطرة إلى الاتجاه نحو الخيارات الممكنة التحقيق لا الأكثر فائدة.

وفي دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة بريتش كولومبيا في كندا تم تصميم اختبار بسيط خضع له عشرون شخصاً تم من خلاله وضع المشاركين أمام خيارين أحدهما سهل التحقيق وفوائده أقل أهمية والآخر صعب المنال ولكن المكاسب من ورائه كبيرة.

وتهدف الدراسة إلى التعرف على طريقة بناء القرار انطلاقاً من الموازنة التي يجريها الإنسان، وصولاً إلى اختيار أحد الخيارين المتاحين، والتعرف كذلك على الانحياز الذي قد يتحكم في تفكير الشخص عندما يكون احتمال اختيار القرارين متساوياً.

وقد تبين أن المشاركين كانوا يتجهون نحو الخيار الذي يمكن أن يتحقق حتى لو كانت المكاسب منه ضئيلة.

ويرى الخبراء أن هذا المنطق يحتاج إلى تكامل وظيفة مجموعة من البنى داخل الدماغ، وبالتالي قد يكون بالإمكان التنبؤ – في حال الفهم الجيد لوظائف هذه البنى – بالمشاكل التي سيعاني منها بعض المرضى النفسيين.

وتعلق رئيسة البحث الدكتورة مادلين شارب بالقول "لقد منحنا هذا الاختبار البسيط قدرة كبيرة على قياس القيمة التي تتحدد عندها خياراتنا وينحاز فيها تفكيرنا خلال اتخاذ القرار، كما يتيح لنا هذا الاختبار أيضاً القدرة على التنبؤ بطريقة المرضى النفسيين أيضاً في اتخاذ قراراتهم بما في ذلك مرضى الفصام أو داء باركنسون".

فهذا يعني إذاً أن الشخص بطبيعته يميل إلى تحقيق رغباته وطموحاته بمجرد أن يشعر بأنها ممكنة، ومن هنا يمكننا أن نقول إنه حينما يتعلق الأمر بقضية مصيرية محفوفة بالمخاطر فإن الإنسان لا يندفع دون تردد إلا بعد يقينه بأن ما يسعى إليه قابل للتحقيق وبغض النظر عن حجم المكاسب التي سينالها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق