الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

موريطانيا.العبودية مازالت قائمة في موريتانيا.

لا يضعون أغلالاً ولا يحملون أختام أسيادهم.. لكن العبودية مازالت قائمة في موريتانيا.
ويقاوم نظام العبودية الذي يرجع إلى قرون مضت تنامي المد الديمقراطي في هذه الدولة المسلمة، وهي مستعمرة فرنسية سابقة تغطي الصحراء معظم أراضيها.
ويقوم العبيد برعي الجمال أو الماعز تحت أشعة الشمس الحامية في المناطق الصحراوية أو يقدمون الشاي الساخن لضيوف أسيادهم في فيلات أنيقة في نواكشوط، وتتوارثهم الأجيال كمنقولات مملوكة للأسرة.
ويقول ناشطون رافضون للعبودية إن أعدادهم ربما كانت بالآلاف. وهذا المشهد غير المألوف والصادم في القرن الحادي والعشرين مقبول إلى حد كبير في مجتمع يتسم بتعدد الأجناس وتسلسل هرمي للسلطة تهيمن عليه صفوة من الموريين.
ويقول بوبكر مسعد الذي ولد عبداً، وهو حالياً من أبرز مناهضي، العبودية في البلاد ‘’مثلما تمتلك ماشية أو معزى، إذا استعبدت المرأة يصبح كل نسلها عبيداً’’.
ويقول إن مرسوم تجريم العبودية الذي صدر في العام 1981 ولد ميتاً، وإن العبودية باقية في موريتانيا بجميع مظاهرها مثل السخرة والعقوبات والممارسات الجنسية القهرية وانتهاكات أخرى.
ويرفض الحكام العسكريون في موريتانيا الذين يتركون الحكم لسلطة مدنية من خلال انتخابات ديمقراطية، مناقشة العبودية ويفضلون الحديث عن ‘’مخلفات العبودية’’. وينفي بعض أفراد الصفوة من ذوي البشرة الفاتحة التي تتولى مقاليد الحكم عادة وجود العبودية من الأصل. وتثير التساؤلات في هذا الصدد غضباً وصمتاً وارتياباً.
ويقول المطالبون بإنهاء العبودية إن العلاقة بين السيد والعبد وآثارها راسخة في عقول جميع الموريتانيين. وصرح مسعود ولد بوالخير، وهو أسود البشرة ينحدر من أسرة من العبيد ‘’هناك عبودية في بلدنا وفي مجتمعنا ككل ونحتاج إلى قوانين للقضاء عليها. ومحاولة الناس إخفاء ما هو قائم يعقد الأمور’’. وشارك بوالخير في انتخابات الرئاسة التي جرت هذا الشهر واحتل المركز الرابع بين 19 مرشحاً، وقال ‘’لا ينبغي أن تكون هناك أغلال للاعتراف بوجودها’’. وفي أحياء فقيرة مترامية الأطراف في نواكشوط تقطنها غالبية من السود تتكرر شهادات مؤلمة عن العبودية المستمرة.
ويقول عبد الرحمن ولد محمد عبد (52 عاماً)، البائع الجوال، وهو يجلس أمام كوخه المتهالك ‘’نعم هذا حقيقي. الأمر أسوأ في المناطق الداخلية. تراه في أسلوب معاملة بعض الناس لآخرين وأحياناً يقتل السادة الأطفال’’.
وأضاف ‘’ترجع لزمن بعيد ولكن ينبغي أن يوضع حد لها’’.
وتقول الجماعات المناهضة للعبودية مثل جماعة ‘’أنقذوا العبيد’’ التي يرأسها مسعود، إن الخوف والسرية اللذين يغلفان القضية يجعلان من الصعب إلقاء الضوء على القضية، ناهيك عن عرضها على القضاء.
ولكن من وقت إلى آخر يظهر ضحايا مثل ماتالا الذي هرب قبل عامين من أفراد قبيلة محاربين من البربر تعرف باسم رجويبات كانت تحتجزه وأسرته في صحاري معزولة بشمال شرق موريتانيا.
ويقول ‘’ولدت عبداً. كان جميع أفراد أسرتي وأجدادي عبيداً لهذه المجموعة. عمتي وأشقائي مازالوا عبيداً لديهم’’. وصرح بأنه عمل في رعي جمال أسياده ولم يأكل سوى مخلفات موائدهم، وكان يضرب أحياناً. ويضيف وهو يشير إلى خده الأيمن ‘’توجد ندبة هنا نتيجة ضربي بالعصا’’.
وسئل عن عدد العبيد الذين يخدمون أسياده فأجاب ‘’أكثر من أن يحصوا’’. ويذكر ناشطون مناهضون للعبودية أن من المستحيل إحصاء عدد من تكبلهم أغلال العبودية في موريتانيا التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة من الموريين البيض والسود والموريتانيين السود وأجناس أخرى.
ويقول دبلوماسيون في نواكشوط إن النظام العسكري الحاكم رفض عرضاً من الاتحاد الأوروبي لتمويل دراسة تحقق في الأمر. وقال دبلوماسي رفض نشر اسمه ‘’تنتشر على نطاق واسع على الأرجح. في منازل الموريين ترى صبية سوداً يقدمون الشاي. لا أعرف ما هي شروط عقود عملهم ولكن لا يوجد مثلها’’.
وتابع إن الرئيس الموريتاني الجديد ينبغي أن يحل قضية العبودية وعدم المساواة الاجتماعية وبين الأجناس وهي مشكلات قديمة. وأضاف ‘’إنها لب عدم التوازن في البلاد’’.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق