الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

دولة غزة.خمسة سفراء أوروبيين قدموا احتجاجات شديدة اللهجة أوروبا تضغط وفرنسا وبريطانيا تدرسان إعادة سفيريهما من تل أبيب احتجاجا على قرار إسرائيل استئناف الاستيطان في القدس والضفة

ما زالت تداعيات إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نهاية الأسبوع المنصرم، عن قراره ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة، كرد على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة غير عضو، ما زالت تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الإسرائيلي والدولي، فبعد أن اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بأن القرار يُشكل عقبة أمام السلام، كشف مراسل الشؤون السياسية في صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، باراك رفيد، النقاب عن أن المملكة المتحدة وفرنسا تدرسان إمكانية إعادة سفيريهما من اسرائيل، وذلك احتجاجا على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدفع بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وفيما اعلنت السويد والدنمارك الاثنين استدعاء كل منهما سفير اسرائيل لديها للاحتجاج على مشروع بناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية.
وانتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند الخطة الإسرائيلية ووصفها امس الاثنين بأنها تتعارض مع صنع السلام مع الفلسطينيين لكنه قال إن باريس ليست مستعدة لفرض عقوبات على إسرائيل، فيما قالت شبكة (سكاي نيوز) امس الاثنين، إن بريطانيا تهدّد باتخاذ إجراء دبلوماسي ضد إسرائيل.
وقالت 'هآرتس' ان الرد الاوروبي يعتبر استثنائيا، ونقلت الصحيفة عن ثلاثة دبلوماسيين كبار من دول مختلفة في الاتحاد الأوروبي، ان هذه الخطوة تأتي في سياق تنسيق الخطوات بين بريطانيا وفرنسا، حيث من المتوقع أن تقوما بخطوات عملية احتجاجية في الأيام القريبة، على حد تعبير الدبلوماسيين الأجانب، الذين أكدوا أيضا أن رد فرنسا والمملكة المتحدة لن يقتصر هذه المرة على إصدار بيانات الشجب والاستنكار، إنما يجري الحديث عن خطوات عملية ضد الدولة العبرية.
وشددت الصحيفة العبرية في سياق تقريرها على أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي تنفيذ مخططات بناء استيطاني في المنطقة المسماة (E1) وبناء نحو 3 آلاف وحدة سكنية في الكتل الاستيطانية والقدس المحتلة كان بمثابة صدمة لدى وزارتي الخارجية في كل من لندن وباريس، كما أن ديوان رئيس الوزراء البريطاني وقصر الإليزيه في باريس أُصيبا بالصدمة، حال إعلان نتنياهو، على حد قول الصحيفة. وساق المراسل السياسي الإسرائيلي قائلاً إن السفير الإنكليزي لدى تل أبيب، ماثيو غولد، والسفير الفرنسي كريستوف بيجو، أجريا منذ يوم الجمعة الماضي اتصالاً مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رافي باراك، وبمسؤولين رفيعي المستوى في ديوان رئيس الوزراء نتنياهو.
علاوة على ذلك، أجرى السفير الهولندي لدى إسرائيل كاسبر فالدكمب، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل أندرو ستاندلي، ونائب السفير الألماني اتصالات صباح الأحد، بوزارة الخارجية في تل أبيب وديوان نتنياهو.
وقالت الصحيفة أيضا إن خمسة سفراء أوروبيين رفيعي المستوى قدموا منذ يوم الجمعة الماضي ستة احتجاجات شديدة اللهجة لوزرة الخارجية وديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، وطالبت دول الاتحاد الأوروبي عبر هذه الاحتجاجات الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن نيتها البناء في المنطقة المذكورة، كما أكدت المصادر الغربية للصحيفة الإسرائيلية. وأضافت أن رد الفعل الإسرائيلي بنظر لندن وباريس، هو جاهد ويتنكر للدعم الذي حظيت وما زالت تحظى به الدولة العبرية من الدولتين، وتحديدا على الدعم من الدولتين للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (عمود السحاب)، وأكدت المصادر الغربية على أن بريطانيا وفرنسا تعتبران البناء في المنطقة المذكورة بمثابة خط أحمر.
علاوة على ذلك، أوضح المراسل الإسرائيلي أن لندن وباريس قامتا بإطلاع الولايات المتحدة الأمريكية على خطواتهما العقابية ضد القرار الإسرائيلي، كما أبلغتا العديد من الدول الأوروبية عن هذه الخطوة. ونوهت الصحيفة إلى أن دول القارة العجوز تقوم بممارسة ضغوط جمة على تل أبيب للتراجع عن قرار الحكومة الإسرائيلية بإطلاق حملة بناء في المستوطنات الإسرائيلية وتحديدا في الشريط الممتد بين (معاليه أدوميم) والقدس المعروف باسم المنطقة E1.
مع ذلك، أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن وزيري الخارجية البريطاني ونظيره الفرنسي قد لا يُقدمان على خطوة إعادة السفيرين للمشاورات لأن ذلك سيُشكل سابقة في العلاقات بينهما وبين الدولة العبرية، وأنه من المتوقع أنْ تعدلا عن رأيهما، في انتظار قيام إسرائيل بخطوات استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، على حد تعبيرها. وشددت المصادر الغربية في سياق حديثها للصحيفة على أنه إلى جانب دراسة إمكانية إعادة السفيرين، فإن فرنسا وبريطانيا تدرسان خطوات أقل تأثيرا مثل تجميد الحوار الإستراتيجي بينهما وبين تل أبيب، بالإضافة إلى اتخاذ قرار في كل دولة بوضع علامة على المنتجات التي تُصنع في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، أوْ حتى تقديم مشروع قرار للاتحاد الأوروبي لزيادة العقوبات المفروضة على المستوطنات في الضفة.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المصادر عينها، قولها إنه في هذه الفترة من غير المتوقع أن تنضم ألمانيا لكلٍ من فرنسا وبريطانيا، ولكنها قد تنضم إلى قرارات معتدلة أكثر من سحب السفراء ضد تل أبيب، لافتةً إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو سيزور يوم الخميس برلين للمشاركة في لقاء القمة الذي يُعقد عدة مرات بين الدولتين، وأعرب دبلوماسي غربي عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء سيستمع لانتقادات كثيرة وشديدة من قبل المستشار الألمانية، أنجيلا ميركل، بسبب القرارات العقابية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وعلى الرغم من التهديدات الأوروبية، نقلت الصحيفة العبرية عن مصدر وصفته بأنه عالي المستوى في ديوان نتنياهو قوله إن الحكومة الإسرائيلية لن تتراجع عن قراراتها، لا بل أكثر من ذلك، أضاف المصدر، فإن حكومة نتنياهو بصدد اتخاذ إجراءات عقابية أخرى ضد السلطة الفلسطينية، وهدد قائلاً: الفلسطينيون سيعرفون أنهم ارتكبوا خطأ كبيرا في توجههم أحادي الجانب إلى الأمم المتحدة، والذي أدى إلى خرق الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق