الجمعة، 14 ديسمبر 2012

التطرف الوهابي وفتكهم بالمسلمين

مقدمة:
قد اعتمدنا في هذا المقال على ما وجدناه في كتابين اثنين من كتب الوهابية المعتمدة عندهم والتي يعتبرونها مرجعهم الخاص في كتابة تاريخهم، لندينهم من لسانهم، ولنقيم عليهم الحجة من كلامهم، فأما الكتاب الأول فهو المسمى: [مجموعة الرسائل والمسائل النجدية] [1]، وأما الكتاب الثاني فهو المسمى: [عنوان المجد] [2] لصاحبه المؤرخ الوهابي عثمان بن بشر وقد شهد الكاتب الوقائع بعينه حيث إنه كان يرافق جيوش الوهابية في غزواتها ضد القبائل المسلمة في جزيرة العرب، فيعبِّر بلسان حالهم وينطق بفكرهم، فتراه كيف يتباهي بقتلهم لأهل السنة والجماعة، وكيف يتفاخر بسفكهم دماء المسلمين، وقد وصف ابن بشر هذا بعضا من تفاصيل جرائم جيوش الوهابية في حق مسلمي الحجاز وغيره، وكيف كان الوهابية يقومون بالقتل وسفك الدماء والنهب والغصب والغدر إلى ما هنالك من التصرفات البشعة التي تذكرنا بما يقوم به اليهود الصهاينة لعنة الله على الفريقين، من يهود ووهابية.

الفصل الأول:
إن فتك الوهابية بالمسلمين ما هو إلا نتيجة للعقيدة الزائغة التي يعتنقونها برمي أهل ملة التوحيد بالشرك الأكبر ليستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم ونساءهم، ومن أراد أن يتتبع أحكامهم على المسلمين، وكيف أخرجوهم من الملة والدين، واعتقدوا فيهم الشرك، فليرجع إلى كتاب: (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) ليرى نصوص فتاوي كبار مشايخهم بتكفير أهل السنة وقتلهم، فإنه سيجد فيه العجب العجاب وسيرى مِن تعسف هؤلاء المشبهة ومِن معاملتهم للمسلمين معاملةَ الكافرين الصريحة ما تشيب لهولِه الولدان، علماً أن هذه الحملات من بدايتها كانت تنطلق بتوجيه زعيمهم ومؤسس طائفتهم المدعو محمد بن عبدالوهاب شخصيا، حيث يقول المؤرخ الوهابي ابن بشر صاحب كتاب عنوان المجد في ترجمة شيخه ابن عبدالوهاب [كان هو الذي يـجهِّز الجيوش، ويبعث السرايا، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليه والضيوف عنده، والداخل والخارج من عنده] [3].

إنهم قطَّاع طرق:
فالوهابية في الحقيقة مجرد قطاع طرق، وتاريخهم حافل بالأمثلة على ذلك؛ يقول المؤرخ الوهابي ابن بشر في أحداث سنة 1169هـ:

[وفيها سار سعود غازيا إلى جهة الخرج فذكر له أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الإحساء، فرصد لهم سعود على الثليما الماء المعروف قرب الخرج فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ وقدموا لهم ركاباً ورجالاً إلى الماء، فأغار عليهم سعود وقتلهم].

فهل تأملت يا أخي القارئ في قوله كلمة [حافلة] جيداً؛ إنها الوجبة الدسمة لقطاع الطرق الجائعين، ثم هل تأملتَ يا أخي القارئ في قوله: [وقتلهم]؟ نعم هكذا وببساطة يقتلون المسلمين، فتعالوا نسأل مؤرخهم: ثم ماذا يا ابن بشر؟

يقول: [وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل] [4].

وهنا لا أظن يا أخي القارئ أن كلمة [أخذوا] لم تلفت نظرك!؟ إنه غصب أموال وثروات المسلمين وديار المسلمين والعياذ بالله.

مثال آخر:
يقول ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ: [وفيها غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدّة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ كثيراً من الإبل والغنم]. [5].

أخي القارئ الفاضل، كثيرة هي كلمات "الغزو والقتل والأخذ"، فأما الغزو والقتل والفتك فواقعة على من؟ كما ترى على أهل مكة والمدينة وسائر الحجاز تلك الأرض المباركة، أما الأخذ فقد وقع على الإبل والغنم وما المقصود بالأخذ إلا نهب المسلمين أو غصب ثرواتهم وممتلكاتهم فـ "أخذ" عندهم كلمة سهلة يعبِّرون فيها عن اقتسام ما يسمونه "الغنيمة" وهي في الأصل غصب ونهب يمر على الأخضر واليابس من حقوق المسلمين فيسطون عليه والعياذ بالله.

مثال ثالث: ننقله من لسان مؤرخ الوهابية أيضاً، وهو ما ذكره في أحداث سنة 1245هـ حيث يقول: [وفي أوله غزا محمد بن عفيصان بأمر الإمام تركي بجيش من المسلمين وقصد ناحية الإحساء فأغار على قافلة مقبلة من بندر [6] العقير وأخذها وكان معها من الأموال ما لا يحصى] [7].

هذه إذن هي دعوة التوحيد من منظور خوارج العصر، بهائم نجد؛ القافلة الحافلة، والكثير من الإبل والغنم، واغتصاب الأموال التي لا تحصى؛ ولا بأس بحسب -عقيدة الوهابية- كما في -عقيدة اليهود- أن تهدر دماء المسلمين في سبيل ذلك.

وكأنه ليس لهم زاجر في قوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتَّلوا أو يصلَّبوا أو تقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.

إنهم وحوش لا يعرفون معنى الرحمة:
لقد تميز الوهابية بنكث العهود والمواثيق وسوء معاملة المستجيرين وقتل الأسرى واتباع المُدبِر، فقد استجار مسلم يدعى بتال السهلي بأحد المقدمين المعروفين لدى الوهابية ويدعى ابن هندي فاصطحبه حتى دخلا خيمة قائد الوهابية فما إن رآه الأخير حتى انقضّ عليه وضرب عنقه! هكذا يُعامل المسلمُ المستجير عند الوهابية!

أما اتِّبَاع المُدبِر فمثاله ما فعله الوهابية في (وقعة اليتيمة) وسننقل كلام مؤرخهم عثمان بن بشر نصاً حيث يقول: [فكرُّوا على أهل القصيم كرة واحدة، فغابت الشمس قبل وقت غيوبها، وأظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون (!) وطأة شديدة، فلما سمعوا ضرب الهمام ولوا منهزمين، وعلى جباههم هاربين، وذهل الوالد منهم ولده، والمنهزم أشفق على السلامة ورمى ما بيده، واستمر الضرب في أقفيتهم بعدما كان في صدورهم، وانتقل الطعن من نحورهم إلى ظهورهم، وقتل المسلمون [يقصد الوهابيةُ] فيهم قتلاً ذريعا، وفتكوا فيهم فتكاً شنيعا، فكان الواحد من المسلمين يقتل العشرين، وأكثر من قتلهم أهل الرياض].

أخي القارئ، هات نرى الألفاظ الإرهابية الجديدة التي استخدمها مؤرخ الوهابية في هذا المقطع: أولا الكرّ وهو هجومهم على قوم مسلمين، ثم ضرب السيف، الضرب في الأقفية والطعن في الظهور بعد النحور، ولا أدري إن كان ابن بشر هذا عاملا في [مسلخ] للبقر أو الغنم حتى يتفطن على هذه المعاني والألفاظ التي يدمى لسماعها لقب المسلم لما يقرأها ويعلم أن سفك الدماء هذا الذي يتحدث عنه الكاتب إنما وقع في المسلمين، وأن المسلمين هم من كانوا ضحية مثل هذه الاعتداءات التي تشبه ما فعله اليهود بإخواننا واهلنا في فلسطين، والعياذ بالله تعالى، ولماذا فعل الوهابية ذلك بأبناء القصيم ما فعلوا رغم أنهم أبناء جلدتهم!؟ لقد فعلوا ذلك لأن أهل القصيم في نظر هؤلاء كفار لا رحمة لهم حتى عند الفرار!! قتل همجي لداعي التشفي وسفك الدماء! إنها حقيقة الدعوة الوهابية!

هكذا يتعامل جيش الإرهاب الوهابي مع أبناء جلدتهم من أهل القصيم؛ فكيف تتوقع أن يكون تصرفهم أكثر إنصافاً مع باقي المسلمين!؟؟؟؟؟؟

[1]: هذا الكتاب يضم مجموعة الأحكام التي حكم بها علماء نجد الوهابية الحشوية بتكفير المسلمين وقتلهم، ومن خلال هذه الأحكام يتضح للقارئ المسلم المؤامرة الخبيثة ضد الأمة الإسلامية من قِبل هؤلاء الحشوية والمشبهة، وقد طُبع لأول مرة بمصر سنة 1349هـ، وقد صدر الإذن بنشره للمرة الثالثة من ما يسمى [رئاسة الإفتاء والدعوة والإرشاد بالسعودية] برقم 621/5 وتاريخ 4/6/1409هـ، ونشرته دار العاصمة، الرياض، 1412هـ وهذا يدل على أن هؤلاء الحشوية الوهابية سائرون على نفس الخط إلى الآن.
[2]: سبق الحديث عنه فهو من كتب الوهابية المعتمدة، ألفه مؤرخهم عثمان بن بشر النجدي.
[3]: عنوان المجد، 1/91.
[4]: عنوان المجد 1/79.
[5]: عنوان المجد 1/111.
[6]: أي ميناء.
[7]: عنوان المجد 2/35.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق