الاثنين، 10 ديسمبر 2012

أخطاء النظام الأردني في البحر الميت... شواطئ السعودية وخطة إخلاء للأجانب

الكاميرا تخدعك وتضللك تماما فهي لا تنقل حدة تعابير الوجه أو الصوت عند الإدلاء بخطاب وعندما تكون حكومية ورسمية تماما ككاميرا التلفزيون الأردني تعمل كل فلاتر الكون معها لكي تحجب عني كمشاهد تلك العبارات الحادة أو القاسية أو الهادفة أو حتى الخطيرة.
.. هذا تحديدا ما فعلته الفضائية الأردنية الرسمية وما حاولت فضائيات خاصة من بينها (سفن ستار) عبثا تجاهله عند فرد مساحات تغطية لورشة عمل مثيرة أقامتها الحكومة الأردنية في البحر الميت حيث أخفض نقطة على سطح الأرض.
القوم وهم بالمناسبة عدد لا يستهان به من الشخصيات الوزارية والرسمية السابقة وبينهم بعض أركان الحكم والدولة تحدثوا في إستعراض عام بدا واضحا للعيان أنه (يزاود) على النظام وعلى المؤسسة التي سحب المتحدثون نفسهم رصيدها عند الناس عندما كانوا جميعا على سدة الحكم والمسئولية.
الشباب من قدامي وزراء النظام ورموزه أشبعونا خطابات رنانة وكأنهم يتحدثون عن دولة موزامبيق وليس عن دولة كانوا للتو قادتها وحكامها فالجميع ما شاء ألله- يتحدث بلسان نقدي حاد عن أخطاء النظام في حالة إستهتار واضحة بعقل الناس وكأنهم ليسوا هم أدوات النظام ورموزه بل علامة الخطأ الأبرز له .

الحقبة القذافية

تذكرت الصديق الليبي عبد الرحمن شلقم وغيره من رموز الحقبة القذافية الذين ظهروا على شاشة العربية وإم بي سي يتحدثون بأثر رجعي وبلغة: لقد نصحناه عدة مرات - المقصود القذافي - لكنه لم يستمع لنا ويضيفون: لم نكن جزء من تلك الجريمة أو ذلك الفساد.
نفس القواعد طبقها شباب النظام الأردني في خطابات البحر الميت وهم يريدون إبلاغنا امام كاميرات خمس فضائيات محلية حضرت بأنهم ليسوا أعضاء في نادي الأخطاء التي ما كانت عمليا ستقع إلا عبر أيديهم وممارساتهم فهم حجة الشعب على النظام.
وفي البحر الميت خطط معظم المتحدثين لإقامة الحجة على النظام أمام الشعب وكأنهم يتصورون بأن ذاكرة الشعب غبية وستسمح لهم بالقفز من السفينة التي لا أعتقد شخصيا أنها ستغرق وإن جنحت قليلا بسبب مثل هؤلاء .
أحدهم يجلس على أرفع كراسي المسئولية حاليا يخالف أدبيات المخاطبة المألوفة في وجدان الأردنيين ويتحدث بصيغة (الملك ملزم بكذا وكذا..).. آخر وضع شروطا أمام قبوله بالتصورالملكي للإنتخابات.
وثالث أنتجته عملية التزوير الأمنية للإنتخابات أصلا حاضر فينا عن دور المخابرات في تشويه سمعة مجلس النواب ...وثالث تقلد وزارة وقص علينا قصة سقوط بعض الأنظمة ورابع مصر على أن النظام فوق الشجرة ...هل هؤلاء هم رجال الملك الذين ضحى النظام بالشعب من أجلهم والذين لم يقفز أي منهم للحكم عبر صناديق الإنتخاب.
.. بصراحة حصلت عجائب في البحر الميت تدفعني للقول : إختيار هذه النوعية من السياسسيين هو علامة قوية على الخطأ الأبرز الذي إرتكبه النظام بحق نفسه وبحقنا والله من وراء القصد.

تصدير الصوت الواحد

القيادي في المعارضة الكويتية الدكتور جمعان الخربش ساهم الأسبوع الماضي في رفع نسبة الإعتزاز الوطني لدي بعدما نقصت كثيرا بفعل كذب السياسيين وبقاء أسئلة الفساد معلقة .
صاحبنا وفي حلقة بلا حدود مع أحمد منصور تحدث كثيرا عن العلاقة بين ازمة الكويت وبين قانون الصوت الواحد الإنتخابي ..حمدت ألله لإن الرجل ومستضيفه لم يتطرقا لدور بلادي في تصدير فكرة الصوت الإنتخابي الواحد للعالم العربي وهي فكرة نحتها عباقرة البيروقراطية والأمن في الأردن كوصفة مضمونة لتحجيم أي معارضة أو تمثيل سياسي وإبقاء صناديق الإقتراع في أحضان القبائل والعشائر.
الخربش خدمني عندما لفت الأنظار الى أننا كأردنيين لا نصدر فقط الفوسفات والبوتاس والخبرات الأمنية بل نستطيع تصدير أفكارنا العبقرية في قمع الشعوب وتزوير إرادة الناخبين عبر مشروخة الصوت الواحد التي نسختها الكويت وستقلدها البحرين وستكون متاحة بيد الأشقاء في بلاد الحرمين الشريفيين في اللحظة التي يتقرر فيها لطم شواطيء مملكتهم الوادعة المستقرة بامواج الربيع العربي.
.. على سيرة بلاد خادم الحرمين لدي معلومة خاصة وموثوقة لم تشر إليها أي من الفضائيات فالسفارات الغربية في العاصمة الأردنية عمان تراجع خطة موضوعة بعناية لإخلاء نصف مليون أجنبي بحرا وجوا وبرا من أرض المملكة العربية السعودية..إستؤجرت مسبقا قوارب ركاب لهذه الغاية أما لماذا وضعت هذه الخطة فأمر أتركه للأشقاء في الإستخبارات السعودية القوية الذين رفضوا منحي تأشيرة زيارة للأرض الطاهرة رغم تقديمي لورقة الدعوة التي وجهت لي من وزارة الخارجية السعودية.
يومها للتذكير دفعت رسما بمقدار 42 دولارا ولم أحصل على التأشيرة وطالبت الأمير سعود الفيصل بإعادة أموالي لكنه لم يفعل بعدما قال لي موظف الكاونتر في السفارة السعودية في عمان :أستاذ بسام لا تحاول القدس العربي ممنوعة في السعودية .
قد أحاول اليوم إستعادة دولاراتي على هامش خطط الإخلاء التي تستعد لها السفارة الأمريكية في عمان والعقبة والله مجددا من وراء القصد.

التصفيق لمي الشربيني

أخيرا فكر بعض رعاة الربيع العربي بدعوتي للمشاركة في نشاط مثير ضمن سلسلة (المناظرات العربية) برفقة نجمة الفضائيات المصرية الشرسة مهنيا والرقيقة نسائيا مي الشربيني التي ظهرت مطولا على شاشة العربية ثم على شاشة المحور قبل الإنضمام لنجم الإذاعات البريطانية سباستيان.
المثير ليس الدعوة بحد ذاتها بل العنوان فالبرنامج الذي ستبثه فضائيات مهمة لاحقا سيطرح على شخصين السؤال المحرج التالي : هل الأردن على حافة إضطرابات سياسية جدية وقلاقل؟.
وزير التنمية السياسية اليساري المخضرم بسام حدادين سيتولى مهمة نفي السؤال أما القيادي في الحركة الإسلامية علي أبو السكر فسيلعب دور الرجل الذي يقول على طريقة عادل إمام : نعم نحن في إتجاه القلاقل.
دورنا كمتفرجين على الأرجح سيكون ثانويا ولا يتعدى مساندة حدادين أو أبو السكر مع التصويت في نهاية الأمر إلكترونيا.
بالنسبة لي ببساطة أعتقد أن الصديق الفصيح الوزير حدادين (لاسلكي) بمعنى أنه ليس متصلا بصورة عضوية بالنظام حتى يعرف ما الذي يحصل في الداخل ويتمكن من تقديم إجابة مقنعة أما أبو السكر فحزبي لديه وجهة نظر وأجندة سياسية وبالتالي سيتحدث إنطلاقا منهما.
بكل الأحوال وعدت الزميلة المشرفة على النشاط رنا الصباغ أن أشارك في الزفة وأصوت بعد ممارسة حقي في التصفيق أما سباستيان فقلبي يدق كلما ذكر إسمه لا أعرف لماذا ..سأستعين بالتمتع ولو عن بعد بمشاهدة وجه مي الشربيني حتى أنسى صاحبنا سباستيان ومن وراءه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق