الخميس، 6 ديسمبر 2012

المفكر الإسلامي عبد الكافي: المسلمون اليوم لا يفهمون قرآنهم ولا دينهم

ال الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي في محاضرة أن الانقسام في العالم الإسلامي يخدم أعداء الأمة. وأكّد أنّ مهمة العلماء أن يوضّحوا للناس أمور دينهم وأسرار عباداتهم، وليس امتلاك صكوك الغفران، ودعا إلى عدم التنطع في الدين، مشيرا إلى أنّ بعض المسلمين صنعوا في العصر الحديث حراما غير الذي صنعه إبليس، مؤكدا أن المسلم صانع خير ولا شيء سوى ذلك.

وأشار في محاضرته وهي بعنوان “أسرار العبادات” إلى أنّ الدين الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما العبادات والمعاملات، وأكّد أنّ الإسلام دين يمزج بين المظهر والجوهر دون خلل في الاعتماد على أحدهما، مدلّلا على ذلك بأنّ عمر بن الخطاب ــ رضي اللّه عنه ــ جاءه رجل ليشهد معه فقال له: أتعرف الرجل؟ قال: نعم، فسأله عمر أربعة أسئلة وهي: هل أنت جاره الأدنى؟ تعرف مخارجه ومداخله؟ هل عاملته بالدرهم والدينار، وهل رافقته في سفر؟ قال الرجل: لا، قال عمر: هل صاهرت منه وصاهر منك؟ فقال: لا، قال: لعلّك رأيته يطيل الركوع والسجود في المسجد، قال: نعم، فقال: آتني برجل يعرفه.
وشدّد المحاضر على أنّ العبادات في الإسلام ليست طقوسا وحركات، لأنّ الإسلام غير ذلك، مشيرا إلى أنّ الناس يختصرون الإسلام في العبادات رغم أنها لا تتجاوز جزء من 61 جزءا من القرآن الكريم، موضّحا أنّ آيات العبادات لا تتجاوز 110 آيات في حين آيات المعاملات تزيد عنها بـ 61 ضعفا.
كما لفت إلى أنّ العبادات نفسها ليست حركات تعبدية ولكن انشغال بالطاعة وإخلاص النية والعمل للّه، بالإضافة إلى إنزالها إلى واقع يعيشه المسلم ويشغل كل كيانه. وأوضح الدكتور عمر عبد الكافي أنّ الصلاة هي صلة بين العبد وربه، وأما أثرها فيظهر من تعامل الإنسان بمن حوله، مشيرا إلى أنّ رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ مكث في مكة ثلاث عشرة سنة يبين العقيدة للناس، وكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم هي الحضانة والتي قوى النبي ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ من خلالها جهاز المناعة عند المسلمين الأوائل، وكان يأمر أهل مكة بان يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، فيقول لهم: يا أيّها النّاس قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا، منوّها أنّ الكبر والجبروت اللذين كانا في أهل مكة جاء رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ ليعالجه، ويقضي على العبودية، ثم تحدّث عن عدم فهم المسلمين لدينهم وكتابهم، مشيرا إلى أنّ الناس في أوروبا وكل دول العالم أصبحت تتجمّع وتكوّن تكتلات رغم اختلاف الإيديولوجيات.
وفي المقابل نحن نختلف ونتشعّب رغم أنّنا أمة واحدة كتابها واحد ونبيها واحد، وهو ما يجسّد عدم الفهم لأساس وحقيقة ذلك الدين.
ودعا المسلمين إلى التعاضد والتعاون والتقارب، ممثلا لذلك بما حدث في عهد سيدنا عمر ــ رضي اللّه عنه ــ حين جاءه عامل الزكاة من البحرين بالمال ليوزعه أمير المؤمنين، فقال لهم: وّزعوها على فقراء إفريقيا، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما رأينا فقيرا في إفريقيا، وأشار إلى أنّ اللّه جعل طعام الفقير في فضل الأغنياء، وإذا أخذ الغني أكثر من حقه ازداد الفقير فقرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق