السبت، 15 ديسمبر 2012

السعودية .مشاهدات ثلاثة أيام بعد خروج العالم العامل المحدث الفقيه : سليمان العلوان



                     الصورخاصة بمصر النكوبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أسطر مما سمعته و رأيته في اليوم الأول والثاني والثالث من كلام ومواقف الشيخ العلامة المحدث سليمان العلوان حفظه الله.

أولاً/ كلام الشيخ عن الكتب، يقول:

* أملا في السجن عشرة مجلدات، خمسة منها فتاوى مطولة، بعضها طبعا من خلف الجدار.

* تكلم عن جميع أحاديث كتاب بلوغ المرام، بتحرير العلل والكلام عليها.


* شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام مطولاً.


* شرح متن منظومة القواعد للسعدي مطولاً.


* سئل عن أعظم كتاب استفاد منه في السجن..؟

فقال: تفسير ابن كثير.

طبعًا هذه الكتب التي أملاها الشيخ بعضها موجود مع الشباب، وبعضها سحب.


-----


ثانيًا/ كلام الشيخ عن الرؤى في السجن:

- سأله أحدهم عن ما انتشر بين الناس أن الشيخ سليمان رأى النبي صلى الله عليه في المنام ست أو سبع مرات..؟
فضحك الشيخ وسكت، ولا أظنها إلا إقرارا.

- ألح عليه الشباب ليحدثنا عن الرؤى فذكر لنا منها ثلاثًا/

الأولى:أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزو الكفار، يقول الشيخ فغزونا الأولى ثم انتصرنا، ثم غزونا الثانية ثم انتصرنا، ثم توقف النبي صلى الله عليه وسلم يرتب الصفوف والخيل بجانبنا واقفة، وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم درعه ومعه حربه، فجعل الشيخ الريس على الميمنة، وجعل فلان على كذا، وبقيت أنا بجانبه، ولم يرسلني لأي جهة.
فقلت – الشيخ يقولها في المنام – إن قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اذهب لهذه الجهة أو تلك فسأرفض، وليس هذا عصيانا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من حبي له سأبقى بجانبه، وكنت أنتظر مايقول:
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
أما أنت فاصطفيتك لنفسي.

الثانية: من الرؤى أن الشيخ والنبي صلى الله عليه وسلم حضرا زواج العالم الليث بن سعد في مصر من امرأة من رعل وذكوان، يقول الشيخ وأنا متعجب كيف هذا يحصل والنبي صلى الله عليه وسلم لعن رعل وذكوان !.

يقول الشيخ فأشكلت علي، وكان بالغرفة التي بجانبي أحد الشباب يجيد تعبير الروى، ففسرها أن الشيخ سيخرج من السجن بشكل مفاجئ، وسبحان الله هذا ماحصل.

الثالثة: يقول الشيخ لما ذهبوا بنا لسجن الشرقية مع مجموعة من الشباب، وضعونا بالإنفرادي لمدة عشرة أشهر وعشرة أيام، وكنا معزولين تماما لم نر بشرا كل هذه المدة ولا مكالمات ولاشيء، يقول الشيخ حتى ضاقت علينا، فرأيت في المنام الإمام أحمد بن حنبل مطأطئ رأسه وهو متضايق، ثم رأيت أحد الصحابة أظنه قال أبوهريرة – الشك مني – مطأطئ رأسه وهو متضايق، ثم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مطأطئ رأسه وهو متضايق، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ستنفرج عندما تلد ابنة عميس، وهي الآن بالشهر السابع (يعني بقي شهرين) يقول الشيخ ففسرتها من العمس وهو الضيق (ثم بدأ الشيخ يفصل في كلمة عمس وأنها من الضيق ويذكر كلام أهل اللغة ويقول فلان ذكرها وفلان لم يذكرها، فسبحان من علمه، ونحن بإنبهار شديد)، يقول الشيخ فلما مضت شهرين بالتمام جاءنا الفرج.


ملاحظة: الشباب كانوا يكبرون بعدما ينتهي من كل رؤيا، فيقول الشيخ: الرؤيا تسر المؤمن ولاتضره، ومن الصحابة من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد.

(طبعا يقولها تثبيتا لنفسه لئلا يغتر بصلاحه)

-----


ثالثًا/ مواقف عامة:

* يقول خرجت بشرط: لا درس ولا فتوى ولا (هذا الجديد) تويتر, (قالها ضاحكًا).

* كان شماغ الشيخ يكاد يسقط من الخلف، فيسحبه الشيخ ويضحك ويقول: اعذروني منذ زمن طويل لم ألبس الشماغ.


* لما جاء الشيخ يوسف الأحمد وجلس بجانب الشيخ استأذن الأحمد وقال للناس: الشيخ متعب وأنا جربت هذه المرحلة خاصة بعد انقطاع عن الناس فترة طويلة، فأرى أن تكون الزيارة من بعد العصر حتى أذان العشاء، (وماعلم الشيخ يوسف أن الشيخ سليمان صاحب جلد وصبر عظيم وأنه قد حدد الزيارة من بعد الظهر حتى 11 ليلا).


* لما أراد الشيخ يوسف أن يمشي قال له الشيخ سليمان: جئت إلينا من الرياض وتعبت وسجنت لأجلنا أتعبت نفسك ودعا له.


* كان الشيخ يأتيه الرجل فيعطيه الجوال ليسلم عليه الناس في الهاتف، فكان يرد ويسألهم عن أهلهم ووالديهم دون ملل ولاكلل، يأتيه الكبار فيقبل رؤسهم تواضعا، ويأتيه الصغار فيقبل رؤسهم عطفا ويدعو لهم ويقول اللهم اجعلهم من أنصار هذا الدين.


* يأتيه المريض بكرسيه فما أن يراه الشيخ حتى يذهب إليه ويقول: لاتكلفوا أنفسكم أنا آتي إليكم.


* استأذن أحد الشباب (الدويش الأعمى) ليلقي قصيدة قالها بهذه المناسبة فقال الشيخ: إن كانت مدحا فلا أريدها، وإن كانت للإسلام ونصرته فقلها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (احثوا في وجوه المداحين التراب) وينبغي أن نطبق الأحاديث على أنفسنا قبل أن نأمر الناس، فقال الدويش القصيدة ولم يكن فيها مدحا، إنما فرحا بخروج الشيخ وإرغاما للمنافقين والحاسدين، ولم أحفظها لكنها مسجلة ولعلها تنتشر.


* ذبح الشباب من الجوف حاشيا أمام منزل الشيخ وسببت هذه الحادثة إشكالا بين الناس، فقال الشيخ: ما يذبح أمام الشخص فلا يجوز، وأما ماحدث أمس فليس أمامي وهذا جائز من باب إكرام الشخص.


* جاء شباب مدينة الرس ليذبحوا أيضا مثل مافعل شباب الجوف، فقال الشيخ جزيتم خيرا وبلغ كرمكم فلا تذبحوه.


* كان ينصح الشباب بطلب العلم، وأنه مهم خاصة في هذا الزمن فالأمة بحاجتهم.


* تكلم عن التصوير فقال:

كل صورة خرجت لي فهي بغير رضاي، وقديما كنت أسمع صوت الكاميرا وأرى الضوء أما الآن فتنتشر الصورة بين الناس ولا أشعر (يقول هذا لأن كل من سجن قبل عام 1426هـ لم ير الجوال المزود بالكاميرا).

* يسلم الشيخ على العشرات ثم يجتهد الإخوة المنظمون مشكورين ويقولون للناس اجلسوا ليرتاح الشيخ قليلا، فيجلس الناس فيجلس الشيخ وهو لايعلم، فما أن ينظر الشيخ إليهم حتى يقول: تسلمون..؟

ويقوم ويخطو إليهم خطوات ولا يسمح أن يتركوه ليرتاح، والناس يشربون الماء والقهوة والشاي والعصير وهو لا يشرب غير الماء، حتى أنه في اليوم الأول الذي خرج فيه كان صائمًا (أقول بهذا التواضع والصبر رفعه الله).

* يسأل عن حديث فيفصل فيه ويأتي بالأسانيد ويعلل ويذكر كلام أهل العلم في كتب انقطع عنها لسنوات، ما شاء الله زاده الله وبارك فيه.


* زاره من الشيوخ: عبد الله الغنيمان وعبد الرحمن البراك وسعيد بن زعير وعبد الكريم الخضير وإبراهيم الدبيان وسليمان العودة ومحمد الخضيري ومحمد الفراج ويوسف الأحمد وإبراهيم السكران.


هذا ما تيسر جمعه في الثلاث الأيام الأولى، وسأكتب إن شاء الله ما أشاهده لاحقا، ولا يلومني أحد بهذا التفصيل.. فالله سبحانه من طرح القبول والحب لهذا الرجل النحيل في جسده العظيم بما عنده، وأتذكر هنا قول كثير عزة:

ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور

والسلام عليكم

أخوكم فهد الزلفاوي
بريدة
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق