الجمعة، 14 ديسمبر 2012

المرأة السعودية.لا تزال المرأة السعودية في حاجة إلى ولي أمر أو محرم لاتمام كل معاملاتها


 تكسر حاجز الصمت بالانترنت

العالم الافتراضي والانترنت الملجأ الوحيد للمرأة السعودية للتعبير عن رأيها بحرية ومناقشة قضايا محظورة في العالم الحقيقي مع نساء أخريات أو مع الرجال، في ظل القيود العائلية والمجتمعية والقانونية.

الرياض – تبلغ نسبة انتشار موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بين الطالبات السعوديات في مرحلة الثانوية 59% وفقا لدراسة حديثة. وذكرت الدراسة أن 43% من أفراد العينة أوضحن أنهن تعرفن على تقنية الفيسبوك من خلال الأصدقاء.

ويرى مراقبون للوضع السعودي ان المرأة تحاول التخلص من عباءة التقاليد والعادات التي تكبلها وتقيدها من كل جانب وهو ما يدفعها الى خوض غمار التجربة التكنولوجية الحديثة.

ولا تزال المرأة السعودية في حاجة الى ولي امر او محرم لاتمام كل معاملاتها بما في ذلك الحصول على جواز سفر. كما انها ممنوعة من قيادة السيارات.

واعتبرت الناشطة السعودية نادية عبد الله ش أن "المرأة السعودية جارية ليس اكثر لا حقوق لها وكل هذا من صنع المؤسسة الدينية التي تقول انها الغت الرق لكنها وجدت البديل باسترقاق النساء فالحل متاح دائما لديهم".

ويبلغ عدد الإناث في السعودية ما يربو على تسعة ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان الأصليين البالغ عددهم قرابة تسعة عشر مليوناً، بنسبة 49.1 بالمئة.

وفي ظل القيود المفروضة على أرض الواقع نجحت المرأة السعودية في اختراق العالم "المحظور" وتجاوز الخطوط الحمراء والتمييز العنصري لصالح الرجل المفروض عشائرياً ورسمياً على المرأة، ومناقشته علناً، في مؤتمرات وندوات خارج المملكة العربية السعودية، ومن خلال المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي داخلياً.

وتقول المدونة السعودية سناء عبد الله الدوسري "خارج السعودية أشعر بحرية أكبر، أتعامل مع الجميع بحرية، أتواصل مع وسائل الإعلام بحرية واحضر وأشارك في الندوات وورش العمل والمؤتمرات. أما في السعودية فنشاطاتنا في البيوت، بسبب القيود الحكومية التي لا تسمح بتنظيم أي نوع من النشاطات".

وتضيف الدوسري بالقول: "أكثر شيء يشعرني بالعجز هو تواصل سيدات معي من خلال مدونتي، لاعتقادهن أن باستطاعتي مساعدتهن، وعدم مقدرتي على تلبية كل تلك الطلبات التي تصلني من نساء سعوديات من أماكن مختلفة في السعودية يتعرضن للاضطهاد والظلم".

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية يتجاوز احد عشر مليون مستخدم، فيما يستخدم موقع تويتر الشهير حوالي ثلاثة ملايين سعودي، والتي تعتبر أعلى نسبة في العالم العربي.

وتستخدم الإنترنت الكثير من النساء السعوديات للخروج من حواجز وقيود مجتمعية في أرض الواقع، حتى أن معظمهن يستخدمن اسماء وهمية لعدم قدرتهن على مواجهة العقوبات من العائلة والعشيرة والتي قد يتسبب نشر اسمائهن في التشهير بهن.

وأوضحت الناشطة سناء عبد الله  أن السبب الرئيس لانتشار المدونات واستخدام المرأة السعودية للإنترنت بكثافة دون غيرها من النساء العربيات، كونها ممنوعة من الخروج من المنزل، وممنوعة من الالتقاء بأحد، ولا تستطيع الإفصاح عما بداخلها وأن الفكرة التي تؤمن بها لا تستطيع أن تعبر عنها إلى في العالم الافتراضي.

وقالت "عندما أفصحت عن اسمي وجزءا من وجهي اعتقد البعض من عشيرتي أنني سببت لهم فضيحة، ومورست علي الكثير من الضغوط لحذف اسمي حتى والدي المثقف انصاع لضغوط القبيلة".

وتضيف سناء "ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت نوعاً ما في أن يكون هناك بعض الأسماء الحقيقية والكتابة بأسماء حقيقية مما جعل التعرف على الناشطات فيما بينهن أفضل، وساعدهن على التعاون بشكل كبير".

من جانبها تشير سناء إلى أنها عندما تنشر مدونة جديدة، فإنها تتلقى "الكثير من الردود الايجابية والتي تدفعني إلى الكتابة مجدداً، ويشعرني بمتابعة واسعة داخلياً وخارجياً"، موضحةً أن اتجاه السعوديين إلى التدوين والإنترنت هو بسبب عدم الثقة برواية الإعلام الرسمي.

وتسعى الكثير من الناشطات السعوديات إلى تغيير القوانين "المجحفة" بحقهن في ظل وجود مقاومة شديدة من رجال الدين المتشددين، الذين لهم تأثير كبير على النظام القضائي، وصولاً إلى تشهير رجال الدين ببعض الناشطات السعوديات في وسائل الإعلام وتكفيرهن في محاولة لمنع تأثيرهن على المجتمع النسائي السعودي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق