الأحد، 9 ديسمبر 2012

ماتيو ريكار (66 عاماً) هو إبن الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ريفيل

ماتيو ريكار (66 عاماً) هو إبن الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ريفيل، تستحقّ حكايته أن تتحوّل الى فيلم سينمائي. هذا الرجل متخصّص بعلم الوراثة، اختار أن يتحوّل الى راهب بوذي مقيم في مرتفعات جبال النيبال، بعدما تحوّل الى موضوع لبحث علمي. هجر ريكار الحياة الماديّة، وذهب ليعيش في صومعة في جبال الهملايا، وأصبح من أتباع «الدالاي لاما».
قبل أربع سنوات، علّق عالم الاعصاب ريتشارد دايفيدسون 256 لاقطاً في جمجمة ماتيو ريكار في جامعة ويسكونسين، في إطار بحوث علمية تطبيقية على مئات من محترفي التأمّل في العالم.
وأظهرت التحاليل أن دماغه في حال التأمّل يصدر مستوى من موجات «غاما» متّصلة بالوعي والانتباه والتعلّم والذاكرة، لم يسبق أن سجّل مثلها في أدبيّات علم الاعصاب. وأظهرت الصور الطبّيّة أيضاً نشاطاً كثيفاً في الجانب الأيسر من الدماغ مقارنة مع الجانب الأيمن، ما يولّد قدرة غير عاديّة على الاحساس بالسعادة وتقليص الميول السلبية، بحسب الباحثين. وماتيو ريكار واحد من أوائل المشاركين في هذا النوع من البحوث الذي ما زال في بداياته، فمنذ العام 2000، ينشط ماتيو في «مان أند لايف إنستيتيوت» (معهد الإنسان والحياة)، الذي يبحث عن الصلات بين البوذيّة والعلم. ويعدّ ريكار اليوم أحد أكثر الأكاديميين في العلوم الدينية شهرة في الغرب، لكنه لم يمش على خطى الدعوة البوذيّة. فقد نشأ ريكار في وسط كان يحفل بالشخصيّات والافكار الأكثر تأثيراً في البيئة الباريسية، في كنف والد متحرّر وأمّ فنّانة رسّامة تدعى يان لو توملان متخصّصة باللوحات التجريدية ذات الألوان المائية. وما أن حصل على الدكتوراه في علم الوراثة من معهد پاستور في العام 1972، حتى سافر الى دارجيلينغ في شمال شرقي الهند لقضاء الاجازة.
أقام في الهند لدراسة البوذية. وبعد ستة وعشرين عاماً سعت الشهرة إليه بفضل كتابه «الراهب والفيلسوف» الذي يجمع فيه حوارات بينه وبين والده.
واليوم، يعدّ ماتيو ريكار الشخصية الأساسية والأبرز في دير سيشين في العاصمة النيبالية كاتماندو حيث يقيم، وهو يمضي أوقاته بين التأمّل والبحث العلمي والسفر مع «الدالاي لاما» الذي يرافقه منذ العام 1989 في رحلاته الى الدول الفرنكوفونيّة كمستشار ومترجم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق