الاثنين، 8 أبريل 2013

مرسي يتعهد بحل الأزمة الاقتصادية في تسعة أشهر بدون مساعدات أو معونات خارجية


كل يوم جديد تشرق شمسه على مصر هي أمي يأتي لها بأخبار أسوأ من يومها السابق، وأكثر مدعاة لليأس واستفزازا لأعصاب الناس بسبب تخبط هذا النظام، والشكوك في نوايا جماعة الإخوان المسلمين، فقد اندلعت أعمال فتنة طائفية في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية شمال القاهرة وسقط فيها خمسة قتلى، أربعة أقباط ومسلم، وتدمير وحرق منازل ومحلات وسيارات لأقباط، بعد أن قام أطفال أقباط برسم صليب على جدار معهد أزهري - كما نشرت الصحف - عن المظاهرات التي امتدت لأكثر من محافظة وقامت بها حركة السادس من ابريل وحركات وأحزاب أخرى، وتم خلالها قيام الشباب بذبح خروف من البلاستيك، بداخله دماء، أمام باب قصر الاتحادية، في إشارة إلى اتهام الإخوان، وتلطيخ الباب رقم أربعة بالدماء.
كما تواصلت المظاهرات المؤيدة لشيخ الأزهر ورفض محاولات أخونته، واستمرار التحقيقات في الحريق الذي دمر الطابق الثالث من محكمة جنوب القاهرة في باب الخلق، وأزمات العيش والسولار، وانقطاع الكهرباء، وهكذا انطبق القول عليهم فعلا، بأنهم نحس، ندعو الله أن ينجي مصر منه، قولوا آمين.
وإلى بعض مما عندنا:

مشكلة حلايب وشلاتين
تعود للواجهة بين مصر والسودان

ما كاد الرئيس محمد مرسي ينهي زيارته للسودان التي استمرت يومين، واعتبروها تاريخية، والإعلان عن اتفاقات لتنفيذ مشروعات وكأنها جديدة رغم أنها كلها - وبدون استثناء - موقعة مع نظام مبارك، حتى انفجرت مشكلة حلايب وشلاتين، في وجه الإخوان عندما صرح مساعد الرئيس عمر البشير موسى محمد أحمد، بأن الرئيس مرسي وعد البشير بإعادة مثلث حلايب وشلاتين للسودان، وصاحب ذلك، قيام حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' بنشر خريطة لمصر على موقعه في الانترنت، بدون أن تكون فيها حلايب وشلاتين، وبعد تعرضه للهجوم سارع باستبدالها، كما أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً نفت فيه تقديم الرئيس أي عهد بإعادة المنطقة للسودان والتأكيد على أنها مصرية.
وهكذا أشعلوا أزمة بين الشعبين، بعد أن تسببوا في أزمة حقيقية بين أشقائنا في غزة وبين المصريين.
أيضاً جدد الإخوان الأزمة مع الجيش، بدفع أحد قياداتهم وهو الدكتور محمود الزايط عضو مجلس شورى الجماعة بمهاجمة الجيش، وأنه في حاجة الى قيادة.

الثورة جعلت إهانة رئيس الجمهورية
مثل إهانة أي شخص

والى استمرار ردود الأفعال على الإجراءات التي يقوم بها الإخوان ضد الإعلام لإسكاته وإرهابه، وقال عنهم يوم الثلاثاء زميلنا والناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي في عموده اليوم - أنا والنجوم في صفحة - على الشاشات - 'الدنيا تغيرت، الرئيس بات أضعف من أن ينزل العقاب بأحد، القانون الذي يعتقد أنه يحميه هو نفسه الذي قال له إن تعيينه نائبه العام أقصد الخاص، باطل وهو الذي سيقول له إن السخرية من أي شخصية عامة من أصغر موظف إلى رئيس الجمهورية ممكنة ما دام أنها في إطار النقد المباح وما شاهدته في البرامج من سخرية يقع في الإطار المسموح، الرجل يعتقد أنه من الممكن أن يكمم الأفواه ويغلق القنوات أنه عشم أبليس في الجنة، مرسي يعين رؤساء تحرير الجرائد القومية ويتحكم في إعلام ماسبيرو، يفعل كل ذلك من أجل تحسين صورته بينما الصورة تزداد قبحاً، لديه قنوات دينية خاصة تشيد به وبإنجازاته، الواقع ليس به إنجازات ولا يحزنون، الحقيقة أن به فقط يحزنون، مصر لديها سلاح قادر على الفتك بكل الأصابع التي تريد أن تعبث بها وأي رئيس جمهورية يخرج عن الخط سيلقى نفس المصير إلا أن الفارق هو أن مرسي بكلماته وأفعاله يلعب دوراً رئيسياً في تهيئة المناخ لزيادة مساحة السخرية، أسقطت الثورة هالات القدسية نعم إهانة رئيس الجمهورية مثل إهانة أي شخص مرفوضة ومجرمة قانوناً ولكن السخرية مباحة مادام ارتضى الإنسان أن يختار منصباً عاماً عليه أن يعرف القاعدة، وهي أن عسل السلطة لن يحميه من لدغات النحل ومرسي سيظل يتجرع العسل المر حتى يغادر السلطة!!'.

مهاجمة احتجاج امريكا
على التحقيق مع باسم يوسف

وفي اليوم التالي - الأربعاء - قام زميلنا الإخواني عبدالحكيم الشامي بمهاجمة الموقف الأمريكي الذي احتج على التحقيق مع باسم، وقال عنه: 'عندما تدخل الخارجية الأمريكية و'سي، إن، إن' ووسائل إعلام عالمية على الخط فأعلم أن في الأمر شيئاًَ أكبر من قدرات باسم يوسف وطاقاته وأن تجاوزاته التي تتخطى حدود النقد المباح إلى الانفلات والسقوط القيمي والأخلاقي يراد لها أن تكون 'أيقونة' للمزايدات السياسية والدبلوماسية ووسيلة للضغط على النظام الحاكم في مصر وتشويه صورته، ومادام أن الأمر كذلك فلا مجال للتعجب من تلك الهالة الإعلامية التي صاحبت ذهابه إلى النيابة وكم التعليقات والتشنجات الكلامية التي أحاطت بواقعة استدعائي وسؤاله عن إساءاته المتكررة لرموز وطنية وسياسية وبالأخص رئيس الدولة وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن تهكمه من العقائد والقيم الدينية، وكما أصبح جون ستيوارت إلى أداة للسخرية من اليمين الأمريكي والرئيس جورج بوش وحزبه الجمهوري ضمن حملة الحزب الديمقراطي لاستعادة كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، يستخدم باسم يوسف الآن كأداة في يد المعارضة المصرية للإطاحة بالرئيس مرسي وتصفية الحسابات مع الإخوان، نحن إزاء حالة من خلط الأوراق يتداخل العام فيها مع الخاص والمحلي مع الدولي لكنها تؤكد بوضوح أن هناك شبكة منظمة تضم أطرافاً داخلية وخارجية إعلامية وسياسية ومخابراتية تعمل بدأب وإصرار على ضرب تجربة الحكم الإسلامي في مصر وتقف لها بالمرصاد وما 'ظاهرة باسم يوسف إلا حالة كاشفة ضمن تدابير أخرى بعضها صريح معلن بدت أثاره في الشارع المصري خلال الأيام الماضية وبعضها مازال خفياً ونتمنى أن تفضحه الأيام المقبلة'.

لماذا صار الجميع
يشمتون بالرئيس مرسي؟

وفي اليوم التالي - الخميس - سخر زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير 'المصريون' من الإخوان وأبدى الشماتة في الرئيس قائلاً: 'لم يحظ الرئيس المصري بمثل هذا الازدراء والإهانة منذ أتى للسلطة كما حدث له هذا الأسبوع، وأصدرت الخارجية الأمريكية بياناً بخصوص تحرش نظام الرئيس مرسي بباسم يوسف والإعلاميين وهو ما يعني أن الجهود الحثيثة لتي بذلها الدكتور عصام العريان بسفره إلى واشنطن ومقابلة مختلف المسؤولين والأجهزة لتقديم صورة حضارية للإخوان، وإيمانهم بالديمقراطية واستنارة مشروعهم السياسي أصبحت هباء، والأموال والجهود التي أنفقت على زيارة الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدة الرئيس إلى واشنطن ومقابلاتها المضنية ودفاعها عن النظام واحترامه للديمقراطية والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير أصبحت هباء منثوراً والجهود التي بذلها الدكتور عصام الحداد بسفرياته إلى واشنطن من أجل استرضائها ودفعها لدعم مسيرة الرئيس مرسي بوصفه ممثل الوسطية والاعتدال أصبحت نسياً منسياً، والطريف في الأمر أن بعض المتحمسين من قيادات الجماعة والحزب يهتفون باستعلاء مصطنع طظ في أمريكا، نعم مليون طظ في أمريكا ولكن طالما أنه طظ في أمريكا ولا تعنيك، لماذا تهدر المال العام على سفريات مساعديك ومستشاريك لتسويق نظامك هناك ومحاولة استرضاء المؤسسات السياسية والاقتصادية والإعلامية الأمريكية؟'.

الرئاسة والحكومة لا تملكان جهازا
إعلامياً متطوراً لمواجهة الإعلام المضاد

ونظل في يوم 'الخميس' وسننتقل إلى 'الأهرام' لنكون مع زميلنا سامح عبدالله وقوله: 'مواجهة الإعلام في عصرنا الحاضر لا يمكن أن تتم إلا عبر إعلام مضاد أكثر مهنية يلتزم بكثير من الشفافية لأن غياب المعلومات يفتح الباب للقيل والقال والشائعات والمعلومات المغلوطة.
المشكلة هي أن مؤسسة الرئاسة والحكومة لا تملكان جهازاً إعلامياً متطوراً قادراً على مواجهة الإعلام المضاد وممثلو الإخوان يتحدثون بخطاب لا يصلح إلا لجمهور من المؤيدين ولا يعتمد على المنطق والإقناع وتقديم المعلومات وهي أمور ضرورية لمخاطبة المخالفين في الرأي.
أرجوك يا سيادة الرئيس اطلب من مساعديك البحث في الانترنت عن شركة عالمية للعلاقات العامة واستعينوا بها لتدريب مسؤولي الإعلام في الحكومة والحزب فهذه هي الطريقة الوحيدة الصحيحة لمواجهة مشاكلكم مع الإعلام المضاد'.

جون ستيوارت انحاز
لباسم يوسف واهان الرئيس

أما زميله محمد أبو الفضل فكان رأيه هو: 'تعرض الرئيس محمد مرسي للنقد بطريقة تفوق ما أقدم عليه 'باسم' في جميع حلقاته الماضية لأن الإعلامي الأمريكي 'جون ستيوارت' خصص جزءاً مهماً من برنامج 'ذي دايلي شو' يوم - الاثنين - الماضي للسخرية اللاذعة من رأس النظام المصري والدفاع عن 'باسم' الذي وجهت له النيابة تهمة إزدراء الاديان وإهانة الرئيس، أعاد الى آذان وعيون المشاهدين لقطات من خطاب الرئيس هاجم فيه اليهودية ونحن نعلم حساسة هذه المسألة في الولايات المتحدة وما يمكن أن يفعله اللوبي اليهودي هناك إذا أراد أن يستثمرها سياسياً بما يقود في النهاية إلى التعديل في الاتجاهات الأمريكية الشعبية والرسمية وبالتالي حدوث أضرار كبيرة بالمصالح المصرية، الواضح أن التحقيق مع 'باسم' بهذه التهمة التي أعقبتها تهم أخرى له ولعدد من الإعلاميين لا يؤكد غضب الإخوان من النقد فقط بل أيضاً محاولة تكميم الأفواه في زمن كسرت فيه تقريباً جميع الحواجز ولعل السيمفونية التي تعزفها الأبواق الإخوانية أو المحسوبة عليهم خير دليل على الخوف من الدور الإعلامي في كشف الانتهاكات السياسية التي ترتكبها الجماعة'.

الإخوة الحازمون والإخوة الباسمون

هذا، وكنت قد نسيت - وما أنساني إلا الشيطان بالإضافة إلى الشيخوخة، إلى ما قاله يوم الأربعاء، في 'الدستور' الأستاذ بجامعة الإسكندرية الدكتور إبراهيم السايح - يساري - عن ظاهرة باسم، وهو: 'نحن نضحك في بعض حلقات باسم يوسف من حماقات الإخوان وحماقات الرئيس والحكومة، ولكن هذا الضحك لا يعني أن الأستاذ باسم قد صار زعيماً سياسياً يستحق أن نؤسس له جماعة أو حزباً أو نطالبه بحكم مصر بدلا من السخرية ممن يحكمونها الآن! لا يجوز أن يتحول كل المصريين إلى فرق طائفية وعنصرية مثل جماعة الإخوان نحن الآن متشرذمون ضائعون بين الإخوة الحازمين والإخوة الباسمين والإخوة أعضاء ميليشيات الإخوان والإخوة الجهاديين والإخوة الاشتراكيين الثوريين والإخوة البلاك بلوكيين والإخوة الانارخيين والإخوة البلطجية والإخوة المرتزقة والإخوة المباركيين والإخوة الفلول والإخوة أنصار عودة العسكر والإخوة أعداء العسكر والإخوة ضباط اللحية والإخوة الفئويين والإخوة الإعلاميين والإخوة السلفيين والإخوة الشيوعيين والإخوة الناصريين والإخوة اللي مالهمش دعوة!، كل هذا القرف والعبط سببه المباشر أننا نحاول أن نفعل مثل الإخوان ويتشرذم كل فريق منا تحت راية أحد الأشخاص أو أحد المطالب وسببه غير المباشر أننا شعب تراثه من الجهل وغياب الوعي أكثر بكثير جداً من تراثه السياسي أو الديمقراطي أو الثقافي أو الاجتماعي أو حتى الشخصي معظمنا لا يجيد قراءة نفسه فكيف نطلب منه قراءة الأحداث أو المشاركة الايجابية في صنع 'مستقبل لوطن'.
لكن زميلنا الرسام الإخواني شفيق صالح كان له يوم السبت رأي آخر إذ أخبرني في 'الحرية والعدالة' انه شاهد الإعلام الفاسد وجه هفوات الإسلاميين صغيرة في حجم البعوضة فصورها في حجم الفيل، بينما صور جرائم الليبرالية واليسارية في حجم الناموسة بينما هي في حجم الفيل.

اسباب تراجع شعبية الرئيس مرسي

وإلى المعارك العنيفة التي تزداد اشتعالا حول الرئيس بسبب تصريحاته وقراراته وسياساته، لدرجة ان صديقنا العزيز وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والكتب ناجح إبراهيم، وجه النصح الى الرئيس قائلاً في مقال نشرته له يوم الأربعاء جريدة 'الحرية والعدالة' لسان حال حزب الإخوان وجريدة 'روزاليوسف'، وجريدة 'اللواء الإسلامي'، ومما قاله فيها: 'يؤلمني أن البعض أدخل د. مرسي والرئاسة في خصومات غير منطقة ودون مبرر سياسي حقيقي، تاركين خصوم د. مرسي الحقيقيين الذين يؤثرون في رصيده في الشارع المصري بالخصم والسلب، لقد أدخلوا مؤسسة الرئاسة في خصومة مفتعلة مع الصحافة والإعلام، مع ان أكثر هؤلاء الإعلاميين كانوا مناصرين ومحبين للدكتور مرسي إلى عهد قريب، وكان يمكن بقليل من الذكاء والحكمة الحفاظ على نصرتهم وتحييد الباقين على الأقل وتقليل دائرة العداوة، وكان ينبغي لمستشاري الرئيس الرسميين وغير الرسميين أن يذكروه بالحكمة التي قالها الرئيس الأمريكي كلينتون وهو المعروف بذكائه وشعبيته الجارفة 'من غير الحكمة أن تعادي صحافياً لأنه سيهاجمك في كل يوم ولن تستطيع أن تفعل معه شيئاً، كان ينبغي على مستشاري الرئيس جميعاً أن يدلوه على خصومه وهم:
1- أزمة السولار التي حولت كل سائق ميكروباص أو تاكسي إلى قناة فضائية معادية تعمل 24 ساعة يومياً.
2- أزمة البطالة التي يتحدث عنها كل شاب مصري التي طالبت ملايين الأسر فضلا عن أولئك الذين كانت لهم فرص عمل جيدة ثم ضاعت منهم فانتقلوا من الغنى إلى الفقر مثل الذين كانوا يعملون في الاستثمار والسياحة والاستيراد والتصدير.
3- أزمة ارتفاع أسعار السلع.
4- أزمة انقطاع الكهرباء، فمع كل يوم تنقطع الكهرباء لمدة ساعة عن كل منطقة لتصيب الحياة فيها بالشلل التام وقد وجدت أن معظم المحلات التجارية والعيادات في المناطق الشعبية بالإسكندرية قد اشترت مولدات كهرباء ولكنها صدمت صدمة شديدة حينما شق عليها توفير السولار للمولدات.
5- أزمة انخفاض سعر الجنيه مما أثر على إختفاء أصناف كثيرة من الأدوية وارتفاع أسعار العمرة وكل ما يتعلق بالعملات الأجنبية وهذا الأمر له آثار سلبية خطيرة على مشاعر المصري العادي تجاه الحكم.
6- غياب الأمن والأمان في الشارع المصري فما شعور الآلاف الذين سرقت بيوتهم أو سياراتهم أو خطف أولادهم طلباً للفدية أو يتعرضون باستمرار 'لفردة' البلطجية أو أولئك الذين قتل أبناؤهم أو أزواجهم.
وما شعور أسر الذين قتلوا في حوادث الثأر في القرى، أو الصعيد وهم لا يجدون من يحميهم أو يدافع عنهم أو يقبض على القاتلين، وما شعور الذين استولى البلطجية على أراضيهم عنوة في كل بقاع مصر؟!
يا سيدي الرئيس، أجل المعارك مع الصحافيين والإعلاميين ان كانت هناك ضرورة لمعركة فاصلة معهم، واهتم بخصومك الحقيقيين الستة الذين ذكــــرتهم وساعتها سيضطر أي إعلامي أن ينقل نبض الشارع الذي سيرفع لك القبعة'.

لماذا قمنا بالثورة إذن على هؤلاء الفاسدين؟

هذا ما كتبه ناجح، ويبدو أن الرئيس اقتنع به ولذلك قال لأعضاء الجالية المصرية في السودان أثناء لقائه بهم نقلا عن جريدة 'الحرية والعدالة' يوم السبت: 'كل يوم عندنا حكاية ونرى بعض رموز الفساد يعود إلى بيوتهم، وكأن سيئاً لم يحدث، وربما يتعين علينا منحهم مكافآت على فسادهم: 'لماذا قمنا بالثورة إذن على هؤلاء الفاسدين، وإذا تطلب الأمر القيام بثورة أخرى فأنا أدعو المصريين جميعاً للقيام بها، لا نريد اتخاذ إجراءات قد تبدو استثنائية، فقد وصفت ثورات كثيرة بأنها دموية، أما ثورتنا فإنها سلمية ونقض الطرف عن سفاسف الأمور حتى نمر من عنق الزجاجة، أن العودة للفساد أمر مستحيل ولن يتم السماح به، ولن نسمح للذين أفسدوا بأية خطوة أو حركة واحدة، أن المجرم يجب أن ينال العقاب.
إن أعداء مصر في الخارج يريدوننا أن نضيع الأوقات ونتناحر ونعطل المسيرة لأن نهوض مصر يعني نهوض الأمة والمنطقة بأكملها، ولكي نصبح مجرد سوق لمنتجاتهم، وأن نصبح مجموعة من المستهلكين على الرغم مما نملكه من موارد وأيد عاملة وأنه 'فقه السيطرة والاستعمار'.
يمكن حل مشكلتنا الاقتصادية في غضون ستة أشهر في حالة تعاون الأشقاء والأصدقاء معنا وإلا فإنها يمكن حلها خلال تسعة أشهر اعتمداً على سواعد أبناء هذا الوطن، ما أنعم الله به على الوطن من بركات مثل توقع - في موسم الحصادر الجديد - جني تسعة ملايين طن من القمح من المساحة المنزرعة نفسها مما يخفض استيرادنا من القمح ليصل إلى عشرين في المائة بدلا من خمسين في المائة'.

البلاد بحاجة الى اجراءات استثنائية

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! تاني؟ إجراءات استثنائية تاني، وثورة تاني؟ وأي ثورة تلك التي سيقوم بها وهو رئيس الجمهورية وحزبه وجماعته تحكم، ويتم علنا عدم الاعتراف لا بقضاء ولا بقانون، اللهم إلا إذا كان الرئيس يعني القيام بثورة مشابهة للثورة التي قام بها في سبتمبر 1981 واعتقل بها حوالي ألف وخمسمائة وستة وثلاثين على رأسهم المرشد العام الثالث للإخوان المرحوم عمر التلمساني؟
فمن الذين يريد اعتقالهم والقيام بثورة ضدهم؟ نيابة عن جماعته؟ وإلى أن يقوموا بذلك، فاننا نلاحظ هنا إلحاح فكرة الإجراءات الاستثنائية على ذهنه، فانه يكررها مراراً، ثم يتراجع عنها، كما يكرر فكرة لو استدعى الأمر ثورة سيقوم بها، ويكرر ثالثاً، دهشته من إفراج القضاء عن بعض الذين تتم محاكمتهم، أي لا يعترف بالأحكام ثم يكرر احترامه للقضاء والقانون، أي هناك نية موجودة باعتقالات وإجراءات استثنائية وعزل قضاة.

حل مشاكل مصر الاقتصادية
يحتاج لعشرات السنين لا تسعة اشهر

والذي يلفت الانتباه هنا ان عمق وخطورة الأزمة الاقتصادية ورعب الإخوان من عواقب انفجارها، جعلهم يخلقون لأنفسهم عالماً وهمياً يعيشون فيه ويريدون للشعب أن يعيش فيه معهم عدة أشهر لتأجيل الانفجار، ذلك ان حلها يحتاج إلى عشرات من السنين، لا ستة أشهر أو تسعة، وإذا كان الرق بين حلها بمساعدات الأشقاء والأصدقاء، أي بالقروض والتسول وبين بدونهم، هو ثلاثة أشهر، فلماذا الحصول على ودائع وفوائد بالربا - والعياذ بالله - ولماذا الجري بطريقة مهينة وراء صندوق النقد الدولي - ومسعدات بالقطارة من أمريكا؟ أقولها وأنا واثق مما أقول، لقد اقتربت نهاية النظام بأسرع مما كنت أتوقع، لأن هذا التشخيص المبسط للأزمة والحل، أفقدهم توازنهم، كلما يتصورون اشباح خروج الملايين في الشوارع بسبب لقمة العيش، وأنا أتذكر الآن بوضوح الرئيس الراحل أنور السادات - عليه رحمة الله - وهو يحاول المرحومة همت مصطفى الإعلامية ومقدمة البرامج في التليفزيون في يوم عيد ميلاده في ديسمبر 1980، وكانت تسأله عن وعده الذي قطعه للشعب بأن عام 1981، أي بعد أيام سيكون عالم الرخاء، وكان السادات قد وعد بأن كل المشاكل سيتم حلها، بل وسيكون لكل فلاح فيلا وحديقة امامها مفتوحة على بلكونة، ولن يعاني أحداًَ.
هل تعلمون ماذا كان رده على همت؟ قال، وأنا عند وعدي.
وقتها تيقنت تماماً أن السادات الذي عاش ردحاً طويلاً من عمره في الشارع وبين الناس وعانى معاناة هائلة، وأنا أعلم ذلك لأنه كان صديقا لعمي الإخواني المرحوم الحاج إبراهيم كروم، وهو الذي توسط له في العمل تباعاً على سيارة نقل مملوكة لأحد أصدقائه من تجار وكالة البلح، كما كان صديقاً لوالدي الذي كان يقوم بتوزيع منشورات يسلمها له في منطقة المعادي، أدركت أنه انفصل تماما عن الواقع واختلق لنفسه غيره ليهرب منه.

'الأخبار' تنتقد وزير الدفاع السيسي

وإلى المعارك والردود، التي يضرب أصحابها في كل اتجه لا يلوون على شيء، ونبدأها من 'أخبار' الثلاثاء مع زميلنا وصديقنا ورئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار الذي لم يعجبه كلام لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لأنه اشاد بقيادة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية مما دفاع بالدماء الى عروق جلال وصاح: 'ان جميع العقلاء والشرفاء في هذا الوطن يتفقون على أن ما قام به هذا المجلس العسكري سواء عن سوء نية او حسن نية أو عن جهل أو علم، هو سبب المحنة التي دفعت بالوطن إلى حافة الانهيار، انه لم يكن مخلصاً ولا حريصاً على الصالح الوطني الذي كان يحتم العمل على تحقيق الوفاق الوطني من خلال ما يتم اتخاذه من قرارات وإجرءات، من المؤكد أن مسيرة الأحداث تشير إلى انه كان هناك تواطؤ في توجيه دفة الأمور الى ما لا يتسم بالشفافية والنزهة، كان من نتيجة ذلك الجنوح إلى عملية إقصاء وتهميش لقوى ثورية ووطنية لصالح صفقة مشبوهة ثم عقدها مع تيار سياسي بعينه من ناحية أخرى فقد اتخذ المجلس موقفاً يثير الشكوك - عندما كان يمارس سلطاته - فيما يتعلق بإجلاء الحقائق حول المخالفات التي شابت الانتخابات الرئاسية مما أثار علامات استفهام كبيرة عظمت الاعتقاد بأنه خضع لضغوط داخلية وخارجية أمام كل هذه الشواهد والدلائل فإن المجلس العسكري ورئاسة المشير طنطاوي له لا يستحقان هذه الشهادة الشريفة للفريق السيسي'.

مؤتمر القمة العربية والاستقواء على سورية

وفي اليوم التالي - الأربعاء - هاجمت الجميلة زميلتنا سناء السعيد، مؤتمر القمة العربية في الدوحة لتسليمه مقعد سورية في الجامعة للمعارضة، وقالت عن هكذا تصرف: 'قمة الدوحة كانت قمة سورية بامتياز فلقد حرصت قطر على أن تكرسها للقضية الأساس عبر سيناريو المؤامرة الذي رسمته بحرفية ونفذته عنوة وفرضته كشرط إذعان على قادة الدول العربية الذين ظهروا مسلوبي الإرادة ولا حول ولا قوة لهم، راهنت قطر على ثلاثة أمور لتمرير مخططها العدواني ضد سورية الأول: الاستقواء بأمريكا التي تقم على أرضها من خلال قاعدة 'سيلية العسكرية'.
الثاني: عنصر المال الذي اعتمدته قطر كركيزة تشتري بواسطته دور الزعامة والهيمنة على الجميع والذي ن خلاله نصبت نفسها بوصفها القائد الملهم صاحب الدور المؤثر الذي يأتمر الجميع بأمره، الثالث: ضعف الدول العربية بحيث استطاعت قطر تطويع عدد منها للسير في ركابها'.

العريان يثير مشكلة
حول دفع الاعلاميين للضرائب

وثالث وآخر معارك اليوم ستكون من 'المصري اليوم' يوم الخميس، وهي لزميلنا وصديقنا حمدي رزق وكانت ضد صديقنا عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس مجموعته البرلمانية في مجلس الشورى، قال حمدي: 'في مجلس الشورى تمنطق عصام العريان بحزام العفة وتساءل 'رواتب الإعلاميين تصل لملايين الجنيهات، هل يدفعون ضرائب عن تلك الأموال أم يتهربون منها؟ وجاء بيان مصلحة الضرائب ليعري بيان العريان، بل يدفعون يا عريان والقائمة تضم عمرو الليثي ومحمود سعد ولميس الحديدي ألا تعتذر يا عريان؟! الرجوع إلى الحق فضيلة وبمناسبة أبلة فضيلة، هل سدد فضيلته 'مرشد الإخوان' الضرائب على راتبه من مكتب الإرشاد أم رواتب الإرشاد خارج الوعاء الضريبي؟ هل سددت - أنت - يا عريان الضرائب المستحقة على دخلك وبمناسبة دخلك أنتي بتشتغل إيه؟ هل سددت ضرائبك؟ هل سدد أخوك في الجماعة حسن مالك ضرائبه على داير مليم؟ مصلحة الضرائب نشرت قائمة الملتزمين ضرائبياً ولم يظهر اسم إخواني واحد يوحد ربنا في القائمة يقال انها قائمة المشاهير وماذا عن مشاهير الجماعة؟
نتساءل على نحو ما تساءلت: مشروعات رجال أعمال الجماعة بملايين الجنيهات بل بالمليارات 'هل يدفعون ضرائب عن تلك المليارات؟
أم يتهربون منها؟ أم أن الضرائب حرام؟ العريان عليه أن يستتر من عريه الذي فضحته مصلحة الضرائب ولينشر بياناً بضرائبه، 20 في المائة كما سدد الإعلاميون والفنانون'.
لا، لا، هذا إحراج ما بعده إحراج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق