السبت، 13 أبريل 2013

فى مواجهة غلمان بنى علمان..على بركات


عندما يتأخر الربيع لا يعنى ذلك ان الأفنان لن تثمر أو ان نسائم الزهور لن تهل ، ولا عجب فالرياح القاسيات تعطى نغم الحفيف للشجر ويتبعها غيثٌ من السماء سبقته السُحب فترى الارض أرتوت وربت ، ولا همس النخل الباسقات سوى مزيد من الثبات فى الارض ، ولا الموج العاتى العالى بِدليلٍ على الغرق فقد يأتيك من عميق اليم بما لا كنت تنتظر او حيث تحتسب ، ولا الشدائد الطوال بكاسره قلب مشاكس مقبلٍ غير مدبر فهو المجازف ليفوز بالِلذاذ ، ففى الزلازل مواعظ وفى البراكين فوائد ، ولكن حسب المرء ان لا يغيب عنه وعى عقله أو تخور قوى التحدى فى صدره ، وليعلم ان الصعاب هى التى تشد ازره وتصنع مجده ليكون نبراساً لتاريخ يخلد ذكره ، لأجيال قد تعيش لحظات تقلُب امواج الزمن فتمضى على الخطى آمنين لحظات السقوط والانحدار ، ولا يغرنك الصمت فالسماء تدبر الأمر فى وجومٍ تام ، وتلك لحظات الحذر.
إن الربيع الذى طال قطف ثماره على ارض الكنانه بالكيفيه التى يبتغيها كافة اطياف المجتمع لهوا آت ، رضىَ وشاء من شاء وأبىَ من أبىَ ، وبرغم تكالب الكيانات المضاده للثوره من هنا وهناك فى الشرق والغرب فى الداخل والخارج على حرق الربيع العربى عامه وفى مصر وسوريا خاصه ، فإن الخط البيانى للتحول فى صعود وإن كان غير مرئى عبر إعلام المرتزقه ، إلا انه يشير للمتابع للحركه السياسيه الدؤوبه على المستويين الوزارى والرئاسى ، ان ثمة إنقلاب فى شكل سياسه ما بعد ثورة يناير الخارجيه والداخليه معاً ، وان كانت غير ملحوظه على المستوى الداخلى سوى لمن يعرف كيف يستقى المعلومات ويعلم بحور المصادر! .
لقد ضيق الامريكان والاتحاد الاوربى وبعض دول الخليج الخناق على سعى الثوره ونجحوا دون ادنى شك فى بطء الحصاد وعرقلة ترمومتر الانطلاق أو هكذا يبدو ، لكنهم جميعاً لم يستطيعوا وئد جهازها العصبى او شل مركز بوئرة التحدى فى مخ التحول ، جاءت آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوربى إلى القاهره لتفرض شروط على القياده الجديده المنتخبه ( غير المصنوعه ) ، إما ان تنصاع القياده فى مصر لوثيقة الامم المتحده الخاصه بالمرأه وجمعيات حقوق الانسان وتحقيق مطالب من يسمون بهتاناً بالمعارضه ، أو تعليق المساعدات التى وعد بها الاتحاد الاوربى ، ومن قبل ربطت المساعده بتوفيق اوضاع النظام فى مصر مع البنك الدولى بشأن القرض المتنازع عليه بين الاوساط السياسيه فى مصر الكنانه ، لقد تعدت كاترين آشتون قدرها حينما تصورت ان مصر بعد ثورة يناير سوف تنحنى او ستخفض جناح الزل لكائن ما ، فى الغرب والشرق ، ام إنه الصيد فى الماء العاكر وإستثمار فرص المناخ العام الذى تعيشه مصر الان إقتصادياً وسياسياً وانفلات يكاد يكسوا اكثر المؤسسات ، كما استثمر خونة الداخل زيارتها فى محاولة إشعال الفتنه الطائفيه فى الحادث الذى عُرف إعلامياً بفتنة ( الخصوص وأحداث الكاتدرائيه ) والتى هيئ لها دون ادنى شك بنى علمان بالإستعانه بغلمانهم فى اللحظه التى نفذت حيلهم السياسيه ، (( وبنى علمان وغلمانهم لا يهم فى الواقع منبعهم الدينى ، إسلامى كان أونصرانى فكلاهما ينتميان الى مذهب إقصائى فوضوى غير وطنى تابع للمدرسه الإستعماريه التى ظهرت إبان الحملات الفرنسيه على منطقتنا العربيه والاسلاميه ، وقد أشرنا لهذه الجزئيه فى مقال سابق )) ، لإرباك النظام الحاكم وإحراجه أمام آشتون ليكون بمثابة ضغط للإزعان بشروط الاتحاد الاوربى .
هناك عشرات من الاحزاب المعارضه التى تمتد جزورها الى ماقبل الثوره ، وهناك أحزاب ولدت عقب الثوره ، لكن المدهش ان ( اغلب المعارضه العلمانيه والليبراليه ) ومن يلف لفها تسير فى إتجاه معاكس تمام للثوره وإن شئت النهوض بمصر وتستغل كل رخيص للحيلوله دون نهوض النظام الحالى إقتصادياً وسياسياً ومستعدون فى كل لحظه لحرق البلاد وهكذا يسعون ، وما رغبة إستدعاء محمد البرادعى وعمرو حمزاوى للغرب للتدخل عنا ببعيد ، ومن قبل محاولة إفشال الناصرى صباحى للإستثمارات الامريكيه عقب هزيمته فى الانتخابات الرئاسيه وصعود الدكتور مرسى ، نهيك عن التصريحات المخزيه لهم جميعاً لوكالات الانباء الغربيه لإستمالت عطفهم ولو على حساب ( الوطن ) ، فى المقابل هناك العديد من المعارضه ذات التوجه الاسلامى لكنها تعى تماماً الحد الفاصل بين النقد والقدح وإصطياد الاخطاء بين ان تعارض من اجل بناء مصر وهدم مصر من أجل كرسى فى برلمان او طمعاً فى مؤسسة الرئاسه ، وكل لبيب بالاشارةِ يفهمُ .
ولان المواجهه تتطلب تغير المسار الذى يضمن الوقوف على القدم أوالحد الادنى للثبات فى وجه العاصفه المفتعله ، كان على القياده الوليده فى مصر ان تبحث عن بدائل تغنى وتسمن حتى لا يطولها الجوع والعَوَز ، فقفزت على المستوى الخارجى سياسياً فبنت علاقات مع الصين والهند وباكستان وكوريا الجنوبيه وإيطاليا وتركيا وتتوغل فى افريقيا وهناك مساعى لعلاقات مع امريكا الجنوبيه وفى الطريق لرسم علاقات مع ( ايران ) وإن كانت بحذر، وقد اثمرت زياره السودان للرئيس ( المنتخب الدكتور مرسى ) ان وزارة الزراعه ستحصد الاسبوع المقبل الف وخمسمائة فدان قمح والاتفاق على زراعة مليونين فدان ، وفى إنجاز مشهود لدولة قطر بمنح مصر ثلاثة مليارات دولار مقابل شراء سندات مصريه وضخ الغاز الطبيعى وإلغاء نظام الكفاله للعماله والشركات المصريه ، كما وقع النظام الليبى على ضخ مليارين دولار للمركزى المصرى كوديعه ، كما تم الاتفاق بالاستعانه بالجيش المصرى لتدريب وتأهيل وتسليح الجيش الليبى .
ان المحاولات المستميته من جانب أعداء التحول على ارض الكنانه سيتمخض عنها ( إذا قٌدِر لهم النجاح ) ثوره لا تعرف للسلميه طعم ولالون ولارائحه ، وستكون العاقبه أسوء بكثير مما يتصوره اصحاب الأجندات السوداء والحمراء وحتى التى تبدو فى العلن بيضاء !!!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق