الاثنين، 8 أكتوبر 2012

مفتي مصر يحرِّم ختان الإناث

ماساشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) --  تعيش فاطمة محمد، 45 عاما، في الولايات المتحدة، وهي من المهاجرين الصوماليين الذين يواجهون سؤالا، قلما يقلق بشأنه معظم الآباء: هل علي أن أختن ابنتي؟
وفي الولايات المتحدة يعد ختان الإناث محظورا بموجب القانون، ولكن الضغوط الثقافية والدينية بين أسر مهاجرة من بلدان أفريقية وإسلامية، ما تزال تدفع باتجاه انتشار تلك العادة.
وتقول فاطمة إن القرار كان سهلا بالنسبة لها، بعدما أن مرت بنفسها بتجربة مؤلمة في أفريقيا عندما كانت طفلة، لافتة إلى أنها تعارض بشدة فكرة ختان ابنتها ذات الـ11 عاما، والأمريكية المولد، والتي تهوى كرة القدم، وتحب مشاهدة "أمريكن أيدول".
ولكن ليس كل أسرة في المجتمع الأفريقي بولاية ماساشوستس تشعر بهذه الطريقة، كما لا يمكنهم أخذ قرار سريع برفض ختان بناتهم، لأن الأمر جزء لا يتجزأ من الطقوس الثقافية وهوية المرأة، وفقا لما تؤكده فاطمة.
وتقول: "إنهم يتهربون من الحديث في الأمر.. يعتقد البعض أنهم يهينون ثقافتهم وتراثهم.. وسيقول لك البعض إنك الآن تتصرف مثل أمريكي.. ونسيت من أنت، وما هي ثقافتك."
والختان طقس تاريخي يمارس في مناطق مختلفة من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، ولكن هذا الإجراء لا يثير الاحتجاج في العالم النامي فقط، إذ أن المعتقدات الدينية والثقافية بشأن ختان الإناث غالبا ما تتبع المهاجرين واللاجئين الذين ينتقلون إلى أمريكا.
ختان الإناث منتشر في دول العالم النامي
ختان الإناث منتشر في دول العالم النامي

ونادرا ما تم توثيق حالات ختان في الولايات المتحدة، ولكن من المرجح أن تلك العادة انتشرت في أمريكا وعدد من الدول الغربية، وفقا لأطباء وجماعات حقوقية.
ففي الولايات المتحدة، يقدر أن نحو 280 ألف امرأة، إما تعرضن للختان، أو هن في خطر التعرض له، لأنهن يتحدرن من مجتمعات عرقية تمارس ختان الإناث، وفقا لتحليل بيانات تعداد عام 2000 التي أجراها مركز الصحة والمرأة الأفريقية في بريغهام.
ويظهر التعداد ذاته أن هناك ما يقرب من 150 مليون امرأة يعشن في الولايات المتحدة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك نحو 140 مليون امرأة حول العالم يتعايشن حالياً مع آثار "تشويه الأعضاء التناسلية،" الذي تعرضن له "عن قصد وبدواع لا تستهدف العلاج."
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته في فبراير/شباط الماضي "يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الممارسات التي تنطوي على إتلاف تلك الأعضاء أو إلحاق أضرار بها،" لافتة إلى أن هناك "نحو ثلاثة ملايين فتاة ممّن يواجهن مخاطر تشويه أعضائهم التناسلية كل عام في أفريقيا."
advertisement
وأكدت المنظمة أن هذه الممارسات لا تعود بأي منافع صحية تُذكر على الفتيات والنساء، بل إنها "يمكن أن تتسبّب في وقوع نزف حاد ومشاكل عند التبوّل وتتسبّب، ولاحقاً، في مضاعفات محتملة عند الولادة وفي وفاة المواليد."
يشار إلى منظمة الصحة العالمية اعتمدت في عام 2008، اعتمدت قراراً بشأن التخلّص من ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، يؤكّد على ضرورة "اتخاذ إجراءات منسقة في جميع القطاعات- الصحة والتعليم والمالية والعدالة وشؤون المرأة."


أكد مفتي مصر الشيخ علي جمعة مجددا أن عمليات ختان الإناث التي تمارس في مصر "حرام" بعد وفاة طفلة أثناء إجراء هذه الجراحة.







وكشفت الصحف المصرية أمس عن وفاة طفلة من مدينة مغاغة في محافظة المينا (نحو 250 كلم جنوب القاهرة) أثناء إجراء جراحة ختان لها قبل يومين.
واتهمت والدة الطفلة الطبيبة التي أجرت الجراحة بأنها تسببت في موتها. وقال الشيخ جمعة في بيان أصدره تعليقاً على وفاة الطفلة إن "دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى للدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق تؤكد أن ما يحدث بهذه الصورة يوجب القصاص".

وكان شيخ الأزهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي أكد في تصريحات سابقة أن عادة الختان هذه غير إسلامية وأن أمرها مردود إلى الأطباء أهل الثقة لتحديد مدى الحاجة الطبية أو الصحية لها، مبيناً أنه لم يجد في أمور التشريع الإسلامي ما يوثق هذه العادة.

وقالت نقابة الأطباء إنها تجري تحقيقاً في وفاة الطفلة "بسبب قيام الطبيبة بالتخدير والجراحة معاً" في حين أن عملية التخدير تتطلب طبيباً متخصصاً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق