الخميس، 4 أكتوبر 2012

الريال والصاروخ والضرب على الجيوب

ما الذي دفع الريال الايراني الى حافة الانهيار، وسط الصواريخ المنصوبة والقبضات المرفوعة وهتافات الموت لأميركا؟ الغرب والمعارضة كما يقول الرئيس احمدي نجاد أم سوء ادارة الحكومة الذي هو السبب في ٨٠% من المشاكل الاقتصادية والباقي للعقوبات كما يقول رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني؟ الحرب النفسية والمضاربات التي يترك وزير الاقتصاد معالجتها للأجهزة الأمنية أم كلفة المشروع النووي الذي هو جزء من الطموح لمشروع استراتيجي بقيادة طهران يسميه المرشد الأعلى علي خامنئي الشرق الأوسط الاسلامي؟
الجواب هو كل هذا وأكثر. فالجمهورية الاسلامية تستعد لحرب مع اسرائيل أو مع اسرائيل وأميركا، تعرف ما يحول دون وقوعها من ضوابط وحسابات للمخاطر، وتمارس مثل اسرائيل نوعاً من حرب تهويل كبديل منها. وهي تتصرف حيال حرب سوريا على أساس انها حلقة في الحرب عليها وعلى محور الممانعة الذي تقوده. لكنها لم تستعد، كما يجب، لحرب واقعة منذ سنوات هي سياسة الضرب على الجيوب التي بدأتها أميركا وتبعها المجتمع الدولي عبر عقوبات محدودة في مجلس الأمن وعقوبات أميركية وأوروبية اضافية غير محدودة.

ذلك أن ايران وجدت نفسها مضطرة للانتقال من الاستهزاء بالعقوبات الى الاعتراف بأثقالها ومفاعيلها. فلا هي تستطيع تسويق نفطها بشكل كامل، ولا أن تقبض ثمن ما تبيعه. ولا هي أقنعت المجتمع الدولي بأن مشروعها النووي للأغراض السلمية. ولا أحد يصدق أنها تتحمل كل هذه الضغوط والعقوبات وتقدم كل هذه التضحيات من أجل مشروع نووي سلمي، إن لم يكن ذا بُعد عسكري ضمن هدف له أولوية قصوى في الأمن القومي هو امتلاك السلاح النووي.
والسؤال هو: هل وصلت الجمهورية الاسلامية، وهي في عز قوتها، الى ما وصل اليه الاتحاد السوفياتي في سنواته الأخيرة؟ والى أي حد يصح قول كريم سادجيور الخبير الايراني في مؤسسة كارنيغي إن النظام يستنزف نفسه حتى الموت من أجل البرنامج النووي؟
من الصعب في المدى المنظور، تصور غورباشوف ايراني. لكن من السهل تذكّر درس الاتحاد السوفياتي الذي عجز عن تحمل سباق تسلح مع أميركا في اقتصاد ضعيف وتطلعات لأجيال جديدة مستعدة للتمرد على البؤس والقمع.
وليس قليلاً ما تنفقه ايران على التسلح وعلى دعم حلفائها في المنطقة، وسط سوء في ادارة الاقتصاد وتحركات للمعارضة برغم القمع. وليس علاج الاقتصاد هو قول الرئيس احمدي نجاد لسبعين خبيراً اقتصادياً قدموا مقترحات لتحسين الوضع إن المهدي المنتظر لن يتركنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق